أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - لا لتزييف مفهوم السلام: ثلاثي الدم والإجرام ( ترمب، نتنياهو والجولاني ) لا يستحق جائزة نوبل














المزيد.....

لا لتزييف مفهوم السلام: ثلاثي الدم والإجرام ( ترمب، نتنياهو والجولاني ) لا يستحق جائزة نوبل


عاطف زيد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 8399 - 2025 / 7 / 10 - 10:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتجه أنظار العالم كل عام إلى لجنة نوبل النرويجية لمعرفة من سيكون الفائز بجائزة نوبل للسلام، تلك الجائزة التي لطالما اعتُبرت رمزًا للعدالة، والتسامح، ونصرة المظلومين، وتكريم من ساهم في إطفاء نيران الحروب، وبناء جسور التفاهم بين الشعوب.
غير أن ما نراه اليوم من ترشيحات لا يمكن السكوت عنها أو قبولها كأمر واقع.
إذ يُطرح – سواء بجدية أو في سياق دعائي – أسماء ثلاث شخصيات تمثل نقيضًا مباشرًا لفكرة السلام نفسها: دونالد ترامب، بنيامين نتنياهو وابو محمد الجولاني، المعروف لاحقا بإسم احمد الشرع.
إن ترشيح هؤلاء الثلاثة، تحت ذريعة أنهم ساهموا – كلٌ بطريقته – في دفع عجلة ما يُسمى "بعملية السلام" بين إسرائيل وسوريا، ليس سوى تبييض متعمد لسجلات ملطخة بالدماء والانتهاكات، وخيانة لرسالة نوبل الأساسية التي لا تُمنح لمجرد عقد اتفاقيات شكلية بل لمن زرع بذور سلام حقيقي، وعادل، ومستدام.
ترامب... الوجه الأشرس للإمبريالية الحديثة
من يراجع إرث دونالد ترامب السياسي، يدرك أنه لم يكن يومًا صانع سلام، بل كان – طوال فترة رئاسته الأولى والثانية – نموذجًا للزعيم الإمبريالي الذي يسعى لفرض إرادة بلاده بالقوة والمال والترغيب والترهيب على الشعوب الأخرى.
لقد مزّق الاتفاقيات الدولية، وفرض عقوبات جماعية على شعوب بأكملها، وفتح الباب أمام صراعات دولية جديدة في شرق آسيا وأوروبا والشرق الأوسط.
وإذا كانت اللجنة تفكر في ترشيحه بسبب توقيعه "اتفاقيات أبراهام"، فإن هذه الاتفاقيات، من وجهة نظر القانون الدولي، كرّست واقع الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وشرّعت التطبيع مع نظام فصل عنصري، متجاهلة الحقوق التاريخية والسياسية والإنسانية للشعب الفلسطيني.
لا يُمكن لرجل نقل سفارة بلاده إلى القدس، متحديًا الإجماع الدولي، ومتسببًا في موجة غضب عارمة في العالم العربي والإسلامي، أن يُكافأ بجائزة نوبل للسلام.
ترامب ليس مصلحًا عالميًا. بل هو سياسي وظف خطاب الكراهية، وغذّى الانقسامات داخل المجتمع الأمريكي وخارجه.
كيف يمكن أن يُمنح من سعى لإقامة جدار عازل على حدود المكسيك، وحاصر شعوبًا بأكملها اقتصاديًا، جائزة تُمنح لرواد الوئام والسلام؟
نتنياهو... مهندس سياسات الدم والحصار
أما بنيامين نتنياهو، فترشيحه لا يمكن وصفه إلا بصفعة في وجه ضحايا الحروب الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة، وعلى الشعب الفلسطيني عمومًا. نتنياهو هو الزعيم الذي قاد الكيان الإسرائيلي خلال بعض أكثر مراحل الصراع عنفًا، وأسهم في توسيع الاستيطان، وتشريع قوانين عنصرية، وشنّ حروب لا هوادة فيها على سكان غزة المحاصرة.
منذ صعوده إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية، ارتبط اسمه بالمجازر: من حرب 2008–2009، إلى حرب 2014، وصولاً إلى العدوان الوحشي على غزة في 2021، ثم في 2023 و2024.
عشرات الآلاف من الشهداء المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء، سقطوا تحت وابل القصف الإسرائيلي.
فهل يُكرّم من أمر بهذه العمليات؟ هل يُمنح جائزة للسلام من قاد سياسات تجويع وخنق ومعاقبة جماعية بحق شعب بأكمله؟
نتنياهو ليس رجلًا يبحث عن سلام، بل عن استسلام فلسطيني كامل.
ومشروعه السياسي، القائم على تفوّق اليهودي على غيره في “دولة قومية”، يقف على النقيض من أي قيم ديمقراطية أو إنسانية.
إن ترشيحه لنوبل للسلام هو عبثٌ سياسي، وتبرئة مقصودة وممنهجة لمجرم حرب في ثوب "رجل دولة".
الجولاني... الوجه الإرهابي المغسول بطلاء الإعلام
ثم نأتي إلى الاسم الأخطر والأكثر إثارة للغضب: أحمد الشرع، المعروف بأبي محمد الجولاني، زعيم ما كان يُعرف بـ"جبهة النصرة"، الفرع السوري لتنظيم القاعدة.
كيف يُعقل أن يُطرح اسم رجل تولى قيادة تنظيم مصنف دوليًا كجماعة إرهابية، وشارك في قتل المدنيين، وتفجير الأسواق، وفرض أنظمة حكم استبدادية دينية في مناطق سيطرته، ليكون من بين المرشحين لنوبل؟
الجولاني، حتى لو حاول تحسين صورته إعلاميًا عبر ارتداء بدلة غربية، أو إجراء مقابلات مع صحف غربية، لا يمكن محو سجله الحافل بالدماء والانتهاكات.
لقد تورط هو وجماعته في جرائم إعدام جماعية، وتفجيرات انتحارية، وتجنيد الأطفال، وفرض قوانين متطرفة على السكان المحليين في شمال سوريا.
إن ترشيحه لجائزة نوبل للسلام هو إهانة مباشرة لضحاياه، ولمئات الآلاف من السوريين الذين فقدوا أقرباءهم في الصراع الذي غذّته التنظيمات المتطرفة مثله.
السلام لا يُصنع بالسلاح والدم
في ظل هذا العبث، نجد أنفسنا مضطرين للحديث عن ما يبدو بديهيًا: السلام الحقيقي لا يُصنع من فوهات البنادق، ولا من تحت الطاولات السياسية التي تُدار بمصالح متبادلة بين قوى الاستبداد والاستعمار. السلام الذي تستحق نوبل أن تكرم به أصحابه هو سلامٌ قائم على العدالة، والمصالحة، ورفع الظلم، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم.
هل يمكن لجائزة نوبل أن تفقد معناها؟
نعم، إذا ما تم استخدامها لتبييض مجرمي حرب أو لتكريس واقع استعماري عنصري أو لمنح الإرهابيين غطاء سياسيًا.
إن ترشيح هؤلاء الثلاثة – أيا كان من يقف خلفه – يمثل تهديدًا خطيرًا لسمعة الجائزة، ويجب التصدي له بكل ما أوتينا من صوتٍ وضمير.
دعوة للضمير العالمي
أدعو لجنة نوبل النرويجية، وأدعو الرأي العام العالمي، إلى التوقف عن دعم روايات القوة والسيطرة، والتفريق بين من يسعى فعلاً إلى السلام، وبين من يستخدمه كشعار لتغطية جرائمه.
لا تدعوا اسم نوبل يُلطّخ بدماء الأبرياء.
لا تكرّموا القتلة باسم السلام.
ولنتذكر دائمًا:
ليس كل اتفاق "سلام" هو سلامٌ حقيقي، وليس كل سياسي قادر على إمضاء معاهدة يستحق أن يُدعى بطلًا إنسانيًا.
إنّ السلام لا يعني غياب الحرب فقط، بل غياب الظلم، والفقر، والقمع، والاحتلال.
ومن لم يعمل على إزالة هذه المظالم، فهو جزء من المشكلة، لا من الحل.



#عاطف_زيد_الكيلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيكون مصير قبرص نفس مصير فلسطين؟
- إجرام الولايات المتحدة الأمريكية حول العالم منذ تأسيسها وحتى ...
- تشرذم اليسار الأردني: أحزاب صغيرة، خلافات تافهة، ومسؤولية ثق ...
- التعليم الخاص في الدول الفقيرة: فرصة للنخبة أم خطر على بنية ...
- ضرورة التحالف بين القوى اليسارية والماركسية في العالم العربي ...
- هذا هو التوحّش الإمبريالي الأمريكي … ديمقراطيا كان الرئيس أم ...
- دونالد ترمب: الوجه الأقبح للإمبريالية ورأس المال المتوحش
- إيران في مواجهة الكيان الصهيوني: صراع سيادة أم مقاومة مشروع ...
- عيد العمال (الأول من أيار): تحية للنضال الإنساني من أجل العد ...
- الرفيق عاطف زيد الكيلاني ينعى الشهيد على طريق القدس سماحة ال ...
- القائد الشيوعي العراقي فهد: مسيرة نضال وإرث سياسي
- الفروقات الجليّة بين جثة وجثمان
- الإنتخابات النيابية الأردنية (1) … كم أنا حزين!
- قادة أمميون وقوميون (1) – القائد الشيوعي الفلسطيني نجاتي صدق ...
- رسالة إلى شعبنا الأردنيّ العظيم قبل يومين من الإنتخابات البر ...
- حرية المرأة في جسدها من وجهة نظر ماركسية: تحليل اقتصادي واجت ...
- الرفيق القائد الأممي جوزيف ستالين ... سيرة ذاتية مختصرة ويتص ...
- الرئيس الجزائري الراحل بومدين: هل هو المستبد العادل أم له تص ...
- رأي لينين بنضال الشيوعيين من خلال المؤسسات البرجوازية / عاطف ...
- من وحي الإنتخابات النيابية القادمة ( 3 ) – الشيوعيون هم المم ...


المزيد.....




- ما الذي عطّل الإعلان عن وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- الاتحاد الأوروبي: لا نزال نريد اتفاقا مع أمريكا وسندافع عن م ...
- مغامر يحطم الرقم القياسي للمشي على أطول حبل معلق في النمسا
- الجيش السوداني يصد هجوما لقوات الدعم السريع في الفاشر
- 141 قتيلا في غزة خلال 24 ساعة في هجمات إسرائيلية
- هروب سجين فرنسي من محبسه بحيلة لا تخطر على البال
- تحذير طبي من تأثير جانبي -غير متوقع- لحقن التخسيس
- إصابة بزشكيان في محاولة اغتيال خلال هجوم إسرائيل على إيران
- الإعلام الإسرائيلي يرجح استقالة بن غفير إذا تم التوصل لاتفاق ...
- كيم يؤكد للافروف دعم كوريا الشمالية الكامل لروسيا في حرب أوك ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - لا لتزييف مفهوم السلام: ثلاثي الدم والإجرام ( ترمب، نتنياهو والجولاني ) لا يستحق جائزة نوبل