أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - رجالٌ يحملون الشمس على أكتافهم… حكايةُ نخوةِ رجالٍ من غزّة!














المزيد.....

رجالٌ يحملون الشمس على أكتافهم… حكايةُ نخوةِ رجالٍ من غزّة!


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8546 - 2025 / 12 / 4 - 07:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


لو أدركتِ الأمةُ فيمَ فرّطت، لبكت دهراً على ما فات، ولما جفّت لها دمعةٌ على ما هو آتٍ. فهناك على تخوم البحر، وُلد رجالٌ لو قُسِّمت صدورهم على الأمة لوسعتها إيماناً وورعاً وثباتاً… رجالٌ من غزّة، حملوا في قلوبهم ما أعيا الملوك، وما عجز عنه المتخاذلون.

في زمنٍ غاب فيه معنى الرجولة، وانحنى فيه كثيرٌ من الرجال أمام الريح، بقي في غزّة رجالٌ لا ينحنون. رجالٌ لم يتعلّموا الشجاعة من الكتب، ولا الورع من الخُطَب، بل صاغتهم المحنة وصقلت أرواحهم النيران. وحين أقبلت العواصف، أدبروا عن الخوف، وواجهوا العينَ بالمخرز… مواجهةٌ تُبكي الحجارة وتُخجل التاريخ.

في ليالي الحصار الطويلة، حين تنطفئ الكهرباء وتعلو أصوات الانفجارات، ترى رجالَ غزّة واقفين رغم الإنهاك، يحملون أبناءهم بذراعٍ مُتعبة، ويُسنِدون بيوتاً تترنّح فوق رؤوسهم. لا يساومون على كرامة، ولا يفرّطون في نخوة، ولا يسلّمون مفاتيح مدينتهم للغزاة. يقفون بين الركام كما يقفون بين صفوف الصلاة… مطمئنين، رغم كل شيء.

هؤلاء الرجال لم تَعُد الحياةُ بالنسبة لهم خبزاً وماءً، بل صموداً لا يُقاس بالأعوام، بل بالنبضات. يسير أحدهم نحو المجهول كأنه ذاهبٌ إلى موعده مع الله، لا يخشى الموت، لأن الموت نفسه يستحي أن يقترب من رجلٍ بهذا الثبات.

وحين يسقط واحدٌ منهم، لا يخبو الضوء، بل يشتعل أكثر. إنهم يشبهون جذور الزيتون: كلما حاولت الرياح اقتلاعهم، ازدادوا في الأرض رسوخاً. فهم أبناءُ أرضٍ لا تُربّي إلا الرجال، وأبناءُ مدينةٍ لا تعرف الانكسار.

يا ليت الأمة تعلم… يا ليتها تُبصر ما يُصنع باسمها هناك. يا ليتها تدرك أن الرجولة تُكتَب اليوم بدماء أولئك الذين لم يملكوا سوى قلوبٍ مفعمةٍ إيماناً، وصدورٍ مفتوحةٍ للشهادة، وأكُفٍّ ترتفع إلى السماء في صمت الليل ألّا تُخذل عزائمها.

في غزّة لا تزال الرجولة حيّة؛ تمشي على قدمين، وتُواجه بالمخرز عيناً لا ترمش.
وفي غزّة، لا يزال هناك رجالٌ يُذكّروننا بأن الكرامة لم تمت بعد…
وأن الأمة مهما طال غيابها، قادرةٌ على أن تنهض، ما دام في أطرافها رجالٌ كهؤلاء.

محمود كلّم، كاتبٌ وباحثٌ فلسطينيّ، يكتب في الشأنين السياسيّ والوجدانيّ، ويُعنى بقضايا الانتماء والهويّة الفلسطينيّة. يرى في الكلمة امتداداً للصوت الحرّ، وفي المقال ساحةً من ساحات النضال.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين غابت زهرة البيلسان… واشتدّ الحزن في صدورنا!
- على كتفيّ ذبل الضوء… وودّعت زهرة البيلسان العالم!
- باسل الأعرج: الحاضر الذي لا يغيب!
- كيف فقدنا زهرة البيلسان…؟ تساؤلات على رصيف الغياب!
- غزة تصرخ… والعرب والمسلمون يغرقون في صمت العار!
- القيادة التي لا تمثل أحداً: لماذا حان وقت الثورة على مؤسسات ...
- حين يجمعُنا الدَّهرُ صُدفةً… لِيُفرِّقنا الفراقُ إلى الأَبد!
- غزة… صلاةٌ فوق الركام وحياةٌ لا تنطفئ!
- انهيارات في جيش الاحتلال بعد 7 أكتوبر: سقوط الأسطورة أمام ال ...
- سماح إدريس… ذاكرة لقاء، ومرارة الغياب
- وفاء بهاني: ابنة الشهيد التي حوّلت الإعلام إلى معركة فلسطين
- صرخة لم تُدفن: ماذا يعني أن تكون نزار بنات؟
- حوار الطرشان في فلسطين… وغزة وحدها تقول الحقيقة!
- جورج حبش… سيرةُ قائدٍ عصاميٍّ في زمنٍ يزدحمُ بالمُرتزقةِ!
- فلسطين.. حين يعلو الشعب على الرايات!
- ياسر عرفات... القائد الذي خانته البنادق التي صنعها!
- حينَ يبكِي التُّرابُ: مرثِيّةُ وطنٍ أَثقلتهُ الحُرُوبُ وتخلّ ...
- في غزة... هزيمةٌ مُذلّةٌ للمجتمع الدولي وحقوق الإنسان!
- غزة… وسام الحياة في زمن الخذلان!
- حين يُصبحُ الوطنُ قبراً


المزيد.....




- تحليل لـCNN: اتفاقية مع ترامب وترحيب ببوتين.. هل ستنجح الهند ...
- ما هي بيضات فابرجيه الثمينة التي يُتهم رجل بابتلاع إحداها؟
- لماذا يتعثر الاتفاق بين قسد ودمشق رغم وحدة الهدف؟
- سوريا: الداخلية تضبط المتهم في جريمة ريف حمص التي فجرت موجة ...
- رغم الخلافات..ترامب يرى أن بوتين يسعى لإنهاء حرب أوكرانيا
- إلهان عمر لـCNN: لست مصدومة من ترامب لأنه يلجأ للخطاب العنصر ...
- باللغتين الإسبانية والإنجليزية.. أول تصريح لرئيس فنزويلا عن ...
- سجال لبناني إسرائيلي عقب اجتماع -نادر- لمتابعة الهدنة
- مقتل 5 فلسطينيين على الأقل وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على ...
- هل -وثقت- إيران لحظات تدمير الجيش الإسرائيلي مواقع عسكرية عل ...


المزيد.....

- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - رجالٌ يحملون الشمس على أكتافهم… حكايةُ نخوةِ رجالٍ من غزّة!