أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - الصمتُ العربيّ حيال العدوان الصهيوني المستمر... جريمةٌ فوق جريمة!














المزيد.....

الصمتُ العربيّ حيال العدوان الصهيوني المستمر... جريمةٌ فوق جريمة!


عاطف زيد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 8460 - 2025 / 9 / 9 - 04:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في زمنٍ تَرجُمُ فيه الحقيقة كلَّ مُزيّف، وتتحدّث المجازر بلُغة الوقائع لا الخُطب، وفي لحظةٍ تتكشّف فيها الوجوه، لم يعُد في وسعنا إلّا أن نقولها بصوتٍ عالٍ لا لبس فيه: لقد تبخّر آخر أملٍ في أن يفيق الحكّام العرب من سباتهم المزمن، حتى لا نضطرّ – آسفين وغاضبين – إلى القول الصريح: تآمرهم وخذلانهم وتواطؤهم وتماهيهم مع العدوّ الصهيوني الذي بات أوضح من أن يُوارى خلف جدار الصمت!
خلال آخر أسبوعين فقط، كشّر الكيان الصهيوني عن أنيابه على امتداد الساحات العربية، من قلب اليمن، مهد العروبة وأصل الحضارة، إلى الجنوب اللبناني، إلى العاصمة السورية، إلى غزة والضفة الغربية.
ورغم هذا التوحّش الوقح، لم تهتزّ للأنظمة العربية قصبة !.
وكأنّ الدم العربي – حين يُسفك بيد العدو – لا يستحقّ حتى بيان إدانة مائع لا يُسمن ولا يُغني من كرامة.
== اليمن: الاغتيال في وضح النهار... والأنظمة صمّاء!
قبل أيام، نفّذ العدو الصهيوني – بدعم استخباراتي أمريكي – عملية اغتيال داخل الأراضي اليمنية، راح ضحيّتها رئيس وزراء الحكومة اليمنية وعدد من الوزراء والشخصيات السياسية.
حدثٌ بهذا الحجم، داخل دولة عربية، وبتنفيذ مباشر من طائرات العدو، لم يُقابل من "الأشقاء العرب" إلّا بالصمت العميق، وكأنّ الذي قُتل لا ينتمي إلى هذه الأمة!
أيّ مهزلة هذه؟
وأيّ جامعة عربية تلك التي لا تُحرّكها الدماء، ولا تستفزّها السيادة المهدورة لدولة عضو في "البيت العربي"؟
لكن لا عجب... فالذين صمتوا على حصار اليمن وتجويعه، وعلى احتلال العراق وتفكيكه، وعلى تقسيم السودان، والتآمر على سورية وتسليمها لتنظيم إرهابيّ ... كيف يُنتظر منهم أن يرفضوا اغتيال رئيس حكومة في صنعاء؟
إنّهم لا يرون إلّا ما يُملى عليهم من واشنطن وتل أبيب، أما الدم العربي، فهو عندهم أرخص من بيانات النفي والتوضيح.
== سوريا ولبنان: العدوان مستمر... والعرب في سبات!
منذ سنوات، وإسرائيل تشنّ عشرات الضربات الجوية على مواقع داخل سوريا، تدّعي أنها "إيرانية" أو "تابعة لحزب الله"، لكنها في الحقيقة تضرب العمق السوري وتزيد النار اشتعالًا فوق أنقاض الحرب.
قبل أيام فقط، قصفت مواقع قرب دمشق وحمص، وسقط الشهداء من المدنيين والعسكريين، دون أن يتجرّأ حاكم عربي واحد على القول إنّ هذا عدوان سافر.
أما لبنان، فقصته مع العدو الصهيوني طويلة كجراحه.
في الجنوب، تواصل إسرائيل عدوانها اليومي، وتستهدف المدنيين والبيوت والمزارع والبنى التحتية، وكل ذلك يُقابل بصمتٍ مطبق من الأنظمة العربية التي لا ترى في لبنان إلّا ساحة صراع "غير مريحة" لمشاريعها ومصالحها.
كأنّهم نسوا أن العدو ذاته الذي يحتلّ مزارع شبعا ويقصف الجنوب اللبناني هو الذي يحتلّ فلسطين ويقتل أهل غزة، وهو الذي قصف بيروت بالأمس كما يقصف صنعاء ودمشق اليوم.
== غزة: المجزرة المفتوحة على الهواء... وصمت رسمي عربي!
غزة، جرح هذه الأمة النازف منذ 17 عامًا بلا توقف، تقف اليوم أمام أكبر مجزرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني. منذ أكتوبر 2023م وحتى الآن، سقط أكثر من 60 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، ودمّرت إسرائيل أكثر من 70% من البنية التحتية للقطاع، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والكنائس والمساجد.
مشاهد المجازر اليومية، وأشلاء الأطفال تحت الركام، وصرخات الأمهات، لم تكن كافية لإخراج الحكّام العرب من قمقم الخذلان.
أيّ قلوب يحملون؟ وأيّ كراسي حكم هذه التي لا تتهزّ لصرخة طفلٍ يُنتشل من تحت الأنقاض؟
== الضفة الغربية: التنكيل المستمر... في ظلّ صمتٍ أخرس!
في الضفة الغربية، حيث يُفترض أن هناك "سلطة وطنية" و"اتفاقات سلام"، يُمارس الاحتلال الصهيوني التنكيل المنهجي يوميًا:
اعتقالات بالجملة، إعدامات ميدانية، توسّع استيطاني مجنون، حواجز تُقطّع أوصال المدن، واقتحامات للمساجد والجامعات.
ومع ذلك، لا نسمع إلّا بيانات شجب خجولة من بعض العواصم العربية، بينما تتسابق عواصم أخرى نحو التطبيع والتعاون الأمني والتجاري مع الكيان نفسه الذي يقتل الفلسطينيين ليلًا نهارًا!
== العرب إلى أين؟ متى ينتهي هذا الانحدار المخزي؟
لقد أصبح واضحًا أن بعض الأنظمة العربية لا ترى في إسرائيل عدوًّا، بل "شريكًا" استراتيجيًا في مشاريع الإقليم الجديدة التي تُرسم في الغرف السوداء.
والأسوأ من ذلك، أن هذه الأنظمة مستعدّة لأن تصمت عن كل الجرائم، بل وتُبرّرها، مقابل رضا واشنطن وحماية كراسيها.
في هذا السياق، تعود بالذاكرة إلى كلمات الشاعر المقاوم مظفر النواب، الذي فضح تواطؤ هذه الأنظمة منذ عقود، حين قال:
" أمّا أنتم، لا تهتزّ لكم قصبة".
== لا عذر بعد اليوم!
لم يَعُدْ في إمكان أحد أن يقول "لم نكن نعلم"، أو "كُنّا ننتظر الموقف الرسمي".
لقد سقط القناع، وبات الصمت العربي أكثر من خيانة، إنه جريمة تُضاف إلى جرائم الاحتلال.
وإننا في هذه اللحظة الحرجة، لا نخاطب الأنظمة، فقد فُقِدَ الأمل بها، بل نخاطب الشعوب العربية:
إن بقيَ فينا نفسٌ من كرامة، وإن بقي في القلب ذرةُ وعي، فلابد من أن نقول كلمتنا، لا بالتغريدات، بل بالمواقف، بالتضامن الحقيقي، بالمقاطعة، بالمقاومة، وبإعادة تعريف العدو:
عدوّنا ليس فقط من يحتل أرضنا، بل من يصمت عن الاحتلال، ويُطبّع معه، ويُبرّر له جرائمه!
فإلى متى هذا السكوت المخزي؟
وإلى متى يظلّ الدم العربي مستباحًا بلا ثمن؟
وإلى متى نظلّ نُراهن على من باع القضية في المزاد العلني وتخلّى عنها وعن أصحابها؟



#عاطف_زيد_الكيلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السفير الأميركي الجديد في عمّان: هل هو دبلوماسي محترف أم ضاب ...
- -وزارة الحرب-... التسمية أخيرًا تطابق الفعل: فضح الوجه الحقي ...
- عبد الرحمن الراشد.. وضياع البوصلة الأخلاقية في مهاجمة حماس و ...
- العدوان الأمريكي على فنزويلا: إرهاب دولة تحت غطاء مكافحة الم ...
- إلحاق الهزيمة بالكيان الصهيوني شرط ضروريّ لبناء نظام عالمي ج ...
- توماس براك يفضح وجه أمريكا القبيح: وقاحة رسمية واستعلاء وقح ...
- اللواء أسامة العلي: وجه التطبيع المسموم وصدى نباح العدو الصه ...
- حزب الله ومحور المقاومة: بين فحيح التشويه وصوت الكرامة
- عندما خان حكام دمشق الجدد العروبة ... كيف سقطت سورية في حضن ...
- عبد الرحمن الراشد وتكرار نغمة الهزيمة: رد على مقال -أين اختف ...
- المناضل الأممي جورج إبراهيم عبد الله: أيقونة النضال الأممي  ...
- في الموقف من سوريا اليوم: يساريّون مع الدولة والشعب... لا مع ...
- السلطة الوطنية الفلسطينية: من مشروع تحرري إلى أداة وظيفية لخ ...
- لا لتزييف مفهوم السلام: ثلاثي الدم والإجرام ( ترمب، نتنياهو ...
- هل سيكون مصير قبرص نفس مصير فلسطين؟
- إجرام الولايات المتحدة الأمريكية حول العالم منذ تأسيسها وحتى ...
- تشرذم اليسار الأردني: أحزاب صغيرة، خلافات تافهة، ومسؤولية ثق ...
- التعليم الخاص في الدول الفقيرة: فرصة للنخبة أم خطر على بنية ...
- ضرورة التحالف بين القوى اليسارية والماركسية في العالم العربي ...
- هذا هو التوحّش الإمبريالي الأمريكي … ديمقراطيا كان الرئيس أم ...


المزيد.....




- نانسي عجرم تختار الكروشيه لإطلالة صيفية ناعمة
- تعبيرًا عن حبها لأبوظبي.. مصورة توثق جمال الحياة اليومية في ...
- بعد سقوط بايرو.. برغر كينغ يفتح لرئيس الوزراء الفرنسي السابق ...
- غارة إسرائيلية جنوب بيروت تستهدف سيارة.. وسلام يتمسك بخطة ال ...
- ارتفاع أسعار خدمات الصحة النفسية في مصر يثير مخاوف من تداعيا ...
- ناجون من زلزال أفغانستان ينامون في العراء بانتظار المساعدات ...
- فور، لومبار، لوكورنو... أسماء متداولة لخلافة فرانسوا بايرو ف ...
- مصر: صبي بأي ثمن! تجارة اختيار جنس المولود
- فريق -إسرائيل-بريمير تيك- المشارك في طواف إسبانيا يسحب كلمة ...
- مع بدء تشغيل سد النهضة.. هل دخلت أزمة النيل مرحلة اللاعودة؟ ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - الصمتُ العربيّ حيال العدوان الصهيوني المستمر... جريمةٌ فوق جريمة!