|
روايات قدماء السود الهاربين إلى كندا
عضيد جواد الخميسي
الحوار المتمدن-العدد: 8442 - 2025 / 8 / 22 - 16:33
المحور:
حقوق الانسان
في الولايات المتحدة الأمريكية طمح السود المستعبدون كثيراً إلى الحرية، لذا فقد هرب الكثير منهم إلى كندا، خاصةً بعد أن ألزم قانون العبيد الهاربين لعام 1850م مواطني الولايات المتحررة بمساعدة صائدي العبيد للقبض عليهم . ورغم تعرضهم المتكرر للتمييز العنصري في بلدهم الجديد وطبيعة سياسة التوظيف العنصرية؛ إلا أنهم كانوا أحراراً في اتخاذ قراراتهم الخاصة واختيار مستقبلهم . وعلى حد تعبير إحدى المتطلعات للحرية، السيدة كريستوفر هاميلتون من لندن (غرب كندا) : "رأيتُ أنه من الأفضل أن آتي إلى كندا و أعيش كما أريد" (Primary Document Reader، ص12)، ولم تكن السيدة هاميلتون وحدها في ذلك؛ حيث غالباً ما تُشير روايات العبيد السابقين (المتطلعون إلى الحرية) من كندا إلى تحديات التمييز العنصري، فضلاً عن جودة الحياة الأفضل التي تمتعوا بها في كندا مقارنةً بالحياة في شمال الولايات المتحدة المتحررة. وأشارت الكاتبة كيت كليفورد لارسون إلى هذا الجانب كما في المقطع أدناه : "عانى العبيد الأوائل الوافدون حديثاً الكثير من التمييز والتحيز والعنصرية. إذ رفضت العديد من المدن والبلدات قبول الأطفال السود الصغار في صفوف دراسية مختلطة مع الأطفال البيض، مما أجبر مجتمعات السود على إنشاء مدارس خاصة منفصلة، ورفدها بالموظفين مع التخطيط لتمويلها . وفي بعض النواحي، لم يختلف الوضع في كندا كثيراً عن الوضع في الولايات الشمالية [ الولايات المتحدة الأمريكية] . في كندا، تمتع السود بحريات سياسية قلّما نَعِم بها الأمريكيون الأفارقة في شمال الولايات المتحدة. فبموجب القانون الكندي؛ كفل القانون للسود نفس الحقوق التي يتمتع بها البيض؛ فكان بمقدورهم التصويت والعمل كأعضاء في هيئة محلفين، والإدلاء بشهاداتهم في المحاكم، وامتلاك العقارات، والترشح للمناصب السياسية؛ إلا أن العنصرية المتجذرة قد حدّت من التمتع بتلك الحقوق، ولكن بالنسبة للعديد من العبيد الأوائل الذين هربوا من الجنوب، كانت حياة الحرية والاستقلال النسبي في كندا تفوقان بكثير عن التمييز والإهانات التي واجهوها في الشمال . " (ص154)
تشهد روايات السود الأوائل في كندا، وهي عينة صغيرة مذكورة أدناه ، على صحة توصيف الكاتبة لارسون . حيث أن جميع العبيد الأوائل الذين تمت مقابلتهم كانوا في وضع جيد، وحتى مع إقرارهم بصعوبات التمييز كتلك التي عانوها في قصة "الهروب عبر كندا" لإيلين وويليام كرافت ، أو ما هو أسوأ بكثير؛إلا أنهم فضلوا الحياة في كندا حتى على شمال الولايات المتحدة، وأكثر بكثير من حياتهم كعبيد في الجنوب.
مجتمعات السود في كندا كانت من ردود الأفعال الشائعة على التمييز العنصري في كندا تشكيل مجتمعات سوداء بالكامل . حيث استقر العديد من العبيد السابقين في مجتمعات سوداء، مثل مستوطنة ويلبرفورس في لندن ـ غرب كندا (المعروفة بكندا العليا، وهي الآن جزء من إقليم أونتاريو)، التي أسسها العبد اللاجىء جيمس سي . براون عام 1829م، وبلدة ساتون في شرق كندا (وهي الآن جزء من إقليم كيبيك)، ومستوطنة داون (في دريسدن ـ جزء من إقليم أونتاريو)، التي أسسها جوشيا هينسون عام 1834م. ويُعتقد أن هينسون الذي هرب من العبودية في ماريلاند، كان الشخصية الرئيسية في رواية هارييت بيتشر ستو المناهضة للعبودية " كوخ العم توم" (1852م). كان مجتمع السود الأكثر نجاحاً وتفوقاً في مستوطنة إلگين (في شمال بوكستون ـ أونتاريو الحديثة) ، حيث تلقى العديد من السود الأوائل تعليمهم و اكتسبوا المهارات الضرورية، بما في ذلك آنّا ماريا ويمز (حوالي عام 1840 إلى حوالي عام 1863)، التي هربت من العبودية في روكڤيل/ ماريلاند، متظاهرة بأنها سائقة عربة سوداء شابة ساعدها في ذلك شبكة السكك الحديدية تحت الأرض ( شبكة لامركزية تضمّ مناهضي العبودية من البيض، والسود الأحرار، والعبيد السابقين، والمكسيكيين، والأمريكيين الأصليين، وغيرهم من معارضي العبودية في الولايات المتحدة الأمريكية، والذين أنشأوا طرقاً وملاجئ سرية لمساعدة السود على الفرار من العبودية. واستمرّ هذا النظام من عام 1780م وحتى 1865م تقريباً، وذلك عندما أُلغيت العبودية بموجب التعديل الثالث عشر) . لقد هرّب دعاة إلغاء العبودية الأمريكيون الذين عملوا مع تنظيم شبكة السكك الحديدية السرّي الكثير من اللاجئين السود إلى كندا، وكان من بينهم رجل الأعمال پاسمور ويليامسون (عام 1822-1895 م) وويليام ستيل عضو جمعية مكافحة العبودية في بنسلفانيا ومؤسس تنظيم شبكة السكك الحديدية (عام 1819-1902م) . وقادت الناشطة السوداء هارييت توبمان (حوالي عام 1822-1913م) عدة مجموعات إلى هناك بشكل شخصي . وبمجرد وصولهم، شقّ العبيد الأوائل طريقهم كما كانوا يطمحون . على الرغم من أن الدعاية المؤيدة للعبودية في الولايات المتحدة حاولت رسم صورة قاتمة عن حياة العبيد الأوائل في كندا، إلا أن شهادات العبيد كانت تتناقض تماماً مع مزاعم مالكي العبيد. وحتى أفقر السود في كندا نالوا حريتهم بعد دخول قانون إلغاء العبودية لعام 1833م حيز التنفيذ في عام 1834م وفضّلوا جميع الصعوبات المالية التي واجهوها على تلك الحياة من العبودية والإذلال. وقد حقق العديد من العبيد إن لم يكن معظمهم، نجاحاً باهراً في حياتهم العملية في كندا، والعينة التالية من روايات العبيد كانت شاهدة على ذلك .
الشواهد تم اقتباس تلك الشواهد من كتاب " عِبرَ الحدود" الذي نشرته جامعة يورك الكندية من خلال [Primary Document Reader] برعاية معهد گيلدر ليرمان للتاريخ الأمريكي ومعهد هارييت توبمان للدراسات التاريخية.
قصة هنري ويليامسون (هاميلتون أونتاريو ـ غرب كندا) لقد أتيت من بلدة صغيرة في ولاية ميريلاند، حيث كنت عبداً منذ ولادتي حتى بلغت الثالثة والثلاثين من عمري .وفي تلك المنطقة من البلاد، يُعامل العبيد معاملةً أفضل من غيرهم لقربهم من الحدود. كما يُعاملون معاملةً أكثر احتراماً وتقديراً مما كانوا عليه قبل بضع سنوات. لذا فقد تعلمتُ القراءة،ولكن ليس الكتابة. كنتُ أقول لسيّدي ورئيسي إنني لا أطيق هذه المعاملة التي يتلقاها الناس في بعض المزارع؛ بيد أنه كان يضحك ويقول لي: "لن تطيقوا، أليس كذلك؟". وكان هناك جنرال في الجيش لديه عبد، وبأمر منه حفر حفرةً في الأرض، ووضع فيها ذلك العبد كما لو كان عموداً، ثم ضربه بسوطٍ وأصابه بجرح بليغ حتى مات في حوالي نصف ساعة. بِيعَ والدي قبل حوالي اثني عشر عاماً ونُقِلَ غرباً. وقبل عامين تقريباً، رحلت ( هربتُ) لأني أردتُ أن أكون حرّاً. وكانت الظروف كالتالي : كنتُ متزوجاً حينها لعشر سنوات تقريباً، وقد بِيعَت أخت زوجتي في مزاد خاص لتاجرٍ أخذها معه جنوباً. إذ لم يرضَ والداها بهذا، فقررا الهروب إلى كندا. كما قررتُ أن أكون معهما برفقة عائلتي. ذهبنا جميعاً ولمرة واحدة . كنّا ثمانية عشر فرداً مع معاناة شديدة خلال الطريق بسبب نقص المال مع بعض الأسباب الأخرى . أولئك الذين هربوا معي قد تناثروا في أنحاء مختلفة من كندا. وكنت قد سمعت عنهم إنهم بخير. وكان مجيئنا إلى كندا كالسلاحف لأن كل ما جلبناه معنا كان محمولاً على ظهورنا . وعند وصولنا اتخذنا منزلاً نعيش فيه جميعنا ، فقد كان المنزل خالياً من الأثاث، و لم يكن فيه شيء على الإطلاق، ولم نكن نملك المال ولا الطعام. وكان ذلك في فصل الخريف، حيث جمعنا بعض أوراق الأشجار والأغصان الجافة وأشعلنا النار فيها. هكذا يأتي معظم شعبنا؛ فقراء، معدمون، أميّون، عقولهم غير ناضجة، وبالتالي فهم غير مؤهلين للعمل . وفي مواجهة تلك العيوب، عليهم أن يبذلوا قصارى جهدهم للتعلم والتكيّف مع الظروف الجديدة. لقد ذهبت للعمل في السكك الحديدية، وهو عمل لم أكن معتاداً عليه أبداً ، بعد أن كنت خادماً . وعملت في السكك الحديدية حتى وجدت شيئاً يمكنني القيام به بشكل أفضل؛ لأنني أتمتع بصحة أفضل هنا من أي وقت مضى في حياتي . سمعتُ أثناء وصولي أن كندا بلد بارد وكئيب، لكنها أصحُّ مكانٍ يمكن للإنسان أن يجده. ويُخبرني الملونون أن مناخها يُناسبهم، وأنا متأكدٌ من ذلك . بعض من شعبنا يخشون البيض من الناس بشدّة. فإذا ما تقرّبوا إليهم بحسن نيّة، فإن الشّك يساورهم ، ولن يُفصحوا عن أي شيء أمامهم ، حتى لو كان لمصلحتهم ؛ وذلك لأنهم تعرّضوا للخديعة من البيض دائماً في الولايات المتحدة وتكبّدوا خسائر فادحة . وأنني رأيتُ أناساً قد هربوا، وأُعيدوا مقيّدين كالخراف في العربات. وذات يوم أخبرني عدد من الرجال ؛ انه عند فرارهم يُواجَهون التهديد، ويُستدرَجون إلى أحد المنازل بطريقة ودية،إلا أنهم يتفاجؤون بوجود أحد الضباط أو مالكهم ينتظرهم هناك. ويقوم بهذا العمل بعض الرجال الفقراء من البيض وذلك لكسب المال ، وكان البعض الآخر من المترفين وعدد منهم من المتعلمين وأصحاب مهن مرموقة . كان من مالكي العبيد ينتقدون سيدي وسيدتي لاستغلالهما إيّانا. لقد تمّ استغلالنا لأقصى ما يمكن ، وما كنت لأتركهما لولا توقي للحرية. ورغم شعوري في أنني كنت أحسن حالاً من كثيرين ممن كانوا عبيداً، لكنني كنت أشعر أيضاً بحقي في الحرية. في كل مكان وبين مختلف الرجال، ثمة رجال كانوا كسالى ، كما هو الحال مع أبناء بشرتي . وكانوا قلةٌ منهم يخالطون شباب فقراء من البيض ، حيث كانوا وضيعين ويسلكون طرقاً سيئة في التعامل مع غيرهم ؛ أما المُحترمون فهم ميالون إلى الارتقاء. وأنا الآن عضو في الكنيسة الميثودية ( الميثودية طائفة مسيحية بروتستانتية)، وتلقيت تعليماً دينياً جيداً من الكتاب المقدس والتعاليم المسيحية منذ كنت شابّاً. كما سمعت أن سيدي السابق كان قد منح حريّة عبيده من كبار السّن . بالمقارنة بين ما أشعر به الآن وما كنت عليه في الجنوب ( المقصود أمريكا) ؛ أشعر وكأن ثقلاً قد أُزيح عني . لا شيء يدفعني للعودة، ولا شيء يعيدني . أُفضّل أن أكون فقيراً تماماً وحراً، على أن أحصل لكل ما أتمناه وأكون عبداً. أنا الآن في وضع جيد وأعيش حياةً جيدة، وبدأت أتعلم الكتابة..
قصة السيدة كريستوفر هاميلتون ـ زوجة كريستوفر هاميلتون ـ (لندن أونتاريو ـ غرب كندا) غادرتُ ولاية ميسيسيبي منذ حوالي أربعة عشر عاماً. ونشأتُ كخادمة منزلية، وحظيتُ بمعاملة جيدة، لكنني رأيتُ وسمعتُ الكثير من قسوة العبودية. رأيتُ أكثر بما هو فظيع ، ولا أريدُ أن أرى كل هذا مرةً أخرى . يقول مالكو العبيد إن حال عبيدهم أفضل مما لو كانوا أحراراً، وإنهم يفضلون العبودية على الحرية. أنا لا أتفق مع ذلك، حيث لم أرَ قط أحداً يرغب في العودة. سيكون من الصعب أن أعود عبدة . وأنا أفضّل العيش في كندا بحبة بطاطس واحدة يومياً على العيش في الجنوب مع جميع ثرواته . أنا الآن سيدة نفسي، ولا أحتاج للعمل عندما أكون مريضة. أستطيع أن أفكر بنفسي دون أن يكون هناك من يفكر نيابةً عني، ليخبرني متى أذهب أو آتي، وماذا أفعل، ويبيعني سيّدي متى ما يقرر. أتمنى لو كان أقاربي هنا. ربما أقول ذلك أكثر بكثير عن العبودية لأن لا قيمة لها. فاشل من كان يتملكني؛ لقد رهنني ليقترض المال. وذهبت للعيش مع أناس لم تُناسبني أساليبهم، ورأيت أنه من الأفضل القدوم إلى كندا والعيش كما أريد .
قصة ألكسندر هاميلتون (لندن أونتاريو ـ غرب كندا) نشأتُ في سانت لويس / ولاية ميزوري، ولم أُعامل معاملة سيئة للغاية، باستثناء أنني لم أتعلّم القراءة والكتابة، كما لم أُعامل معاملة مقبولة للبقاء هناك. لقد رأيت الكثيرين يُعاملون معاملة سيئة وبشعة، وكثيرين منهم كانوا يُرسَلون إلى ولايات الجنوب . وكان من المعتاد أن يُقادوا إلى مزارع القطن . وبالنسبة لي لم أسمعهم يوماً أنهم راغبون في بيعي؛ لكنني كنتُ أعلم أن ذلك قد يحصل في يوم ما ، وفكرتُ في ذلك اليوم للهروب بحجة جمع التبن عند شروق الشمس. غادرتُ سانت لويس عام 1934م ، وكنتُ في سن الثامنة عشرة تقريباً. إذ أننا لا نعرف أعمارنا بالضبط. وقد علمت أن رجلاً قد قطع أصابع يده اليسرى بفأس، ليمنع بيعه في ولايات الجنوب.كما علمت أيضاً أن آخر قد انتحر بعد سماعه ببيعه؛ وحتى اني رأيتُ بأمّ عينيَّ أطباء يُشرّحون هذا الرجل بعد موته. لقد علمت أن امرأةً أنجبت عدة أطفال من سيدها، وبعد بيعها ركضت إلى النهر القريب وأغرقت نفسها فيه؛ ورأيتُ جثتها بعد انتشالها من الماء. وأنا مؤمن في أن الرّب قد خلق جميع البشر أحراراً ومتساوين، لا أن يكون أحدهم عبداً . لقد ألغت دول أخرى العبودية، ولا يوجد ما يمنع الولايات المتحدة من القيام بالشيء نفسه. كنا نتمنى لو عاش الكثير منا في الولايات المتحدة لولا العبودية. لقد رأيت العديد من حالات الانفصال؛ فُصل الأزواج عن زوجاتهم، و الأطفال عن أمهاتهم، وإرسالهم إلى حيث لا يمكنهم أن يتوقعوا رؤية بعضهم البعض مرة أخرى . وصلتُ إلى كندا عام 1834م ، ولم يكن معي سوى دولار ونصف الدولار. ولم أكن بحاجة للتسول؛ فقد وجدتُ عملاً على الفور. كما حظيتُ بحياة جيدة منذ وصولي؛ لقد نلت العيش الكريم ؛ بل وأكثر. والآن أملك عقارات في لندن من ثلاثة منازل وعدد من قطع الأراضي . وإن كندا بلد الرفاهية. جميع الملونين في لندن يكسبون رزقهم؛ حيث لا يوجد متسول بينهم . بعضنا يتمنى العيش في ولايات الجنوب لو أُلغيت العبودية وكانت القوانين عادلة. أنا مُجنّس هنا وأتمتع بجميع حقوق وامتيازات المواطن البريطاني .
قصة السيدة هنري برانت ـ زوجة هنري برانت ـ (ساندويچ ـ ونزور ـ كندا العليا) وُلدت وعشت في ولاية ماريلاند، وعانيت من أسوأ أنواع الاستعباد والاستغلال ؛ لكن لحسن الحظ كنت من بين الذين لم يُعذبوا أو يُضربوا؛ غير أن سيّدي جعلني رهناً عند أحد التجّار. لذا فقد أُثيرت ضجة كبيرة حول ذلك . وانتقد الناس تصرّف سيّدي؛ لأنه من العار أن يفرّط بي بهذه السهولة ويرهنني عند التاجر، وذلك لأنني فتاة جيدة جداً ، ولأنني اعتنيت به كثيراً في مرضه . وكان ينبغي أن أجد من يشتريني؛ فشعر بالخجل مما فعله، و أعادني إليه مرةً أخرى .ثم منحني فرصةً لمدة عام واحد لشراء حريتي بمبلغ 270 دولاراً . وقبل انتهاء العام، عرضتُ عليه مبلغ 150 دولاراً كدفعة أولى على أن أدفع له الباقي بعد عام آخر؛ إلا أنه رفض، وأبى إلا إذا دفعتُ المبلغ كاملاً. ثم اقترحت عليه أن أسدد المبلغ المتبقي بعد ستة شهور بضمان، ويُسلمني صك حريتي؛ لكنه رفض هذا العرض أيضاً. ثم قلتُ لنفسي : "إن لم تقبل بهذا، فلن تقبل بأي شيء". بعد ذلك انطلقتُ إلى كندا لأنال حريتي ؛ لأن سيّدي رفض كل عروضي له. كانت شقيقتي امرأة حرة، وكان عليها أن تشتريني وتدفع لسيدي 270 دولاراً، وأنا كنتُ الضامنة في أن أسدد لها المبلغ كاملاً . لكن سيّدي بالغ في طمعه، عندما فكر بطريقة في أن يستلم المبلغ من شقيقتي دون أن يمنحني أوراق حريتي . ولو بقيتُ أكثر من السنة، لما رأيتُ كندا قط؛ لأني كنتُ سأًباع حينها إلى إحدى ولايات الساحل الشرقي . من الأمور التي تُصعّب التحاق أطفالنا بالمدارس هنا هو قربنا الشديد من مدينة ديترويت. وكان الناس هنا سوف يكونوا مُحرجين لو علم أهل ديترويت أنهم يبعثون بابنائهم البيض إلى نفس المدرسة مع السود؛ لقد سمعتُ هذا من امرأة بيضاء.
بدأت ثورات العبيد عام 1712م في الولايات المتحدة الأمريكية، واستمرت بشكل متقطع طوال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين ، مما زاد من خوف المستعمرين البيض ، وقد أدى ذلك إلى تشديد العقوبات والقيود الصارمة عليهم . وقد ألغت ولايات الشمال والوسطى العبودية بحلول عام 1850م؛ لكن الولايات الجنوبية حافظت على هذا النظام حتى أُجبرت على التخلي عنه بعد هزيمتها في الحرب الأهلية الأمريكية ( عام 1861 ـ 1865 م) ، حيث لم يكن أمام البيض آنذاك خيار سوى تحرير العبيد والاعتراف بهم قانوناً كمواطنين على قدم المساواة معهم في الكرامة الإنسانية على أقل تقدير..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أندرو ديلبانكو ـ حرب ما قبل الحرب: العبيد الهاربون والنضال من أجل روح أمريكا من الثورة إلى الحرب الأهلية ـ پينگوين كلاسيكس للنشر ـ 2019 . ريدكس ( أرشيف المقالات الأصلية لأعضاء هيئة التدريس الأكاديميين وأمناء المكتبات والباحثين الذين يقدمون طروحاتهم حول استخدام المجاميع التاريخية الرقمية) ـ العبيد السابقون والسود الأحرار في غرب كندا: الاستعانة بالصحف الأمريكية القديمة لتتبع قصص العبيد /إليانور بيرد : طالب دكتوراه من جامعة شيفيلد / المملكة المتحدة ـ عام 2015 . عبر الحدود ـ معهد هارييت توبمان ـ "Primary Document Reader": معهد گييلدر ليرمان للتاريخ الأمريكي، ( ص 10-13) . جامعة يورك ـ 2013 . كيت كليفورد لارسون ـ متوجهة إلى أرض الميعاد: هارييت توبمان ـ وان وورلد للنشر ـ 2004 . وليام ستل ـ سجلات السكك الحديدية السرية: قصص عن مصاعب العبيد، وهروبهم المضني، وصراعهم مع الموت في سعيهم نحو الحرية ـ مودرن لايبرري للنشر ـ 2019 .
#عضيد_جواد_الخميسي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأديرة البوذية في اليابان
-
أرض كنعان التاريخية
-
الإله نينورتا في الأساطير السومرية
-
اتحاد كييڤ روس
-
الأدب في ممالك مصر القديمة
-
حضارة وادي السند الغامضة
-
الجيش الأحمر في الحرب العالمية الثانية
-
عبادة الإله مثرا
-
التحنيط عند المصريين القدماء
-
مذكرات جندي أمريكي عن درب الدموع
-
من هم الأمورّيون ؟
-
هذا ما كتبه هيرودوت عن بابل القديمة
-
شخصية هرقل في الأساطير اليونانية والرومانية
-
بطل ملحمة گلگامش بين الحقيقة والأسطورة
-
نرگال (مسلامتيا) إله الموت والحرب والدمار
-
الكريسماس عبر التاريخ
-
قصة اكتشاف الأشعة السينية (X)
-
طقوس الشاي في الصين واليابان القديمتين
-
هنود السهول الأصليين في أمريكا
-
ليلة السكاكين الطويلة
المزيد.....
-
نتنياهو: تقرير الأمم المتحدة بشأن المجاعة في غزة كذب صريح
-
المجاعة في غزة.. بريطانيا: رفض الحكومة الإسرائيلية إدخال مسا
...
-
مسؤولة أوروبية: المجاعة في غزة حقيقية ويجب على إسرائيل السما
...
-
الإمارات تدين بشدة استهداف قافلة إنسانية لبرنامج الأغذية الع
...
-
الأمم المتحدة تعلن لأول مرة المجاعة في غزة وإسرائيل ترفض
-
هكذا ظهرت غزة في التصنيف الذي أعلن المجاعة.. ما الذي نعرفه ع
...
-
غزة: 71 شهيداً في 24 ساعة.. والمجاعة تواصل حصد الأرواح
-
الأمم المتحدة: الاستجابة الإنسانية بسوريا تعاني نقصا حادا في
...
-
الأمم المتحدة تعلن رسميا تفشي المجاعة في غزة بعد 22 شهرا من
...
-
لماذا ترفض إسرائيل تقرير الأمم المتحدة بشأن إعلان المجاعة في
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|