رانية مرجية
كاتبة شاعرة ناقدة مجسرة صحفية وموجهة مجموعات
(Rania Marjieh)
الحوار المتمدن-العدد: 8556 - 2025 / 12 / 14 - 12:19
المحور:
الادب والفن
العمل مع أشخاص ذوي إعاقة ذهنية تطورية ونفسية
ليس مجرد مهنة،
بل مسؤولية إنسانية تتطلب وعيًا، تدريبًا، ودعمًا مستمرًا.
المُدرِّبة التي تعرّضت للاعتداء
لم تكن تفتقر إلى المعرفة أو التعاطف.
على العكس،
كانت تؤدي دورها في مساحة معقّدة
تتداخل فيها الهشاشة مع الحاجة إلى الأمان،
والتفهم مع ضرورة الحدود.
إن الإعاقة ليست اختيارًا،
والاضطراب النفسي ليس جريمة.
لكن الاعتراف بذلك
لا يُلغي حق العاملين في الرعاية
في الحماية الجسدية والنفسية،
ولا يبرر تعرّضهم للأذى
كجزء “متوقّع” من عملهم.
العنف — مهما كان مصدره —
يترك أثرًا.
ليس فقط على الجسد،
بل على الإحساس بالأمان،
وعلى القدرة على الاستمرار،
وعلى الثقة التي يقوم عليها فعل الرعاية ذاته.
إن مطالبة العاملين في هذا المجال
بالصمت أو بالتحمّل غير المشروط
هي نقل غير عادل لعبء منظومي
إلى أفراد اختاروا خدمة الإنسان.
الرعاية لا تعني التعرّض،
والتعاطف لا يعني إلغاء الذات،
والإنسانية الحقيقية
تتجلى حين نحمي الجميع:
من يتلقّون الدعم،
ومن يقدّمونه.
هذا النص ليس إدانة،
ولا دعوة للإقصاء،
بل نداء واضح إلى:
توفير حماية فعلية للعاملين
تدريب مهني ملائم للتعامل مع حالات معقّدة
أطر واضحة للتدخل والدعم بعد حوادث عنف
والاعتراف بأن من يعملون مع الهشاشة
هم بشر،
وليسوا أدوات امتصاص للألم.
فمن دون حماية الرعاية،
تتصدّع الرعاية نفسها.
#رانية_مرجية (هاشتاغ)
Rania_Marjieh#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟