أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - العدوان الأمريكي على فنزويلا: إرهاب دولة تحت غطاء مكافحة المخدرات















المزيد.....

العدوان الأمريكي على فنزويلا: إرهاب دولة تحت غطاء مكافحة المخدرات


عاطف زيد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 8454 - 2025 / 9 / 3 - 07:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مشهد يعيد إلى الأذهان أكثر فصول التاريخ الأمريكي سوادًا من التدخلات العسكرية والإمبريالية، شنّت الولايات المتحدة الأمريكية ضربة عسكرية قاتلة استهدفت زورقًا في المياه الدولية جنوبي البحر الكاريبي، بزعم أنه ينتمي إلى عصابة تهريب مخدرات فنزويلية تُعرف بـ"ترين دي أراجوا".
هذه الضربة، التي أوقعت أحد عشر قتيلاً، ليست حادثة منفصلة أو إجراءً أمنيًا معزولًا؛ بل تمثل حلقة جديدة في سلسلة ممنهجة من الإرهاب الأمريكي ضد جمهورية فنزويلا البوليفارية، التي تقف منذ سنوات صامدة في وجه الهيمنة، مدافعة عن سيادتها وحق شعبها في تقرير المصير.
== أمريكا والتبرير الجاهز: المخدرات!
تكرّر الولايات المتحدة الأمريكية ذات الاسطوانة المشروخة: "الحرب على المخدرات"، وهي الحجة الجاهزة التي تُستخدم دومًا لتبرير التدخلات غير القانونية، والحروب الاستباقية، وانتهاك السيادة الوطنية للدول المستقلة.
فبعد أن دمرت كولومبيا بحرب عبثية على الكارتيلات، ها هي الآن توجّه أنظارها نحو فنزويلا، بحجة ضرب شبكات تهريب المخدرات، متجاهلة تمامًا أن الأسواق الرئيسية للمخدرات ومراكز التمويل الكبرى تقع داخل حدودها، وبعلم مؤسساتها الأمنية والاستخباراتية.
العملية الأخيرة لم تكن سوى إعدام ميداني جماعي في عرض البحر، حيث لم يتم توفير أي دليل ملموس أمام الرأي العام الدولي يثبت ضلوع القتلى في أنشطة إجرامية.
هل كانت هناك أوامر قبض؟ هل تم عرض الأشخاص أمام محاكم دولية أو حتى محاكم محلية؟ بالطبع لا.
كل ما تم، هو إطلاق صاروخ من طائرة أمريكية، لتُعلن بعدها القيادة الأمريكية أنها "نجحت" في قتل مهربين، دون أن يُتاح لأي جهة مستقلة التحقق من الوقائع.
== الرواية الأمريكية: تلفيق بوجه عسكري
وفق تصريحات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي عادت للواجهة مرة أخرى، فإن الضربة استهدفت "عصابة خطيرة تمثّل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي".
هذا الادعاء لا يحمل أي مشروعية قانونية، إذ أن الهجوم وقع في مياه دولية، بعيدًا عن الأراضي الأمريكية، ولم يكن هناك خطر وشيك يستدعي استخدام القوة.
ما قامت به أمريكا يُعد من وجهة نظر القانون الدولي عدوانًا سافرًا وجريمة حرب، وانتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة، الذي ينص على احترام سيادة الدول وحرمة أراضيها، ويحظر اللجوء إلى القوة إلا في حالات الدفاع المشروع عن النفس، وهو ما لم يتوفر هنا إطلاقًا.
بل إن الأدهى من ذلك، هو أن الفيديو الذي بثته وزارة الدفاع الأمريكية للضربة بدا وكأنه مشهد دعائي أُنتج بتقنيات الذكاء الاصطناعي، في إطار تسويق الهجوم على أنه "عملية نظيفة ودقيقة".
بينما الحقيقة التي لا يمكن التستر عليها، أن دماء 11 شخصًا سُفكت بقرار أحادي الجانب، وبلا محاكمة، وبلا أدلة.
== الحصار والابتزاز: أمريكا تقتل وتخنق وتحاصر في آنٍ واحد
إن الاعتداء العسكري الأخير لا يمكن فصله عن السياسات العدوانية الأمريكية طويلة الأمد تجاه فنزويلا.
فمنذ فوز الرئيس نيكولاس مادورو في الانتخابات، تسعى الولايات المتحدة بكل ما أوتيت من أدوات الضغط الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري إلى إسقاط النظام الشرعي في كاراكاس، وفرض حكومة عميلة تخدم مصالح الشركات متعددة الجنسيات.
لقد فرضت واشنطن حصارًا اقتصاديًا ظالمًا على فنزويلا، شمل قطاع النفط، والمصارف، والاستيراد، وحتى التحويلات المالية.
أدى هذا الحصار إلى معاناة إنسانية حادة للشعب الفنزويلي، ونقص حاد في الأدوية والسلع الأساسية، وكل ذلك في محاولة لتركيعه ودفعه إلى الانتفاض على قيادته الوطنية.
وهذه جريمة أخرى ترتكبها أمريكا بصمتٍ خبيث، وتواطؤ دولي معيب.
== هل تذكرون "العقوبات الذكية"؟
إنها الأكذوبة الكبرى التي تروّج لها واشنطن، مدعية أن العقوبات تستهدف "النخب الحاكمة" فقط، بينما في الواقع، المتضرر الأول والأخير هو الشعب الفنزويلي البسيط، الذي يُحرم من الدواء والغذاء والحق في الحياة الكريمة، بسبب غطرسة إمبراطورية لا تعرف حدودًا لتدخلها.
== فنزويلا تقاوم.. وتكشف الفضيحة
الرئيس نيكولاس مادورو، وفي خطاب وطني صريح، وصف الهجوم بأنه "عملية إجرامية وإرهاب دولة صريح"، وأكد أن فنزويلا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الانتهاكات، بل ستلجأ إلى كل المحافل الدولية، لكشف الوجه الحقيقي لما أسماه "الإمبريالية المتوحشة".
وأكد مادورو أن أمريكا لا تسعى لمحاربة الجريمة، بل تريد فقط السيطرة على موارد فنزويلا النفطية والمعدنية، وإعادة هندسة النظام السياسي في البلاد بما يخدم مصالحها الجيوسياسية، خصوصًا في ظل تقارب كاراكاس مع قوى مثل روسيا، الصين، وإيران.
== ازدواجية المعايير الصارخة
الولايات المتحدة التي ترفع شعارات "الديمقراطية" و"حقوق الإنسان" لا تتردد في اغتيال خصومها خارج نطاق القانون، وشنّ غارات على دول لم تعتد عليها، وقتل مدنيين تحت ذريعة مكافحة الجريمة.
لكن أي جريمة هذه؟
من الذي يحدد أن زورقًا في عرض البحر هو تهديد يستدعي قصفًا؟
من الذي يملك هذا "الحق الإلهي" بإصدار وتنفيذ أحكام الإعدام في لحظة؟
أليست هذه هي نفس الولايات المتحدة التي تتهم الدول الأخرى بغياب الشفافية والعدالة؟
أين المحكمة الدولية؟
أين مجلس الأمن؟
أين تقارير المفتشين؟
أم أن كل ذلك يُلغى عندما تكون الدولة المعتدية هي الولايات المتحدة الأمريكية؟
== على الشعوب الحرة أن تتحرك
إن ما يجري في فنزويلا ليس شأنًا داخليًا فحسب، بل هو نموذج متكرر لما يمكن أن يحصل لأي دولة ترفض الخضوع.
وعلى الشعوب الحرة، خصوصًا في أمريكا اللاتينية، أن تدرك أن السكوت على هذا الإرهاب الأمريكي يعني ضوءًا أخضر لتكرار المشهد في كوبا، نيكاراغوا، بوليفيا، وحتى دول أخرى في الجنوب العالمي.
المطلوب ليس فقط إدانة هذا الهجوم، بل المطالبة بمحاكمة المسؤولين عنه أمام محكمة الجنايات الدولية، وفضح التواطؤ الإعلامي الذي يصمت أمام الدماء الفنزويلية، بينما يُضخم أي حادثة في مكان آخر إذا كانت تلائم الأجندة الأمريكية.
فنزويلا اليوم تمثل خط الدفاع الأول عن السيادة الوطنية والكرامة اللاتينية.
فالهجوم الأمريكي الأخير، بما يحمله من استهتار بالقانون الدولي واحتقار لحياة البشر، لن يُخيف شعبًا تمرّس في المقاومة، ولا حكومةً أثبتت قدرتها على الصمود.
والرسالة التي يجب أن تصل إلى واشنطن واضحة:
فنزويلا ليست للبيع، وشعبها لن ينحني أمام الغطرسة الإمبريالية، ولو أحرقوا البحر الكاريبي برمته.



#عاطف_زيد_الكيلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلحاق الهزيمة بالكيان الصهيوني شرط ضروريّ لبناء نظام عالمي ج ...
- توماس براك يفضح وجه أمريكا القبيح: وقاحة رسمية واستعلاء وقح ...
- اللواء أسامة العلي: وجه التطبيع المسموم وصدى نباح العدو الصه ...
- حزب الله ومحور المقاومة: بين فحيح التشويه وصوت الكرامة
- عندما خان حكام دمشق الجدد العروبة ... كيف سقطت سورية في حضن ...
- عبد الرحمن الراشد وتكرار نغمة الهزيمة: رد على مقال -أين اختف ...
- المناضل الأممي جورج إبراهيم عبد الله: أيقونة النضال الأممي  ...
- في الموقف من سوريا اليوم: يساريّون مع الدولة والشعب... لا مع ...
- السلطة الوطنية الفلسطينية: من مشروع تحرري إلى أداة وظيفية لخ ...
- لا لتزييف مفهوم السلام: ثلاثي الدم والإجرام ( ترمب، نتنياهو ...
- هل سيكون مصير قبرص نفس مصير فلسطين؟
- إجرام الولايات المتحدة الأمريكية حول العالم منذ تأسيسها وحتى ...
- تشرذم اليسار الأردني: أحزاب صغيرة، خلافات تافهة، ومسؤولية ثق ...
- التعليم الخاص في الدول الفقيرة: فرصة للنخبة أم خطر على بنية ...
- ضرورة التحالف بين القوى اليسارية والماركسية في العالم العربي ...
- هذا هو التوحّش الإمبريالي الأمريكي … ديمقراطيا كان الرئيس أم ...
- دونالد ترمب: الوجه الأقبح للإمبريالية ورأس المال المتوحش
- إيران في مواجهة الكيان الصهيوني: صراع سيادة أم مقاومة مشروع ...
- عيد العمال (الأول من أيار): تحية للنضال الإنساني من أجل العد ...
- الرفيق عاطف زيد الكيلاني ينعى الشهيد على طريق القدس سماحة ال ...


المزيد.....




- محلل عسكري لـCNN: رئيس الصين -يتلاعب- ببوتين.. وهذه نصيحتي ل ...
- ميكروفون مفتوح يكشف محادثة سرية بين بوتين والرئيس الصيني
- أدلة متزايدة.. تداعيات -الكيماوي- الكارثية في السودان
- خلال أيام.. ترامب يعتزم إجراء محادثات بشأن أوكرانيا
- المغرب - تونس: أزمة دبلوماسية صامتة بعد سلسلة من الحوادث وال ...
- القضاء الأميركي يحكم بعدم قانونية إلغاء ترامب منح جامعة هارف ...
- ماذا تعرف عن القاتل الأعمى الإسرائيلي الموجه لإبادة غزة؟
- نتنياهو: وصلنا إلى مرحلة الحسم في غزة
- ترمب يتعهد وضع حد للجريمة في شيكاغو ويصفها بـ-أخطر مدينة-
- لجنة نيابية أميركية تنشر دفعة أولى من -وثائق إبستين-


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - العدوان الأمريكي على فنزويلا: إرهاب دولة تحت غطاء مكافحة المخدرات