أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - عبد الرحمن الراشد وتكرار نغمة الهزيمة: رد على مقال -أين اختفت جماهير إيران العربية؟-














المزيد.....

عبد الرحمن الراشد وتكرار نغمة الهزيمة: رد على مقال -أين اختفت جماهير إيران العربية؟-


عاطف زيد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 8438 - 2025 / 8 / 18 - 04:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كعادته دائما، يحاول الكاتب السعودي ( الشهير ) عبد الرحمن الراشد، يحاول الترويج لأفكار مرتبطة بالمشروع الصهيوأمريكي الرجعي العربي، مستغلاّ وسائط إعلام ومنصّات تحتفي بمثل هذه المقالات وتروّج لها خدمة لنفس الأجندات المشبوهة.
سأحاول في مقالي هذا – وبكل موضوعية – أن أفنّد كل ما جاء في مقاله الأخير والمنشور في جريدة الشرق الأوسط ( رابط المقال تجدونه في نهاية مقالي هذا)، مع لفت انتباه القاريء الكريم إلى أنيسأرد على المقال كاملا فقرة فقرة.

في مقاله المنشور بتاريخ 18 أغسطس 2025 تحت عنوان "أين اختفت جماهير إيران العربية؟"، يحاول عبد الرحمن الراشد، بأسلوب معتاد، أن يعيد تدوير سردية قديمة عن "انهيار النفوذ الإيراني" و"انكشاف جمهور المقاومة"، وكأنّ تكرار الأمنيات يمكن أن يجعل منها واقعاً.
لكن عند تفكيك مقاله فقرةً فقرة، يتضح أنه لا يقدّم قراءة سياسية أو تحليلًا موضوعيًا، بل يطلق حكمًا مسبقًا مبنيًا على فرضيات متهافتة وأمنيات منهارة.
== الصمت لا يعني الغياب
يفتتح الراشد مقاله بالحديث عن "صمت الشارع العربي"، متسائلًا عن اختفاء التظاهرات. وهنا يبدو وكأنه نسي – أو يتناسى – أن معظم الدول العربية التي يتحدث عنها تُدار بسياسات قمعية لا تسمح بأي صوت مخالف، لا في الشارع ولا على شاشة الهاتف. أين هو الميدان ليعبّر الناس؟ هل في مصر حيث يُسجن الناس لمجرد رفع علم فلسطين؟ أم في الخليج حيث يُجرَّم التعاطف مع غزة؟
الصمت، يا أستاذ عبد الرحمن، ليس دليلاً على اللامبالاة، بل على الانسداد السياسي الذي أنتجته الأنظمة التي تدافع عنها.
== الهزائم المزعومة والانتصار في الواقع
ينتقل الراشد إلى تصوير إيران كأنها تواجه "خسائر هائلة" و"هزائم نووية وباليستية"، ويصوّر تراجعاً وهميًا لنفوذها. لكن الحقيقة التي يراها الجميع – حتى خصومها – أن حضور طهران الإقليمي لم ينكسر، وأن قوى المقاومة التي تدعمها لا تزال تتحكم في ميدان المعركة، من غزة إلى لبنان، ومن العراق إلى اليمن.
إن كان نفوذها منهارًا كما يدعي، فكيف تُستهدف منشآتها أسبوعيًا؟ ولماذا كل هذا التحشيد السياسي والعسكري ضدها؟
النفوذ الحقيقي يُقاس بالقدرة على التأثير، وليس بعدد المؤتمرات أو العلاقات العامة.
== تحقير الجماهير وشيطنة المقاومة
يسخر الكاتب من قلّة الحراك في بيروت بعد ما سمّاه قرارًا بمصادرة سلاح حزب الله.
لكن لا يوجد أي قرار رسمي من الدولة اللبنانية في هذا الاتجاه بعد، وما يروَّج هو مجرد أضغاث أحلام بعض السياسيين المنهارين انتخابيًا.
كما أن تصوير جمهور المقاومة كأنه "دراجات نارية" فقط، فيه تعالٍ فجّ على شرائح شعبية واسعة ما تزال ترى في الحزب وفي محور المقاومة رافعًا للكرامة بعد عقود من الاحتلال والإذلال.
== المقارنة المضللة مع الناصرية
يشبّه الراشد ما يسميه "انهيار المشروع الإيراني" بسقوط الناصرية بعد نكسة 1967. لكن الفارق واضح.
الناصرية كانت مشروع دولة فردية؛ مشروعًا فوقيًا انهار بهزيمة سياسية وعسكرية.
أما إيران فمشروعها متعدد الروافد، يحظى بدعم قواعد شعبية ممتدة عبر طوائف وشرائح وطبقات اجتماعية متعددة، وله امتدادات حقيقية في الأرض، لا مجرد شعارات إذاعية.
وإن كانت هناك صدمة، فهي في نفوس من راهنوا على تراجع محور المقاومة فإذا به يتقدّم، بينما تُترك شعوبهم عزلاء أمام التغوّل الصهيوني.
== التمويل والتقريب والمثقفون
يستغرب الكاتب من أن طهران استقطبت مفكرين ومبدعين عربًا من مختلف الخلفيات، ويراها مؤامرة هيمنة.
لكن هل كانت مؤتمرات الخليج المموّلة لاستقطاب مثقفين وكتّاب وسياسيين عرب تعمل "لوجه الله تعالى"؟
المثقفون العرب الذين زاروا طهران أو دعموا خياراتها، فعلوا ذلك غالبًا من قناعة بالمشروع المقاوم، لا طلبًا لمصلحة.
ولم تفرض إيران عليهم أن يتحولوا إلى "شيعة"، كما يُشاع، بل اكتفت بأن تكون حاضنة لكل من رفض الذل السياسي والانبطاح الثقافي أمام واشنطن وتل أبيب.
== الوعي الشعبي يتجاوز التضليل
أما عن قوله إن "الشعوب لا تحب المهزومين"، فهي مقولة سطحية تصلح لخطاب تسويقي، لا لتحليل سياسي.
فالشعوب العربية اليوم لا تقف مع إيران من باب الانتصارات الآنية، بل لأنها ترى فيها موقفًا مبدئيًا من الاحتلال والهيمنة، مقابل عواصم عربية متحالفة مع الكيان الصهيوني وتفتخر بذلك.
والحراك لم يخبُ كما يدّعي، بل إن ما حدث في أكتوبر 2023 كان انفجارًا في المزاج الشعبي العربي، دفع بأنظمة عربية إلى قمع المتضامنين بالقوة.
== الجمهور الشيعي و"الضحية" المزعومة
ويختم الراشد مقاله بادعاء أن "شيعة لبنان سيتبين لهم أن إيران وحزب الله عبء عليهم". لكن الواقع يقول غير ذلك.
شيعة لبنان يدينون لحزب الله بتحرير أرضهم، وحماية مناطقهم، ومواجهة إسرائيل وداعش معًا.
لم يخترهم أحد ليدفعوا ثمن العقوبات، بل اختاروا هم طريق المقاومة رغم الكلفة، لأنه طريق الكرامة.
فإن كانت المقاومة "عبئًا"، كما يزعم الكاتب، فلماذا لا يستطيع خصومها أن ينافسوها في الصناديق أو في الشارع أو في الوعي؟
== خلاصة القول
ما يقدمه عبد الرحمن الراشد ليس تحليلًا سياسيًا نزيهًا، بل محاولة لإعادة بث دعاية مضادة تتقاطع مع مصالح مشاريع التطبيع والانبطاح في المنطقة. لكن ما فات الكاتب هو أن الوعي الشعبي لم يعُد أسيرًا لأقلام كانت تنطق باسم "المجتمع الدولي"، فصار الناس يرون بأعينهم: من يقاتل، ومن يكتفي بالبكاء خلف المايكروفون.
التاريخ لا يُكتَب بالمقالات، بل بالميدان، وفي الميدان لا تزال رايات المقاومة مرفوعة.
== رابط مقال عبد الرحمن الراشد في جريدة " الشرق الأوسط " لمن أراد الإطّلاع عليه:
https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A/5175387-%D8%A3%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%81%D8%AA-%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A%D8%B1-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9%D8%9F



#عاطف_زيد_الكيلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المناضل الأممي جورج إبراهيم عبد الله: أيقونة النضال الأممي  ...
- في الموقف من سوريا اليوم: يساريّون مع الدولة والشعب... لا مع ...
- السلطة الوطنية الفلسطينية: من مشروع تحرري إلى أداة وظيفية لخ ...
- لا لتزييف مفهوم السلام: ثلاثي الدم والإجرام ( ترمب، نتنياهو ...
- هل سيكون مصير قبرص نفس مصير فلسطين؟
- إجرام الولايات المتحدة الأمريكية حول العالم منذ تأسيسها وحتى ...
- تشرذم اليسار الأردني: أحزاب صغيرة، خلافات تافهة، ومسؤولية ثق ...
- التعليم الخاص في الدول الفقيرة: فرصة للنخبة أم خطر على بنية ...
- ضرورة التحالف بين القوى اليسارية والماركسية في العالم العربي ...
- هذا هو التوحّش الإمبريالي الأمريكي … ديمقراطيا كان الرئيس أم ...
- دونالد ترمب: الوجه الأقبح للإمبريالية ورأس المال المتوحش
- إيران في مواجهة الكيان الصهيوني: صراع سيادة أم مقاومة مشروع ...
- عيد العمال (الأول من أيار): تحية للنضال الإنساني من أجل العد ...
- الرفيق عاطف زيد الكيلاني ينعى الشهيد على طريق القدس سماحة ال ...
- القائد الشيوعي العراقي فهد: مسيرة نضال وإرث سياسي
- الفروقات الجليّة بين جثة وجثمان
- الإنتخابات النيابية الأردنية (1) … كم أنا حزين!
- قادة أمميون وقوميون (1) – القائد الشيوعي الفلسطيني نجاتي صدق ...
- رسالة إلى شعبنا الأردنيّ العظيم قبل يومين من الإنتخابات البر ...
- حرية المرأة في جسدها من وجهة نظر ماركسية: تحليل اقتصادي واجت ...


المزيد.....




- بين الخيانة والاستسلام: ماذا يعني تسليم دونباس لروسيا؟
- والدة محتجز إسرائيلي تبث مقطع فيديو لابنها في الأسر
- لاريجاني: إيران لا تتدخل في شؤون لبنان الداخلية
- لاريجاني: تعليقنا على الوضع في لبنان لا يعني التدخل في شؤونه ...
- دبلوماسي روسي: موسكو تحتاج أيضا ضمانات أمنية -موثوقة-
- إسرائيل تهدد حماس: العودة للتفاوض أو احتلال غزة قريبا
- هجمات روسية جديدة على أوكرانيا.. وزيلينسكي يتوجه إلى واشنطن ...
- زلزال يضرب ولاية تبسة بالجزائر
- مبعوث روسي: موسكو بحاجة إلى ضمانات أمنية مماثلة لما تريده كي ...
- جدل الديمقراطية والجيش في غرب أفريقيا.. هل هنالك انقلابات جي ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - عبد الرحمن الراشد وتكرار نغمة الهزيمة: رد على مقال -أين اختفت جماهير إيران العربية؟-