أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - قمة الدوحة ... قمة الجبن والتطبيع: حين يتواطأ الخوف مع الخيانة














المزيد.....

قمة الدوحة ... قمة الجبن والتطبيع: حين يتواطأ الخوف مع الخيانة


عاطف زيد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 8465 - 2025 / 9 / 14 - 22:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنعقد قمة عربية إسلامية جديدة في الدوحة، في لحظة تاريخية لا تحتمل المجاملة ولا سياسة تدوير الزوايا.
قمة جديدة ترفع راية "نصرة فلسطين"، بينما الواقع يشهد أن معظم أنظمة الدول العربية والإسلامية قد تخلّت عن القدس، وفرّطت بالكرامة، واستبدلت القتال بالتفاوض، والمقاطعة بالتطبيع، والمقاومة بالبيانات.
في الوقت الذي يُقتل فيه أطفال غزة بدم بارد، وتُهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها، وتُقصف المستشفيات والمساجد، لا تزال العواصم العربية والإسلامية تتعامل مع العدوّ الصهيوني كأمر واقع يجب التعايش معه، بل ويجب استرضاؤه!
== واشنطن... الشيطان الذي تلبّس بلباس الحليف
أي غشاوة هذه التي تمنع بعض قادة العرب من رؤية الحقيقة؟ الولايات المتحدة ليست حليفًا، بل هي الراعي الرسمي للمجازر الصهيونية، شريك أصيل في الجريمة.
منذ بداية العدوان الصهيوني الأخير على غزة، قدّمت واشنطن أكثر من 15 مليار دولار مساعدات عسكرية إضافية لإسرائيل، وزوّدتها بأحدث أنواع القنابل الذكية والذخائر الفتاكة، بعضها استخدم في قصف مدرسة للأونروا في جباليا وأدى إلى استشهاد عشرات الأطفال.
بل إن واشنطن، في الوقت الذي تدعو فيه العالم لضبط النفس، استخدمت حق النقض (الفيتو) أكثر من مرة في مجلس الأمن لمنع صدور أي قرار يُدين إسرائيل أو يطالب بوقف العدوان.
كيف يمكن بعد ذلك أن تتعامل عواصمنا مع أمريكا كوسيط نزيه؟ أليس هذا ذلًا استراتيجيًا؟
== التطبيع العربي الإسلامي: من السرّ إلى العلن بلا حياء
قبل عقدٍ فقط، كان التطبيع تهمة تُلقى في وجه السياسيين لتدمير مستقبلهم.
اليوم، صار التطبيع وسامًا يُعلّق على صدور الوزراء ورجال الأعمال ونجوم الإعلام والفن.
== نستعرض بعضًا من الأمثلة لا الحصر:
• الإمارات: وقّعت اتفاقيات "أبراهام" مع الكيان الصهيوني في 2020، وافتتحت السفارة الإسرائيلية في أبو ظبي، والإماراتية في تل أبيب.
وقد تجاوزت التجارة البينية بين الإمارات والكيان الصهيوني 3 مليارات دولار في عام 2024 وحده، وتشمل التكنولوجيا، الأمن السيبراني، والسياحة.
• البحرين: فتحت أبوابها للوزراء الإسرائيليين، واستضافت مؤتمرات مشتركة، وشاركت في مشاريع استخباراتية لملاحقة المعارضين العرب.
• المغرب: رغم دعمه الرسمي للقضية الفلسطينية، وقّع اتفاقيات عسكرية واستخباراتية مع إسرائيل، تشمل تحديث ترسانته الدفاعية باستخدام تقنيات صهيونية.
• تركيا: رغم خطابها العاطفي ومزايدتها السياسية، أعادت العلاقات مع إسرائيل بالكامل، وارتفع حجم التبادل التجاري معها إلى أكثر من 9 مليارات دولار في 2024، وتستقبل يوميًا طائرات شحن من تل أبيب إلى إسطنبول.
• السعودية: رغم عدم توقيع اتفاق رسمي، فإن التنسيق الأمني والاستخباراتي واللقاءات خلف الأبواب الموصدة باتت معروفة، وآخرها اللقاء السري الذي جمع وزير خارجيتها بنظرائه الأمريكي والإسرائيلي في نيوم، وفقًا لتقارير صحفية مسربة.
== عقيدة الخنوع: بيانات شجب وجيوش بلا معركة
لنا أن نسأل بكل صدق: متى تحرّكت جيوش العرب؟
ألم يُعلن عن تشكيل "قوات عربية مشتركة" قبل سنوات؟ أين هي من العدوان اليوم؟
ألم نرَ عشرات القمم والمبادرات؟ هل حمت فلسطين أي واحدة منها؟
ألا تملك الدول العربية ترسانة عسكرية بمليارات الدولارات؟ لماذا تُستخدم في استعراضات، بينما الشعب الفلسطيني وحده في الميدان؟
بل وصل الأمر إلى منع التظاهرات الشعبية في بعض العواصم العربية، واعتقال الناشطين الداعمين للمقاومة، وشيطنة كل من يُطالب بمقاطعة إسرائيل. فهل تحوّل دعم فلسطين إلى جريمة يعاقَب عليها؟
== شعوب لا تموت... وقضية لا تُنسى
رغم كل هذا التواطؤ، فإنّ الشعوب لم تنسَ.
من الجزائر إلى الأردن، من العراق إلى باكستان، لا تزال الجماهير تخرج بعشرات الآلاف نصرةً لغزة، وتكسر كل القيود الرسمية، وتفضح زيف الإعلام المطبّع.
وفي فلسطين، لا تزال المقاومة تقدم أعظم صور البطولة، تُقاتل بأظافرها، وتحمي الكرامة العربية بسواعد رجالها، بينما الجيوش النظامية تصطف في ثكناتها تنتظر الأوامر من العواصم الغربية!
== أخيرًا... من مع العدو فهو عدو
إن قمة الدوحة غدًا لا ينبغي أن تكون مناسبة لخطابات ناعمة، ولا مجالًا لمسايرة أمريكا وإسرائيل، ولا فُرصة لاسترضاء المجتمع الدولي، بل يجب أن تكون:
إعلانًا صريحًا بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني.
طردًا للسفراء.
دعمًا علنيًا للمقاومة بكل الوسائل.
تحركًا سياسيًا دوليًا لرفع الغطاء عن الاحتلال.
والتوقف التام عن التعامل مع الولايات المتحدة كوسيط أو حليف، لأن من يموّل القاتل لا يمكنه أن يكون حكمًا نزيهًا.
وإلا، فإننا نكرّر مشهد العبث مرة أخرى، ونعيد تدوير خيبتنا في قوالب دبلوماسية مهترئة.
الساكت عن الحق شيطان أخرس، فكيف بمن يمدّ يده للقاتل؟
من يُطبّع مع العدو ليس محايدًا، بل خائنٌ متواطئ، ومَن يحتمي بأمريكا، سيجدها أول من يتخلّى عنه حين تسقط كراسي الخوف والتبعية.



#عاطف_زيد_الكيلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آن الأوان للبشرية أن تتحرر من السطوة الأميركية
- الكيان الصهيوني: دولة مارقة تهاجم الإنسانية وتحاصر الضمير ال ...
- العدوان الصهيوني على قطر: جريمة صهيونية جديدة ومسمار في نعش ...
- الصمتُ العربيّ حيال العدوان الصهيوني المستمر... جريمةٌ فوق ج ...
- السفير الأميركي الجديد في عمّان: هل هو دبلوماسي محترف أم ضاب ...
- -وزارة الحرب-... التسمية أخيرًا تطابق الفعل: فضح الوجه الحقي ...
- عبد الرحمن الراشد.. وضياع البوصلة الأخلاقية في مهاجمة حماس و ...
- العدوان الأمريكي على فنزويلا: إرهاب دولة تحت غطاء مكافحة الم ...
- إلحاق الهزيمة بالكيان الصهيوني شرط ضروريّ لبناء نظام عالمي ج ...
- توماس براك يفضح وجه أمريكا القبيح: وقاحة رسمية واستعلاء وقح ...
- اللواء أسامة العلي: وجه التطبيع المسموم وصدى نباح العدو الصه ...
- حزب الله ومحور المقاومة: بين فحيح التشويه وصوت الكرامة
- عندما خان حكام دمشق الجدد العروبة ... كيف سقطت سورية في حضن ...
- عبد الرحمن الراشد وتكرار نغمة الهزيمة: رد على مقال -أين اختف ...
- المناضل الأممي جورج إبراهيم عبد الله: أيقونة النضال الأممي  ...
- في الموقف من سوريا اليوم: يساريّون مع الدولة والشعب... لا مع ...
- السلطة الوطنية الفلسطينية: من مشروع تحرري إلى أداة وظيفية لخ ...
- لا لتزييف مفهوم السلام: ثلاثي الدم والإجرام ( ترمب، نتنياهو ...
- هل سيكون مصير قبرص نفس مصير فلسطين؟
- إجرام الولايات المتحدة الأمريكية حول العالم منذ تأسيسها وحتى ...


المزيد.....




- مونشنغلادباخ ينهار أمام بريمن في أسوأ بداية له بالدوري منذ 3 ...
- عاجل| صفارات الإنذار تدوي قرب مطار رامون الدولي شمال إيلات إ ...
- آخرها برج -الكوثر-.. الاحتلال يواصل تدمير أبراج غزة وعماراته ...
- شاهد.. احتجاجات إسبانية على مشاركة إسرائيل تلغي سباقا عالميا ...
- انقسام في مواقف الفرقاء السودانيين بشأن خطة -الرباعية- لإنها ...
- أمل في -ناتو عربي- وخوف من -ولادة ميتة-، قمة الدوحة وذكرى ال ...
- ألمانيا.. قفزة كبيرة للشعبويين في انتخابات ولاية شمال الراين ...
- نهائي مثير .. ألمانيا بطلة أوروبا للسلة بعد الفوز على تركيا ...
- قفزة لليمين المتطرف في انتخابات محلية غرب ألمانيا
- طائرة نتنياهو ستسلك طريقا أطول لنيويورك خشية اعتقاله


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - قمة الدوحة ... قمة الجبن والتطبيع: حين يتواطأ الخوف مع الخيانة