أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - ما بعد التحجّر














المزيد.....

ما بعد التحجّر


رانية مرجية
كاتبة شاعرة ناقدة مجسرة صحفية وموجهة مجموعات

(Rania Marjieh)


الحوار المتمدن-العدد: 8564 - 2025 / 12 / 22 - 11:46
المحور: الادب والفن
    


تحجّرتُ

لأن الوعي حين يُحاصَر

يبحث عن هيئةٍ لا تُستنزف.

ولأن الفهم، إذا وُضع في بيئةٍ تعادي الأسئلة،

يتعلّم التخفّي كي ينجو.



لم يُنهكني العنف الصريح؛

ذلك يُرى ويُسمّى ويُدان.

ما أرهقني كان ناعمًا،

مُهذّبًا،

مُغلّفًا بلغة الحرص والمعرفة.

استنزافٌ بلا جروح مرئية،

لكن بنتائج قاطعة.



كنتُ في دوائر كثيرة

ولا أنتمي لأي منها.

محاطةً لا محتواة،

مرئيةً حين أُفيد،

ومُلغاةً حين أتّسع.

كان المطلوب أن أبقى أقلّ من وعيي

كي لا أُربك التوازن الهشّ من حولي.



هناك، تعلّمتُ أن بعض البيئات

لا تريد امرأةً كاملة،

بل نسخةً قابلة للتكييف:

تخفّف لغتها،

تُنعّم رأيها،

وتعتذر عن حدّتها

كأن الوضوح إساءة.



تدرّبتُ طويلًا على التنازل:

في النبرة،

في الحضور،

في الحقّ بالسؤال.

حتى صارت “اللطافة” قناعًا،

وصار الصمت مهارة اجتماعية،

وتحوّلت المرونة إلى جلدٍ إضافي

يخفي النزيف.



وهكذا جاء التحجّر.

لم يكن قسوة،

بل آلية نجاة.

الصخر لا يُستدرج،

ولا يُطالَب بالشرح،

ولا يُستنزف بسهولة.



لكنه

لا يعيش.



في لحظةٍ غير درامية،

سقط الاتفاق غير المكتوب

بيني وبين هذا الدور.

لم أغادر أحدًا،

غادرتُ الفكرة:

أن الانتماء ثمنه الذوبان،

وأن المرأة الواعية

مطالبة بتصغير نفسها

كي تُحتمل.



تحرّرتُ

حين توقفتُ عن التبرير.

حين أدركتُ أن الشرح المتكرر

ليس حوارًا

بل محكمة.

وأن من يُصرّ على إساءة الفهم

لن تنقذه الكلمات.



أعدتُ السيادة إلى الداخل.

لأفكاري حقُّ أن تكون حادّة،

ولـ “لا” حقي في أن تكون كاملة،

دون اعتذارٍ أو زخرفة.



بدأتُ من جديد

لا كبراءة،

بل كمسؤولية.

نصٌّ يعرف تاريخه

ولا يتنصّل منه.

حدودٌ بلا ضجيج،

وحضورٌ لا يطلب الاعتراف.



اليوم،

لا أطلب أن أُفهم.

الفهم امتياز،

لا حقًّا عامًا.



تحجّرتُ يومًا

لأن النجاة كانت ضرورة.

وتحرّرتُ

لأن الحياة

أوسع من أن تُعاش

بوضعية الدفاع.



أنا الآن

لا أشرح،

لا أبرّر،

ولا أقاوم.



أنا أعيش

بوضوحٍ كافٍ

ليُربك

كل ما اعتاد أن يتغذّى

على تآكل النساء.



#رانية_مرجية (هاشتاغ)       Rania_Marjieh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رقصة الأرواح نص شعري
- قراءة في معنى العدالة الإلهية وسط عالم مرتبك «لأن عيني الرب ...
- يوم اللغة العربية… من مسيرة المربّي ميخائيل فانوس
- ما يبقى بعد الصوت نصّ تأملي عن الانتقال من ردّ الفعل إلى الم ...
- خارج النص
- في اليوم العالمي للغة العربية: بيانٌ داخلي إلى الشعوب العربي ...
- **الرواية عند فلسطينيّي الداخل (عرب ال48): حين تصبح القلّة م ...
- «ومضات الروح»… حين تُصبح المحكية معرفةً لا لهجة
- قراءة أدبية تحليلية معمقة لقصيدة -حاملة الصوت- للشاعرة رانية ...
- جسدُ الطوائف
- حاملة الصوت قصيدة
- حين تُصاب الرعاية: بيان إنساني
- ⭐ سرّ ليلة الميلاد ⭐قصة للاطفال
- «مسّني جِنّ»… حين تكتب تفّاحة سابا من لحم المرأة ومن ظلّها و ...
- خُنتُ نَفسي
- قصة: “ذاكرة لا تعرف الدفء”
- ميلادٌ يتكوّن من كلمةٍ واحدة… «نعم»
- “سماءٌ تُكمِلُ ما ينقص العالم”
- ديوان “من تراتيل العارفين” للشاعرة والإعلامية رانية مرجية
- ✨ **قراءة نقدية في كتاب سراديب الذاكرة للكاتبة فوزية ...


المزيد.....




- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما
- نجم مسلسل -ذا واير- الممثل جيمس رانسون ينتحر عن عمر يناهز 46 ...
- انتحار الممثل جيمس رانسون في ظروف غامضة
- فيلم -القصص- يحصد التانيت الذهبي في ختام أيام قرطاج السينمائ ...
- مدينة أهواز الإيرانية تحتضن مؤتمر اللغة العربية الـ5 + فيديو ...
- تكريمات عربية وحضور فلسطيني لافت في جوائز -أيام قرطاج السينم ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - ما بعد التحجّر