أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - منصور رفاعي اوغلو - هل كان عقد الستينات من القرن العشرين هو الأفضل على الإطلاق؟














المزيد.....

هل كان عقد الستينات من القرن العشرين هو الأفضل على الإطلاق؟


منصور رفاعي اوغلو

الحوار المتمدن-العدد: 8561 - 2025 / 12 / 19 - 08:35
المحور: قضايا ثقافية
    


يُنظر إلى عقد الستينات من القرن العشرين في الذاكرة الجماعية العالمية بوصفه عقد التحولات الكبرى، ومرحلة ذهبية في السياسة والثقافة والفكر والفن. وكثيرًا ما يُطرح السؤال: هل كان هذا العقد هو الأفضل على الإطلاق؟
الإجابة ليست مطلقة، بل تعتمد على زاوية النظر، وما إذا كنا نقيس “الأفضل” بالتقدم، أم بالحرية، أم بالأحلام، أم بالنتائج الفعلية.

أولًا: الستينات كعقد للأحلام الكبرى

تميّزت الستينات بزخم فكري وثقافي غير مسبوق:

حركات التحرر الوطني في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وانتهاء حقبة الاستعمار الكلاسيكي.

حركات الحقوق المدنية، خاصة في الولايات المتحدة، بقيادة شخصيات مثل مارتن لوثر كينغ، التي أعادت تعريف المساواة والعدالة.

ثورات الشباب والطلاب في أوروبا والعالم، الرافضة للسلطوية والحرب والقيم التقليدية الجامدة.

طفرة ثقافية وفنية في الموسيقى، السينما، الأدب، والفلسفة، جعلت الفن أداة احتجاج وتغيير.


في هذا السياق، بدت الستينات وكأنها لحظة إنسانية نادرة آمن فيها الناس بأن العالم قابل للتغيير الجذري.

ثانيًا: التقدم العلمي والتكنولوجي

شهد العقد قفزات علمية لافتة:

سباق الفضاء الذي بلغ ذروته بهبوط الإنسان على سطح القمر عام 1969.

تطور الطب، وعلوم الاتصال، وبدايات الثورة التكنولوجية الحديثة. هذا التقدم عزز الشعور بأن البشرية تتجه نحو مستقبل أفضل تقوده المعرفة والعلم.


ثالثًا: الوجه الآخر للستينات

رغم الصورة الرومانسية، لم يكن العقد خاليًا من المآسي:

حروب دامية مثل حرب فيتنام، التي كشفت وحشية الصراعات الحديثة.

الانقلابات العسكرية في العالم النامي، خاصة في الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.

هزائم سياسية كبرى، أبرزها نكسة 1967 في العالم العربي، التي شكّلت صدمة نفسية وفكرية عميقة.

اغتيال رموز التغيير مثل جون كينيدي ومارتن لوثر كينغ، ما أضعف حلم التحول السلمي.


هذه الأحداث تطرح تساؤلًا: هل كانت الستينات أفضل فعلًا، أم مجرد عقد مليء بالتناقضات؟

رابعًا: لماذا تُعتبر الستينات “أفضل” في الذاكرة؟

يعود الحنين إلى الستينات لأسباب عدة:

كانت مرحلة ولادة الأفكار التي ما زالت تؤثر في عالم اليوم.

لم تكن العولمة قد سحقت الخصوصيات الثقافية بعد.

ساد شعور جماعي بأن التغيير ممكن، وأن الفرد قادر على التأثير في التاريخ.


لكن كثيرًا من إنجازات الستينات لم تكتمل، بل أُجهضت أو أُفرغت من مضمونها في العقود اللاحقة.

خاتمة

لم يكن عقد الستينات الأفضل على الإطلاق بمعنى الرفاه أو الاستقرار، لكنه ربما كان الأكثر جرأة وحلمًا في تاريخ القرن العشرين. كان عقد الأسئلة الكبرى، لا الإجابات النهائية، وعقد الصراع بين المثال والواقع.
قد لا يكون الأفضل من حيث النتائج، لكنه بلا شك كان الأكثر تأثيرًا، ولا تزال ظلاله الفكرية والسياسية والثقافية حاضرة حتى اليوم.



#منصور_رفاعي_اوغلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يعشق بعض العرب حكّامهم الديكتاتوريين؟
- ما هو النموذج الاقتصادي الأفضل للدولة السورية الجديدة؟
- الأشعرية والسلفية في سوريا: من سينتصر؟ وما هي تكلفة الصراع ب ...
- القس الأمريكي وبداية انهيار الاقتصاد التركي… هل دفع الشعب ثم ...
- لماذا ينهار التدين التركي أمام النزعة القومية؟
- السلفية الجهادية في سوريا: هل هي ظاهرة طارئة أم أصيلة في الم ...
- كيف ترى سوريا والعراق أن تركيا تسرق حصتهما من مياه دجلة والف ...
- صراع الهوية في تركيا: هل يشبه الأتراك شعوب المنطقة؟
- لماذا تتبنّى بعض الحركات السلفية الجهادية خطابًا يحضّ على قت ...
- اكراد تركيا ... متى سيحصلون على حقوقهم
- لواء إسكندرون… الأرض السورية التي ابتلعها الجيران
- انهيار الدولة التركية… هل هو حلم أوروبا أم كابوسها؟
- الدولة العميقة في تركيا… خطر يهدد المنطقة
- القضاء التركي أعمى عندما يتعلق الأمر بالسوريين
- سوريا بين مطرقة تركيا وسندان اسرائيل
- الدولة العثمانية… لعنة أصابت العالم لسبعمئة عام
- هل يقبل الأتراك برئيس كردي يأتي عبر صناديق الاقتراع؟
- وزارة الخارجية التركية تسرق السوريين باسم الفيزا
- هل فتح الله غولن ارهابي ،، ام رجل دين ،، ام كلاهما
- لماذا لا احد يحب تركيا؟ كيف تحولت سياسة صفر مشاكل الى صفر اص ...


المزيد.....




- تركيا تحقق في تحطم مسيّرة روسية غرب أراضيها
- ترامب لا يستبعد الحرب على فنزويلا وعقوبات جديدة لمقربين من م ...
- -غرين كارد-.. لماذا استهدف ترامب برنامج تأشيرة التنوع منذ ول ...
- الشرع يهنئ السوريين من جبل قاسيون على رفع العقوبات
- واشنطن تدعو لهدنة بالسودان في العام الجديد وتوعّد أفريقي للد ...
- رسالة جندي أميركي على قذيفة قبل إطلاقها على سوريا..ماذا كتب؟ ...
- فيديو.. الجيش الأميركي ينشر لقطات لضرباته في سوريا
- غارديان: شركات مسجلة في بريطانيا تجنّد مرتزقة كولومبيين في ا ...
- هل ستنفجر فقاعة الذكاء الاصطناعي قريبا؟
- الجيش الأميركي يعلن قصف أكثر من 70 هدفا -داعشيا- في سوريا


المزيد.....

- علم العلم- الفصل الرابع نظرية المعرفة / منذر خدام
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الأنساق الثقافية للأسطورة في القصة النسوية / د. خالد زغريت
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - منصور رفاعي اوغلو - هل كان عقد الستينات من القرن العشرين هو الأفضل على الإطلاق؟