أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - من جنين إلى الأمتين العربية والإسلامية… فصلٌ جديدٌ من النذالة!














المزيد.....

من جنين إلى الأمتين العربية والإسلامية… فصلٌ جديدٌ من النذالة!


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8548 - 2025 / 12 / 6 - 21:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


في جنين، المدينة التي اعتادت أن تُمسكَ قلبها بيديها كلما دوّى الرصاص، سقط شابّان فلسطينيّان برصاص وحدة المستعربين في حرس الحدود، سقوطاً بدمٍ بارد. ولم يكد مشهد الدم يجفّ، ولم يكد صدى صراخ الأمهات يخفت، حتى جاء الخبر الذي زاد الجرح اتساعًا: وزير الأمن القومي للاحتلال يقرر ترقية قائد الوحدة نفسها إلى رتبة عقيد.

هكذا بكل بساطة، تتحوّل المأساة إلى مكافأة، ويتحوّل الألم إلى شهادة تقدير، ويغدو القتل "إنجازاً" يُرفع صاحبه بسببه درجةً أعلى.

إنه زمن العربدة…
زمن تُكافأ فيه الأيدي التي تضغط الزناد، وتُحطم فيه كل المعايير الإنسانية حتى تتهاوى.

لكن الأكثر قسوةً من تفاصيل الحادثة نفسها هو شعور الفلسطيني اليوم بأنه وحيد في مواجهة عالم بلا رحمة ولا قلب، وأن ما تبقّى من "الأمتين العربية والإسلامية" بات عاجزاً حتى عن إصدار صرخة تُسمع، أو غضب يُقلق نوم أحد.

نحن فعلاً في زمن النذالة…
زمن تُدفن فيه القيم مع أصحابها، وتُغتال فيه الحقيقة كل يوم، بينما تتفرّج الخرائط على نفسها وهي تتمزّق.

في جنين لم تُقتل فقط روحان فلسطينيتان، بل قُتِل معنى العدالة مرةً أخرى.
وفي عواصم كثيرة، لم يُسمع سوى صمتٍ ثقيل، صمتٌ لا يليق بأمةٍ قيل يوماً إنها "لا تُقهَر"، وإن جراحها تُلهب ضمائر العالم.

وحده الفلسطيني ما يزال يُصرّ على أن يحيا رغم كل شيء، وأن يكتب بألمه ما لا تجرؤ شعوب كثيرة على كتابته.
وحدها الأم الفلسطينية ما تزال تُرسل أبناءها إلى الشوارع وهي تعرف أن الأفق مسدود، لكنها تهمس لهم:
"ابقوا واقفين… فليس لنا خيار آخر."

نعم… نحن في زمن العربدة.
لكن التاريخ الطويل لهذه الأرض يقول إن العربدة لا تدوم، وإن النذالة لا تصنع انتصاراً، وإن صمت الأمة اليوم ليس نهاية الحكاية… بل فصلها الأكثر مرارة.

محمود كلّم، كاتبٌ وباحثٌ فلسطينيّ، يكتب في الشأنين السياسيّ والوجدانيّ، ويُعنى بقضايا الانتماء والهويّة الفلسطينيّة. يرى في الكلمة امتداداً للصوت الحرّ، وفي المقال ساحةً من ساحات النضال.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترابُ فلسطين لا يحتضنُ الخونة!
- أُم غازي… آخرُ زهرةٍ من بلد الشّيخ
- رجالٌ يحملون الشمس على أكتافهم… حكايةُ نخوةِ رجالٍ من غزّة!
- حين غابت زهرة البيلسان… واشتدّ الحزن في صدورنا!
- على كتفيّ ذبل الضوء… وودّعت زهرة البيلسان العالم!
- باسل الأعرج: الحاضر الذي لا يغيب!
- كيف فقدنا زهرة البيلسان…؟ تساؤلات على رصيف الغياب!
- غزة تصرخ… والعرب والمسلمون يغرقون في صمت العار!
- القيادة التي لا تمثل أحداً: لماذا حان وقت الثورة على مؤسسات ...
- حين يجمعُنا الدَّهرُ صُدفةً… لِيُفرِّقنا الفراقُ إلى الأَبد!
- غزة… صلاةٌ فوق الركام وحياةٌ لا تنطفئ!
- انهيارات في جيش الاحتلال بعد 7 أكتوبر: سقوط الأسطورة أمام ال ...
- سماح إدريس… ذاكرة لقاء، ومرارة الغياب
- وفاء بهاني: ابنة الشهيد التي حوّلت الإعلام إلى معركة فلسطين
- صرخة لم تُدفن: ماذا يعني أن تكون نزار بنات؟
- حوار الطرشان في فلسطين… وغزة وحدها تقول الحقيقة!
- جورج حبش… سيرةُ قائدٍ عصاميٍّ في زمنٍ يزدحمُ بالمُرتزقةِ!
- فلسطين.. حين يعلو الشعب على الرايات!
- ياسر عرفات... القائد الذي خانته البنادق التي صنعها!
- حينَ يبكِي التُّرابُ: مرثِيّةُ وطنٍ أَثقلتهُ الحُرُوبُ وتخلّ ...


المزيد.....




- الجيش الأوكراني يعلن استهدافه إحدى أكبر مصافي النفط الروسية ...
- أحمد الشرع: إسرائيل قابلت سوريا بعنف شديد.. وأصبحت تخوض حربا ...
- ذكرى سقوط الأسد: رويترز تكشف عن -محاولات لزعزعة الأمن-، ودعو ...
- الأردن إلى ربع نهائي كأس العرب والجزائر تحقق فوزا عريضا على ...
- هل فشلت المعارضة التونسية في تعبئة الشارع؟
- ماذا تغير في رؤية السياسة الخارجية الأمريكية؟
- مظاهرة في تونس تحت شعار -المعارضة ليست جريمة- بمشاركة جمعيات ...
- ماكرون يتوجه إلى لندن الإثنين لبحث خطة السلام في أوكرانيا مع ...
- خطة هروب جاهزة لكندا.. فرنسيون قلقون من حرب محتملة مع روسيا ...
- توقيف 4 نشطاء لطخوا صندوق عرض التاج البريطاني بالطعام


المزيد.....

- قراءة في وثائق وقف الحرب في قطاع غزة / معتصم حمادة
- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - من جنين إلى الأمتين العربية والإسلامية… فصلٌ جديدٌ من النذالة!