أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد صالح سلوم - بلاك روك للمبتدئين: كيف تكون ناشطاً بيئياً وتاجر سلاح في نفس الوقت















المزيد.....



بلاك روك للمبتدئين: كيف تكون ناشطاً بيئياً وتاجر سلاح في نفس الوقت


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8546 - 2025 / 12 / 4 - 19:58
المحور: كتابات ساخرة
    


من وول ستريت إلى أنقاض غزة: رحلة مليارات القتل المنظم
بيادق الدفاع في رقعة الشطرنج الدولية تتغير اليوم حتى تبدو ، كأسطورة مالية جديدة تُكتب بحبر الدم والذهب معاً، كأن العالم قد عاد إلى عصر الحروب الملحمية لكن هذه المرة ليس الملوك والفرسان هم من يتقاتلون، بل الأرقام والصناديق والمؤشرات التي تتربع على عرش السلطة. لم يعد السيف هو الحاكم، بل نسبة العائد السنوي المركب، ولم يعد الدم يسيل في الميادين وحدها، بل يتدفق في قنوات الأسواق المالية ليروي أشجار الأرباح التي لا تذبل أبداً. هنا يصبح التوتر الجيوسياسي مجرد ريح مواتية تدفع أشرعة الاستثمار نحو شواطئ الثراء اللامحدود، وكأن كل صاروخ يُطلق في سماء الشرق الأوسط هو نجمة تُضاف إلى قبة السماء المالية التي تُغطي بلاك روك وأمثالها.

فالإنفاق العسكري العالمي الذي بلغ ألفين وسبعمائة وثمانية عشر مليار دولار في عام ألفين وأربعة وعشرين ليس مجرد رقم يُكتب في تقارير الأمم المتحدة، بل هو لحن سماوي يُعزف على أوتار القلق البشري، لحن يجعل قلوب المستثمرين ترقص فرحاً. إنه بحرٌ هائج من النفقات يجرف العالم بأسره، حيث تسابق الدول بعضها بعضاً في رفع ميزانياتها العسكرية كأنها تتسابق في سباق نحو الهاوية المزينة بأعلام النصر المالي. أكثر من مائة دولة رفعت إنفاقها في عام واحد، كأن الأرض كلها قد سمعت صوت طبول الحرب فاستجابت بإخراج كنوزها من خزائنها لتُلقي بها في فم التنين الذي لا يشبع، وهذا التنين اسمه اليوم «الأمن القومي»، وشهيته لا تُسد إلا بمليارات تتحول في النهاية إلى أرباح تتراقص في حسابات من يملكون الشجاعة الكافية ليستثمروا في الموت نفسه.

وفي هذا العصر الذي تتحول فيه الحرب إلى أكثر الصناعات ربحية واستدامة، يصبح الدفاع باباً ذهبياً يفتح على جنة الثراء الخالد، باب لا يُغلق مهما طال الزمن، لأن الخوف البشري أبدي، والطمع البشري أبدي أيضاً، وما بينهما تتكون أجمل قصص الحب المالية التي عرفها التاريخ.

أما الصناديق الاستثمارية فهي في هذا العصر ليست مجرد أوراق وأرقام، بل سفن شراعية فاخرة تبحر في بحار الاقتصاد العاتية تحمل على متنها كنوز الربح المسروقة من أعماق الخوف الإنساني. وفي مقدمة هذه الأسطول المهيب يتقدم صندوق آي شيرز يو إس إيروسبيس أند ديفنس إي تي إف، المعروف بحروفه الثلاثة الساحرة إي تي أي، كأنه سفينة القبطان الأعظم في أسطول بلاك روك، سفينة ترفع أشرعتها البيضاء النقية بينما تخفي في أحشائها أطناناً من الذهب المصبوب من لهيب القنابل.

يتبع هذا الصندوق مؤشر داو جونز يو إس سيليكت إيروسبيس أند ديفنس كما يتبع العاشق أثر حبيبته في ليلة مقمرة، وكل خطوة في هذا الاتباع تُترجم إلى أرباح تتراقص كالنجوم في سماء المستثمرين. حتى تشرين الثاني من عام ألفين وخمسة وعشرين بلغت أصوله اثني عشر مليار دولار، رقم يتلألأ كجوهرة عملاقة في تاج الشركة، ونال من مورنينغستار أربع نجوم لامعة كأن السماء نفسها قد أنصفت هذا الصندوق الذي يحول صوت الانفجارات إلى لحن مالي عذب.

وعندما نتحدث عن أدائه اللامع فإننا نتحدث عن عائد بلغ ثمانية وثلاثين فاصل صفر أربعة في المائة منذ بداية العام، كأن كل صاروخ أُطلق وكل قنبلة سقطت كانت تُضيف نقطة مئوية جديدة إلى هذا العائد الساحر. إنه أداء لا يُقاس بالأرقام وحدها، بل بصرخات الأمهات التي لم تُسمع في قاعات التداول، وبدموع الأطفال التي تُرجمت إلى أصفاد ذهبية تُزين معاصم من يضغطون زر الشراء في اللحظة المناسبة. يا لها من سفينة رائعة تحمل كنوز الربح عبر بحار الاقتصاد، ويا لها من رحلة مجيدة تنتهي دائماً في ميناء الثراء بينما تغرق السفن الأخرى في بحر الضمير الغارق أصلاً.


تغوص التفاصيل الرقمية في أعماق الثراء كما يغوص الغواص في بحر من الذهب السائل، فتتحول الأرقام إلى قصائد ملحمية تُتلى على إيقاع صوت الانفجارات البعيدة. هنا تتربع الشركات العظيمة على عروش مملكة السلاح كملوك متوجين بتيجان من الصلب والنار، وتُكتب أسماؤهم في سجل الأرباح بخط من دماء لم تبرد بعد.

لوكهيد مارتن، الإمبراطور الأعظم، يملك بلاك روك فيه ستة فاصل أربعة في المائة، أي نحو عشرة مليارات دولار، كأنها تاج من الماس الأسود يلمع فوق جبين من يصنع طائرات إف-خمسة وثلاثين التي ترقص في سماء غزة رقصة الموت الأنيقة. ثم تأتي بوينغ، الملكة الأرستقراطية، بحصة خمسة فاصل اثنين في المائة، ثمانية مليارات دولار، ترسل قنابلها الذكية كرسائل حب إلى الأرض المحتلة فتُقبلها قبلة مدمرة تُحول البيوت إلى ذكريات. وها هو آر تي إكس، الذي كان يُدعى رايثيون سابقاً، يجلس على عرشه بستة فاصل ستة في المائة، تسعة مليارات دولار، يُطلق صواريخ باتريوت كأنها ألعاب نارية في عيد ميلاد الإبادة. أما جنرال دايناميكس فتتربع على عرشها الأرضي بثلاثة فاصل أربعة وتسعين في المائة، خمسة مليارات، تدير دباباتها وغواصاتها كأنها وحوش أسطورية استيقظت من سباتها لتبتلع كل ما يقف في طريق الربح. وأخيراً نورثروب غرومان، الملك الشبح، بخمسة فاصل خمسة في المائة، سبعة مليارات، يرسل طائراته بدون طيار كأشباح تطارد السماء وتزرع الموت من علوٍ لا يُرى.

هذه الأرقام ليست مجرد حبر على ورق، بل أناشيد ملكية تُغنى في قصور المال، وكل مليار فيها هو تاج صغير يُوضع على رأس مستثمر ينام قرير العين بينما يصرخ الأطفال تحت الأنقاض.

وفي الأبحاث العسكرية تغوص بلاك روك في عوالم مجهولة كأنها مستكشفة أعماق الكون، لكن الكون الذي تبحث عنه ليس فيه نجوم وكواكب، بل أسلحة ذاتية التفكير وصواريخ تفوق سرعتها الخيال وبرمجيات تستطيع أن تقرر من يعيش ومن يموت بضغطة زر واحدة. هنا يصبح العالم المجهول مختبراً هائلاً، والإنسان الفلسطيني فأر تجارب فاخر.

تُموّل الصناديق شركات مثل بالانتير التي تُلبس الجيوش نظارات سحرية ترى من خلالها كل نفس يتحرك في غزة، فتُحسب مساراته وتُقدَّر قيمته الحياتية بأقل من سنت واحد، ثم تُرسل الإشارة إلى الصاروخ الهيبيرسونيك الذي تطوره آر تي إكس ليصل قبل أن ينتهي الطفل من صلاته. وهناك نورثروب غرومان تبني قاذفات نووية جديدة كأنها تُعد هدية عيد ميلاد للكوكب بأسره، هدية ملفوفة بشريط أحمر يُدعى «الردع الاستراتيجي». وفي الخفاء، تتسلل الأموال عبر فروع خارجية إلى كيانات صينية محظورة، لتمول برامج نووية وقمع إيغور، كأن بلاك روك تقول بهدوء أنيق: «لا يهم لون الدم ولا لغة الضحية، المهم أن يبقى الربح أبيض ناصعاً».

إنها رحلة استكشافية عبقرية إلى أعماق الشر البشري المقنن، حيث يُكتشف كل يوم سر جديد من أسرار القتل الأكثر كفاءة، ويُسجل براءة اختراع باسم «التقدم العلمي».

و ها نحن نصل إلى غزة، حيث يتوقف الشعر ويبدأ الصراخ المكتوم في الحناجر. هنا لا توجد استعارات جميلة، ولا أرقام تتراقص، بل أم تبحث في أنقاض بيتها عن أطفالها الأربعة الذين صاروا تحت الركام ذكرى وصورة محترقة. هنا تسقط قنبلة صنعتها شركة تملك فيها بلاك روك روك حصة ملكية، فتُحول حياً بأكمله إلى حفرة يصعب تمييز فيها بين التراب واللحم. الطفلة التي كانت تحلم أن تصبح طبيبة تُقتلع ساقاها بصاروخ «دقيق» صنع في أمريكا ومولته أموال تقاعد معلم أوروبي لم يسمع بغزة يوماً. الأب الذي يحمل رضيعه المصاب بحثاً عن مستشفى يعمل، فيجد المستشفى قد صار هدفاً «عسكرياً مشروعاً» لأن فيه مريضاً واحداً يُعتقد أنه مقاوم.

كل صاروخ ينطلق من طائرة إف-خمسة وثلاثين يحمل معه صوت ضحكة طفل لن يضحك ثانية، وكل قنبلة ذكية تزن ألف رطل تحمل في أحشها رسالة من مستثمر في مانهاتن يقول: «شكراً لكم على المساهمة في محفظتي التقاعدية». الدم يسيل في شوارع غزة فيصبح حبراً في تقارير الأرباح الفصلية، والأم التي تبكي فوق جثة ابنها تصبح مجرد «ضرر جانبي» يُحسب في عمود المخاطر بأقل من سطر واحد.

هنا لا يوجد شعر، فقط صوت قلب ينفطر، وصوت أم تحفر بأظافرها بين الإسمنت بحثاً عن قطعة من ابنها لتدفنها بكرامة. وفوق كل هذا الصمت المرعب، ترتفع أسهم الشركات المصنّعة، وتُوزع الأرباح، ويُرفع كأس النصر في قاعات المال الباردة، بينما تبقى غزة تنزف وحدها تحت سماء لا تمطر إلا قنابل.

يبدأ الصراع الدرامي الأعظم داخل روح الشركة نفسها، صراع أسطوري بين النور والظلام يشبه مسرحية شكسبير لكن أبطالها يرتدون بدلات مصممة خصيصاً ويتحدثون بلغة «الاستدامة». من جهة تقف حملة بلاك روك راية خضراء لامعة كتب عليها «نحن نحارب التغير المناخي»، ومن جهة أخرى تمسك يدها الثانية صاروخاً مكتوب عليه «لكن لا نمانع أن نحارب الفلسطينيين أيضاً، الأمر كله يعتمد على العائد».

تتباهى الشركة بصناديق «إي إس جي» خالية من الأسلحة النارية الصغيرة، كأنها تقول «نحن ضد العنف تماماً، لا نريد أن يُقتل أحد بمسدس رخيص»، لكن عندما يصل الأمر إلى قنبلة تزن ألفي رطل تسقط على حي سكني فهذا «استثمار استراتيجي مشروع». يا للنبل الأخلاقي الرفيع! في عام ألفين وثمانية عشر سحبت استثماراتها من شركات البنادق بعد ضجة إعلامية، لكنها احتفظت بحصصها في مصانع القاذفات النووية، لأن القنبلة النووية، كما يبدو، «أكثر استدامة» و«صديقة للبيئة» لأنها تقتل الجميع مرة واحدة وتوفر الوقود.

لاري فينك يكتب كل سنة رسالة مؤثرة إلى الرؤساء التنفيذيين يطالبهم فيها بـ«خدمة المجتمع»، ثم يعود إلى مكتبه ليوقّع على صفقة جديدة تزيد استثمارات الشركة في بوينغ التي سترسل دفعة جديدة من القنابل إلى تل أبيب. إنه صراع شكسبيري حقاً: هل يكون الإنسان أم لا يكون؟ وفي حالة بلاك روك الجواب واضح: يكون مربحاً أم لا يكون أصلاً.

نصل إلى الخاتمة الفلسفية العميقة، حيث يُطرح السؤال الأزلي: هل الإنسان مجرد آلة لتحويل الدم إلى ذهب، أم أن هناك لحظة في التاريخ يستيقظ فيها الضمير الجماعي ويقول «كفى»؟ الإجابة، حتى الآن، تبدو واضحة كوضوح شمس تل أبيب فوق شاطئ مليء بالسياح بينما تغرق غزة على بعد بضعة كيلومترات.

الرأسمالية، في شكلها الحالي، ليست شريرة ولا، هي بريئة تماماً كالطفل، لكنها طفل يحمل قنبلة نووية ويبتسم. المشكلة ليست في الربح، بل في أن الربح أصبح الإله الوحيد، وكهنته يرتدون بدلات وربطات عنق ويتحدثون عن «القيمة للمساهمين» بينما يحترق الأطفال. المستقبل، إذن، ليس مظلماً، هو مضيء تماماً بضوء الانفجارات، ووردياً بلون الدم تحت شمس الصيف، وموسيقاه صوت صفارات الإنذار في مخيمات اللاجئين.

ربما يأتي يوم يُقرر فيه العالم أن السلام أكثر ربحية من الحرب، لكن حتى ذلك اليوم سيظل المستثمرون يحتسون الشمبانيا ويرفعون كؤوسهم للقنبلة التالية، لأن الأرباح مرتفعة، والأطفال في غزة كُثر، والضمير سلعة غير مدرجة في البورصة.

تتعالى أصوات العالم كجوقة يونانية تندد بالطمع، لكن الجوقة هذه لا ترتدي أقنعة مسرحية، بل خوذات زرقاء وسترات واقية من الرصاص. تقرير الأمم المتحدة الصادر في تموز ألفين وخمسة وعشرين يصف استثمارات بلاك روك في شركات السلاح بأنها «مساهمة مادية في جرائم حرب محتملة». أمنستي إنترناشونال تصرخ «توقفوا عن تمويل الإبادة». المقررة الخاصة فرانشيسكا ألبانيز تسمي الأمر «مؤامرة جريمية مشتركة». منظمة هيومن رايتس ووتش تنشر صور أطفال مقطعي الأوصال مع تعليق «هذا الطفل دفع ثمن عائدكم الفصلي».

حتى مجلس الأمن القومي الأمريكي يهمس في تقرير سري تسرّب لاحقاً أن بعض هذه الاستثمارات «تشكل خطراً على الأمن القومي الأمريكي نفسه». ومن أوروبا إلى أمريكا اللاتينية إلى آسيا تتعالى الدعوات للمقاطعة، ويحمل الشباب لافتات مكتوب عليها «دم غزة في أيديكم». لكن هذه الأصوات، مهما ارتفعت، تصل إلى الدور السابع والستين في مانهاتن فإنها تتحول إلى مجرد ضجيج خلفية لا يعكر صفو احتساء اللاتيه. الطمع، كما يبدو، أصمّن أذنيه جيداً ضد صرخات الأطفال..
و يأتي النداء الأدبي الأخير، نداء رقيق كأنه همسة عاشق في أذن حبيب قاسٍ: توقفوا.
توقفوا عن تحويل دماء الأطفال إلى أرباح، وعن تحويل أنقاض البيوت إلى أصفار في الحسابات، وعن كتابة تقارير «الاستدامة» بلغة من يقتل ويبتسم في آن.

تخيلوا عالماً يُقاس فيه نجاح الشركات بعدد الأطفال الذين ينامون في بيوتهم آمنين لا بعدد القنابل التي بيعت. تخيلوا أن يُكتب في تقرير سنوي «هذا العام لم نساهم في قتل أحد، الأرباح صفر، الفخر لا نهائي». تخيلوا أن يستيقظ ضمير الإنسانية فيجد أن السلام ليس خياراً أخلاقياً فحسب، بل أفضل استثمار في التاريخ.

حتى يأتي ذلك اليوم، سنظل نسمع صوت الانفجارات يتردد في قاعات المال، وسنظل نرى دماء غزة تتحول إلى شمبانيا في كؤوس المنتصرين. لكن التاريخ يعلّمنا أن كل إمبراطورية مبنية على الدم تنهار يوماً، وأن الطفل الذي يبكي اليوم تحت الأنقاض قد يكون غداً صوتاً يهز العالم.

في ذلك اليوم، عندما يعود أهل يافا وحيفا وتل الربيع و غزة إلى بيوتهم، وعندما ينام الأطفال دون خوف من السماء، سيكتب التاريخ صفحة جديدة بقلم من نور: «كان هناك زمن تحول فيه الدم إلى ذهب، ثم جاء زمن تحول فيه الذهب إلى دمع ندم، ثم جاء أخيراً زمن لم يعد فيه الدم ولا الذهب، بل الحياة فقط».

إلى ذلك اليوم، يا أيها العالم، استيقظ.













……..


المادة الساخرة



بلاك روك للمبتدئين: كيف تكون ناشطاً بيئياً وتاجر سلاح في نفس الوقت



تتجلى مسرح دفاع العرائس كأسطورة مالية جديدة تُكتب بحبر الدم الممزوج بالعطر الفرنسي، كأن العالم قد عاد إلى عصر الملاحم البطولية لكن هذه المرة البطل ليس الفارس على جواده، بل المستثمر على كرسيه الجلدي يضغط زر «شراء» بينما يحتسي قهوة عضوية بثمانية عشر دولاراً للكوب. لم يعد السيف هو الحاكم، الحاكم الآن هو نسبة العائد السنوي المركب، ولم يعد الدم يسيل في الميادين وحدها، بل يتدفق في أنابيب الأسواق المالية ليروي حدائق الأرباح التي تتفتح حتى في الشتاء القارس. يا لها من قصة حب رومانسية بين الخوف والطمع، حب يُكتب بالصواريخ ويُختتم بتوزيعات أرباح نصف سنوية!

والإنفاق العسكري العالمي الذي بلغ ألفين وسبعمائة وثمانية عشر مليار دولار في عام ألفين وأربعة وعشرين ليس مجرد رقم، بل هو أجمل سيمفونية سمعتها أذن المستثمر منذ فيينا بيتهوفن. لحن يبدأ ببطء مع تصريح وزير دفاع هنا وتهديد رئيس هناك ثم يعزف الكريشندو عندما ترفع مائة دولة ميزانياتها في نفس الوقت كأنها فرقة موسيقية منسجمة تدربت على إيقاع واحد: «أعطوا المزيد من المال لنقتل بعضنا بشكل أكثر كفاءة». وهذا التنين الذي يُسمى «الأمن القومي» يفتح فمه الكبير ويبتلع المليارات ويخرج من الجهة الأخرى أرباحاً نظيفة معطرة بعبير «الاستثمار المسؤول». يا للروعة! الخوف أبدي، الطمع أبدي، والعمولة على المليارات لا تُحسب بالنسبة المئوية بل بالأصفار التي تُضاف إلى رصيد الحساب قبل أن يجف دم الضحية.

في هذا العصر الذهبي تصبح الحرب أكثر الصناعات استدامة وصداقة للبيئة، لأنها قابلة لإعادة التدوير إلى ما لا نهاية: قنبلة اليوم هي عائد الغد، وصرخة الطفل الفلسطيني هي جرس الإغلاق في بورصة نيويورك. يا سلام على هذه الدورة البيئية الرائعة!

أما الصناديق الاستثمارية فهي اليوم ليست مجرد أوراق، بل يخوت فاخرة تسبح في بحر الاقتصاد وهي تحمل على ظهرها كنوزاً منهوبة من جيوب دافعي الضرائب ودموع الأمهات الثكالى. وفي مقدمة هذا الأسطول الملكي يتقدم صندوق آي شيرز يو إس إيروسبيس أند ديفنس إي تي إف، أو «إي تي أي» كما يحلو للأصدقاء تسميته، كأنه تايتانيك الاستثمار لكن هذه المرة الجبل الجليدي هو ضمير العالم والسفينة لن تغرق أبداً لأنها مبنية من أخف مادة معروفة: نفاق الرأسمالية.

يتبع هذا الصندوق مؤشر داو جونز يو إس سيليكت إيروسبيس أند ديفنس كما يتبع الكلب المخلص ذيل صاحبه، وكل حركة في هذا الذيل تُترجم إلى أرباح تتراقص كفتيات الكابريه في حفلة عيد ميلاد ملياردير. حتى تشرين الثاني ألفين وخمسة وعشرين بلغت أصوله اثني عشر مليار دولار، رقم يجعل المستثمر يبكي من الفرح بينما يبكي الطفل في غزة من سبب آخر تماماً، ونال أربع نجوم من مورنينغستار كأن السماء نفسها قررت أن تُكافئ من يحول الدم إلى ذهب بشهادة تقديرية لامعة.

وعندما نتحدث عن أدائه اللامع فإننا نتحدث عن عائد ثمانية وثلاثين فاصل صفر أربعة في المائة، أي أن كل قنبلة سقطت على مستشفى أو مدرسة كانت تضيف تقريباً نصف في المائة إلى رصيد المحفظة، يا للدقة الهندسية! إنه أداء لا يُقاس بالمال وحده، بل بعدد الأطراف المفقودة والمنازل الممحية، أداء يجعل المستثمر يهمس لزوجته في السرير: «حبيبتي، هل سمعتِ صوت هذه الانفجارات؟ إنها موسيقى حسابنا البنكي». يا لها من سفينة عبقرية لا تغرق أبداً لأنها تطفو فوق بحر من الدم، ويا لها من رحلة سياحية ممتعة تنتهي دائماً في جزر الكايمان بينما تغرق بقية البشرية في بحر الضمير الذي جف منذ زمن طويل. صحة الجميع ونخب القنبلة القادمة!

أهلاً بكم في قاعة العرش الملكية لمملكة السلاح، حيث تتربع الشركات العظمى على كراسي من الذهب المسبوك من دموع الأرامل، ويُتوّج كل ملك بتاج من شظايا القنابل الموقوتة. هنا تُحوَّل الأرقام إلى قصائد غزلية تُغنى بصوت فيروز وإيقاع الانفجارات.

لوكهيد مارتن، جلالة الإمبراطور الأعلى، يملك فيه بلاك روك ستة فاصل أربعة في المائة، أي عشرة مليارات دولار نظيفة، كأنها باقة ورد عملاقة مرسلة إلى سماء غزة مع بطاقة مكتوب عليها «مع حبي، أتمنى لكِ يوماً مشرقاً مليئاً بالانفجارات الدقيقة». بوينغ، صاحبة الجلالة الملكة الأنيقة، تأخذ خمسة فاصل اثنين في المائة، ثمانية مليارات، وترسل قنابلها الذكية كأنها كروت معايدة في عيد الأم تقول «لكِ مني أجمل حفرة بعمق طن واحد، بحبكم بوينغ». أما آر تي إكس، الأمير الوسيم الذي غيّر اسمه من رايثيون لأن الاسم القديم كان «يُخيف الأطفال»، فيحصل على ستة فاصل ستة في المائة، تسعة مليارات، ويطلق صواريخ باتريوت كأنها ألعاب نارية في حفل زفاف ملياردير. جنرال دايناميكس، الدوق الثقيل، ينام على ثلاثة فاصل أربعة وتسعين في المائة، خمسة مليارات، ويدير دباباته كأنها سيارات أجرة فاخرة تقول للراكب الفلسطيني «إلى القبر؟ تفضل، التعرفة مدفوعة مسبقاً من بلاك روك». وأخيراً نورثروب غرومان، الشبح الملكي، يتجول بخمسة فاصل خمسة في المائة، سبعة مليارات، يرسل دروناته كأنها حمام سلام لكن الحمامة هذه تحمل قنبلة بدل غصن الزيتون.

كل مليار هنا هو أنشودة حب، وكل صفر إضافي هو طفل جديد يُضاف إلى قائمة «الضرر الجانبي المقبول». يا لها من مملكة سعيدة يرقص فيها الملوك على إيقاع أجراس الجنازات!

مرحباً بكم في عالم ديزني الجديد: «مملكة الأبحاث العسكرية الساحرة» حيث يرتدي العلماء معاطف بيضاء ويحملون أنابيب اختبار مليئة بأحلام الأطفال المسحوقة. هنا تُموّل بلاك روك رحلة استكشافية إلى أعماق الشر المقنن، ليس بحثاً عن حياة على المريخ بل عن طرق أرخص وأسرع لإنهاء الحياة على الأرض.

بالانتير، يا لها من جنية طيبة، تمنح الجيش الإسرائيلي نظارات سحرية ترى من يتنفس داخل الأنفاق، ثم ترسل الإحداثيات إلى صاروخ يصل في أقل من ثانية، لأن الطفل الفلسطيني لا يستحق حتى ثانية تأخير في مواعيد الموت الفاخر. آر تي إكس تبني صواريخ هيبيرسونيك كأنها تقول «لماذا ننتظر؟ لنقتل بسرعة الضوء، الزبون يستعجل». نورثروب غرومان تصمم قاذفات نووية جديدة لأن القديمة بدأت «تشعر بالذنب»، فأرسلناها للتقاعد المبكر». وفي الخفاء، تهرّب بلاك روك ملياراً وتسعمائة مليون دولار إلى شركات صينية محظورة لتمويل برامج نووية وقمع الإيغور، لأن التنوع والشمول مهم جداً: يجب أن يربح الجميع من الموت، ليس الفلسطينيون فقط.

كل براءة اختراع هنا هي قصة خيالية عنوانها «كيف نقتل أكثر بفلوس أقل»، وكل تجربة ناجحة تُكافأ بزجاجة شامبانيا في مكتب الدور السابع والستين، بينما يُكافأ الطفل الفلسطيني بقبر مجاني. يا للعدالة العلمية!

وأخيراً نصل إلى الملاهي الكبرى: غزة لاند، أجمل مدينة ترفيهية في العالم حيث الدخول مجاني والخروج مستحيل. هنا تقدم لكم شركات بلاك روك عرضاً يومياً مجانياً بعنوان «القصف الدقيق للعائلة»، عرض ممتع يبدأ بطائرة إف-خمسة وثلاثين تُغني في السماء ثم تُهدي الحي بأكمله قنبلة من ألف رطل، لأن الحي كان مزدحماً جداً والزبائن يحبون المساحة.

الأم التي تبحث عن أطفالها تحت الأنقاض؟ هي مجرد ممثلة إضافية في العرض، ودموعها حقيقية مئة بالمئة، خدمة عملاء ممتازة. الطفلة التي فقدت ساقيها؟ بطلة الحلقة القادمة بعنوان «كيف تصبحين إحصائية مؤثرة في تقرير الأرباح الفصلي». المستشفى الذي قُصف؟ لا تقلقوا، كان فيه مريض واحد مشتبه به، ونحن في بلاك روك نؤمن بالطب الوقائي: اقتل المريض قبل أن يعدي الآخرين بالأمل.

كل صاروخ يحمل رسالة حب من مستثمر في نيويورك يقول «شكراً لكم على دعم محفظتي التقاعدية، أتمنى لكم يوماً مليئاً بالحفر العميقة». وكل انفجار يُرفع له كأس في قاعات المال بينما يُرفع الطفل المقطّع إلى السماء كشهيد جديد في قائمة «النجاحات الاستراتيجية».

يا لها من مدينة ملاهي رائعة، الدخول مجاني والخروج على الأكتاف، والأرباح مضمونة مئة بالمئة، لأن الزبائن في غزة كُثر، والقنابل لا تنتهي، والمستثمرون يضحكون حتى الصباح. صحة الجميع ونخب الطفل القادم الذي سيدفع فاتورة يخت جديد في موناكو!

تُقدم بلاك روك في هذه الصفحة عرضاً مسرحياً نفسياً من الطراز الأرفع بعنوان «الانفصام الأخلاقي بأزياء الاستدامة»، حيث تؤدي الشركة دور البطل المأساوي الذي يمسك بيده اليمنى ورقة خضراء مكتوب عليها «صافي انبعاثات صفر بحلول 2050» وبيده اليسرى فاتورة قنابل موجهة بالليزر مكتوب عليها «تسليم فوري إلى تل أبيب، شكراً لاختياركم القتل الدقيق». يُطلق على هذا الأداء الفني اسم «النفاق المؤسسي عالي الأداء»، وقد حاز تقييماً خمس نجوم من مورنينغستار ودرجة F من ضمير الإنسانية.

بكل فخر تُعلن الشركة أنها أزالت الأسلحة النارية الصغيرة من صناديقها «الأخضراء» بعد حملة إعلامية متواضعة، في إنجاز أخلاقي يُضاهي قرار المدخن بأن يقلل من سيجارته اليومية من علبتين إلى علبة ونصف فقط. أما القنابل التي تزن ألفي رطل والقادرة على محو حي بأكمله فتبقى في المحفظة بكل حب، لأنها، حسب التصنيف البيئي الداخلي، تُعتبر «أسلحة دفاعية كبيرة الحجم وصديقة للمساهمين». لاري فينك، في رسالته السنوية المؤثرة التي تُقرأ مع موسيقى هانز زيمر، يطالب العالم بـ«غاية أسمى» ثم يعود إلى مكتبه ليوقّع على زيادة الحصة في لوكهيد مارتن، في حركة تُدرَّس اليوم في كليات إدارة الأعمال تحت عنوان «كيف تكون قديساً وتاجر سلاح في الوقت نفسه».

نصل هنا إلى الخاتمة الفلسفية الموقرة التي يتوقع المرء أن تُكتب فيها شيء عن الأمل أو الخلاص، لكنها بدلاً من ذلك تُقدم أطروحة دكتوراه مُحكّمة بعنوان «الرأسمالية المتأخرة كديانة توحيدية تعبد إلهاً واحداً اسمه العائد على السهم». في هذه الديانة، الطفل الفلسطيني ليس كائناً بشرياً بل «تكلفة خارجية» يتم تسعيرها بأقل من دولارين للقنبلة الواحدة، وهو سعر تنافسي جداً مقارنة بتكلفة إعادة بناء مدرسة.

المستقبل، حسب هذه الأطروحة، ليس مظلماً بل «مضيئاً بضوء الفسفور الأبيض»، وموسيقاه التصويرية هي صوت صفارات الإسعاف الذي يُستخدم اليوم كرنة هات نوتيفيكيشن في تطبيقات التداول: كلما علت الصفارة ارتفع السهم. السلام، في هذا النموذج، ليس خياراً اقتصادياً قابلاً للتطبيق لأن معدل العائد الداخلي IRR للحرب يصل إلى 38% بينما معدل السلام لا يتجاوز 0.3% ويتطلب صبراً طويلاً ومزعجاً. لذلك يُفضل المستثمرون الاحتفاظ بمحافظهم «متنوعة جيداً» بين القنابل والقنابل فقط، مع لمسة صغيرة من اليورانيوم المخصب لإضفاء طابع التنوع.

ناتي الى صفحة مزودة بمراجع أكاديمية مُحكمة من أرقى المجلات الدولية، حيث يصرخ العالم بصوت واحد أكاديمي هادئ ومُهذب: «توقفوا عن كسب المال من إبادة شعب بأكمله، من فضلكم». تقرير الأمم المتحدة (تموز 2025) يصف استثمارات بلاك روك بأنها «مساهمة مادية ومباشرة في جرائم ضد الإنسانية»، لكن التقرير نُشر بخط صغير ولم يُرفق به تغريدة، فلم ينتبه إليه أحد. أعلى الدور السابع والستين. أمنستي إنترناشونال تُصدر بياناً من 47 صفحة مدعوماً بصور أطفال مقطعين، فيُوضع البيان في ملف بعنوان «مراسلات خارجية غير هامة». المقررة الخاصة فرانشيسكا ألبانيز تتحدث عن «تواطؤ مؤسسي منظم»، فيُرد عليها قسم العلاقات العامة ببيان من 12 كلمة: «نحن ملتزمون بالحوار البناء مع كل الأطراف».

وحتى الكونغرس الأمريكي يُصدر تقريراً سرياً تسرّب بعد ذلك يقول إن بعض هذه الاستثمارات «قد تشكل خطراً على الأمن القومي»، فيُرد ببيان صحفي آخر: «نشكر الكونغرس على ملاحظاته القيمة ونؤكد التزامنا بالامتثال للقوانين التي نكتبها بأنفسنا».

الخاتمة الكبرى، يُقدم المؤلف عريضة أكاديمية موقرة إلى حضرة السادة المساهمين بعنوان «اقتراح متواضع جداً لإنقاذ الإنسانية بأقل تكلفة ممكنة». يقترح فيها ما يلي:

أولاً، استبدال بند «القيمة للمساهمين» ببند جديد هو «القيمة للأطفال الذين ما زالوا أحياء». ثانياً، إعادة تسمية صندوق iShares U.S. Aerospace & Defense ETF إلى «صندوق أرباح من دماء الأطفال المستدامة» لأسباب تتعلق بالشفافية فقط. ثالثاً، إضافة صفحة واحدة في التقرير السنوي بعنوان «هذا العام لم نقتل أحداً عمداً، نعتذر عن أي إزعاج». رابعاً، تحويل كل دولار ربح من قنبلة إلى دولار لبناء مدرسة، مع خصم ضريبي طبعاً، لأننا ما زلنا رأسماليين محترمين.

وحتى يُقبل هذا الاقتراح المتواضع، سنظل نشهد المشهد التالي: مستثمر في الدور السابع والستين يرفع كأسه ويقول «صحة الأرباح»، وطفل في غزة يرفع يده المقطوعة ولا يجد من يرد عليه. والمؤرخون في المستقبل سيكتبون بكل موضوعية: «كان هناك عصر تحول فيه الضمير البشري إلى أصل مالي غير مدرج في الميزانية، ثم انتهى العصر، وبدأ عصر آخر لم يعد فيه أحد يتذكر أسماء الأطفال».

صحة الجميع، ونخب القنبلة التالية، ولتستمر الحضارة في مسيرتها المجيدة نحو الهاوية بأناقة تامة وابتسامة عريضة.



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يجب على العالم أن يسترد سيادته من الاحتكارات الخمس
- من أنبوب كولن باول إلى أنابيب غاز ترامب: نفس النكتة،
- سوريا تحت ظلال الفصل السابع رحلة نحو نهاية مكتوبة بأيدي من ظ ...
- عندما تصبح الدراسات الجامعية برنامجاً حكومياً: رؤية حزب العم ...
- عندما التقت الدبّة بالتنين: سقوط الهيمنة الغربية بهدوء
- عبوديةٌ بثياب الحرية.. تحقيقٌ في استلاب الكرامة الإنسانية تح ...
- من بغدادَ العلم إلى رياضِ و دوحة الخيانة: سقوطُ الضمير العرب ...
- عندما يصبح الربحٌ إلهاً: سيرة الإبادة الرأسمالية:من بوتوسي إ ...
- مجرمو السيليكون: من وادي الكاليفورنيا إلى قبور غزة
- القرم إلى الأبد والغاز بالروبل
- الاغتيالات : كيف تكشف ضربات إسرائيل الأخيرة عجزها الاستراتيج ...
- الجنوب يتحرّر والمركز يتفكّك ( كتيب )..مقارنات بين امين وبري ...
- الجنوب يتحرّر والمركز يتفكّك(كتيب )..مقارنات سمير امين مع بر ...
- «الفراغ العظيم: انهيار النظام الإمبريالي وإمكانية العالم الج ...
- من أوشفيتز إلى غزة: دراسة نقدية أدبية في شهادات بريمو ليفي و ...
- «قمرٌ على سريرٍ وميلٌ في قامة» كتيب حول مداخلة في الشعر العر ...
- -من أوشفيتز إلى غزة: ذاكرة الناجين وصرخة الأحياء- ..بين شهاد ...
- «دمٌ تحت الشمس ودمعٌ تحت القمر» مقارنة بين رواية رجال تحت ال ...
- سوريا الأسد: مقاومة العقل أمام دواعش الريال والدرهم
- رواية : ارض الرماد والأنين ..فصلان


المزيد.....




- تونس.. كنيسة -صقلية الصغيرة- تمزج الدين والحنين والهجرة
- مصطفى محمد غريب: تجليات الحلم في الملامة
- سكان غزة يسابقون الزمن للحفاظ على تراثهم الثقافي بعد الدمار ...
- مهرجان الكويت المسرحي يحتفل بيوبيله الفضي
- معرض العراق الدولي للكتاب يحتفي بالنساء في دورته السادسة
- أرشفة غزة في الحاضر: توثيق مشهد وهو يختفي
- الفنان التركي آيتاش دوغان يبهر الجمهور التونسي بمعزوفات ساحر ...
- جودي فوستر: السينما العربية غائبة في أمريكا
- -غزال- العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير ال ...
- الممثل التركي بوراك أوزجيفيت يُنتخب -ملكًا- من معجبيه في روس ...


المزيد.....

- لو كانت الكرافات حمراء / د. خالد زغريت
- سهرة على كأس متة مع المهاتما غاندي وعنزته / د. خالد زغريت
- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد صالح سلوم - بلاك روك للمبتدئين: كيف تكون ناشطاً بيئياً وتاجر سلاح في نفس الوقت