أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - حسن مدبولى - حين تصبح كرة القدم مرآة للسياسة ،،














المزيد.....

حين تصبح كرة القدم مرآة للسياسة ،،


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8560 - 2025 / 12 / 18 - 21:52
المحور: عالم الرياضة
    


لم تعد كرة القدم في مصر مجرد لعبة أو متنفسًا جماعيًا، بل تحوّلت إلى مرآة عاكسة لطبيعة إدارة المجال العام، وكيفية توزيع القوة، وممارسة الهيمنة،دون حاجة إلى خطاب سياسي صريح،
و في بلد تضيق فيه مساحات التعبير التقليدية، غدت الرياضة ساحةً يمكن من خلالهاتصفية الحسابات الرمزية، ونقل الرسائل غير المباشرة.

من هذا المنطلق، لا يمكن فهم ما يتعرض له نادي الزمالك بإعتباره مجرد أزمة إدارية أو مالية معزولة، بل هو جزء من سياق أوسع، يتكرّر فيه نمط الإقصاء المتشدد، وتُختبر فيه حدود المسموح من الاعتراض، والحد الأدنى من الولاء، ويتجسد كل ذلك عندما تُدار المنافسة بمعايير ملونة متحرّكة، وتُعاد صياغة اللوائح والتشريعات وفق موازين قوى غير معلنة، وتتخذ القرارات لتحقيق مصالح هذا، وقهر ذاك ،
مع ترسيخ رسائل رمزية متعددة يفهمها الجمهور الرياضي كتشجيع للاستثناء لا الالتزام،

وكان لافتًا أن إحدى تلك الرسائل الرمزية جاءت عبر احتفاء رسمي رفيع بلاعب مثير للجدل ، سبق أن لاحقته عقوبات دولية، وانقسامات وممارسات محلية مخجلة،
ولم يكن المشهد حينها محل طعن أو اندهاش قانوني، بقدر ما كان أيماءة سياسية، فسّرها قطاع عريض بأنها إعادة تعريف غير مباشرة لفكرة المحاسبة، ورسالة طمأنة لمن يراهنون على النفوذ ، لا على القواعد الثابتة للعدالة،

في هذا الجو، لم يعد الزمالك مجرد نادٍ يواجه أزمات، بل تحوّل إلى وعاء تتكثف فيه مشاعر الغبن، مع عدم استقرار ممنهج، وأزمات مالية تُعزى إلى غياب العدالة في توزيع العوائد، ما أفضى الى نزيف مستمر في صفوف اللاعبين، بالتوازى مع صدامات حول التوسع المؤسسي، أبرزها جدل سحب أرض النادي وما تلاه من تصعيد قانوني وإداري.

ثم جاء التهديد بفتح ملف شبهة إهدار المال العام ، ليزيد الإحساس بالاستهداف، ليس رفضًا للمساءلة في حد ذاتها، بل تساؤلاً حول سياقها وتوقيتها وتكرار سيناريوهات سابقة مشابهة،
وقد أدى حل مجلس الإدارة المنتخب مرتين خلال سنوات قليلة، مع التهديد بإمكانية تكرار الأمر للمرة الثالثة ، إلى الإيحاء للكثيرين بأن الانتخابات نفسها أصبحت إجراءًا هشًا، قابلاً للسحق،متى تعارض مع توازنات خفية، وهو كابوس متحقق بالفعل فى عالم السياسة ،،،

الكارثة الأفظع أن تلك الأحداث ضد النادى، خلقت انقساما عاما فى الشارع المصرى ، تجاوز الدائرة الكروية إلى قطاع أوسع من المجتمع،
فبينما تتحول ردود فعل شريحة من الجمهور إلى "شماتة مخزية " لا تعبّر بالضرورة عن قناعة بعدالة الإجراءات، بل عن خصومات تاريخية أو رغبة في هزيمة الخصم بأي ثمن، فإنه يتعمّق فى الوقت نفسه لدى جماهير الزمالك إحساسٌ قوي بالمظلومية والاضطهاد، لا يقتصر على الخسائر الرياضية، بل على تراكم الشعور بانسداد الأفق وغياب الإنصاف،والمجاملة الفجة للخصوم للتغطية على أحداث غير رياضية، على اعتبار أن جماهير الخصوم تمثل قطاعا أوسع ،

وهذا الاستقطاب الحاد – بين شماتة تُخدّر الحسّ الأخلاقي، ومظلومية قد تنزلق إلى اليأس – ليس تفصيلاً عابرًا، بل عرضًا سياسيًا بامتياز. فعندما تُدار المنافسة بطريقة تُغري فريقًا كبيرا من الناس للتصفيق والتهليل للاختلال، وتدفع الفريق الآخر إلى الإحساس الدائم بالاستهداف، فهنا تتآكل فكرة العدالة المشتركة، ويتحوّل المجال العام إلى ساحات صراع غبى وفرح مريض ،

ومن المهم القول أن ما يجري لا يخصّ الزمالك فقط، ولا كرة القدم وحدها، بل نحن أمام نموذج مصغّر لآلية إدارة الخلاف في مصر اليوم،والتى تتمحور حول تقليص القواعد، توسيع الاستثناءات، تعميق الانقسام، ثم التعويل على حزن وصبر وإنزواء الغاضبين، وتهليل وانشكاح المغيّبين المحتفين بلاشيئ حقيقى ،،،

وحين تُدار الرياضة بهذه الطريقة، تصبح السياسة حاضرة حتى وإن غابت كلماتها.



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملات دعائية !!
- سيكتب عنها اللاحقون !؟
- البعد الإنسانى لحبس الفتيات ،،
- وداد مترى أنطون ، إمرأة من مصر،،
- فاطمة نعمت راشد، والحزب النسائى المصرى
- الأم المصرية ، وولدها
- إبراهيم يسرى ، القابض على جمر الوطن
- أزمة الإسطورة محمد صلاح وقميص عثمان !!
- أبطال نسيهم التاريخ
- المخرج، وسيدة القرن !
- ست البلاد ، الدكتورة نعمات أحمد فؤاد
- أربعة مبدعين ،،،
- أربعة شعراء،انحنوا جميعا،إلا واحد!؟
- دولة التلاوة، وضياع الهوية !؟
- من الديانات الإبراهيمية ،،،
- المقاومة والزمالك ،،
- إزدواجية معايير الدعم الإنسانى !!
- المدارس متعددة، والمعزوفة واحدة!!
- إنتخبوا الرجل الشيك !؟
- الإستنارة الإنتقائية !!


المزيد.....




- المغرب يدشن مركزا للتنسيق الأمني لتأمين كأس أمم إفريقيا بمشا ...
- السلامي يكشف عن -توجيه ملكي- بمنحه الجنسية الأردنية
- بالأسماء.. الفائزون في الجوائز الفردية بكأس العرب 2025
- كأس العرب.. فيفا يحسم نتيجة مباراة السعودية والإمارات ويحدد ...
- محمد بن زايد يهنئ ملك المغرب بالفوز بكأس العرب
- محمد السادس: الفوز بكأس العرب يعزز مكانة الكرة المغربية
- أول تعليق من ملك الأردن بعد خسارة -النشامى- في نهائي كأس الع ...
- المغرب بالصدارة.. القيمة السوقية لجميع منتخبات كأس أفريقيا 2 ...
- موعد مباراة المغرب ضد جزر القمر بكأس أمم أفريقيا والقنوات ال ...
- المغرب بطلا لكأس العرب بعد نهائي مثير أمام الأردن


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - حسن مدبولى - حين تصبح كرة القدم مرآة للسياسة ،،