أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسن مدبولى - سيكتب عنها اللاحقون !؟














المزيد.....

سيكتب عنها اللاحقون !؟


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8558 - 2025 / 12 / 16 - 09:14
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تمثل قضية سمية ماهر حزيمة، الكيميائية وخريجة كلية العلوم بجامعة الأزهر، واحدة من القضايا المعاصرة التي حظيت باهتمام حقوقي وإعلامي، بالنظر إلى طول المسار الإجرائي المرتبط بها، وما أثارته من نقاشات قانونية حول مدد الحبس الاحتياطي في القضايا المنظورة أمام دوائر أمن الدولة. فمنذ خريف عام 2017، دخلت حياة شابة كانت تستعد لمرحلة جديدة مسارًا قانونيًا معقدًا امتد لسنوات، وتجاوز في أثره الجانب الإجرائي إلى أبعاد إنسانية واجتماعية واضحة.

وبحسب ما ورد في تقارير حقوقية منشورة ومتداولة، جرى توقيف سمية ماهر حزيمة من منزل أسرتها بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة في أكتوبر 2017، ثم ظهرت لاحقًا أمام جهات التحقيق المختصة. وخلال تلك الفترة، أشارت بعض هذه التقارير إلى محدودية التواصل بينها وبين أسرتها وهيئة دفاعها. وقد أُدرجت على ذمة القضية رقم 955 لسنة 2017 حصر أمن دولة عليا، وواجهت اتهامات تتعلق بالانضمام إلى كيان غير مرخص، وهي اتهامات نفتها أسرتها ومحاموها.

ومنذ ذلك التاريخ، خضعت سمية لإجراءات حبس احتياطي داخل سجن القناطر للنساء، جرى تجديده وفقًا للأطر القانونية المعمول بها، وعلى مدار فترات متعاقبة. وتشير متابعات منظمات حقوقية إلى أن مدد الحبس الاحتياطي في هذه القضية امتدت زمنيًا، وهو ما استُحضر في سياق نقاش أوسع داخل الأوساط القانونية والحقوقية حول طبيعة هذا الإجراء، بوصفه تدبيرًا احترازيًا مؤقتًا من حيث المبدأ.

ومع إحالة القضية إلى محكمة الجنايات المختصة، دخلت الإجراءات مرحلة المحاكمة، التي شهدت عدة جلسات وتأجيلات، شملت حجز الدعوى للنطق بالحكم في بعض المراحل، ثم إعادة فتح باب المرافعة أو تأجيل الفصل في مراحل أخرى، وفق ما ورد في متابعات قانونية علنية. ويعكس هذا المسار الطبيعة الإجرائية المعقدة لهذا النوع من القضايا، وما يصاحبه أحيانًا من امتداد زمني قبل صدور حكم نهائي.

إلى جانب هذا المسار القانوني، برزت الأبعاد الإنسانية للقضية في عدد من التقارير المتداولة. فقد أفادت مصادر حقوقية بأن توقيف سمية جاء قبل أيام قليلة من موعد زفافها، وهو تفصيل إنساني ألقى بظلاله على تناول القضية، بوصفه مثالًا على التحول المفاجئ في مسار حياة فردية. كما تناولت تقارير أخرى تأثير ظروف الاحتجاز، وتنظيم الزيارات، على حالتها النفسية والصحية، وعلى أسرتها التي واجهت تجربة طويلة ومفتوحة النهاية.

ودون مساس باستقلال القضاء أو سلامة الإجراءات من منظورها القانوني، تحولت قضية سمية ماهر حزيمة في خطاب عدد من المنظمات الحقوقية إلى مثال يُستدعى عند مناقشة الحاجة إلى مراجعة مدد الحبس الاحتياطي، والتأكيد على أهمية إنجاز المحاكمات خلال إطار زمني معقول، بما يحقق التوازن بين متطلبات العدالة وضمانات الحقوق، ووفق ما ينص عليه الدستور المصري والمعايير القانونية ذات الصلة.

وفي المحصلة، تظل هذه القضية شاهدًا على التداخل الحاد بين القانوني والإنساني، وعلى الأثر العميق الذي يمكن أن تتركه الإجراءات القضائية الممتدة على حياة الأفراد وعائلاتهم. وبين أروقة المحاكم وانتظار الأحكام، يبقى السؤال العام مطروحًا في المجال القانوني والحقوقي: كيف يمكن تحقيق التوازن بين ضرورات الأمن، وحسن سير العدالة، وضمانات الحقوق، دون أن يتحول الامتداد الزمني للإجراءات إلى عبء إضافي على حياة المتقاضين؟
#حسن_مدبولى



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعد الإنسانى لحبس الفتيات ،،
- وداد مترى أنطون ، إمرأة من مصر،،
- فاطمة نعمت راشد، والحزب النسائى المصرى
- الأم المصرية ، وولدها
- إبراهيم يسرى ، القابض على جمر الوطن
- أزمة الإسطورة محمد صلاح وقميص عثمان !!
- أبطال نسيهم التاريخ
- المخرج، وسيدة القرن !
- ست البلاد ، الدكتورة نعمات أحمد فؤاد
- أربعة مبدعين ،،،
- أربعة شعراء،انحنوا جميعا،إلا واحد!؟
- دولة التلاوة، وضياع الهوية !؟
- من الديانات الإبراهيمية ،،،
- المقاومة والزمالك ،،
- إزدواجية معايير الدعم الإنسانى !!
- المدارس متعددة، والمعزوفة واحدة!!
- إنتخبوا الرجل الشيك !؟
- الإستنارة الإنتقائية !!
- التحول الذى يثير الحزن !؟
- التصنيف وفقا للرغبة أو الطلب،،


المزيد.....




- الناشطة نرجس محمدي تتعرّض لضربات عنيفة خلال توقيفها
- إدانة نحو ثلاثين شخصًا بتقديم بلاغات إغتصاب كاذبة
- رئيس وزراء ولاية هندية يثير الغضب بعد سحبه حجاب امرأة في حفل ...
- “زُهرة قصر” تدهورٌ صحيّ داخل السجن القسري في بريطانيا
- أين انتهى المطاف بسليلي الأسرة العثمانية، وكيف يٌنظر إليهم ف ...
- تقرير دولي: التكنولوجيا توسّع دائرة العنف ضد النساء عالميًا ...
- ليبيا: قرار أمني يقيّد التصوير الدعائي للنساء بذريعة “الآداب ...
- اليمن: تزويج الطفلات باسم الفقر والحرب
- الفاشر: مؤشرات لمقابر جماعيّة وطمسٌ منظّم للأدلة
- بسبب إهانة مديرة المدرسة لها انتحار طالبة في ثانوية النجف لل ...


المزيد.....

- الحقو ق و المساواة و تمكين النساء و الفتيات في العرا ق / نادية محمود
- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسن مدبولى - سيكتب عنها اللاحقون !؟