أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ضيا اسكندر - معضلة الرأي والرأي الآخر في الأنظمة الاستبدادية














المزيد.....

معضلة الرأي والرأي الآخر في الأنظمة الاستبدادية


ضيا اسكندر
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8492 - 2025 / 10 / 11 - 16:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في عالمٍ يُفترض أن يكون تعدد الآراء فيه دليلاً على حيوية الفكر، تتحول حرية التعبير في الأنظمة الاستبدادية إلى تهمة، بل إلى جريمة يُعاقب عليها صاحبها بأقسى العقوبات.
عبر التاريخ، لم يكن أصحاب الرأي المختلف مجرد معارضين، بل كانوا فلاسفة ومصلحين وعلماء، دفعوا ثمن أفكارهم من أعمارهم، وأحياناً من حياتهم.
ومع بزوغ الفكر الليبرالي وانتشار قيم حقوق الإنسان، بدأت المجتمعات المتحضرة تضع قوانين تحمي حرية التعبير، وتُجرّم الاعتداء على من يعبّر عن رأيه سلمياً. لكن هذه القوانين، وإن بدت انتصاراً للحق، لم تُطبّق بعدالة في كل مكان. فالدول التي تفتقر إلى الديمقراطية غالباً ما وقّعت على هذه الاتفاقيات تحت ضغط دولي، لا عن قناعة داخلية. وما إن تُغلق أبواب المؤتمرات، حتى تعود إلى ممارساتها القمعية دون خجل، وكأنها تقول: "نوقّع في العلن، ونقمع في السر".

الطبيعة البشرية بين المديح والنقد:
من الطبيعي أن يميل الإنسان إلى من يمدحه، وينفر ممن ينتقده. لكن النقد، حين يُقدّم بموضوعية واحترام، لا يُعدّ تهجماً بل ضرورة لتصحيح المسار. فالنقد البنّاء يكشف مواطن الخلل، ويقترح حلولاً، ويمنح فرصة للنمو والتطور. غير أن الأنظمة الاستبدادية، وحتى بعض الأحزاب التي تدّعي الديمقراطية، لا تفرّق بين النقد والتشويه، فتقمع كل رأي مخالف، وتُقصي كل من يجرؤ على التفكير خارج الصندوق.

المفارقة الحزبية: ديمقراطية على الورق، استبداد في الممارسة
ليست الحكومات وحدها من يمارس القمع، فالأحزاب السياسية – يمينية كانت أم يسارية – كثيراً ما تُظهر وجهين: وجه ديمقراطي في الشعارات، وآخر استبدادي في الممارسة. فكم من حزب نادى بحرية التعبير، ثم طرد أحد أعضائه لأنه خالف رأياً أو انتقد زعيماً؟ إن الاستبداد لا يرتبط فقط بالسلطة، بل بعقلية ترى في الاختلاف تهديداً، لا فرصة للحوار.

كيف نعالج هذه الظاهرة المرضية؟
لكي نواجه هذه الآفة، لا يكفي أن نُدينها، بل يجب أن نُفكك بنيتها ونقترح حلولاً عملية:
- تعزيز ثقافة الحوار: عبر التعليم والإعلام، يجب ترسيخ فكرة أن الاختلاف لا يعني العداء، وأن الرأي الآخر ليس خيانة بل إثراء للفكر.
- تشجيع النقد الذاتي داخل الأحزاب والمؤسسات: على كل كيان سياسي أو اجتماعي أن يراجع نفسه، ويقبل النقد الداخلي كجزء من التطور.
- تربية جمالية على الاختلاف: أن نعلّم الأجيال أن الجمال لا يكون في التماثل، بل في التنوع، وأن الأفكار المتباينة هي ما يصنع الحضارة.
في النهاية، حرية التعبير ليست ترفاً فكرياً، بل شرطاً أساسياً لصحة المجتمعات. حين يُمنع الإنسان من الكلام، يُمنع من التفكير، وحين يُمنع من التفكير، يُمنع من أن يكون إنساناً. فهل نريد مجتمعات تُدار بالصمت، أم تُبنى بالحوار؟
الجواب ليس في الشعارات، بل في الممارسة اليومية، في قدرة كل فرد على أن يقول: "أنا أختلف، إذن أنا موجود."



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تُخلع الأقنعة وتتكلم الغرائز.. كيف نُلغي الطائفية؟
- حين كانت الشاشة تبكي معنا
- خطة ترامب لغزة ومأزق حماس: بين مطرقة الرفض وسندان القبول
- التاريخ يعيد نفسه.. من الأسد إلى الشرع
- الطبيب الذي أحالني إلى الذكاء الاصطناعي
- من القبيلة إلى الدولة.. تحوّلات مفهوم الوطن عبر الزمن
- من وعود بلفور إلى وعود الأمم.. نكبة تاريخية مستمرة
- من الجهاد إلى البروتوكول.. حين يرتدي السيف ربطة عنق
- اللوحة التي لا تُفهم.. سرّ نجاة الفنان التشكيلي
- مناف طلاس وإحياء القرار 2254.. بداية واقعية أم وهم جديد؟
- بين أفول النجم الأمريكي وبزوغ التعددية: هل ودّعنا القطب الوا ...
- مجلس الأمن... ومجلس العار العربي
- حرية التعبير... بفضل قلة العناصر الأمنية
- مجزرة جديدة؟ لا بأس، لدينا بيان جاهز!
- دور الاستبداد في تشويه أخلاق العباد
- نداء إلى مَن لم تتزوج بعد
- جعلوني انفصالياً!
- تأملات في خطوة المجلس التأسيسي لوسط وغرب سوريا
- الوجه الخفي لبريطانيا في الأزمة السورية
- الصديق اختيار.. والرفيق التزام


المزيد.....




- قتلى وجرحى بإطلاق نار خلال تجمع في ولاية ميسيسيبي الأمريكية ...
- القاهرة وواشنطن تناقشان ترتيبات قمة شرم الشيخ.. وماكرون يتوج ...
- أربعينية الرفيق المناضل حميد المعطى – بني ملال
- زيلينسكي يدعو ترامب إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا كما فعل في غ ...
- متظاهرو مدغشقر يقتحمون ساحة 13 مايو بمرافقة الجيش
- زلزال يضرب إثيوبيا وسط تحذيرات من نشاط بركاني
- القدس.. وقفة تضامنية ضد إخلاء منازل الفلسطينيين في سلوان
- ويتكوف وكوشنر في غزة.. -جولة ميدانية- مع الجيش الإسرائيلي
- مصر.. اكتشاف قلعة عسكرية أثرية -قرب الحدود الفلسطينية-
- فيديو.. -لا ناجين- بعد انفجار مصنع الذخيرة الأميركي


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ضيا اسكندر - معضلة الرأي والرأي الآخر في الأنظمة الاستبدادية