أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عضيد جواد الخميسي - يمّ الإله الفينيقي ـ الكنعاني















المزيد.....

يمّ الإله الفينيقي ـ الكنعاني


عضيد جواد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 8562 - 2025 / 12 / 20 - 16:14
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كلمة يمّ تعني "البحر"، ويمّ معروف أيضاً باسم "يمّ - نهر" ؛ هو إله البحر والعواصف لدى الكنعانيين ـ الفينيقيين . كما وُصف يمّ باستمرار على أنه طاغية وقاس ويغضب بعنف، وهو شقيق "موت" (إله الموت). وقد ورد ذكره في دورة بعل الأوگاريتية . وتعزز هذا الارتباط بتماثله مع لوتان (الملتوي) أو اللوياثان (الوحش الذي يحرّك البحار) . وبصفته يمّ ـ نهر (بمعناه الحرفي ـ البحر والنهر)، كان يجسّد الجوانب المدمرة لكليهما. وهو أيضاً ابن إيل؛ الإله الأسمى للآلهة الكنعانية والفينيقية، ويُشار إليه أيضاً باسم الأمير يمّ و"حبيب إيل" في أساطير المنطقة.
اشتهر يمّ بنصّ أدبي أوگاريتي يُعرف باسم "دورة بعل"، الذي يروي قصة هزيمته بعد اقتتاله مع إله الخصوبة بعل ، ومن ثم هيمنة بعل على الفوضى والموت. وقد عُثر على ألواح "دورة بعل" أثناء عمليات التنقيب في أوگاريت ( سوريا حالياً ) بعد اكتشاف المدينة القديمة عام 1928م . ويعود تاريخ تلك الألواح إلى حوالي عام 1500 قبل الميلاد، ولكن يُعتقد أنها كانت سجلاً مكتوباً لقصة أقدم بكثير تناقلتها الأجيال شفهياً.
لقد تمت مقارنة النصّ في كثير من الأحيان مع الملحمة الرافدينية " إنوما إيلش Enuma Elish"، ولكن هناك اختلافات كبيرة لأن إنوما إيلش أولاً؛ هي قصة نشأة الكون (تفصيل بدايات العالم/الكون) ، بينما دورة بعل ليست كذلك . ثانياً؛ لم يتم تعريف كلا الإلهين يمّ وموت في دورة بعل بدقة كشرّيرَين كما هو الحال مع تيامات وكوينگو في إنوما إيلش . رغم ذلك، تهدف كلتا القصتين إلى شرح نشأة الكون للجمهور المتلقي . إذ تُفصّل ملحمة "إنوما إيلش" كيف انبثق النظام من الفوضى، وكيف تأسس العالمان المرئي والخفي؛ بينما تصف دورة بعل تلك العوالم القائمة بالفعل، وتشرح سبب وقوع الأحداث على هذا النحو. وكما هو الحال في جميع الحضارات القديمة، كان دور الآلهة هو تفسير ما يبدو مبهماً، وإعطاء مبرراً للأحداث التي قد تبدو عشوائية أو غامضة. وقد أشار البروفيسوران مايكل د. كوگان و مارك س . سميث الى هذا الجانب كما في المقطع أدناه :
" كمجموعة آلهة وإلهات البانثيون الفينيقي ـ الكنعاني التي هي أكبر من الحياة. يطوفون بخطوات عملاقة ألف حقل (عشرة آلاف فدان في كل خطوة) وسيطرتهم المطلقة على مصير الإنسان . وفي أشكالهم المتجسدة، تضع الآلهة حقائق تتجاوز الفهم والسيطرة البشرية: العواصف الضرورية للرخاء وحتى البقاء، والدوافع القوية للجنس والعنف، واللغز الأبدي للموت ؛ حيث ينتمي الآلهة والإلهات إلى مجتمع روحي معكوس لمجتمع الأرض؛ فعلى سبيل المثال، يشترك كلاهما في نظام الملكية الذكوري . كما منحت حلول مشاكل تلك المدينة السماوية في قصصهم للفينقيين ـ الكنعانيين الأمل بالمستقبل ." ( ص 8)
في هذا السياق، لم يختلف آلهة الفينيقيين ـ الكنعانيين عن آلهة الحضارات القديمة الأخرى، وكانت قصصهم تصب في نفس الهدف. وتتجلى الرموز والكتابات الموجودة في دورة بعل في نصوص دينية أخرى في الشرق الأدنى ، وتُعالج قصة الصراع بين النظام والفوضى في أعمال فنية تمتد من بلاد الرافدين مروراً بمصر و وصولاً إلى اليونان وما بعدها. ومع ذلك، فإن الجانب المثير للاهتمام في دورة بعل هو كيف أن يمّ الشرير المفترض في النص ؛ كان ليس مذنباً باغتصاب السلطة (كما في حكاية ست وقتله للملك الإله أوزوريس في الأساطير المصرية ) ولا بالانتصار في قضية الفوضى (كما فعل الجبابرة في حربهم مع زيوس في الأساطير اليونانية )، ولكن بإساءة استخدام السلطة التي مُنحت له بشكل شرعي .

ملخص دورة البعل
[ ملاحظة كاتب المقال : الملخص أدناه استند إلى ترجمة البروفيسور مارك س. سميث من كتابه " دورة بعل الأوگاريتية"ـ الجزء الأول ـ دار برل للنشر ـ 1994] :

كان بعل هو ابن داگون، الذي آمل أن يختاره إيل كبير الآلهة في أن يكون هو الملك ، لكن إيل بدلاً من ذلك وهب الملوكية لابنه الأمير يمّ. ولأن إيل حكيم ورحيم، يُعتقد أن اختياره لـ يمّ سيكون في مصلحة الجميع . لكن ما إن تولى يمّ السلطة حتى أصبح طاغية وأجبر الآلهة الأخرى على العمل من أجل مصلحته.
اشتكى الآلهة إلى والدتهم آشيرة - زوجة إيل، التي ذهبت إلى يمّ للتوسط لهم ؛ حيث عرضت عليه هدايا وخدمات متنوعة، لكنه رفض ، ثم عرضت عليه جسدها. وافق يمّ على هذا العرض ، وعادت آشيرة إلى قصر إيل الإلهي لتُخبرهم عن الخطة .
يبدو أن جميع الآلهة الأخرى في المجلس متفقون مع آشيرة على أن هذه خطة سليمة، غير أن بعل اشمئز منها ومن الآلهة الأخرى التي فكرّت في السماح بقبولها. لذا فقد أقسم على أنه سوف يقتل يمّ وينهي الطغيان بنفسه؛ إلا أن بعض الآلهة الذين كانوا حاضرين قد حذروا يمّ من خيانة بعل له، فأرسل مبعوثين إلى قصر إيل يطلبون تسليم بعل ليُعاقب .
انحنت جميع الآلهة الأخرى أمام المبعوثين باستثناء بعل الذي تحدّاهم ، ووبّخ الآلهة الأخرى لتخاذلهم .
مرة أخرى أرسل يمّ مجموعة ثانية من المبعوثين، مطالبين الآلهة مجدداً بتسليم بعل لهم ، وحتى دون أن يظهروا أي احترام لإيل والآلهة الأخرى، ورفضوا المشاركة حتى في أبسط تقاليد المجاملة. ومع ذلك، بدلاً من محاسبتهم أو معاقبتهم، أخبرهم إيل أنه سيسلم بعل، وأن بعل سيأتي إلى يمّ حاملاً هداياه من الذهب .
استشاط بعل غضباً وهبّ لمهاجمة المبعوثين، لكنّ شقيقته آنات (إلهة الحرب) وزوجته عشتروت (إلهة الحب) قد منعتاه ، وأخبرتاه أنه لا يستطيع قتل المبعوثين، فهم لا يفعلون شيئاً سوى نقل كلام سيدهم، وليس لهم رأي في الأمر. عندئذٍ رضخ بعل وعفا عنهم، لكنه أقسم مجدداً أنه لن ينحني لـ يَمّ ولن يستسلم . غير أنه لم يستطع هزيمة يمّ في القتال، نظراً لقوته الجبارة، ولكن في هذا المشهد ، نطق كوثار- وا- خاسس، إله المهن والحدادة وصناعة الأسلحة بكلمة. حيث أخبر كوثار بعل أنه سيصنع له هراوتين، ياگروش وأيمور، لتدمير يمّ . سلّم كوثار الهراوتين ، وذهب بعل لملاقاة يمّ في القتال .
وجّه بعل الهراوة ياگروش نحو يمّ وضربه على كتفيه، لكن يمّ لم يتزعزع، فانسحب بعل . ثم طلب ​​منه كوثار استخدام الهراوة أيمور. ضرب بعل رأس يمّ بين عينيه فسقط منهاراً. سحبه بعل إلى بيت مجلس الآلهة، وأعلن نفسه الملك الجديد، ثم طرد يمّ من السماء الذي عاد إلى دوره السابق كإله للبحر.
في الجزء الثاني من النصّ، غضب بعل من موت ( إله الموت)، وسعى للقضاء عليه؛ وذلك بعد ان أرسل مخلوق البحر لوتان (المرتبط ارتباطاً وثيقًا بـ يمّ إما كشخصية بديلة أو رفيق له) لقتل بعل، لكن بعل قتل لوتان بدلاً من أن يُقتل. عندئذٍ أقسم موت على أنه لن يهدأ له بال حتى يموت بعل ويكون هو( موت) الذي سوف يأكله. وللهروب من موت، تظاهر بعل بأنه قُتل واختبأ في مكان ما. وقد انطلت حيلته حتى على الآلهة الأخرى، كما حرّضت شقيقته آنات للانتقام من موت. قتلت آنات موت، وطالما أنه لايموت (مثل جميع الآلهة) يعود للحياة مرة أخرى . وعند هذا المشهد، يخرج بعل من مخبئه ويطرد موت؛ لأنه لا يمكن قتله. ثم يعود موت إلى عالم الظلام ويصبح بعل سيّداً على الآلهة .

شخصية يمّ في النصّ والثقافة الكنعانية
يلعب يمّ دور الشرير في النصّ بسبب انعدام ثقته بنفسه. فبدلاً من احترام الآلهة الأخرى؛ يُخضعهم لإرادته ليسمو بنفسه ويُحافظ على سيطرته عليهم . وعلى عكس والده إيل الذي يؤمن بمشاورة الآخرين وتقبّل أفكارهم؛ فإن يمّ لا يشعر بالثقة كملك، مما يمنعه من الحوار مع غيره، فيصبح طاغية لقمع أي تحدٍّ لسلطته ، كما أنه لا يُفاوض، لأن في رأيه يُعتبر ذلك ضعفاً منه .
يُصوَّر يمّ وبعل على أنهما في نفس العمر تقريباً؛ إلهان شابّان وكلاهما يفتقر إلى الخبرة على عكس إيل وعشتروت . ويكمن الفرق بينهما في قدرة بعل على الإستماع للآخرين واحترام نصائحهم، كما حدث عندما استمع إلى آنات وعشتروت وعفا عن مبعوثي يمّ . كما يُمثل بعل جوانب الطبيعة الحيّة والمتعاونة رمزياً ، ويظهر ذلك جلياً في دوره كإله للمطر الذي يُخصب الأرض ويُنبت المحاصيل . أما يمّ، هو إله البحر والأنهار، فيرمز إلى الجانب العنيف والقاسي للطبيعة كما خبره الفينيقيون ـ الكنعانيون خلال رحلاتهم البحرية وغرق أراضيهم في مواسم الفيضان .
عُرف الفينيقيون ـ الكنعانيون عند الإغريق باسم "الشعب الأرجواني" (بسبب الصبغة المُصنّعة في صيدا والمُستخدمة بكثرة في صور )، كما عُرفوا أيضاً باسم "شعب الخيول" نظراً لرؤوس الخيول المنحوتة ببراعة والتي كانت تُزيّن مقدمات سفنهم . وكانت هذه الرؤوس تُقدّس عظمة يمّ، حيث توضع في جبهات السفن لإرضاء الإله الذي كان مثل الإله اليوناني پوسيدون المرتبط بالخيول، وكان لا بد من استرضائه باستمرار لمنع تحطيمه المُتعمّد للسفن في البحار.
رغم ذلك، لم يُعتَبَر يمّ قط قوة شريرة (وكذلك موت)، بل كان ببساطة إلهاً يُحتسب له ويُقدَّر. ويشير البروفيسور آرون توگندهاف من بين آخرين؛ إلى أن السجلات الإدارية والوثائق الأوگاريتية تحتوي على أسماء شخصية تدل على عبادة يمّ كفاعل خير، مثل "خادم يمّ"، و"يمّ إله"، و"الملك يمّ" (ص150). ويشيرتوگندهاف أيضاً إلى أن يمّ كان يُعتبر جديراً بطقوس التضحية والقرابين، تماماً مثل بعل وإيل وغيرهما من الآلهة، حين يُقدَّم لهم الكباش في التضحية (ص149).
وعلى الرغم من اعتبار يمّ شريراً في دورة بعل،إلا أن الفينيقيين لايعدّونه إلهاً شريراً أو لئيماً. كما زُجّ يمّ كنموذج في مؤلفات لاحقة تصفه بكائن جبّار وشرّير، ويحاكي أيضاً مؤلفات أقدم تناولت نفس الموضوع (النظام مقابل الفوضى)، وخاصةً في مصر.

يمّ وأساطير الحضارات الأخرى
في بعض روايات الأساطير الفينيقية، كان يمّ قوة الفوضى وبصراع دائم مع بعل الذي هو قوة النظام والاستقرار.إذ التقيا كلاهما في قتال على سهول السماء. وبعد هزيمته ، طُرد يمّ من السماء إلى أعماق الفوضى في البحر. ومع ذلك، كان يمّ يتمنى خلع بعل عن عرشه والحكم في السماء . لهذا فقد جاء من أعماق البحار ليقاتل على أبواب السماء، جالباً معه الفوضى مراراً وتكراراً في دورة لا نهاية لها.
وفي كل مرة، يُنفى يمّ إلى البحار حيث يُصبّ غضبه على البشر ويُحيك الدسائس ضد بعل حتى يتمكن من شنّ هجوم آخر على السماء. يمّ وبعل يتقاتلان باستمرار، ويُبعثان من جديد، ويتقاتلان، ويموتان؛ فقط ليعودا إلى الحياة مرة أخرى . وقد اعتُبرت هذه النسخة من الأسطورة تفسيراً رمزياً لدورة الفصول في فينيقيا/ كنعان ( مُعالجة نفس السبب الذي عالج قصة ديميتر وپيرسيفوني اليونانية القديمة). كما أن يمّ ثم موت في دورة بعل، يُقاطعان المسار الطبيعي للكون . ويُفهم هذا على أنه رمزية لفترات الجفاف أو الفيضانات والمجاعة في الأرض؛ حيث كان يمّ أو موت يتدّخلان في طريقة حكم بعل وتنظيمه للطبيعة.
يشير آرون توگندهاف إلى أنه، على عكس قصة الخلق في ملحمة إنوما إليش ، فإن نظام الملكية والكون مُرسَّخان بالفعل في دورة بعل، وبالتالي، لا ينبغي أن تكون هناك أي مشاكل في استمرارها (ص154). ومع ذلك، فإن معاناة البشر من الفيضانات والجفاف والمجاعة والموت كانت تستدعي تفسيراً، وقد وفرت دورة بعل هذا التفسير.
إن مقصدي دورة بعل ودورة أوزوريس ـ ست من مصر القديمة متشابهان في تأسيس الحكم الملكي ، حيث ترسخت الملكية وساد النظام. وقد كان أوزوريس حاكماً عادلاً في بداية القصة. أما شقيقه ست، الذي لا يقل خبرةً في الحكم عن يمّ؛ قتل أوزوريس واستولى على العرش، مُغرقاً البلاد في فوضى عارمة. ومثل يمّ، لا يُنظر إلى ست على أنه إله شرير، وفي بعض فترات التاريخ المصري ، كان من بين الآلهة الذين أنقذوا إله الشمس من الهلاك على يد الثعبان البدائي أپوفيس .
كان ست يُبجَّل أيضاً مثل يمّ من خلال أسماء شخصية (مثل سيتي). كما اعتقد المصريون أن أرضهم مثالية وهبتها لهم الآلهة، ويغمرها الانسجام، ومع ذلك فقد كانوا يعانون من كوارث طبيعية مختلفة. وكما في دورة بعل، شرحت قصة ست وأوزوريس للناس أصل المعاناة، حيث تنافست الفوضى مع النظام على الملكية، وأخلّت بالتوازن الطبيعي للكون .
تبنّى الكهنة النسّاخ اللاحقون موضوع النظام والاستقرار مقابل الفوضى. وقد استدّلوا بذلك عن القتال الذي حصل بين بعل ويمّ، والذي انتهى بطرد يمّ من السماء ثم انتقامه من خلائق إيل، واعتباره نموذج للأسطورة المسيحية اللاحقة عن هبوط الملاك لوسيفر، وما تبعه من إزعاج الشيطان للبشر.
حسب بعض علماء التاريخ؛ فإن يمّ هو الإله لوتان، الموصوف على هيئة ثعبان أو تنين متعدد الرؤوس، وهو نموذج أصل الشيطان في سفر الرؤيا من الاصحاح(12 :9) "فطرح التنين العظيم ، الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان، الذي يضل العالم كله، طرح إلى الأرض، وطرحت معه ملائكته". ويُعتبر مصدر إلهام التقليد الذي ربط الشيطان المسيحي بثعبان، وأبرزها ثعبان جنة عدن في الإصحاح الثالث من سفر التكوين رغماً من أن هذا الزعم قد قُوبل بالرفض . ومع ذلك، يبدو أن ارتباط يمّ مع لوتان قد أثر على مؤلّفي الكتاب المقدّس في خلقهم للكائن ليفياثان (مخلوق بحري أو وحش بحري)، المذكور في سفر أيوب وسفر يونان وغيرهما.
ارتبط يمّ أيضاً بالإله اليوناني پوسيدون في لحظاته الأكثر عنفاً وحقداً. ورغم أن البعض حاول ربط يمّ بإلهة الفوضى اليونانية إيريس ، إلا أن هناك اختلافات جوهرية في الدوافع والأفعال، إذ إن إيريس ماكرة ومخادعة في رغبتها في قلب نظام الكون رأساً على عقب، وأفعالها خفية؛ بينما يبدو أن يمّ مدفوعاً تماماً بالأنا؛ فأفعاله ظاهرة، ولا يُخفي احتقاره للآلهة الأخرى ومخلوقاتهم الضئيلة (البشر) .

على الرغم من كل عيوبه، كان يمّ يُعتبر إلهاً جديراً بالتبجيل. فرغم قدرته على تحطيم السفن وإغراق الأرض، إلا أنه كان قادراً أيضاً على مساعدة البحارة في الوصول إلى وجهاتهم بأمان، وتوفير احتياجات أهل الأرض ما داموا يُقدّرونه ويُجلّونه.
بذلك، فقد كان الفينيقيون ـ الكنعانيون ببساطة يُقرّون بغموض الوجود البشري، و يضعون آمالهم في الإله القادر على إلحاق أكبر الأذى بهم أو جلب أعظم الخير لهم . وقد ساهمت أساطير يمّ، كقصص أي نظام عقائدي قديم أو حديث، في إعطاء معنى للأحداث المؤسفة في حياة الناس، والتي لولاها لكانت الحياة لا تُطاق ..




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مايكل كوگان ـ قصص من كنعان القديمة ـ ويستمنستر للطباعة والنشر ـ 2012 .
مارك س. سميث ـ دورة بعل الأوگاريتية ـ دار برل للنشر ـ 1994 .
ويل ديورانت ـ تراثنا الشرقي ـ سايمون وشوستر للنشر ـ 1954.
سوزان وايز باور ـ تاريخ العالم القديم ـ دبليو دبليو نورتون للنشر ـ 2007 .
آرون توگندهاف ـ السياسة والزمن في دورة بعل ـ نوكس للطباعة والنشر ـ 2018 .
جي. ماكسويل ميلر ـ تاريخ إسرائيل ويهوذا القديمتين ـ ويستمنستر للطباعة والنشر ـ 2006 .



#عضيد_جواد_الخميسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشطرنج لعبة ذكاء عمرها 1500 عام
- حكاية الهنود السيوكس عن هبة نبات الذِرة
- المناشڤة والبلاشڤة
- يوم الموتى
- الغنوصيون الكاثاريون
- حملة الملك الآشوري سرگون الثاني على مملكة أورارتو
- الطائفة الزورڤانية الفارسية
- الملك البابلي نبوخذنصّر الثاني
- أرض الأمريكيين الأصليين وحكاية التلّ الغامض
- روايات قدماء السود الهاربين إلى كندا
- الأديرة البوذية في اليابان
- أرض كنعان التاريخية
- الإله نينورتا في الأساطير السومرية
- اتحاد كييڤ روس
- الأدب في ممالك مصر القديمة
- حضارة وادي السند الغامضة
- الجيش الأحمر في الحرب العالمية الثانية
- عبادة الإله مثرا
- التحنيط عند المصريين القدماء
- مذكرات جندي أمريكي عن درب الدموع


المزيد.....




- ما الذي تقوله حقًا هذه الصور المقرّبة لإدارة الرئيس الأمريكي ...
- فيديو متداول لـ-صلاة آلاف المسلمين على ضحايا هجوم سيدني-.. م ...
- أحد أكبر الحفلات في العالم.. هكذا تحتفل نيجيريا بنهاية العام ...
- بعد بلاغ عن اختطافها في أريحا.. السلطة الفلسطينية تنقذ إسرائ ...
- كأس الأمم الأفريقية: أشرف حكيمي جاهز للمباراة الافتتاحية وال ...
- إيران تعدم رجلا أدانته بالتجسس لصالح إسرائيل
- الأردن يعلن مشاركته في قصف أهداف لتنظيم الدولة بسوريا
- الاحتلال يشن غارات ليلية على حي التفاح في مدينة غزة.. ما الت ...
- عاجل | الرئيس المصري: مطلبنا الوحيد عدم المساس بحقوقنا في مي ...
- كاميرا توثّق ظاهرة غريبة.. فراشات ليلية تتغذّى على دموع الأي ...


المزيد.....

- معجم الأحاديث والآثار في الكتب والنقدية – ثلاثة أجزاء - .( د ... / صباح علي السليمان
- ترجمة كتاب Interpretation and social criticism/ Michael W ... / صباح علي السليمان
- السياق الافرادي في القران الكريم ( دار نور للنشر 2020) / صباح علي السليمان
- أريج القداح من أدب أبي وضاح ،تقديم وتنقيح ديوان أبي وضاح / ... / صباح علي السليمان
- الادباء واللغويون النقاد ( مطبوع في دار النور للنشر 2017) / صباح علي السليمان
- الإعراب التفصيلي في سورتي الإسراء والكهف (مطبوع في دار الغ ... / صباح علي السليمان
- جهود الامام ابن رجب الحنبلي اللغوية في شرح صحيح البخاري ( مط ... / صباح علي السليمان
- اللهجات العربية في كتب غريب الحديث حتى نهاية القرن الرابع ال ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في علم الصرف ( كتاب مخطوط ) . رقم التصنيف 485/252 ف ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في منهجية البحث والمكتبة وتحقيق المخطوطات ( كتاب مخط ... / صباح علي السليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عضيد جواد الخميسي - يمّ الإله الفينيقي ـ الكنعاني