ضيا اسكندر
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 8461 - 2025 / 9 / 10 - 11:18
المحور:
كتابات ساخرة
أيها السادة،
كفّوا عن التثاؤب، فالمجزرة مستمرة وعلى الهواء مباشرةً.
كفّوا عن التنديد الباهت، فإسرائيل لا تقرأ بياناتكم، بل تضحك عليها وهي تضغط الزناد.
ها هي "إسرائيل"، دولة الاحتلال والعربدة، تمدّ يدها إلى قطر، بعد أن شبعت من طعن طهران وصنعاء ودمشق وبيروت، وكأنها تقول: "كلّكم أهداف، وكلّكم صامتون، فلتكن حفلة الدم بلا نهاية."
وفدٌ من حركة حماس يُستهدف، يسقط الشهداء والجرحى، والعالم يتابع كمن يشاهد مباراة كرة قدم، يصفّق حيناً، ويعبس حيناً، ثم ينام.
أما غزة، فحدّث ولا حرج. إبادة جماعية تُبثّ على الهواء مباشرة، ولا أحد يغيّر القناة، بل يضبط الصوت ويطلب المزيد من التفاصيل!
الجهات التي تتغنّى بالقانون الدولي؟ مشغولة بتلميع صورتها، بينما القانون يُذبح على قارعة التصريحات.
أما المجتمع الدولي، فكالعادة، يخرج من سباته ليُطلق دعوته الأبدية: "ندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس"، وكأن المجازر تُرتكب بنفاد الصبر، وكأن الضحايا بحاجة إلى تهدئة أعصابهم لا إلى إنقاذ أرواحهم. ثم يعود إلى نومه العميق، مطمئناً أن البيان قد صدر، وأن الدم يمكنه أن يستمر في السيلان دون إزعاج.
أما الشعوب العربية، فـ"تنعم" بحالة سباتٍ عميق، كأنها وجدت في الصمت خلاصاً، وفي اللامبالاة وطناً.
ننتظر بالطبع إدانات من جامعة الدول العربية، بلغة خشبية لا تردع ذبابة. فلديها بيانات شجب تكفي حتى عام 2050، مع إمكانية التوصيل الفوري إلى القنوات الفضائية.
وفي المقابل، نعلم تماماً أن اتفاقات "أبراهام" مع الدول العربية المطبّعة مع "إسرائيل" لن تُمسّ.
ننتظر القوى السياسية، التي تدين وتستنكر وتندب، ثم تنسى، ثم تدين من جديد، في دورة عبثية لا تنتهي.
أيها السادة،
إسرائيل لا ترتكب الجرائم فقط، بل تُدرّسها.
تُعلّم العالم كيف يُقتل شعبٌ بأكمله دون أن يُحاسب أحد.
تُعلّمنا كيف يُهان القانون، ويُصفّق له في الوقت ذاته.
فلتعلموا أن الصمت جريمة، وأن التنديد بلا فعل خيانة، وأن التاريخ لا يرحم المتفرجين.
#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟