أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عاطف زيد الكيلاني - الفروقات الجليّة بين جثة وجثمان














المزيد.....

الفروقات الجليّة بين جثة وجثمان


عاطف زيد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 8103 - 2024 / 9 / 17 - 04:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مع أن كلتا المفردتين تشيران إلى جسم الإنسان بعد وفاته، إلا أن هناك اختلافات دقيقة في استخداماتهما ومعانيهما في اللغة العربية.

في هذا المقال سأحاول توضيح هذه الفروقات من خلال استعراض دقيق لهاتين المفردتين واستخداماتهما في سياقات مختلفة.

وما دفعني إلى الكتابة حول هذا الموضوع ، هو ما لمسته من تجاهل غريب ومريب عن قطاع كبير من الجهلة وأصحاب النوايا السوء بإطلاقهم المسمّى ( جثة ) بدلا من ( جثمان ) على أجساد شهداء استشهدوا مقبلين غير مدبرين في اشتباك شعوبنا الأزليّ مع أعداءها.

وسأتناول الفروقات بين المفردتين ( جثة وجثمان ) من ستة زوايا مختلفة، وهي:-

التعريف اللغوي
السياقات الأدبية والدينية
الاستخدام في الحياة اليومية
الفروق الثقافية والإقليمية
السياقات القانونية والطبية
التأثير العاطفي والنفسي



الجثة:

الجثة هي كلمة عربية تعني الجسم الميّت، وتستخدم بشكل عام للإشارة إلى جسم الإنسان بعد وفاته. في اللغة العربية، يُستخدم مصطلح “الجثة” غالبًا في سياقات تنطوي على دلالة معينة من الإحساس بالجفاف أو التهالك. مثلاً، تُستخدم في الأبحاث الجنائية أو الأخبار المتعلقة بحوادث موت مفاجئة أو غير طبيعية.

في الأدب والصحافة، قد يكون استخدام كلمة “الجثة” أكثر حيادية أو تقنية. مثلاً، في تقارير الحوادث أو التحقيقات، قد يتم وصف الشخص الذي توفي بـ”الجثة” دون إضفاء أي طابع عاطفي أو احترام خاص.

في الحياة اليومية، خاصة في حالات الطوارئ أو التقارير الطبية، قد يتم استخدام “الجثة” لوصف الوضع بشكل موضوعي. مثلاً، عند الإشارة إلى الجثث التي يتم العثور عليها في مواقع الحوادث أو الجرائم، قد يكون استخدام كلمة “الجثة” أمرًا شائعًا.

قد تختلف دلالات كلمة “الجثة” حسب الثقافة واللغة. في بعض الثقافات، قد تُستخدم “الجثة” بشكل أكثر شيوعًا دون الإشارة إلى احترام معين. كما قد تكون أكثر شيوعًا في حالات التحقيقات أو الأبحاث الجنائية.

في السياق الطبي أو القانوني، يُستخدم مصطلح “الجثة” للإشارة إلى جسم الإنسان بعد الوفاة من منظور تقني. في تشريح الجثث، يتم استخدام هذا المصطلح للإشارة إلى الجسم الذي يتم فحصه لتحديد أسباب الوفاة أو جمع الأدلة.

كلمة “الجثة” أكثر حيادية في التأثير العاطفي. في سياق الأخبار أو التحقيقات، وقد تكون الاستخدامات أكثر تركيزًا على الجانب الواقعي والموضوعي.



(ب) الجثمان:

الجثمان أيضًا يشير إلى الجسم الميت، ولكن في سياق ديني أو أدبي، ويعكس احترامًا أكبر للشخص الذي توفي. يستخدم المصطلح في سياقات تركز على تكريمه وإكرامه، مثل في مراسم الجنازات أو الأوصاف الأدبية التي تعبر عن احترام وتقدير للمتوفى، وخصوصا إذا كان شهيدا.

في النصوص الدينية أو الأدبية، يُستخدم مصطلح “الجثمان” بشكل أكثر تكريميًا. في القرآن الكريم، على سبيل المثال، يُذكر “الجثمان” في سياق يرتبط بالاحترام والاعتراف بشخصية المتوفى. وبالإضافة إلى ذلك، في الأدب العربي، يستخدم “الجثمان” لتقديم صورة تملؤها الهيبة والكرامة.

في الحياة اليومية، يُستخدم “الجثمان” في سياق مراسم الجنازات أو في الحديث عن دفن المتوفين، حيث يعكس الاحترام والتقدير للشخص الذي رحل. تُستخدم كلمة “الجثمان” أيضًا في العبارات التي تشير إلى الاحتفاظ بالكرامة عند التعامل مع الموتى، مثل “الجثمان الطاهر”.

في ثقافات أخرى، قد يتم التعامل مع كلمة “الجثمان” بشكل أكثر رسمية واحترامًا. في المجتمعات التي تركز على التقاليد الدينية أو الثقافية، قد يُستخدم “الجثمان” للدلالة على الاحترام والتقدير في سياق الجنازات والمراسم الخاصة.

في السياق الطبي، قد يُستخدم “الجثمان” بشكل أقل شيوعًا، ولكن قد يكون له دلالة أعمق في سياقات معينة، مثل عند التحدث عن الجثمان في إطار الإعداد للدفن أو التشييع.

كلمة “الجثمان” غالبًا ما تكون ذات تأثير عاطفي أكثر، حيث تعكس الاحترام والتقدير للمتوفى. تُستخدم في سياقات تشير إلى المشاعر الإنسانية والاحترام عند التعامل مع الموتى.



الخلاصة

على الرغم من أن “الجثة” و”الجثمان” يشيران إلى الجسم الميت، فإن هناك فروقات واضحة في استخدام كل منهما. “الجثة” تُستخدم بشكل أكثر حيادية وتكنيكي، بينما “الجثمان” يحمل دلالات من الاحترام والتقدير. يمكن أن يختلف استخدام كل منهما بناءً على السياق الأدبي، الديني، القانوني، والثقافي.

فهم هذه الفروقات يمكن أن يساعد في اختيار المصطلح الأنسب في السياق المناسب، مما يعكس الاحترام والتقدير للشخص الذي توفي ويعزز من مكانة الشهداء في وجدان شعوبهم.



#عاطف_زيد_الكيلاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتخابات النيابية الأردنية (1) … كم أنا حزين!
- قادة أمميون وقوميون (1) – القائد الشيوعي الفلسطيني نجاتي صدق ...
- رسالة إلى شعبنا الأردنيّ العظيم قبل يومين من الإنتخابات البر ...
- حرية المرأة في جسدها من وجهة نظر ماركسية: تحليل اقتصادي واجت ...
- الرفيق القائد الأممي جوزيف ستالين ... سيرة ذاتية مختصرة ويتص ...
- الرئيس الجزائري الراحل بومدين: هل هو المستبد العادل أم له تص ...
- رأي لينين بنضال الشيوعيين من خلال المؤسسات البرجوازية / عاطف ...
- من وحي الإنتخابات النيابية القادمة ( 3 ) – الشيوعيون هم المم ...
- من وحي الإنتخابات النيابية القادمة في الأردن ( 2 ) ... الشيو ...
- من وحي الإنتخابات في الأردن … كم نحن في حاجة لنوّاب شيوعيين ...
- وداعاَ أيّها الرفاق والأصدقاء
- الحزب الشيوعي الثوري الأمريكي: وجهة نظر حول اسرائيل الفاشية ...
- انتهى الدرس أيها الأغبياء !
- في الذكرى الأولى لاستشهاد الكاتب والمفكر المناضل اليساري ناه ...
- جائزة سمير قصير ... والعداء لسورية


المزيد.....




- الإمارات.. حكم سجن الملياردير -أبو صباح- الذي دفع 9 ملايين د ...
- برلمانية أمريكية تنتقد صفقة المعادن مع كييف
- صربيا تحيي ذكرى مرور ستة أشهر على كارثة انهيار سقف محطة قطار ...
- الأمير هاري يقول خلال مقابلة حصرية مع بي بي سي إنه يرغب في - ...
- الأيام القادمة ستحدث فرقا في إرث ترامب بأكمله
- طهران على استعداد لمواصلة التفاعل مع الأطراف الأوروبية بشأن ...
- ترامب لا يستبعد حدوث ركود في الولايات المتحدة لفترة قصيرة
- الجيش الإسرائيلي: منظوماتنا الدفاعية اعترضت صاروخا أطلق من ا ...
- الجيش الأمريكي ينشئ منطقة عسكرية جديدة على حدود المكسيك
- ترامب يدخل السباق نحو البابوية بطريقته الخاصة! (صورة)


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عاطف زيد الكيلاني - الفروقات الجليّة بين جثة وجثمان