أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - غزة… بين مخالب الإبادة وفخّ التهجير














المزيد.....

غزة… بين مخالب الإبادة وفخّ التهجير


ضيا اسكندر
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8434 - 2025 / 8 / 14 - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ قرابة عامين، يعيش قطاع غزة تحت وطأة حرب إبادة ممنهجة، تقودها حكومة الاحتلال الإسرائيلي بلا هوادة، في ظل تواطؤ دولي وتخاذل عربي يكاد يرقى إلى الشراكة في الجريمة. لم يعد القصف مجرد حدث يومي، بل تحوّل إلى نمط حياة، أو بالأحرى نمط موت، يلاحق الفلسطينيين في نومهم ويقظتهم، في انتظارهم للمساعدات، في بحثهم عن الماء، في لهفتهم على رغيف خبز أو جرعة دواء.

في هذا المشهد الكارثي، تطلّ بين الحين والآخر دعوات خبيثة مسمومة من "إسرائيل" وحلفائها، تدّعي أن الحل الوحيد لإنقاذ سكان غزة من الفناء هو... الهجرة. لا يتورّعون عن طرح سيناريوهات تهجير جماعي إلى سيناء أو الأردن، بل يتوسّعون في خيالهم الاستعماري ليقترحوا دولاً أفريقية مثل ليبيا وأرض الصومال وجنوب السودان، ويصل بهم الأمر إلى اقتراح أندونيسيا وأستراليا كملاجئ محتملة. المهم، من وجهة نظرهم، أن يُفرغ القطاع من سكانه، وأن يُمحى من الخريطة بذريعة أنه لم يعد صالحاً للسكن، بعد أن تحوّل أكثر من 85% منه إلى ركام، وتلاشت فيه البنية التحتية من مدارس ومشافي ومياه وكهرباء..

وقد يسأل البعض: من سيلوم الفلسطيني إن فكّر في الرحيل؟ أليس من حقه أن يبحث عن حياة لأطفاله بعيداً عن الموت المتربص بهم في كل لحظة؟ أليس من الظلم أن يُطلب منه الصمود بينما يتفرّج العالم على مأساته بصمت؟ ملايين البشر هاجروا أوطانهم لأسباب أقلّ فداحة، فلماذا يُطلب من الفلسطيني أن يكون استثناءً في معاناته؟

لكن الحقيقة أن ما يُعرض على الفلسطينيين ليس حلاً إنسانياً، بل فخٌّ تاريخي. فالهجرة الجماعية ليست سوى خطوة أولى في تنفيذ الحلم الصهيوني بـ "إسرائيل الكبرى"، ذلك الحلم الذي لم يعد قادة الاحتلال يتورّعون عن التصريح به علناً. تصريح نتنياهو الأخير بأنه في "مهمة روحية وتاريخية" ليس سوى غيض من فيض، فالمخطط يتضمن قضم أجزاء من مصر وسوريا والسعودية والأردن والعراق، بعد ابتلاع كامل أرض فلسطين.

وفي الوقت ذاته، تُرفع شعارات "نزع سلاح المقاومة"، وتُشنّ حملات لتجريد حزب الله والحشد الشعبي من قدراته، بعد أن تم تدمير الجيش السوري، لتخلو الساحة أمام "إسرائيل" وتتحقق طموحاتها التوسعية دون مقاومة تُذكر.

أمام هذا الواقع المرّ، المقاومة ليست خياراً، بل ضرورة. والهجرة ليست حلاً، بل استسلاماً للمشروع الصهيوني. غزة تقاوم.. فإما أن نكون معها، أو نكون جزءاً من مؤامرة إبادتها. على القوى الشريفة في العالم العربي، ومن يؤازرها من أحرار العالم، أن ترفع الصوت عالياً، وأن تُكثّف جهودها في كل ساحة: من التظاهرات والاعتصامات إلى الندوات والمنصات الإعلامية، لتعبئة الرأي العام المحلي والدولي، وفضح المخطط الصهيوني الذي لا يستهدف غزة وحدها، بل يهدد مستقبل المنطقة بأسرها.

إنّ الهجرة من غزة ليست حلاً، بل بداية النهاية. ومن يظن أن النار ستقف عند حدود القطاع، لم يقرأ التاريخ جيداً. غزة اليوم هي خط الدفاع الأخير، هي آخر خندق، آخر شهقة كرامة قبل الاختناق. وإذا سقطت، سقطت معها فكرة الوطن، والحق، وكل ما تبقى من عزّة.. فلنكن صوتاً لمن لا صوت له، ولنحمل عنهم راية الصمود، لا لنمنعهم من الرحيل، بل لنمنحهم سبباً للبقاء.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما قصة النفير العام في سوريا؟
- هل يمكن لهيئة تحرير الشام أن تقود مشروعاً ديمقراطياً في سوري ...
- من خطاب الدولة إلى خطاب المكونات: هل ضاعت سوريا في متاهة اله ...
- نزع السلاح.. هل هو بداية نهاية لبنان؟
- مأساة التشرذم في قضايا الشعوب
- من مراعاة النظام إلى تمثيل الكرد.. هل تغيّرت روسيا؟
- روسيا والمأساة السورية الممتدة
- أشباحُ الابتسام
- اتفاق دمشق – إسرائيل: هل فقدت الدولة سيادتها؟
- حين يُكافأ الشرف بالحصار.. هل جُنّت الحكومة الانتقالية؟
- الحقد لا يسقط من السماء.. بل يصعد من الجحيم
- بلد الفزعات؟ أيّ وطن هذا؟!
- من السويداء إلى سايكس بيكو جديد... حين يصبح التقسيم حلاً مرغ ...
- من الساحل إلى السويداء.. متى يسقط الخوف؟
- العالم ليس صامتاً... العالم شريك في الجريمة
- هل تُفرّط حكومة الشرع بالجولان مقابل طرابلس؟
- هوية بصرية.. أم بصيرة غائبة؟
- حين تصبح البديهيات مادةً للجدل
- الصلاة في زمن الخوف
- هل مجزرة -كنيسة مار إلياس- آخر -التجاوزات الفردية-؟


المزيد.....




- معاملة خاصة لا تُمنح لباقي النزلاء.. نظرة على سجن مساعدة إبس ...
- عامل في مستشفى الفاشر: -فقدت زملائي… فقدت الوجوه التي كانت ت ...
- ميرتس يشدد على بقاء الشبان الأوكرانيين في أرضهم وعدم تزايد أ ...
- الإفراج عن بوعلام صنصال.. هل يعتبر مؤشرا إلى تهدئة دبلوماسية ...
- هل ترمم عودة توت قلواك الثقة وتوازن السلطة بجنوب السودان؟
- صحف عالمية: تخريب المستوطنين بساتين الزيتون بالضفة تطهير عرق ...
- جبل كليمنجارو يفقد 75% من أنواع النباتات خلال قرن
- جيش الاحتلال يواصل التجريف والنسف رغم سريان اتفاق إنهاء الحر ...
- بمشاركة 10 دول.. الناتو يختتم مناورات عسكرية في رومانيا
- مهدي السودان.. كيف هزم الخديوي وأسقط غوردون باشا؟


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - غزة… بين مخالب الإبادة وفخّ التهجير