أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - في الموقف من سوريا اليوم: يساريّون مع الدولة والشعب... لا مع خرائط سايكس بيكو الجديدة














المزيد.....

في الموقف من سوريا اليوم: يساريّون مع الدولة والشعب... لا مع خرائط سايكس بيكو الجديدة


عاطف زيد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 8406 - 2025 / 7 / 17 - 06:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في زمن ارتباك المواقف وضبابية المشهد الإقليمي، يبدو من الضروري – بل من الواجب – أن يعيد اليسار العربي والشيوعيون الحقيقيون تموضعهم المبدئي في ما يخصّ الموقف من سوريا، لا انطلاقًا من تقييم آنيّ لمن يحكم دمشق، بل انطلاقًا من الثوابت التي طالما شكّلت جوهر الوعي اليساري: مقاومة الإمبريالية، الدفاع عن وحدة الشعوب، ورفض مشاريع التفتيت الاستعمارية.

لقد وقفنا – نحن اليساريين – إلى جانب سوريا الدولة، حين كانت تُستهدف تحت قيادة الرئيس السابق بشار الأسد، لأننا قرأنا ما جرى على حقيقته: عدوان متعدد الوجوه، تشارك فيه أدوات محلية وإقليمية ودولية، هدفه النهائي ليس "تغيير نظام" بل تدمير دولة، تفكيك مجتمع، وتحويل موقع استراتيجي في قلب المشرق العربي إلى ساحة نفوذ صهيونية-أمريكية.

واليوم، بعد أن انتهى عهد البعث وسقط الأسد، وانبثقت سلطات جديدة – مهما اختلفنا جذريًا مع منطلقاتها الفكرية والإيديولوجية – فإنّ الموقف المبدئي اليساري لا يمكن أن يتبدّل.
فالقضية لم تكن يومًا "الأسد أو لا أحد"، بل كانت سوريا أو التقسيم، الدولة أو الفوضى الأميركية، الوحدة الوطنية أو الفوضى الطائفية.

هل نتفق مع هيئة تحرير الشام؟ لا.
هل نرى في الجولاني حليفًا طبيعيًا؟ بالتأكيد لا.
لكن هل هذا يعني أن نغض الطرف عن واقع أن سوريا ما تزال – إلى اليوم – ميدانًا لصراعٍ مفتوح بين مشروع تحرري شعبي، ومشروع هيمنة صهيوأميركي يمر عبر تفتيت الجغرافيا وتشتيت الهوية؟ الجواب يجب أن يكون واضحًا: لا.
صراع المشاريع... لا صراع الأشخاص

من منظور يساري مبدئي، نحن لا نحدد مواقفنا بناءً على شكل الحاكم أو لون رايته، بل بناء على طبيعة المشروع الذي يواجهه.
في سوريا، المشروع المضاد ما زال واضح المعالم: محاولات لخلق كانتونات عرقية ومذهبية، قواعد أميركية في الشرق، دعم انفصاليين في الشمال، تطبيع مع الكيان الصهيوني عبر البوابة الخليجية، وتجفيف لروح المقاومة من جسد المنطقة.

هذا ما يجعل سوريا – كدولة وشعب – جديرة بالدعم اليوم، تمامًا كما كانت بالأمس.
من مصلحة اليسار الحقيقي أن يقف ضد المشاريع الخارجية التي تريد لسوريا أن تتآكل من الداخل.
ومن مسؤوليته السياسية والأخلاقية أن لا ينجرّ خلف نزعات ثأرية أو انفعالية، فيتحول إلى بوق في معسكر العدوان.
وحدة سوريا هي بوصلتنا

إن وحدة التراب السوري، واستقلال القرار السياسي الوطني – حتى في أكثر صوره هشاشة – تبقى قضايا جوهرية لا يمكن لليساري أو الشيوعي أن يساوم عليها.
تمامًا كما دعمنا حركات المقاومة في لبنان وفلسطين رغم خلافنا العقائدي العميق معها، فإن الوقوف اليوم إلى جانب الدولة السورية هو موقف مقاومة، لا تبعية.
هو دفاع عن فكرة الدولة في وجه التفتيت، لا اصطفاف مع طرف على حساب آخر.

نحن نعرف أن الطريق طويل، وأن المعارك المقبلة لن تكون سهلة، وأنّ سوريا بحاجة لإعادة بناء، لا فقط للبيوت المهدّمة، بل للعقد الاجتماعي، والمؤسسات، والسيادة الشعبية.
لكن لا يمكن أن يكون هناك إعادة بناء على أنقاض الخرائط الأميركية، أو بإملاءات تركية، أو تحت جناح صهيوني يُطبع ويُصفّي القضية المركزية للأمة.

من واجب اليساري العربي أن يرى المشهد السوري بعيون استراتيجية لا حزبية.
أن يرفض الاختزال، وأن يتجنّب التبعية لمراكز القرار الإعلامي الغربي، الذي روّج لـ"الثورات" بالأمس، ثم سكت عن اغتصاب الجغرافيا وتفكيك السيادة اليوم.
اليسار الحقيقي لا يبدّل موقفه بتبدل الرؤوس الحاكمة. اليسار مع الشعوب، مع السيادة، ومع التحرر. وسوريا – بما تمثّله – ستظل جزءًا من معركة أكبر لا تزال مفتوحة على أكثر من جبهة.

إننا، باختصار، مع سوريا... لا لأننا نحب من يحكمها، بل لأننا نرفض من يريد تفكيكها.



#عاطف_زيد_الكيلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة الوطنية الفلسطينية: من مشروع تحرري إلى أداة وظيفية لخ ...
- لا لتزييف مفهوم السلام: ثلاثي الدم والإجرام ( ترمب، نتنياهو ...
- هل سيكون مصير قبرص نفس مصير فلسطين؟
- إجرام الولايات المتحدة الأمريكية حول العالم منذ تأسيسها وحتى ...
- تشرذم اليسار الأردني: أحزاب صغيرة، خلافات تافهة، ومسؤولية ثق ...
- التعليم الخاص في الدول الفقيرة: فرصة للنخبة أم خطر على بنية ...
- ضرورة التحالف بين القوى اليسارية والماركسية في العالم العربي ...
- هذا هو التوحّش الإمبريالي الأمريكي … ديمقراطيا كان الرئيس أم ...
- دونالد ترمب: الوجه الأقبح للإمبريالية ورأس المال المتوحش
- إيران في مواجهة الكيان الصهيوني: صراع سيادة أم مقاومة مشروع ...
- عيد العمال (الأول من أيار): تحية للنضال الإنساني من أجل العد ...
- الرفيق عاطف زيد الكيلاني ينعى الشهيد على طريق القدس سماحة ال ...
- القائد الشيوعي العراقي فهد: مسيرة نضال وإرث سياسي
- الفروقات الجليّة بين جثة وجثمان
- الإنتخابات النيابية الأردنية (1) … كم أنا حزين!
- قادة أمميون وقوميون (1) – القائد الشيوعي الفلسطيني نجاتي صدق ...
- رسالة إلى شعبنا الأردنيّ العظيم قبل يومين من الإنتخابات البر ...
- حرية المرأة في جسدها من وجهة نظر ماركسية: تحليل اقتصادي واجت ...
- الرفيق القائد الأممي جوزيف ستالين ... سيرة ذاتية مختصرة ويتص ...
- الرئيس الجزائري الراحل بومدين: هل هو المستبد العادل أم له تص ...


المزيد.....




- سيدة تعثر على قطة مقطوعة إلى نصفين في فناء منزلها.. ما القصة ...
- تداول فيديو لـ-هروب مسلحين دروز أمام ضربات العشائر في السويد ...
- ترامب يهدد بمقاضاة صحيفة وول ستريت جورنال بسبب مقال زعمت فيه ...
- حفل خطبة بمدينة الزاوية الليبية بالأسلحة الثقيلة
- السويداء.. عشائر البدو تتوجه إلى السويداء
- قمة آسيان 2025: محاولات لإعادة تشكيل التجارة العالمية
- الخرطوم تكابد لإعادة مستشفيات حيوية للعمل وسط تحديات كبرى
- خطة أقل طموحا لمجموعة العشرين حول معالجة مخاطر المناخ
- البرازيل تقر قانونا بيئيا مثيرا للجدل قد يسهّل إزالة الغابات ...
- عراقجي يطالب الأوروبيين بترك التهديد ولاريجاني يستبعد التفاو ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - في الموقف من سوريا اليوم: يساريّون مع الدولة والشعب... لا مع خرائط سايكس بيكو الجديدة