أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ضيا اسكندر - يتمنّعن وهنّ.. نافرات














المزيد.....

يتمنّعن وهنّ.. نافرات


ضيا اسكندر
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8507 - 2025 / 10 / 26 - 12:03
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كم من قرنٍ مضى والعقل الذكوري يصرّ على اختزال المرأة في جسدٍ يُطلب ولا يُسأل، يُشتهى ولا يُفهَم؟
كم مرة وُصِمَت الأنثى بالبرود، فقط لأنها رفضت أن تُمارَس عليها الرغبة كواجبٍ منزليٍّ خالٍ من الحنان؟

النفور ليس دلالًا، والامتناع ليس لعبةً أنثوية كما يزعم وعيٌ ذكوريٌّ اعتاد أن يُحمِّل المرأة خطايا العالم.
فهناك نساءٌ يتمنّعن لأن أجسادهنّ أنهكها الألم، لأن أرواحهنّ خارت من التعب، لأنهنّ يواجهن ضغط الحياة اليومي بين العمل والمنزل والأمومة والتوقعات التي لا تنتهي، فلا يجدن في اللحظة الحميمة سوى مرآةً جديدةً لتعبٍ لم يُفهم، أو وجعٍ لم يُحترم.

لكن المجتمع الذكوري، بعاداته الصلبة ووعيه المشوَّه، يرى في ذلك إهانة لفحولة الزوج أو تمرداً على سلطته، فيُسارع إلى تبرير خيانته تحت شعارٍ ساذج: "هي من دفعتني"، وكأنّ الجسد الذكري كائنٌ مقدّس لا يُحتمل أن يُرفض، وأنّ المرأة التي لا تستجيب تكون قد ارتكبت جريمةً أخلاقيةً بحق الرجولة.

كم من أنثى أُدينت لأنها طلبت قليلاً من الحنان قبل الجسد، لأنها طلبت تفهّم زوجها لآلامها الجسدية أو انكساراتها النفسية! وكم من رجلٍ استسهل أن يبحث عن “الدفء” في حضنٍ آخر، بدل أن يبحث عن السبب في البيت الذي تركه يبرد؟
تلك الازدواجية الفاضحة في نظرة المجتمع تجعل من خيانة الرجل مغامرةً “مبرَّرة”، ومن امتناع المرأة خطيئةً “موثّقة” في سجلّ العيب والعار.

المشكلة لا تكمن في الغريزة، إنما في العدالة العاطفية. في أن تُعامَل المرأة ككائنٍ يشعر ويتعب ويتألم، لا كأداةٍ لتفريغ الرغبة. فالجسد مساحةُ تفاعلٍ بين روحين، لا ميدانٌ لغرائز متصارعة.

حين يتعلّم الرجل أن يصغي إلى أنين زوجته كما يصغي إلى ذاته، ويدرك أن العاطفة مسؤولية مشتركة، لا امتيازٌ ذكوري، عندها فقط يمكن أن تتحول العلاقة الزوجية من "واجبٍ مؤدّى" إلى حبٍّ يُرمّم ولا يُنهك، إلى دفءٍ يُشفى ولا يُستهلك.
النساء لا "يتمنّعن" حين يُفهَمن… إنما يتفتّحن كحقولٍ من الورد وجدت من يسقيها، لا من يقطفها.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا ملوك بعد اليوم: أمريكا تنتفض ضد النزعة الاستبدادية
- كيف يصنع الغرب الوحش ثم يعلن الحرب عليه؟
- سوريا بين الفقر والفوضى.. لماذا لا بد من حل سياسي عاجل؟
- لماذا لا ينتسب الشباب إلى الأحزاب؟
- معضلة الرأي والرأي الآخر في الأنظمة الاستبدادية
- حين تُخلع الأقنعة وتتكلم الغرائز.. كيف نُلغي الطائفية؟
- حين كانت الشاشة تبكي معنا
- خطة ترامب لغزة ومأزق حماس: بين مطرقة الرفض وسندان القبول
- التاريخ يعيد نفسه.. من الأسد إلى الشرع
- الطبيب الذي أحالني إلى الذكاء الاصطناعي
- من القبيلة إلى الدولة.. تحوّلات مفهوم الوطن عبر الزمن
- من وعود بلفور إلى وعود الأمم.. نكبة تاريخية مستمرة
- من الجهاد إلى البروتوكول.. حين يرتدي السيف ربطة عنق
- اللوحة التي لا تُفهم.. سرّ نجاة الفنان التشكيلي
- مناف طلاس وإحياء القرار 2254.. بداية واقعية أم وهم جديد؟
- بين أفول النجم الأمريكي وبزوغ التعددية: هل ودّعنا القطب الوا ...
- مجلس الأمن... ومجلس العار العربي
- حرية التعبير... بفضل قلة العناصر الأمنية
- مجزرة جديدة؟ لا بأس، لدينا بيان جاهز!
- دور الاستبداد في تشويه أخلاق العباد


المزيد.....




- رئيس الوزراء لمناسبة اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية: نساء فل ...
- لماذا تصيب متلازمة القولون العصبي النساء أكثر من الرجال؟
- استنكار تعليق نشاط الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات
- استنكار في تونس بعد قرار بتعليق نشاط -الجمعية التونسية للنسا ...
- كاميرا مراقبة ترصد تصرفًا غريبًا لامرأة عندما وجدت دمى ساحرا ...
- فرنسا: السجن المؤبد على ذهبية بنكيرد بعد إدانتها باغتصاب وقت ...
- ليال عراجي: أم لبنانية في معركة مع منظومة تشرعن حرمانها من أ ...
- فرنسا.. عقوبة -غير مسبوقة- ضد جزائرية -اغتصبت وعذبت وقتلت- ط ...
- فرنسا.. الحكم بالسجن مدى الحياة لامرأة جزائرية اغتصبت وقتلت ...
- دعوى ضد فرنسا بتهمة -اغتصاب- مقر سفارتها ببغداد من أملاك يهو ...


المزيد.....

- الحقو ق و المساواة و تمكين النساء و الفتيات في العرا ق / نادية محمود
- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ضيا اسكندر - يتمنّعن وهنّ.. نافرات