|
|
سوريا في السنة الأولى لما بعد الأسد: تقرير من قلب الخراب
احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 8550 - 2025 / 12 / 8 - 13:42
المحور:
كتابات ساخرة
قبل عامٍ بالضبط، انهار آخر حصن للدولة السورية المركزية، وأُعلن ميلاد «سوريا الجديدة». كان الإعلان يحمل نبرة النشوة نفسها التي رافقت كل الانقلابات المموّلة في تاريخنا الحديث: وعود بالحرية، بالازدهار، بالكرامة، وصور لشباب يرفعون أعلاماً لم يصنعوها ويغنون أناشيد لم يكتبوها. اليوم، وبعد ثلاثمائة وخمسة وستين يوماً فقط، يمكننا أن نلخص النتيجة بجملة واحدة لا تحتاج تفسيراً: سوريا لم تعد دولة، بل أصبحت خريطة من الدويلات الطائفية والمصالح الإقليمية، وشعبها تحول إلى أكبر تجمع للفقراء والمقزمين في شرق المتوسط. في السويداء، يرفع الدروز علمهم القوس قزحي منذ أشهر، ويعلنون أن الطريق إلى دمشق لم يعد سالكاً إلا بإذن من «مجلس الجبل». في الساحل، يقف العلويون على أبواب قراهم يتفقدون البحر كمن ينتظر سفينة نجاة لن تأتي، بعد أن صار اسم الطائفة كلمة سر للتهجير والانتقام. في الجزيرة، تستمر قسد في بيع النفط للأميركيين وشراء الولاء بالدولار، وتعلّق لافتات «روجآفا ليست للبيع» فوق محطات الوقود التي يملكها ضباط أميركيون. وفي دمشق، يجلس أحمد الشرع، الرئيس الانتقالي الذي كان يُعرف سابقاً بأبي محمد الجولاني، في القصر الجمهوري، يفتتح مولات جديدة ويعد بـ«سوريا اتحادية» لا يوجد فيها اتحاد ولا فيدرالية، بل مجرد مناطق نفوذ يديرها من يدفع أكثر.
القدرة الشرائية للمواطن السوري انهارت إلى مستوى يجعل راتب الموظف الحكومي يكفي لشراء خبز يومين وبصلة واحدة، ويُعتبر ذلك «رفاهية» مقارنة بمن لا يملك وظيفة أصلاً. منظمة اليونيسف تقول إن ٢٧,٩٪ من الأطفال السوريين تحت سن الخامسة يعانون التقزم المزمن، وهو رقم لم يُسجل في سوريا حتى في أحلك سنوات الحصار. في إدلب، حيث ترفرف رايات «الإمارة الإسلامية» فوق المولات الزجاجية، يبيع الأطفال علكة على الرصيف بينما يمرّ أمامهم أصحاب العمائم الجدد بسيارات لاندكروزر لا يعرف أحد من أين أتوا بالبنزين لها. المشهد نفسه الذي رأيناه في السودان قبل عقدين: إسلام سياسي يرفع شعارات الوحدة والعدالة، ثم يبدأ بتوزيع الأرض والشعب على القبائل والميليشيات، حتى يستيقظ الناس ذات صباح ليجدوا أنفسهم في دولٍ متعددة على ورقة واحدة.
في الخامس من مايو الماضي، سُلّم ملف الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين كاملاً إلى تل أبيب، مع صور شخصية وتسجيلات صوتية وشهادة شكر مكتوب عليها بخط اليد «مع خالص التقدير من الشعب السوري الجديد». كان ذلك اليوم الذي أدرك فيه السوريون أن من كان يُقاتل «الكفار» بالأمس أصبح اليوم يُقبّل أيديهم ويفتح لهم أبواب دمشق. اليوم، يتجول السائح الإسرائيلي في باب توما يلتقط صور سيلفي أمام بوظة بكداش، ويضع تعليقاً على إنستغرام: «أخيراً صارت الشام آمنة». وفي الوقت نفسه، لا يزال ملايين السوريين ممنوعين من العودة إلى بيوتهم لأن أسماءهم موجودة في قوائم «الإرهاب» التي كتبها نفس الأشخاص الذين يستقبلون اليوم السياح الإسرائيليين بابتسامة عريضة.
هذا هو الثمن الحقيقي لـ«ثورة الريال القطري والسعودي والليرة التركية »: ليس فقط الفقر والتقزم والتقسيم، بل أيضاً التنازل عن السيادة، عن الكرامة، عن التاريخ. في عهد الأسد، كان السوري يدفع ثمن مقاومته بالحصار والقصف والعقوبات، لكنه كان يدفع ثمن موقف. اليوم، يدفع السوري ثمن خيانته بالجوع والذل وتفتت وطنه، ولا يجد حتى من يقول له «شكراً» على صبره.
السودان.. نموذج التقسيم الاستعماري عبر عقود من الإسلام السياسي والحروب بالوكالة
لننظر إلى السودان، ذلك الجار الذي يُعدّ مرآة مكسورة لما ينتظر سوريا إذا استمرّت في مسارها الحالي. هناك، استغرق الأمر عقوداً طويلة لتحويل دولة واحدة إلى أشلاء متعددة، لكن الآلية كانت نفسها: إسلام سياسي يُستخدم كأداة لـ«فرق تسد» الاستعمارية، مدعوماً من قوى إمبريالية تحول النزاعات الداخلية إلى حروب بالوكالة تخدم مصالحها الخارجية. بدأت القصة في السودان مع انقلاب عمر البشير الإسلامي عام ١٩٨٩، الذي فرض الشريعة الإسلامية بقسوة، مما أثار تمردات في الجنوب النصراني-الأفريقي، وفي دارفور غير العربية. كان هذا النظام، المدعوم أولياً من إيران ثم من الإمبريالية الغربية، ينفذ سياسة «فرق تسد» الكلاسيكية، التي ورثها من البريطانيين الذين قسموا السودان إلى «شمال إسلامي» و«جنوب مسيحي» للسيطرة عليه. على مدى ثلاثة عقود، استخدم الإسلاميون الجنجويد – ميليشيات عربية إسلامية – لقمع التمردات في دارفور، مما أدى إلى اتهامات بالإبادة الجماعية ضد غير العرب (الفور والزغاوة والمساليت)، ومقتل مئات الآلاف، وفق تقارير الأمم المتحدة. هذا التقسيم الطائفي-عرقي خدم الكيان الصهيوني وأسياده الإمبرياليين: الولايات المتحدة فرضت عقوبات على الخرطوم لإضعافها، بينما دعمت إسرائيل التمردات الجنوبية سراً عبر جنوب أفريقيا، مما مهّد لاستقلال الجنوب في ٢٠١١، وفقدان السودان لـ٧٥٪ من نفطه.
في دارفور، تحول النزاع إلى حرب بالوكالة، مع دعم الإمارات الصهيونية المتحدة (ال نهيان) لقوات الدعم السريع (RSF) ضد الجيش، كما في تقرير «الإمبريالية الفرعية للإمارات في السودان» عام ٢٠٢٥، حيث أنفقت أبوظبي مليارات لاستغلال الذهب والأراضي، مما أدى إلى «كارثة إمبريالية» مستمرة حتى اليوم. النتيجة: سودان مقسم إلى شمال مفلس، جنوب فاشل، ودارفور محتلة، مع «الحبل على الجرار» في الشرق والغرب، حيث يتنافس الإسلاميون السابقون (مثل حركة العدل والمساواة JEM) على البقايا، كأداة للإمبريالية.
مع اندلاع الحرب الأهلية الثالثة في السودان في ١٥ أبريل ٢٠٢٣، بين الجيش السوداني (SAF) بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع (RSF) بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي يقود تحالف الجنجويد الأوسع، أصبح التقسيم أكثر وضوحاً. نشبت الاشتباكات في الخرطوم، وسرعان ما امتدت إلى دارفور، حيث سيطرت RSF على معظم المنطقة الغربية بحلول أواخر ٢٠٢٣، وتقدمت في الخرطوم وكردفان والجزيرة. استعاد الجيش الزخم في أوائل ٢٠٢٤، واستعاد الخرطوم في مارس ٢٠٢٥، بما في ذلك القصر الرئاسي والمطار، لكن RSF حافظت على سيطرتها على دارفور، حيث وقعت مذابح مساليت وُصفت بالإبادة الجماعية، مما أدى إلى مقتل آلاف المدنيين وتهجير ملايين. في يناير ٢٠٢٥، أكدت الولايات المتحدة ارتكاب RSF وميليشياتها للإبادة.
في أكتوبر ٢٠٢٥، سقطت مدينة الفاشر، آخر معقل للجيش في دارفور، بعد حصار دام ١٨ شهراً، مما أعطى RSF سيطرة كاملة على المنطقة، وهي التي تبلغ مساحتها حجم فرنسا تقريباً. هذا السقوط يمثل نقطة تحول، حيث أدى إلى تقسيم فعلي للسودان بين الجيش في الشرق (بما في ذلك بورتسودان) والـRSF في الغرب (دارفور وكردفان)، مع حكومتين متنافستين: «حكومة الأمل» التابعة للجيش في بورتسودان، و«حكومة السلام والوحدة» التابعة لـRSF في نيالا. الصراع أدى إلى مقتل ما يصل إلى ٤٠٠ ألف شخص، وتهجير ٨,٨ مليون داخلياً، و٣,٥ ملايين لاجئ، مع أزمة جوع تطال ٢٥ مليون شخص، وهي الأسوأ عالمياً. في دارفور، استؤنفت النزاعات بين قبائل عربية مثل السعلامة وبني هلبه، مما أدى إلى نزوح جماعي ومقتل عشرات، بسبب التنافس على الغنائم.
الدعم الخارجي يعزز التقسيم: الإمارات الصهيونية المتحدة تدعم RSF بالأسلحة عبر تشاد، كما كشفت تقارير الأمم المتحدة، بينما مصر وإيران وتركيا تزود الجيش بالسلاح. في يونيو ٢٠٢٥، سيطرت RSF على الحدود مع ليبيا ومصر، مما أعطاها ممراً استراتيجياً. الجهود الدولية، مثل إعلان جدة في مايو ٢٠٢٣، فشلت، وانضمّت جماعات متمردة مثل حركة تحرير السودان (SPLM-North) إلى RSF في فبراير ٢٠٢٥، بينما حصل الجيش على دعم من فصائل حركة تحرير السودان وعدل ومساواة. في نوفمبر ٢٠٢٣، شكّلت «قوة الحماية المشتركة في دارفور» تحالفاً من خمس جماعات مسلحة، بما في ذلك JEM وSLA-MM، لكن التعاون مع الجيش بقي هشاً بسبب الشكوك المتبادلة.
النتيجة في السودان هي كارثة إنسانية: مذابح في جنينة ونيالا، حيث قتلت RSF آلاف المدنيين في نوفمبر ٢٠٢٣، وأدت إلى تدمير واسع. الجوع انتشر في أغسطس ٢٠٢٥، مع تأكيد التصنيف المتكامل لأمن الغذاء (IPC) لمجاعة في شمال دارفور. اليونيسف واللجنة الدولية للصليب الأحمر تحذران من تكرار إبادة ٢٠٠٥، حيث قُتل ٣٠٠ ألف في دارفور. الجيش يجند مدنيين في ميليشيات مساعدة، مما يعزز الطائفية، كما حدث مع الجنجويد التي أصبحت RSF.
ما حدث في السودان على مدى عقود، يُكرر الجولاني (أحمد الشرع) وعصابة هيئة تحرير الشام (HTS) في سوريا خلال سنة واحدة من سيطرتهم بعد سقوط الأسد في ديسمبر ٢٠٢٤. كرئيس انتقالي منذ يناير ٢٠٢٥، أصبح الشرع رئيساً رسمياً، لكنه ينفذ «فرق تسد» الطائفي بدعم من أدوات الغرب: تركيا أردوغان، التي تقصف الأكراد لصالح HTS، وقطر تميم، التي مولت الجبهة الإسلامية، والسعودية آل سعود، التي ترى في التقسيم ضماناً لأمنها، والإمارات نهيان، التي تدعم ميليشيات في الجنوب، والكويت صباح، التي تُغْرِيْ بالمساعدات مقابل التنازلات. في السويداء الدروزية، أدت اشتباكات يوليو ٢٠٢٥ إلى تمرد مسلح، مع عاصفة عسكرية حكومية أدت إلى عشرات القتلى، مما يهدد بانفصال الجنوب، كما في تقرير FPRI عن «الانتقال الهش والسؤال الطائفي». على الساحل العلوي، شهدت اللاذقية وطرطوس ثلاث حالات عنف طائفي دموي في ٢٠٢٥، بمشاركة ميليشيات إسلامية صهيونية ، مما يدفع العلويين إلى تشكيل ميليشيات دفاعية، وفق تقرير MEForum عن «الدعم الأمريكي للنظام الجديد مع تجاهل العنف الطائفي». أما في الشمال الشرقي، فالاشتباكات مع قوات سوريا الديمقراطية (SDF) الكردية مستمرة منذ ٢٠٢٥، مع حصار شيخ مقصود في حلب، وهدنة هشة في أكتوبر، لكن الأكراد يطالبون بدستور جديد يضمن حكماً ذاتياً. إسرائيل، في هذا السياق، أجرت أكثر من ١٢٠ غارة في ٢٠٢٥ لتفتيت القدرات الناشئة، مع دعم خبيث شكلي للدروز كأداة تفتيت. هذا التقسيم السريع – دروز، علويون، أكراد – هو وظيفة الجولاني الوحيدة، كما كان للبشير، لخدمة «المحميات الصهيو-أمريكية» التي ترى في التفتت ضماناً للهيمنة.
المقارنة بين السودان وسوريا تكشف نمطاً واحداً: الإسلام السياسي كأداة لـ«فرق تسد» الصهيوني-الإمبريالي، يحول الدول إلى محميات طائفية مفككة. في السودان، دفع ذلك إلى كارثة مستمرة؛ في سوريا، قد يؤدي إلى تقسيم نهائي إذا لم يقاوم السوريون. الغرب الأطلسي، عبر أردوغان وتميم وآل سعود ونهيان وصباح، يمول هذا التفتت لاستغلال الموارد والأسواق. الدرس: العودة إلى الدولة المركزية، كما في عهد الأسد، قبل أن يصبح «الحبل على الجرار» واقعاً لا رجعة فيه.
هذه هي سوريا في عام ٢٠٢٥. ليست دولة سقطت، بل أمة تم تفكيكها بعناية، قطعة قطعة، أمام أعين العالم الذي صفق للـ«ربيع» ثم التفت إلى قضية أخرى. وتبقى الجملة الأخيرة التي يرددها السوريون في الخفاء، بصوت خافت لا يسمعه أحد: «كنا نعرف أننا سندفع الثمن، لكننا لم نكن نعلم أن الثمن سيكون الوطن نفسه».
تدمير العقل السوري.. من علمانية موحدة إلى طائفية مقسمة، أخطر الجرائم في زمن ثورة الريال القطري والسعودي..
في قلب الكارثة السورية، يبرز خطر أعمق من التقسيم الجغرافي أو الانهيار الاقتصادي: تدمير العقل الجماعي السوري، ذلك العقل الذي كان شبه علمانياً، يرفض الاعتراف بالطوائف كأساس للهوية، ويحارب كل صيغ الاستعمار التقسيمي – سواء المناطقي أو الطائفي أو القومي. هذا العقل، الذي شكلته عقود من الدولة المركزية رغم عيوبها، تحول اليوم إلى عقل يتحدث عن "حكم الطوائف"، و"الأقلية والأغلبية"، و"السبي"، و"الكفار"، وكل ما يتعارض مع مفهوم المواطنة المتساوية والدولة الواحدة. إنها جريمة لا تقل خطراً عن الجرائم المادية، لأنها تُهدد جوهر الأمة، وتُعيد إنتاج الاستعمار بأيدٍ داخلية، مستغلة الفراغ الذي خلفته سنوات الحرب والتغيير القسري.
قبل سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، كان العقل السوري – رغم الضغوط الطائفية التي فرضتها الحرب الاستعمارية الغربية على سورية بأموال محميات الخليج ومقاولات تركيا أردوغان بالباطن – يحافظ على قدر من العلمانية الاجتماعية. كانت الدولة، بكل تناقضاتها، تروج لفكرة "السوري" كمواطن فوق الطائفة، مستلهمة من تراث حزب البعث الذي، مهما اختلفت معه، رفض التقسيم الطائفي كأداة سياسية. لكن بعد السقوط، ومع صعود هيئة تحرير الشام (HTS) وأحمد الشرع (الجولاني)، بدأت عملية إعادة تشكيل هذا العقل. كما يصف تقرير "من الطائفية إلى القبلية: إعادة بناء هيكل السلطة في سوريا" الصادر عن مركز العرب في واشنطن في أغسطس 2025، فإن "سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024 أدى إلى انتقال من الحكم المؤسساتي إلى نمط قبلي جديد، حيث أصبحت القبائل عماد الجيش الجديد والشرطة، مما يعزز التقسيمات الاجتماعية بدلاً من توحيدها". هذا الانتقال لم يكن عفوياً، بل مدعوماً من قوى صهيو خليجية أمريكية خارجية ترى في الطائفية أداة للهيمنة، تماماً كما في السودان حيث استخدم الإسلام السياسي لتفتيت الدولة.
اليوم، في 2025، أصبح الخطاب الطائفي جزءاً من اليوميات السورية. في الساحل السوري العلوي، يتحدث الناس عن "حكم الأغلبية" كتهديد، بينما في إدلب يُصنف الآخرون كـ"كفار" أو "سبي" في بعض الخطب الراديكالية. تشير الدراسات إلى أن "اموال محميات الخليح الصهيو أمريكية بتوجيه غربي و باعتراف وزير خارجية قطر الاسبق شقت النسيج الاجتماعي السوري على خطوط طائفية، مما أدى إلى تآكل المؤسسات الدولة والتماسك الاجتماعي، والآن، في مرحلة ما بعد الأسد، يواجه السوريون تحدي استعادة هوية وطنية موحدة". هذا التآكل لم يتوقف، بل تعمق مع انتشار الخطاب الذي يقسم السوريين إلى "أقلية" و"أغلبية"، كما في النزاعات في السويداء حيث يطالب الدروز بحقوق "الأقلية"، أو في الشمال الشرقي حيث يُروج الأكراد لـ"حكم ذاتي" يُعتبر من بعض السوريين "تقسيماً قومياً".
أخطر ما في هذا التدمير هو أنه يهاجم مفهوم المواطنة. في تقرير "سوريا بعد سقوط نظام الأسد: العنف الطائفي والتدخلات الإمبريالية" الصادر عن موقع socialistworld في سبتمبر 2025، يُذكر أن "التدريجي، تم دمج الجماعات الإسلامية اليمينية من الحرب الاستعمارية الصهيو خليجية واطلسية في الجيش السوري الجديد والشرطة والمخابرات السرية، مما يعزز الطائفية بدلاً من بناء دولة مواطنة". هذا الدمج يعني أن العقل السوري، الذي كان يرى في الدولة الواحدة رمزاً للوحدة، أصبح يقبل بالتقسيم كأمر واقع، مستخدماً مصطلحات مثل "السبي" في بعض السياقات الراديكالية، أو "الكفار" لوصف الخصوم السياسيين، كما حدث في بعض الحملات ضد المواطنين السوريين العلويين أو الدروز.
لكن الواقع اليوم يظهر أن المشاكل عميقة، وتحتاج إلى حوار وطني لاستعادة العلمانية". لكن هذا الحوار غائب، ومع غيابه، يتعمق التدمير: الجيل الجديد يترعرع على خطاب يرى في الآخر "كافراً" أو "سبياً"، كما في بعض الفتاوى الراديكالية التي انتشرت في 2025.
أخيراً، في تقرير "سوريا بعد الأسد: التقسيمات الطائفية والنضال من أجل الوحدة" من فرانس 24 في يونيو 2025، يُؤكد أن "سقوط بشار الأسد في ديسمبر الماضي لم يمحُ التحيزات الراسخة في المجتمع السوري، بل ظلت التقسيمات الهوية والسياسية حية، مما يهدد مفهوم المواطنة". وفي تقرير "الجماعات السورية مهددة مرة أخرى بالعنف الطائفي" من DW في مايو 2025، يُذكر أن "أقليات سوريا في عصر جديد بعد سقوط نظام الأسد، مع زيادة المخاوف من العنف الطائفي بسبب القتال الأخير". هذا التدمير للعقل السوري هو الأخطر، لأنه يجعل التقسيم دائماً، ويحول الاستعمار إلى ثقافة داخلية، ضد كل ما يمثل المواطنة والدولة الواحدة. إن استعادة هذا العقل هي التحدي الأكبر، قبل أن يصبح السوريون غرباء في وطنهم الواحد.
لا خلاص لسوريا إلا بحزب شيوعي ماوي بخصائص سورية
في اللحظة التي تتفكك فيها سوريا إلى دويلات طائفية وقبلية ومناطق نفوذ، وفي اللحظة التي يصبح فيها الإسلام السياسي والقومجية الضيقة والليبرالية الخليجية المموّلة كلها أدوات تفتيت، تبرز الحقيقة التاريخية العارية: لا يوجد في الأفق كله قوة قادرة على جمع السوريين من جديد، على إعادة بناء الدولة المركزية القوية، على إطلاق نهضة تنموية حقيقية، على تحقيق الوحدة مع الذات ومع سوريا الكبرى (فلسطين، لبنان، العراق، الأردن)، إلا حزب شيوعي ثوري على النمط الماوي، لكن بخصائص سورية واضحة.
ليس هذا شعاراً رومانسياً، بل استنتاجاً من دروس التاريخ السوري والعربي والعالمي:
أولاً، لأن البرجوازية الوطنية السورية أثبتت فشلها الذريع منذ الاستقلال وحتى اليوم؛ انحازت للإقطاع ثم للرأسمالية الطفيلية ثم للإمبريالية، ولم تستطع يوماً أن تقيم دولة تنموية حقيقية أو تواجه الصهيونية بغير الخطب.
ثانياً، لأن الإسلام السياسي (سواء نسخة الإخوان أو نسخة داعش أو نسخة الجولاني المُجمّلة) أثبت أنه أداة تفتيت لا أداة توحيد، يرفع شعار "الأمة" ليحكم القبيلة، ويرفع شعار "الخلافة" ليبيع الأرض للإمارات وقطر.
ثالثاً، لأن القومجية العربية الكلاسيكية نفد زادها؛ ناصر مات، والبعث انهار، والشعارات الكبرى تحولت إلى أناشيد فارغة في حفلات الزعماء الجدد.
رابعاً، لأن الليبرالية الغربية المموّلة من الخليج والغرب لن تبني مصنعاً واحداً، بل ستفتح مولات وكازينوهات وستبيع النفط والغاز والأرض لمن يدفع أكثر.
وحدها الشيوعية الماوية، بمبادئها الأساسية المعدّلة بخصائص سورية، تملك القدرة على فعل ما عجزت عنه كل القوى الأخرى:
- حرب الشعب الطويلة الأمد ضد التقسيم والطائفية، بدءاً من القرى والأحياء الفقيرة، لا من القصور والمولات. - الاعتماد على الجماهير الكادحة (الفلاحين، العمال، الشباب المهمّش) كقاعدة للثورة الجديدة، لا على الميليشيات المموّلة من الخارج. - إلغاء الإقطاع الجديد (أمراء الحرب، تجار المساعدات، ملاك المولات) وتأميم الثروات الكبرى (النفط، الغاز، الموانئ، الأراضي الزراعية) لتمويل تنمية حقيقية. - بناء جيش شعبي جديد لا يبنى على الطوائف، بل على الانضباط الثوري والوعي الطبقي. - إعادة تعريف "سوريا الكبرى" ليس كشعار قومي فارغ، بل كمشروع تحرري اشتراكي يربط مصير السوريين بمصير الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين في مواجهة الصهيونية والإمبريالية. - محاربة الطائفية محاربة طبقية: ليس بإنكار الطوائف، بل بإلغاء الطبقات التي تستغل الطوائف.
الخصائص السورية لهذا الحزب ستكون واضحة: - استيعاب التنوع الديني والإثني كقوة ثورية لا كمصدر ضعف. - الاستفادة من التراث العلماني السوري الطويل (من أكرم الحوراني إلى خالد بكداش إلى الرفاق الذين قاتلوا في السجون والجبال). - رفض التبعية لأي قوة خارجية - التركيز على الريف السوري المهمّش كقاعدة حمراء، تماماً كما فعل ماو في الصين.
في الوقت الذي يبيع فيه الجولاني ملف إيلي كوهين لتل أبيب، ويفتتح مولات في إدلب، ويترك الأطفال يتقزمون، ويترك الدروز يعلنون استقلالهم، والعلويين يشكلون ميليشيات دفاعية، والأكراد يبيعون النفط للأميركان، وحدها قوة شيوعية ماوية سورية ستكون قادرة على أن تقول بصوت عالٍ ما يهمس به الملايين اليوم في الخفاء:
"سنعيد بناء سوريا من تحت الركام، ليس لنبيعها، بل لنحررها. ليس لنقسمها، بل لنوحد شعبها. ليس لنبقى عبيداً للمولات والميليشيات، بل لنصبح أسياد مصيرنا من جديد."
لا بديل آخر. إما حزب شيوعي ماوي بخصائص سورية، أو سوريا المقسمة إلى الأبد، والشعب السوري يُباع في سوق النخاسة الجديدة بثمن بخس، دراهم معدودة، وكانوا فيه من الزاهدين.
…..
المادة الساخرة
سوريا 2025: تقرير ميداني من كوكب "الثورة الفضائية" – عدد الذكرى السنوية للنصر المؤزر
يا جماعة الخير، مرّت سنة كاملة على "النصر الكبير"، ونحن الآن نعيش في دولة من أربع نجوم ونص: نجمة للدروز في السويداء (لأنهم قرروا يفتتحوا فرعاً خاصاً بهم)، نجمة للعلويين في الساحل (باقي بس يحطوا لوحة "ممنوع الاقتراب أو التصوير، هنا يسكن أهل الرئيس السابق")، نجمة للأكراد في الجزيرة (قسد فتحت فرع ستاربكس باللغة الكردية فقط، وإذا طلبت قهوة بالعربي يحسبوك جاسوس)، والنص نجمة للحكومة المركزية في دمشق، لأنها مسيطرة على المناطق اللي ما فيها أحد أصلاً، يعني المناطق اللي الكهرباء فيها تيجي ساعتين والمياه تيجي ساعتين، بس بالتناوب عشان ما يتخانقوا.
القدرة الشرائية؟ يا سلام! الراتب الشهري الآن يكفي لشراء كيلو بندورة ونص، وإذا بقيت معك فكة تقدر تشتري بصلة صغيرة، وتعتبرها بصلة حظ لأنها ممكن تدوم معك أسبوع كامل لو قطّعتها شرايح رفيعة جداً وصورتها بفلتر "الثراء" على إنستغرام. الأطفال؟ أحلى جيل في التاريخ، طولهم الآن 90 سم في سن الخامسة، يعني مثاليين للدخول تحت الطاولة بدون ما ينحنوا، وهذا يوفر كثير على تصميم الأثاث في المستقبل.
أما في إدلب، عاصمة الحلم الإسلامي الوردي، فالجولاني – بارك الله في جهوده – بنى مولات تلمع أكثر من ابتسامة مذيعة قناة خليجية في رمضان. المول فيه محلات مليانة آيفون 17 برو ماكس، وفي الخارج طفل عمره سبع سنين يبيع منديل ورقي بـ50 ألف ليرة سورية، وإذا اشتريت منه علبتين يعطيك خصم "اشترِ علبتين واحصل على ثالثة مجاناً… من الجوع". التقزم هناك وصل لمستوى فني، الأطفال يدخلون المدرسة من الباب الصغير المخصص للأقزام في السيرك، ويطلعون من نفس الباب، توفير هندسي عبقري.
في السويداء، الدروز قرروا يعملوا إمارة خاصة بهم، ورفعوا علم جديد عليه شعار "لا تُزعجنا ونحن لن نُزعجكم، وإذا أزعجتنا بنعملك شاي جبلي ما بتقوم منه". الساحل؟ أصبح مثل فيلم رعب بس بدون كهرباء، فالرعب طبيعي 24 ساعة. والأكراد؟ هم الوحيدين اللي عندهم نفط، فبيحطوا زيت زيتون في السيارات وبيحلبوا البقرة الأمريكية كل صباح، ويصدرون الجبنة لأوروبا تحت اسم "جبنة روجآفا العضوية، خالية من الديمقراطية".
وطبعاً، لا ننسى الإنجاز التاريخي: سلّمنا ملف الجاسوس إيلي كوهين كاملاً لإسرائيل، مع صور سيلفي وشهادة شكر وتعليق "يا ريت كان عايش كان دعيناه على العشا". بينما في عهد الأسد – الله يرحمه ويطول عمرنا بعده – كان الإسرائيلي ما يقدر يشم ريحة الشام إلا لو فتح علبة تونة إسرائيلية في تل أبيب. الآن؟ الإسرائيلي بيجي يلحس بوظة بكداش في باب توما وبيصور تيك توك بعنوان "أحلى بوظة في الشرق الأوسط بعد ما صارت المنطقة آمنة وخالية من المقاومة".
ملحق سريع من السودان، أرض المليون ميليشيا ونص: هناك استغرق الأمر ثلاثين سنة عشان يقسموا البلد لشمال وجنوب ودارفور وكردفان وشرق وغرب وجيب جديد كل سنة. الجولاني قال "ليش الانتظار؟" وخلّص المهمة في سنة واحدة، رقصة قياسية عالمية، وكوفئ بجائزة "أفضل أداة فرق تسد لعام 2025" من نادي المحميات الخليجية الصهيو-أمريكية برعاية تميم ونهيان وصباح وأردوغان اللي بيصفقوا له من بعيد وهم لابسين قمصان مكتوب عليها "أنا وأخويا على الغريب… وبعدين أنا وأخويا على بعض".
الخلاصة يا شعب سوريا العظيم: استمتعوا بالتقسيم الجديد، بالجوع الجديد، بالمولات الجديدة، وبالأطفال القزم الجدد، لأن هذا هو "الربيع" اللي طال انتظاره. وإذا حدا سألكم "كيف حالكم؟" ردّوا بابتسامة عريضة: "الحمد لله، عايشين في جنة الديمقراطية… بس الجنة مقسمة شقق وكل شقة لها بواب خاص وفاتورة كهرباء منفصلة".
تحيا سوريا المقسمة الأربع نجوم ونص! ونلتقي في العام القادم إذا بقي هناك عام قادم… أو بقي هناك سوريا.
الخلاصة العلمية المؤكدة لإنقاذ سوريا (دراسة ميدانية من كوكب المنطق، بإشراف البروفيسور أبو الطنط الثوري)
يا جماعة، بعد ١٤ سنة من البحث العميق، ودراسة ٤٥٠ ألف مول تم افتتاحه في إدلب، وتحليل ٩٩٪ من الخطب اللي بتبدأ بـ"أقسم بالله العظيم إننا ما بنسرق إلا شوي"، وبعد قياس معدل التقزم عند الأطفال (اللي صار أقصر من خطبة الجمعة)، توصلنا للحل النهائي والعبقري لإنقاذ سوريا:
حزب شيوعي ماوي بخصائص سورية ١٠٠٪ حلال، ماركة مسجلة، خالي من الغلوتين الطائفي.
لأن البدائل كلها جرّبناها وطلعت فاشلة فشلاً ذريعاً:
- الإسلام السياسي (ماركة الجولاني برو ماكس): وعدونا بخلافة تمتد من المحيط للخليج، وصلت من إدلب لدمشق بالكاد، وبعدين فتحوا فرع ستاربكس في القصور وسمّوه "كوفي شوب الخلافة". شعارهم الجديد: "لا إله إلا الله… والمولات كثيرة".
- القومجية البعثية (نسخة ١٩٦٣ ريترو): كانوا بيقولوا "أمة عربية واحدة"، صاروا "أمة عربية مقسمة لـ٤٨ قطعة، كل قطعة لها علمها وعملتها ومولها".
- الليبرالية الخليجية (إصدار تميم-نهيان سعود -صباح ليميتد): وعدوا بالديمقراطية، جابوا لنا ديمقراطية "واحد يحكم والكل يصفق ويبني مول". أحدث إنجاز: فتح فرع "لولو هايبرماركت" في حي المهاجرين، وكتبوا عليه "تسوق وأنت تحلم بالحرية".
لذلك، الحل الوحيد المتبقي: حزب شيوعي ماوي سوري، شعاره "السلطة للشعب… والمولات للشعب… والمولات هدمها وزراعة قمح مكانها".
برنامجه الانتخابي (اللي محدش هيقدر ينفذه غيره):
1. تأميم كل المولات وتحويلها لمدارس ومستشفيات (إلا مول واحد يبقى متحف للعبرة اسمه "متحف الرأسمالية الطفيلية"). 2. مصادرة لاندكروزر أمراء الحرب وتوزيعها على المزارعين (مع إضافة ملصق "الأرض لمن يفلحها… واللاندكروزر لمن يزرعها"). 3. إعلان حرب شعبية طويلة الأمد ضد الطائفية: كل واحد بيتكلم عن "أقلية وأغلبية" يتسجل في دورة إجبارية اسمها "كيف تصير مواطن بدل ما تكون علوي أو سني أو درزي أو كردي". 4. إعادة تسمية إدلب إلى "مقاطعة التحرير الشعبية"، وتحويل جامع الجولاني الكبير إلى مكتبة عامة اسمها "مكتبة كارل ماركس وأبو ذر الغفاري". 5. فتح الحدود مع فلسطين مش بس للسياح الإسرائيليين يلحسوا بوظة، لكن للمناضلين يلحسوا الأرض ويحرروها.
طبعاً الجولاني وتميم ونهيان وصباح وأردوغان هيتصدموا، لأن عندهم حساسية من كلمة "شيوعي" أكتر من حساسيتهم من كلمة "ضريبة". بس ما علينا، نحنا بنحلم، وهم بيبنوا مولات، وفي النهاية التاريخ بيضحك آخر واحد… والضحكة الأخيرة دايماً حمراء.
تحيا سوريا الحمراء! (مش لون العلم الجديد، لون الثورة الجاية).
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اكتشاف جبل الكرمل: رحلة في أعماق التاريخ والطبيعة من خلال كت
...
-
رواية: في قلب الإمبراطورية المالية: ملحمة الضمير الذي استيقظ
...
-
رواية : مفتاحٌ في صدر ميت
-
استثمارات بلاك روك في قطاع السلاح: رؤية معمقة نحو الثراء الذ
...
-
بلاك روك للمبتدئين: كيف تكون ناشطاً بيئياً وتاجر سلاح في نفس
...
-
لماذا يجب على العالم أن يسترد سيادته من الاحتكارات الخمس
-
من أنبوب كولن باول إلى أنابيب غاز ترامب: نفس النكتة،
-
سوريا تحت ظلال الفصل السابع رحلة نحو نهاية مكتوبة بأيدي من ظ
...
-
عندما تصبح الدراسات الجامعية برنامجاً حكومياً: رؤية حزب العم
...
-
عندما التقت الدبّة بالتنين: سقوط الهيمنة الغربية بهدوء
-
عبوديةٌ بثياب الحرية.. تحقيقٌ في استلاب الكرامة الإنسانية تح
...
-
من بغدادَ العلم إلى رياضِ و دوحة الخيانة: سقوطُ الضمير العرب
...
-
عندما يصبح الربحٌ إلهاً: سيرة الإبادة الرأسمالية:من بوتوسي إ
...
-
مجرمو السيليكون: من وادي الكاليفورنيا إلى قبور غزة
-
القرم إلى الأبد والغاز بالروبل
-
الاغتيالات : كيف تكشف ضربات إسرائيل الأخيرة عجزها الاستراتيج
...
-
الجنوب يتحرّر والمركز يتفكّك ( كتيب )..مقارنات بين امين وبري
...
-
الجنوب يتحرّر والمركز يتفكّك(كتيب )..مقارنات سمير امين مع بر
...
-
«الفراغ العظيم: انهيار النظام الإمبريالي وإمكانية العالم الج
...
-
من أوشفيتز إلى غزة: دراسة نقدية أدبية في شهادات بريمو ليفي و
...
المزيد.....
-
أردوغان يستقبل المخرج الفلسطيني باسل عدرا الفائز بأوسكار
-
توقيع اتفاق للتعاون السينمائي بين إيران وتركيا
-
تسرب مياه في متحف اللوفر يتلف مئات الكتب بقسم الآثار المصرية
...
-
إطلالة على ثقافة الصحة النفسية في مجتمعنا
-
مقتل الفنان المصري سعيد مختار في مشاجرة
-
الفرنسي فارس زيام يحقق فوزه السادس في بطولة الفنون القتالية
...
-
الفيلم التونسي -سماء بلا أرض- يحصد النجمة الذهبية بالمهرجان
...
-
الممثل بورتش كومبتلي أوغلو قلق على حياته بسبب -بوران- في -ال
...
-
-أزرق المايا-: لغز الصبغة التي أُعيد ابتكارها بعد قرنين من ض
...
-
وزير الثقافة الباكستاني يشيد بالحضارة الإيرانية
المزيد.....
-
لو كانت الكرافات حمراء
/ د. خالد زغريت
-
سهرة على كأس متة مع المهاتما غاندي وعنزته
/ د. خالد زغريت
-
رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج
/ د. خالد زغريت
-
صديقي الذي صار عنزة
/ د. خالد زغريت
-
حرف العين الذي فقأ عيني
/ د. خالد زغريت
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
المزيد.....
|