أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - من وحي مقال الرفيق غازي الصوراني ... استعادة الدور الطليعي لليسار الماركسي في الوطن العربي: من ضرورة التجديد إلى حتمية التغيير الجذري















المزيد.....

من وحي مقال الرفيق غازي الصوراني ... استعادة الدور الطليعي لليسار الماركسي في الوطن العربي: من ضرورة التجديد إلى حتمية التغيير الجذري


عاطف زيد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 8544 - 2025 / 12 / 2 - 09:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة: بعد اطّلاعي على مقال الرفيق المحترم غازي الصوراني على صفحات هذا الموقع، رأيت ، ومن باب الإجتهاد أن أخاول إضافة ما أراه قد يكون مهمّا وذا فائدة بخصوص (استعادة الدور الطليعي لأحزاب اليسار الماركسي التقدمي الديمقراطي في بلدان الوطن العربي ).
وهنا لا بد من التنويه على ضرورة تكاتف جهود كل المناضلين اليساريين وخصوصا ( اليسار الماركسي ) للنهوض باليسار من كبوته التي طالت أكثر مما ينبغي، وبالتالي أتاحت الفرصة لكلّ قوى اليمين بكافة أطيافه أن تستفرد بساحة العمل السياسي والنقابي على امتداد الوطن العربي.
المقال:
تمرّ المنطقة العربية في اللحظة التاريخية الراهنة بواحدة من أكثر مراحلها تعقيدًا منذ قرون.
فمن تفكك الدول، إلى موجة التطبيع، إلى النيوليبرالية المسلحة، إلى الانقسام الطائفي، مرورًا بانهيار الطبقة الوسطى، واتساع الفقر، وتحوّل الاقتصاد إلى ريع وخدمات، تبدو مجتمعاتنا كما لو أنها تُنتزع من تاريخها وتُلقى في دوامة من التفتيت الممنهج.
ورغم عمق هذه الأزمات، يغيب الفاعل التاريخي الذي كان يومًا ما حاملًا لمشروع التغيير الجذري: اليسار الماركسي.
لكن هذا الغياب لا يعني انتهاء دوره، بل يؤشر إلى ضرورة إعادة تأسيسه، ليس شكليًا بل بنيويًا وفكريًا وتنظيميًا، بوصفه القوة الوحيدة القادرة على ربط التحرر الوطني بالعدالة الاجتماعية، والربط بين الصراع القومي والصراع الطبقي، وتقديم البديل التاريخي للنيوليبرالية والتبعية.
أولًا: فهم الأزمة بعمق لا يكتمل دون نقد ذاتي جذري
لقد مرّت الحركة اليسارية العربية بثلاثة أنواع من الأزمات:
1. أزمة الهجمة الخارجية
تمثلت في:
- محاصرة الفكر الماركسي عبر الإعلام والمؤسسات الدينية والتعليمية.
- تجريم التنظيمات الثورية، وتشويه رموزها، واعتبارها “خطرًا على الأمن”.
- دعم الأنظمة الريعية من قبل الإمبريالية لتكريس تبعية اقتصادية–سياسية نقيضة لأي مشروع اشتراكي.
- خلق صورة نمطية للماركسية باعتبارها فكرًا “أجنبيًا” أو “ملحدًا” أو “منتهي الصلاحية”.
2. أزمة الهجمة الداخلية (الأدلجة الليبرالية داخل بعض أحزاب اليسار)
وهي أخطر من الأولى؛ لأنها جاءت من الداخل، وتمثلت في:
- التخلي عن التحليل الطبقي لصالح شعارات حقوقية مجردة من مضمونها الطبقي.
- الانسياق وراء “الموضات الفكرية” الغربية دون إخضاعها للجدل المادي.
- تحوّل بعض الأحزاب إلى منظمات “NGOs” أو واجهات سياسية ناعمة.
- تقديم التوافقات المصلحية على المواقف الثورية.
- الابتعاد عن العمال والفلاحين والكادحين، والاكتفاء بالمكاتب والبيانات.
3. أزمة التنظيم والبنية الداخلية
من مظاهرها:
- البيروقراطية المفرطة.
- تراجع دور المثقف العضوي لصالح “الخبير” التقني.
- غياب الديمقراطية الداخلية.
انقطاع الصلة بالحركات الاجتماعية الناشئة (العمال الجدد، النساء، الشباب، اقتصاد المنصّات…).
ولا يمكن للحركة الماركسية أن تتمدد من جديد دون مواجهة هذه الأزمات بوصفها جزءًا من عملية التجدد الثوري.
ثانيًا: الماركسية كمنهج حيّ: تجديد لا نسخ ولا تقديس
العودة إلى الماركسية لا تعني العودة إلى نصوص القرن التاسع عشر أو وصفات القرن العشرين.
الماركسية منظومة تحليل تاريخي اجتماعي، وخصوصًا:
1. الديالكتيك التاريخي
الذي يؤكد أن التغيير لا يتم بخط مستقيم، بل عبر تناقضات وصراعات وانقطاعات.
وهذا هو ما نراه بوضوح في العالم العربي:
- انهيار دول.
- صعود قوى جديدة.
- تفتت طبقات.
- تشكل برجوازيات كومبرادورية جديدة.
- ولادة أشكال حديثة من الاستغلال الرقمي والمالي.
2. المادية الجدلية
التي تفرض علينا تحليل الواقع كما هو، لا كما نتمنى أن يكون.
فنحن أمام تشكيلة اقتصادية جديدة في العالم العربي تعتمد على:
- الريع النفطي.
- اقتصاد المنصّات الرقمية (أوبر، الدليفري، عمل السوشيال ميديا…).
- تحويل ملايين الشباب إلى عمال بلا حماية اجتماعية (gig economy).
- اقتصاد المضاربات والعقارات والصفقات الكبرى.
وهذا يعني أن الطبقة العاملة العربية أصبحت اليوم أكبر عدديًا وأكثر هشاشة مما كانت عليه في الخمسينيات والستينيات، ما يجعل إعادة تنظيمها مهمة ملحّة.
ثالثًا: الحزب الثوري—الديمقراطي: حجر الأساس في أي نهضة ماركسية
الحزب ليس جهازًا بل أداة تاريخية للتغيير.
ولكي يستعيد دوره، يجب أن يقوم على الأسس التالية:
1. الديمقراطية أولًا، ثم المركزية
لا مركزية بلا نقاش واسع، ولا نقاش بلا حرية داخل الحزب.
فالمركزية تنظيمٌ للقرار، وليست قمعًا للرأي.
2. النقد والنقد الذاتي
ليس كطقس شكلي، بل كحماية من الانهيار البطيء.
3. التثقيف الماركسي المستمر
الحزب الذي لا ينتج مثقفين عضويين يتحول إلى جهاز إداري فارغ.
4. الارتباط بالجماهير
ليس عبر الشعارات فقط، بل عبر:
النقابات المستقلة.
لجان الأحياء.
الحركات النسوية التقدمية.
الحركات الطلابية.
التنظيمات الشعبية المحلية.
هنا فقط يصبح الحزب جسرًا بين النظرية والتغيير الاجتماعي.
رابعًا: لماذا نحتاج إلى يسار ماركسي اليوم أكثر من أي وقت مضى؟
1. لأن الصراع الطبقي لم يختفِ، بل أصبح أشد وضوحًا
الملايين تُرمى في سوق العمل بلا حقوق، بينما تستحوذ الأقلية على الثروة.
حتى الدول النفطية في الخليج لا تملك إلا اقتصادًا ريعيًا بلا تنمية إنتاجية.
2. لأن النيوليبرالية العربية دمّرت المجتمعات
خصخصة، رفع أسعار، إلغاء دعم، تدمير الصناعات، تحويل الدولة إلى شركة.
3. لأن الصهيونية والأنظمة الاستعمارية الجديدة تعيد تشكيل المنطقة
بالقوة العسكرية، وبالاقتصاد، وبالتطبيع، وبنماذج السيطرة الأمنية.
4. لأن الإسلام السياسي لم يقدّم مشروعًا اقتصاديًا أو اجتماعيًا
وبعد عقود من صعوده، أثبت أنه:
- لا يستطيع إدارة دولة.
- لا يمتلك برنامجًا اقتصاديًا.
- يعيد إنتاج الانقسامات الطائفية.
5. لأن الديمقراطية منفصلة عن العدالة الاجتماعية تتحول إلى فوضى
الانتخابات دون تغيير البنية الطبقية تنتج سلطات تابعة للرأسمال.
6. لأن الثورة الاجتماعية لا بد أن ترتبط بالثورة الوطنية
فالتحرر من الإمبريالية والصهيونية مرتبط بالتحرر من الرأسمالية المحلية.
خامسًا: نحو حركة ماركسية عربية جديدة—برنامج تاريخي
إن تأسيس حركة ماركسية عربية معاصرة يحتاج إلى:
1. بلورة مشروع عربي شامل
يجمع بين:
- التحرر الوطني.
- التحديث الاقتصادي.
- العدالة الاجتماعية.
- التقدم العلمي.
- الوحدة العربية كإطار تنموي لا كشعار.
2. تحالف طبقي واسع
يضم:
- العمال.
- الفلاحين الفقراء.
- الطبقة الوسطى المتدهورة.
- الشباب العاطلين.
- النساء الكادحات.
- المثقفين الثوريين.
- الأقليات المضطهدة.
3. تطوير أدوات الخطاب الماركسي
بلغة بسيطة، لا نخبوية، تستند إلى قضايا الناس اليومية:
الإيجار، الدواء، المدرسة، الأجور، القمع، البطالة، الأرض، الموارد، الخدمات.
4. إنتاج إعلام تقدمي فعال
يواجه الخطاب الرجعي والطائفي والمطبّع.
5. بناء أممية ماركسية عربية–عالمية
لأن الصراع ضد الإمبريالية لا يمكن أن يكون محليًا فقط.
وأخيرا، فالماركسية ليست خيارًا… بل ضرورة تاريخية
إن اللحظة التي نعيشها اليوم ليست مجرد أزمة، بل منعطفًا تاريخيًا يحتاج إلى قوة عقلانية–ثورية تمتلك:
- رؤية للمستقبل،
- وقراءة للواقع،
- وربطًا بين التحرر والعدالة،
- وقدرة على التنظيم الشعبي الواسع.
وهذه القوة لا يمكن أن تكون إلا اليسار الماركسي الثوري حين يُعاد تأسيسه وتحديث أدواته.
إن الشعوب العربية في حاجة إلى أفق، إلى مشروع، إلى أمل، إلى قوة تاريخية تقول لها:
“أنتم صانعو التاريخ… وأنتم القادرون على تغييره.”
والتاريخ نفسه يثبت:
حين ينهض اليسار—من قلب المجتمع—لا قوة تستطيع إيقافه.
ولذلك، فإن المستقبل لن يكون إلا لمن يحمل مشروعًا تحرريًا جذريًا…
وسيكون الانتصار حتمًا من نصيب هؤلاء.



#عاطف_زيد_الكيلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخندق الإنساني: رحلة سبعة عقود نحو معنى الإنسان
- في الرد على شارل جبّور وحزب القوات اللبنانية
- فوزٌ مامداني ( عمدة نيويورك الجديد ) ... محاولة للفهم والتحل ...
- السودان ... جرائم مليشيا الدعم السريع ومن يدعمها!
- البحرينية ليلى فخرو: المناضلة الماركسية التي قاتلت في جبال ظ ...
- ترمب في شرم الشيخ: بائع أوهام يتاجر بدماء الشعب الفلسطيني وي ...
- جائزة نوبل للسلام: وسيلة لتجميل وجه الإمبريالية؟
- خطة ترامب لغزة: شرعنة الاحتلال تحت غطاء «حلّ» ... صرخة لاجئ ...
- اعتراض الصهاينة لأسطول الصمود في عرض البحر جريمة جديدةة يرتك ...
- خطة ترامب لوقف إطلاق النار في غزة: مؤامرة مكشوفة لتصفية القض ...
- الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو... صوت الإنسانية في وجه التوح ...
- من مانديلا إلى الجولاني: عندما تتحوّل منصة الأمم المتحدة مفخ ...
- ترامب الكذّاب على مسرح هيئة الأمم المتحدة: يكذب كما يتنفس
- سقوط فكر البرجوازية العربية: من أوهام التحرر إلى ضرورة البدي ...
- الاعتراف بالدولة الفلسطينية: مكافأة شكلية أم خدعة استراتيجية ...
- قمة الدوحة ... قمة الجبن والتطبيع: حين يتواطأ الخوف مع الخيا ...
- آن الأوان للبشرية أن تتحرر من السطوة الأميركية
- الكيان الصهيوني: دولة مارقة تهاجم الإنسانية وتحاصر الضمير ال ...
- العدوان الصهيوني على قطر: جريمة صهيونية جديدة ومسمار في نعش ...
- الصمتُ العربيّ حيال العدوان الصهيوني المستمر... جريمةٌ فوق ج ...


المزيد.....




- ارتفاع حصيلة قتلى الفيضانات في آسيا إلى 1250 شخصا ومئات المف ...
- البابا لاون الرابع عشر يختتم زيارته للبنان بلقاء المرضى، وبق ...
- هندوراس: تقارب شديد بين عصفورة ونصر الله بعد فرز أكثر من نصف ...
- أوروبا توافق على انضمام كندا لبرنامج دفاعي
- مسؤول أميركي: نتنياهو يرى أشباحا في كل مكان
- الخرطوم تفتح الباب لوجود روسي دائم في البحر الأحمر
- ماذا استفاد قيصر الذكاء الاصطناعي من منصبه مع ترامب؟
- شاحنة تصطدم بحاجز وحافلة تعلق في خندق.. كاميرات ترصد حوادث ط ...
- بمشهد يفوق الخيال.. مغامرة تستكشف مسارًا حلزونيًا في قلب الأ ...
- السعودية.. ضبط رجلين و3 نساء وافدين بمنزل شعبي والأمن يكشف م ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - من وحي مقال الرفيق غازي الصوراني ... استعادة الدور الطليعي لليسار الماركسي في الوطن العربي: من ضرورة التجديد إلى حتمية التغيير الجذري