أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد صالح سلوم - انتصار جنرال الوقت على الهيمنة الأمريكية















المزيد.....

انتصار جنرال الوقت على الهيمنة الأمريكية


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8558 - 2025 / 12 / 16 - 17:18
المحور: كتابات ساخرة
    


تلتقي السلطة الأمريكية بالاقتصاد في رقصة معقدة من الوعود والشكوك، من هنا نحاول أن نفهم ما أدلى به الرئيس دونالد ترامب من تصريحات نادرة الصراحة خلال مقابلة حصرية مع صحيفة وول ستريت جورنال في ديسمبر 2025. في المكتب البيضاوي، أقر ترامب بعدم يقينه حول ما إذا كانت سياساته الاقتصادية ستؤتي ثمارها في الوقت المناسب لتعزيز موقف الجمهوريين في الانتخابات النصفية لعام 2026. قال بكلمات مباشرة: "لا أعرف متى ستتدفق كل هذه الأموال"، مشيراً إلى الاستثمارات الضخمة التي يراهن عليها لإنعاش الداخل الأمريكي. وأعرب عن أمله في انخفاض الأسعار قريباً، لكنه تراجع جزئياً عن بعض التعريفات على المنتجات الغذائية لتخفيف الضغط على المستهلكين، دون التزام بمزيد من التخفيضات.

هذه الكلمات ليست مجرد اعتراف شخصي، بل انعكاس لأزمة أعمق في قلب النظام الرأسمالي العالمي، حيث يواجه المركز الهيمني تحديات هيكلية تهدد استقراره. الدين الوطني الأمريكي تجاوز 38 تريليون دولار، ومدفوعات الفوائد تقترب من تريليون دولار سنوياً، مما يجعلها ثالث أكبر بند في الميزانية الفيدرالية. في المقابل، ارتفعت إيرادات التعريفات إلى نحو 200 مليار دولار في 2025، لكنها تبقى قطرة في محيط الدين، غير كافية لسد الفجوة أو تعويض التراكم المشوه.

من منظور يرى الرأسمالية كنظام عالمي يقسم الكون إلى مركز مستغل وأطراف مستغلة، تبدو سياسات ترامب الحمائية محاولة لإنقاذ التراكم داخل المركز، دون المساس بالهيكل الإمبريالي الأساسي. التعريفات، التي استخدمها حتى لتهدئة نزاعات إقليمية، لا تعالج التبادل غير المتكافئ الذي يسحب الفائض من الأطراف إلى المركز، بل تزيد من التوترات، مما يمنح الزمن فرصة لقوى صاعدة مثل الصين، التي تستمر في الإنتاج والابتكار دون انقطاع، وروسيا التي تستنزف الغرب عبر الصراع في أوكرانيا دون هزيمة مباشرة.

في هذا السياق، يبرز "جنرال الوقت" كحليف غير متوقع لمحور المقاومة في غرب اسيا. المغامرات الأمريكية والإسرائيلية ضد إيران واليمن وغزة ولبنان أدت إلى استنزاف المشروع الصهيوني، رأس الحربة الإمبريالية في المنطقة، دون انتصارات حاسمة. سياسة ترامب الجديدة، التي تميل نحو التركيز على الداخل، تعكس إدراكاً متأخراً لهذا الاستنزاف، بينما ينتظر خصوم واشنطن – من بكين إلى موسكو وطهران وصنعاء – انهياراً ذاتياً تحت وطأة المديونية والفقاعات المالية، بما فيها تلك المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، حيث تتضخم الاستثمارات دون عائد حقيقي يتناسب مع التوقعات.

وإذا كانت إدارتا بايدن وترامب قد حرصتا على إنقاذ هيمنة رأس المال الأمريكي من خلال فرض أسعار مرتفعة للنفط والغاز على أوروبا، عبر قطع الإمدادات الروسية الرخيصة، فإن النتيجة كانت مدمرة للحلفاء أنفسهم. اقتصاد أوروبا يعاني من تكاليف طاقة أعلى بأربع مرات مقارنة بالولايات المتحدة، مما أدى إلى إغلاق مصانع وتباطؤ نمو، دون أن يحقق المركز النجاحات المرجوة. الشركات الأمريكية نفسها تتردد في العودة الكاملة إلى الإنتاج الداخلي، بسبب ارتفاع تكاليف العمالة – التي تفوق نظيرتها الصينية بأضعاف – وعدم توافر الكفاءات الوفيرة كما في آسيا، مما يجعل التنويع الإقليمي والأتمتة خيارات أكثر جاذبية.

هذه الأزمة ليست جديدة، بل امتداد لتراكم مشوه يعتمد على المضاربة المالية أكثر من الإنتاج الحقيقي. انخفاض حصة الدولار في الاحتياطيات العالمية إلى نحو 57-58% يعكس تنويضاً بطيئاً نحو عملات أخرى والذهب، مدعوماً بصعود بريكس وتنويع التبادلات. في الوقت نفسه، تثير فقاعة الذكاء الاصطناعي مخاوف متزايدة، حيث ترتفع قيم الأسهم بنسب هائلة دون أرباح متناسبة، مما يذكر بفقاعات سابقة انفجرت وأدت إلى ركود.

ترامب يميل إلى تعيين رئيس للاحتياطي الفيدرالي يتشاور معه، مطالبًا بخفض فائدة حاد لتقليل عبء الدين، لكن هذا يعكس أزمة التراكم في مرحلة متأخرة، حيث يصبح النمو مدفوعاً بالدين لا بالإنتاج. الشكوك حول الانتخابات النصفية تعبر عن خوف من أن الطبقة العاملة والوسطى، المتضررة من العولمة، لن ترى تحسناً سريعاً.

على الصعيد الجيوسياسي، يخدم الزمن روسيا في أوكرانيا، حيث يستمر الاستنزاف دون انتصار غربي، وإيران في مواجهتها مع إسرائيل، حيث تفشل الضربات في كسر المقاومة. الصين، بإنتاجها المتواصل، تستفيد من إعادة ترتيب السلاسل العالمية، بينما تتراجع الشركات الأمريكية عن الإعادة الكاملة بسبب التكاليف.

في أوروبا، أدت سياسات بايدن وترامب إلى أزمة طاقة مزمنة، مع أسعار غاز أعلى بكثير، مما أضعف القدرة التنافسية وأثار ركوداً صناعياً. الاعتماد على الغاز الأمريكي المسال زاد التبعية، دون تعويض الخسائر.

هذا التشاؤم الرئاسي يعكس أزمة هيكلية، حيث يحاول المركز الحفاظ على هيمنته أمام عالم متعدد الأقطاب. الوقت يعمل لصالح الصابرين، الذين يستنزفون الخصم دون مواجهة مباشرة، مما قد يمهد لإعادة ترتيب عالمي أكثر توازناً، أو فوضى أعمق. في النهاية، تكشف هذه اللحظة عن هشاشة نظام يعتمد على الاستغلال، ويواجه الآن حسابات الزمن والتاريخ.

…….


أمريكا العظيمة مرة أخرى.. لكن بعد إغلاق المصارف والفقاعات تنفجر



في المكتب البيضاوي، حيث تتراكم الفواتير كأنها أوراق خريف في حديقة مهملة، جلس الرئيس دونالد ترامب أمام صحيفة وول ستريت جورنال ليمنح العالم درساً جديداً في فن الاعتراف بالفشل المؤجل. سألوه عن موعد جني ثمار سياساته الاقتصادية العبقرية، فأجاب بابتسامة الرجل الذي ينتظر حافلة في محطة أغلقت منذ عقود: "لا أعرف متى ستتدفق كل هذه الأموال". يا للدقة العلمية! إنه يشبه عالم فيزياء يقول إن الجاذبية قد تعمل يوماً ما، لكنه غير متأكد من التوقيت.

الرجل الذي وعد بجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، يقف الآن أمام الكاميرات ليعلن أن العظمة قد تتأخر قليلاً، ربما حتى بعد الانتخابات النصفية في 2026، حين يصبح الكونغرس ملعباً للديمقراطيين الذين سيأتون ليذكّروا الجميع بأن الوعود الانتخابية تشبه الشيكات المرتجعة: تبدو رائعة عند الكتابة، لكنها تسبب حرجاً عند الصرف.

وفي الوقت الذي يحلم فيه ترامب بخفض أسعار الفائدة إلى واحد في المئة أو أقل، كأنه يطلب كوباً من القهوة في مقهى فييني، يقترب عبء خدمة الدين الوطني من تريليون دولار سنوياً. تريليون! هذا الرقم الذي كان يوماً يُستخدم لوصف ميزانيات أفلام هوليوود الكارثية، أصبح الآن فاتورة الفوائد الشهرية لأمريكا. أما التعريفات الجمركية، تلك الأسلحة السرية التي تضخمت إيراداتها إلى مئتي مليار دولار، فهي تشبه ذلك الصديق الذي يقترض منك مئة دولار ليسدد دينه البالغ مليوناً: لفتة لطيفة، لكنها لا تغير شيئاً في المعادلة.

ولأن واشنطن لا تكتفي بإدارة أزمتها الخاصة، قررت إدارتا بايدن وترامب، في تناغم نادر يذكّر بثنائي كوميدي يتبادل الضربات، أن تنقذا رأس المال الأمريكي بطريقة عبقرية: رفع أسعار الغاز والنفط على أوروبا إلى أربعة أضعاف. النتيجة؟ مصانع ألمانية تغلق أبوابها كأنها في إجازة دائمة، واقتصاد فرنسي يئن تحت وطأة فواتير الطاقة، بينما الشركات الأمريكية تنظر إلى فكرة العودة إلى الإنتاج المحلي بنفس النظرة التي ينظر بها النظام الغذائي إلى الكعك: نظرة حنين ممزوجة برعب. فالعمالة الأمريكية غالية، والكفاءات نادرة مقارنة بتلك الجيوش الهندسية في الصين التي تعمل بلا توقف، كأنها آلات لا تأكل ولا تنام ولا تشتكي من الرواتب.

أما الدولار، ذلك العملاق الذي كان يوماً يسيطر على 94% من الاحتياطيات العالمية، فيتراجع الآن بهدوء إلى 57% تقريباً، كنجم سينما متقاعد يفقد بريقه ببطء أمام الوجوه الجديدة. بكين وموسكو وطهران يجلسون في الصفوف الخلفية يبتسمون، يعرفون أن "جنرال الوقت" يعمل لصالحهم مجاناً. روسيا تستنزف الغرب في أوكرانيا كأنها تلعب مباراة شطرنج لا تنتهي، إيران واليمن يجعلان إسرائيل تنفق مليارات على صواريخ لا تصيب دائماً، والصين تبني مصانع وجامعات وطرق حرير جديدة بينما أمريكا تناقش ما إذا كانت فقاعة الذكاء الاصطناعي ستنفجر قبل الانتخابات أم بعدها.

ترامب يستخدم التعريفات حتى لتهدئة نزاعات بين دول آسيوية صغيرة، كأنه يلوح بمحفظة فارغة ليخيف لصوصاً في زقاق مظلم. يقول لتايلاند وكمبوديا: إن اندلعت الحرب، سأفرض تعريفات! يا للرعب! كأن يهدد أحدهم طفلاً مشاغباً بحرمانه من الحلوى في حفلة عيد ميلاد لا توجد أصلاً.

تبدو واشنطن كذلك اللاعب الذي يملك أفضل الأوراق في بداية اللعبة، ثم يكتشف تدريجياً أن الخصوم يلعبون لعبة أخرى تماماً، لعبة الصبر والاستنزاف. الجميع ينتظر انفجار الفقاعة، أو انهيار الدين، أو مجرد أن يمل الأمريكيون من الوعود بأن "الأموال ستتدفق" يوماً ما، ربما بعد أن يتعلم الدولار السباحة في بحر الديون. أما ترامب، فيجلس في مكتبه البيضاوي، ينظر إلى الساعة، ويتساءل متى سيأتي ذلك اليوم الذي وعد به الجميع، بينما "جنرال الوقت" يبتسم في الظل، يعرف أنه بالفعل فاز بالمعركة دون أن يطلق رصاصة واحدة.



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراجع التفوق الأمريكي: وثيقة سرية تكشف هشاشة الإمبراطورية أم ...
- يوروكلير: قبر اليورو الذهبي
- كيف استثمرت بروكسل في هزيمتها المحققة اليوم
- ما التحديات التي تطرحها وثيقة ترامب الاستراتيجية على محور ال ...
- رواية : أنفاسٌ لا تُقاس أو اسم اخر للرواية (عبودية في ثياب ا ...
- استراتيجية الأمن القومي الأمريكية لعام 2025: نظرة عامة وتقيي ...
- حول رواية ( لماذا ؟ ..صرخة في قصر أصم )..مقدمات نقدية لمدارس ...
- رواية «لماذا في قصر أصم» توثيقٌ لستين عاماً من حكم مملكة الظ ...
- سوريا في السنة الأولى لما بعد الأسد: تقرير من قلب الخراب
- اكتشاف جبل الكرمل: رحلة في أعماق التاريخ والطبيعة من خلال كت ...
- رواية: في قلب الإمبراطورية المالية: ملحمة الضمير الذي استيقظ ...
- رواية : مفتاحٌ في صدر ميت
- استثمارات بلاك روك في قطاع السلاح: رؤية معمقة نحو الثراء الذ ...
- بلاك روك للمبتدئين: كيف تكون ناشطاً بيئياً وتاجر سلاح في نفس ...
- لماذا يجب على العالم أن يسترد سيادته من الاحتكارات الخمس
- من أنبوب كولن باول إلى أنابيب غاز ترامب: نفس النكتة،
- سوريا تحت ظلال الفصل السابع رحلة نحو نهاية مكتوبة بأيدي من ظ ...
- عندما تصبح الدراسات الجامعية برنامجاً حكومياً: رؤية حزب العم ...
- عندما التقت الدبّة بالتنين: سقوط الهيمنة الغربية بهدوء
- عبوديةٌ بثياب الحرية.. تحقيقٌ في استلاب الكرامة الإنسانية تح ...


المزيد.....




- تجسد الشخصيات للمرة التانية على التوالي .. هل فيلم الست حقق ...
- صور مذهلة تكشف عن العوالم الخفية داخل الآلات الموسيقية
- الوقف السني يدين الشاعر علي نعيم: أي إساءة تُطال الصحابة تسه ...
- مقتل المخرج الأمريكي روب راينر وزوجته بلوس أنجلس واتهام الاب ...
- اعتقال ابن الممثل والمخرج الناقد لترامب روب راينر بتهمة قتل ...
- - سقوط الأفكار- يزجّ بشاعرة شابة إلى الساحة الأدبية الموصلية ...
- جامعة حلب تحتفل باليوم العالمي لعائلة اللغة التركية
- فيلم وثائقي فرنسي-ألماني يقدم قراءة نقدية حادة للواقع المصري ...
- تقرير: الأسد يدرس في موسكو اللغة الروسية وطب العيون
- اللوفر يُغلق أبوابه أمام الزوار اليوم.. ما الذي يحدث داخل ال ...


المزيد.....

- لو كانت الكرافات حمراء / د. خالد زغريت
- سهرة على كأس متة مع المهاتما غاندي وعنزته / د. خالد زغريت
- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد صالح سلوم - انتصار جنرال الوقت على الهيمنة الأمريكية