أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - ⭐ سرّ ليلة الميلاد ⭐قصة للاطفال














المزيد.....

⭐ سرّ ليلة الميلاد ⭐قصة للاطفال


رانية مرجية
كاتبة شاعرة ناقدة مجسرة صحفية وموجهة مجموعات

(Rania Marjieh)


الحوار المتمدن-العدد: 8556 - 2025 / 12 / 14 - 11:42
المحور: الادب والفن
    


في ليلةٍ شتويةٍ هادئة، قبل عيد الميلاد بقليل، لمع نجمٌ كبير في السماء.
لم يكن نجمًا عاديًا، بل بدا كأنه يراقب الأرض وينتظر أن يحدث أمرٌ جميل.

قرب مغارةٍ صغيرة عند التلّ، وقف حملٌ أبيض صغير.
كان العالم حوله واسعًا، وصوته الداخلي يهمس له بالخوف، لا لأنه ضعيف، بل لأنه ما زال يتعلّم كيف يكون شجاعًا.

اقترب منه كلبٌ وفيّ، خطاه ثابتة وعيناه ساهرتان.
قال له بهدوء:
«أنا هنا.
في هذه الليلة، لا أحد يُترك وحده».

داخل المغارة، كانت بقرةٌ هادئة تنفخ أنفاسًا دافئة،
فامتلأ المكان طمأنينة.
قالت بصوتٍ عميق ولطيف:
«القوة ليست في الصوت العالي،
بل في أن تمنح الدفء لمن يرتجف».

فجأة، سُمِع صوت طَقّ!
سقط غصنٌ يابس من أعلى التلّ.
ارتبك الحمل خطوة إلى الوراء،
لكن البقرة ابتسمت وقالت:
«ليس كل صوت خطرًا…
بعض الأصوات توقظ القلوب».

من بين الصخور ظهرت ازنت، أنثى الماعز الحكيمة.
كانت خطواتها واثقة كمن يعرف الطريق،
وقالت:
«تسلّقتُ الجبال وحدي كثيرًا،
وتعلّمت أن الشجاعة لا تعني السير وحدك،
بل أن تثق بالآخرين».

وفي تلك اللحظة،
هبطت من السماء حمامةٌ بيضاء،
تحمل غصن زيتون.
رفرفت فوقهم وهمست:
«أنا السلام،
لا أصرخ ولا أقاتل،
لكنني أبقى حين يختفي الخوف».

اجتمعوا جميعًا حول الحمل الصغير.
الكلب يحرس،
البقرة تمنح الدفء،
ازنت ترشد بالحكمة،
والحمامة تملأ المكان نورًا.

ساد صمتٌ عميق…
ليس صمت خوف،
بل صمت انتظار.

ثم لمع النجم مرة أخرى،
لا ليضيء السماء فقط،
بل ليُنير القلوب.

شعر كل واحد منهم بشيء يتغيّر في داخله.
أدرك الكلب أن الحراسة هي البقاء،
وفهمت البقرة أن دفئها حياة،
وعرفت ازنت أن الحكمة مشاركة،
أما الحمامة فذكّرتهم أن السلام اختيار.

تقدّم الحمل خطوة إلى الأمام،
وقال بصوتٍ هادئ لكنه ثابت:
«كنت أظن أنني ضعيف،
لكنني الآن أعرف…
الضعف هو أن نكون وحدنا».

عاد النجم إلى مكانه،
لكن أثره لم يختفِ.
بقي في الخطوات،
وفي النظرات،
وفي الطريقة التي صاروا بها ينتبهون لبعضهم.

ومنذ تلك الليلة،
لم تعد المغارة مجرد مكان،
بل صارت ملجأً للنور.
وكل من اقترب منها
تعلّم أن:

القوة يمكن أن تكون لطفًا،
والشجاعة يمكن أن تكون تعاونًا،
وأن السلام يولد حين نختار أن نكون معًا.



#رانية_مرجية (هاشتاغ)       Rania_Marjieh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «مسّني جِنّ»… حين تكتب تفّاحة سابا من لحم المرأة ومن ظلّها و ...
- خُنتُ نَفسي
- قصة: “ذاكرة لا تعرف الدفء”
- ميلادٌ يتكوّن من كلمةٍ واحدة… «نعم»
- “سماءٌ تُكمِلُ ما ينقص العالم”
- ديوان “من تراتيل العارفين” للشاعرة والإعلامية رانية مرجية
- ✨ **قراءة نقدية في كتاب سراديب الذاكرة للكاتبة فوزية ...
- بين ميلاد الرب وميلاد الإنسان: رؤية لاهوتيّة تعيد تعريف الوج ...
- *حين يتحوّل الكتاب إلى محكمة للوعي: قراءة وجودية-فكرية في كت ...
- اللاهوت وعصرُنا: حين يستعيد الإنسان وجهه في مرآة المعنى**
- بين نافذتين –
- ما معنى أن تكون صحفيًا محايدًا؟
- اعتراف ناقص قصة قصيرة
- يومياتي – الصفحة التي لم أتجرأ على كتابتها من قبل
- 🌿 الذين باركوا القتل – قصة قصيرة
- قراءة نقدية في قصيدة «لستُ أنثى من رخام» للشاعرة نادرة عبد ا ...
- الأدب النسوي: كتابةٌ في فضاء الجسد والذاكرة…
- **حين تُصبح اللغة بيتًا للروح:
- صوتٌ يوقظُ المعنى: قراءة نقدية معمّقة في “ليلة القبض على الد ...
- **قصيدة: “تأملات امرأة تتفاوض مع الضوء”


المزيد.....




- لم يتراجع شغفه بالكوميديا والأداء.. الممثل ديك فان دايك أتمّ ...
- سوريا تنعى وزير ثقافتها الأسبق رياض نعسان آغا
- -إعلان باكو- يعزز الصناعات الإبداعية في العالم الإسلامي
- -بين الطين والماء-.. معرض تركي بالقدس عن القرى الفلسطينية ال ...
- هل حُلت أزمة صلاح وليفربول بعد فيديو الفنان أحمد السقا؟
- من الديناصورات للتماسيح: حُماة العظام في النيجر يحافظون على ...
- انطلاق الدورة الـ36 من أيام قرطاج السينمائية بفيلم فلسطيني
- أيام قرطاج السينمائية تنطلق بعرض فيلم -فلسطين 36-
- بعد تجربة تمثيلية فاشلة بإسرائيل.. رونالدو يتأهب للمشاركة في ...
- نافذة على الواقع:200قصة حقيقية تُروى في مهرجان-سينما الحقيقة ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - ⭐ سرّ ليلة الميلاد ⭐قصة للاطفال