رانية مرجية
كاتبة شاعرة ناقدة مجسرة صحفية وموجهة مجموعات
(Rania Marjieh)
الحوار المتمدن-العدد: 8563 - 2025 / 12 / 21 - 20:29
المحور:
الادب والفن
نحنُ الأرواحُ
حين نصلُ إلى العُريِّ الأخير،
لا عُريِّ الجسد
بل عُريِّ المعنى
من فائض التسمية.
نخلعُ أسماءَنا
كما تُخلَعُ الأقنعةُ
بعد انتهاء الطقس،
ونمشي
لا إلى الأمام
ولا إلى الخلف،
بل إلى الداخل
حيث يبدأ كلُّ شيء.
لا نرقصُ فرحًا،
فالفرحُ حالةٌ عابرة،
ونحنُ نبحثُ عمّا يبقى.
نرقصُ
لأن الجسد
حين يعجزُ عن الاحتمال
يستعيرُ الحركة
لغةً للنجاة.
كلُّ خطوةٍ
خسارةٌ محسوبة،
وكلُّ خسارةٍ
اتساعٌ في الوعي.
نفقدُ ما اعتقدنا أنّه نحن،
كي نقترب
ممّا كنّاه
قبل أن نتعلّم التعريف.
نقفُ على حوافِّ ذواتِنا
دون يقين،
ننكسرُ
لا سقوطًا
بل انكشافًا،
ثم نلتئم
لا كما كنّا
بل أوسع.
الحبُّ
ليس وعدًا
ولا خلاصًا جاهزًا،
بل امتحانُ القدرة
على الذوبان
دون تلاشي،
وعلى البقاء
دون تملّك.
هنا
لا زمنَ يُقاس،
ولا لغةَ تكفي.
كلُّ قصيدةٍ
أثرُ عبورٍ هشّ
في أرضٍ بلا خرائط،
وكلُّ صمتٍ
معرفةٌ
لم تجد بعدُ
شكلَها النهائي.
هذا النص
لا يدّعي الوصول،
ولا يقترح طريقًا.
إنه مجرّد اعترافٍ
بأن البحث
لم يكن يومًا عن المطلق،
بل عن القدرة
على رؤيته
ساكنًا
في القلب،
بهدوء
يليقُ بالحقيقة.
#رانية_مرجية (هاشتاغ)
Rania_Marjieh#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟