ضيا اسكندر
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 8555 - 2025 / 12 / 13 - 12:03
المحور:
كتابات ساخرة
في الوقت الذي تنتظر فيه البلاد أي بارقة عقلانية، تفاجئ الحكومة الانتقالية السوريين بقرار جديد: منع استيراد الآلات الموسيقية. في خطوة تبدو كأنها قادمة من زمن آخر، خطوة تكشف رغبة واضحة في صناعة صمت شامل، صمت لا يعلو فيه سوى ضجيج الخطابات الرسمية. الموسيقى تُعامل كخطر، والفرح يُعامل كتَرَف، والهوية تُعامل كعِبء. قرار يضيف طبقة جديدة من العبث فوق مجتمع يبحث عن نغمة واحدة تذكّره بأن الحياة لم تُدفن بعد.
القرار يضيّق على الطلاب والأساتذة والفرق الفنية، ويحوّل أبسط أدوات التعبير إلى مواد محظورة. كأن البلاد تحتاج إلى مزيد من الصمت. كأن الناس لم يُسلبوا ما يكفي من حقوقهم حتى يُسلبوا أصواتهم أيضاً.
هذه السلطة تكشف خوفها من كل ما يحرّك الروح. تخشى آلة موسيقية أكثر مما تخشى الفساد، أو انهيار الليرة. تخشى أن يسمع الناس شيئاً يذكّرهم بأنهم بشر، وأن الحياة ليست مجرد طوابير وخبز مقطوع ورواتب مسحوقة.
منع الآلات الموسيقية ليس قراراً اقتصادياً، إنه إعلان عن عقلية تُحارب الفرح، وتخشى الحرية، وتريد مجتمعاً مطفأ الصوت. خطوة صغيرة في ظاهرها، لكنها تحمل روحاً ثقيلة.. سلطة تريد بلداً بلا موسيقى، بلا ألوان، بلا نبض.
#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟