أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - حزب الله ومحور المقاومة: بين فحيح التشويه وصوت الكرامة















المزيد.....

حزب الله ومحور المقاومة: بين فحيح التشويه وصوت الكرامة


عاطف زيد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 8444 - 2025 / 8 / 24 - 00:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


== حين تتحوّل الكرامة إلى تهمة!
منذ أعوام، تشهد الساحة اللبنانية والإقليمية تصعيدًا متعمدًا ضد حزب الله ومحور المقاومة، تقوده جهات داخلية مأزومة، وتغذّيه أطراف دولية وإقليمية ترى في المقاومة تهديدًا لمصالحها لا "ميليشيا خارجة عن الدولة" كما تزعم.
ولعلّ ما يثير الانتباه أكثر هو تطابق خطاب هذه الجهات – من أحزاب اليمين اللبناني المسيحي، وتجمعات سياسية سُنّية، إلى بعض رجال الدين – مع الخطاب الصهيوني والأمريكي، حتى كأنما يُقرأ من ورقة واحدة، مكتوبة في غرفة عمليات واحدة، بأقلام متعددة.
لكن، ما دوافع هذا الهجوم؟ من المستفيد؟ ولماذا الآن؟ وما الذي يريدونه فعليًا من وراء هذه الحملة؟
== أولًا: الأدوات الداخلية في خدمة الخارج
1. الأحزاب المسيحية اليمينية
من القوات اللبنانية إلى حزب القوات اللبنانية بقيادة الإرهابي سمير جعجع وما بينهما من نخب "سيادية !" تدّعي الحرص على الدولة، نجد خطابًا ثابتًا في جوهره: تحييد لبنان، نزع سلاح حزب الله، تحميل المقاومة مسؤولية الانهيار.
في الظاهر، يبدو الخطاب وطنياً.
وفي العمق، هو امتداد لخطاب صهيوني - أمريكي يسعى لتجريد لبنان من آخر عناصر قوته، وتقديمه لقمة سائغة في صحن التطبيع والاستسلام.
هذه الأحزاب، التي لا يخجل بعضها من استقبال سفراء واشنطن وتل أبيب، تُبرر للعدو كل عدوان، وتشيطن كل مقاوم. تُصور حزب الله كعبء، بينما تتعامى عن خياناتها الموثقة أيام الحرب الأهلية، ودورها في دعم الاحتلال حين اجتاح لبنان.
2. الشخصيات السُنّية المتماهية مع الخليج
لا يقل خطورة عن الطرف المسيحي الرجعي، ذلك الخطاب المتكرر من بعض القوى السنية الرجعية – سواء من بقايا "تيار المستقبل"، أو من منصات مدعومة خليجياً – والتي تروّج لفكرة أن حزب الله "مهيمن على الدولة"، متجاوزة عن حقيقة أن هذه "الدولة" كانت لعقود بيد الطبقة السنية السياسية التي بدّدت أموال البلد، وراكمت الديون، وساهمت في الانهيار الشامل.
ينطلق هذا الهجوم من زاوية مذهبية أحيانًا، لكن جوهره سياسي بالكامل، يخدم المحور الرجعي العربي الذي يعمل على إخراج لبنان من خريطة محور المقاومة، وزجّه في محور الاعتدال العربي المزعوم والمنبطح على أرض الواقع.
3. رجال الدين "المتطوعون" للحملة
في مشهد مؤسف، يدخل بعض رجال الدين المسيحيين والمسلمين على خط التحريض، سواء البطريرك بشارة الراعي الذي تبنّى مشروع "الحياد"، وهو في جوهره تسليم للعدو تحت عنوان النأي بالنفس، أو الشيخ صبحي الطفيلي الذي تحوّل من أول أمين عام لحزب الله إلى أداة لتشويه المقاومة بلغة لا تختلف كثيراً عن أبواق تل أبيب.
مواقف هؤلاء لا يمكن فصلها عن سياق إقليمي ودولي يرغب في إخراس صوت المقاومة وتفكيك بيئتها الحاضنة، باستغلال من يفترض أنهم رموز دينية.
== ثانيًا: البُعد الإقليمي والدولي
• المشروع الأمريكي - الصهيوني: تفكيك محور المقاومة
منذ اندلاع الحرب في سوريا، وتحول اليمن إلى ساحة مواجهة، واتساع دور العراق المقاوم، اتضح أن محور المقاومة بات أكبر من حدود لبنان.
أصبح كيانًا متماسكًا، يمتد من طهران إلى غزة، ومن بغداد إلى الضاحية، ومن صنعاء إلى الجنوب.
هذا ما أقلق واشنطن وتل أبيب وعملاءهما في المنطقة العربية، ودفعهم إلى تفعيل استراتيجية "الحصار الناعم" والمواجهة الإعلامية والنفسية.
لم تعد هناك إمكانية لشن حرب مباشرة على حزب الله دون ثمن باهظ.
فاختار العدو طريقًا آخر: التحريض الداخلي، الحرب النفسية، الفتن المذهبية، تشويه السمعة، واستهداف البيئة.
• التمويل الخليجي للحملات الإعلامية
تلعب بعض الدول العربية الرجعية، وعلى رأسها دول النفط والغاز، دور المموّل الأساسي لحملات التحريض عبر فضائياتها ومنصاتها الإعلامية وجيوشها الإلكترونية، والهدف واضح: إعادة تشكيل الوعي العربي واللبناني بما يتناسب مع مشروع التطبيع وتصفية القضية الفلسطينية.
== ثالثًا: الحقائق التي يحاولون طمسها
• من حرّر الأرض؟
من غير حزب الله أجبر الاحتلال على الانسحاب عام 2000؟ ومن أذلّ العدو في تموز 2006؟ ومن كان يردع الطيران الصهيوني عن التوغل في الأجواء اللبنانية؟
• من يحمي لبنان؟
هل هي بيانات مجلس الأمن؟ أم "الحياد" الذي يقترحه الراعي؟ أم نداءات الفاتيكان؟
من كان يمنع العدو من اجتياح لبنان واستباحة ترابه الوطني، غير معادلة "الجيش والشعب والمقاومة"؟
• من يدفع فاتورة الدفاع؟
حزب الله لم يطلب يومًا مقابلاً لتحرير الأرض.
لا حقائب وزارية ولا مكاسب اقتصادية.
بل العكس، تُفرض عليه عقوبات لأنه قرر أن يكون رأس حربة في مواجهة المشروع الصهيوني – الأمريكي.
== رابعًا: أهداف الحملة
• نزع سلاح المقاومة تحت عنوان بناء الدولة.
• فصل لبنان عن محور المقاومة تمهيداً لفرض التطبيع.
• تهيئة الداخل اللبناني لأي عدوان إسرائيلي قادم دون مقاومة.
• تقسيم المجتمع وضرب الوحدة الوطنية والعيش المشترك.
لكنهم يجهلون أن حزب الله ليس مجرد فصيل لبناني مسلح، بل هو عقيدة متجذّرة في وجدان الأمة، لا تُهزم بالحرب الإعلامية، ولا تُخترق بشعارات مضلّلة.
== خامسًا: المقاومة ستبقى... والردّ آتٍ
إن هذه الحملات، مهما اشتدت، لن تنال من صلابة جمهور المقاومة، ولن تنجح في تغيير المعادلات التي كرّستها تضحيات الشهداء.
حزب الله اليوم لا يدافع فقط عن لبنان، بل هو العمود الفقري لمحور عربي-إسلامي يمتد من غزة إلى طهران، مرورًا بسوريا والعراق واليمن.
وكل ضجيج هؤلاء المتآمرين لن يغير شيئًا من الحقيقة الراسخة: أن هذا السلاح سيبقى مشرعًا في وجه الصهاينة، لا في وجه الداخل، وأن زمن الهزائم قد ولى، ونحن الآن في زمن الردع والانتصار.
== الخاتمة: نحن مع المقاومة لأنها نحن
نقف اليوم على مفترق طرق: إما الاستسلام لحلفاء السفارات، ولعبيد الدولار، ولمتآمري الداخل والخارج... أو الوقوف مع من قدّم الدماء لا الشعارات، وبنى رصيد قوة لا تبعية.
إن كل من يهاجم المقاومة إنما يهاجم إرث الشهداء، وكرامة الجنوب، ودماء الحاج عماد مغنية، ووصايا السيد عباس الموسوي، ودمعة أم يحيى سكاف.
المقاومة ليست حزباً. هي شرف. هي هوية. هي آخر ما تبقى لنا في هذا الشرق المنكوب.
فإما أن نحيا أعزاء... أو ... لا معنى للحياة.



#عاطف_زيد_الكيلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما خان حكام دمشق الجدد العروبة ... كيف سقطت سورية في حضن ...
- عبد الرحمن الراشد وتكرار نغمة الهزيمة: رد على مقال -أين اختف ...
- المناضل الأممي جورج إبراهيم عبد الله: أيقونة النضال الأممي  ...
- في الموقف من سوريا اليوم: يساريّون مع الدولة والشعب... لا مع ...
- السلطة الوطنية الفلسطينية: من مشروع تحرري إلى أداة وظيفية لخ ...
- لا لتزييف مفهوم السلام: ثلاثي الدم والإجرام ( ترمب، نتنياهو ...
- هل سيكون مصير قبرص نفس مصير فلسطين؟
- إجرام الولايات المتحدة الأمريكية حول العالم منذ تأسيسها وحتى ...
- تشرذم اليسار الأردني: أحزاب صغيرة، خلافات تافهة، ومسؤولية ثق ...
- التعليم الخاص في الدول الفقيرة: فرصة للنخبة أم خطر على بنية ...
- ضرورة التحالف بين القوى اليسارية والماركسية في العالم العربي ...
- هذا هو التوحّش الإمبريالي الأمريكي … ديمقراطيا كان الرئيس أم ...
- دونالد ترمب: الوجه الأقبح للإمبريالية ورأس المال المتوحش
- إيران في مواجهة الكيان الصهيوني: صراع سيادة أم مقاومة مشروع ...
- عيد العمال (الأول من أيار): تحية للنضال الإنساني من أجل العد ...
- الرفيق عاطف زيد الكيلاني ينعى الشهيد على طريق القدس سماحة ال ...
- القائد الشيوعي العراقي فهد: مسيرة نضال وإرث سياسي
- الفروقات الجليّة بين جثة وجثمان
- الإنتخابات النيابية الأردنية (1) … كم أنا حزين!
- قادة أمميون وقوميون (1) – القائد الشيوعي الفلسطيني نجاتي صدق ...


المزيد.....




- نيجيريا تعلن قتل 35 مسلحا قرب الحدود مع الكاميرون
- لماذا تخاف أوروبا من ترامب وبوتين؟
- واشنطن تمنع كييف من استخدام الصواريخ الأميركية ضد روسيا
- زعيم كوريا الشمالية يشرف على إطلاق صواريخ دفاع جوي جديدة
- عون يعلق على تقارير -المنطقة العازلة- جنوبي لبنان
- إسرائيل تقول إن صاروخا أطلق من اليمن -تفتت في الجو-
- وزارة العدل الأميركية تنشر محاضر وتسجيلات مقابلة مع شريكة إب ...
- اجتماع بين وزيري خارجية أميركا وكوريا الجنوبية قبل قمة بين ا ...
- مصرع 5 بانقلاب حافلة سياحية على طريق سريع في نيويورك
- 89 قتيلا خلال 10 أيام جراء هجمات في الفاشر السودانية


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - حزب الله ومحور المقاومة: بين فحيح التشويه وصوت الكرامة