ضيا اسكندر
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 8456 - 2025 / 9 / 5 - 12:01
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
إلى أخواتي العذارى في كل بقاع الأرض.
إليكنّ نداء قلبي، مُنَمنَماً بحروفٍ تبحث عن أرواحكنّ لتُضيء فيها شمعة أمل.
يا أزهاراً ما تزال تزهو في حديقة الحياة، لم تُقطف بعدُ، ليس لأن الذبول مسّها، بل لأنها آثرت أن تورق تحت نورها الخاص، بعيداً عن ظلٍّ يحاول أن يختزلها.
****
منذ أن وُجدت الحياة، وهي تسعى إلى تحقيق التوازن بين الذكر والأنثى، كرقصة كونية لا يكتمل لحنها إلا بثنائيتها.
غير أنّ الإنسان، يا أختي، يختلف عن سائر الكائنات؛ فنحن لا نُساق إلى مصائرنا، بل نختارها، ونُحاسَب على عواقبها.
****
لا تظنّي أن الزواج هو الخلاص، وأن العزوبية نقيصةٌ وعجزٌ. فالزواج إن خلا من الاحترام والأمان، هو سجنٌ بلا قضبان، قيدٌ لا يُرى، لكنه يكسر الروح.
أما العزوبية الواعية، المليئة بالإنجاز والضحك والاختيار، فهي حياةٌ تُعاش بكبرياء وكرامة.
أيتها الحرة!
اجعلي جسدك معبداً، وعقلك مكتبةً تُزهر بالمعرفة، وروحك سماءً مترامية لا تُثقلها غيوم.
اعملي، اقرئي، سافري، اضحكي حتى تدمع عيناك، وارفعي صوتك بالغناء متى شئتِ.
لا تُصغي لهمسات الظلال؛ فلن يحملوا عنكِ وجعاً، ولن يذرفوا دمعةً إن تعثّرتِ.
واعلمي أن العيش عزباء راضية، أرحم ألف مرة من زواجٍ خانقٍ يسمّونه "استقراراً"، وهو في الحقيقة جحيمٌ ينهش الروح.
لا تُقدِمي على ارتباطٍ يطفئ نورك، ولا تستسلمي لنداءات المجتمع وضغوط الناس؛ فحياتك لكِ وحدك، وأوجاعك لكِ وحدك، ولن يذرف دمعك سواكِ، إلا قلّةٌ تُعدّ على أصابع اليد.
شاركي في المعارض، احضري الأمسيات، اكتبي، ارقصي، وكوني كما تشائين. فالعمر أقصر من أن نُرضي به الجميع، لكنه يكفي لأن نُرضي به أنفسنا.
لا تهدريه في انتظارٍ عقيم.
كوني امرأةً تَختار، لا تُختار.
كوني القصيدة التي تُقرأ، لا السطر الذي يُمحى.
كوني الحياة، لا انتظار الحياة.
وتذكّري دائماً: السعادة لا تُهدى، بل تُصنع.
اصنعيها بيديك، وارفعي رايتك في وجه العالم، شاهدةً على أن المرأة قادرة أن تشرق بذاتها، حتى وإن لم تكتمل الرقصة الكونية بثنائية.
#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟