أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - -وزارة الحرب-... التسمية أخيرًا تطابق الفعل: فضح الوجه الحقيقي للإمبريالية الأميركية















المزيد.....

-وزارة الحرب-... التسمية أخيرًا تطابق الفعل: فضح الوجه الحقيقي للإمبريالية الأميركية


عاطف زيد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 8457 - 2025 / 9 / 6 - 18:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وأخيرا سقطت كل أقنعة الزيف الأمريكية
لم يكن القرار الأخير للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بتغيير الاسم الرسمي لوزارة الدفاع الأميركية إلى "وزارة الحرب"، مفاجئًا لمن يفهم جوهر الإمبراطورية الأميركية.
المفاجئ الوحيد أن يأتي هذا الكشف من الداخل، وبكل هذه الفجاجة.
لقد أسقط ترامب القناع، لا عن وجهه هو، بل عن وجه دولة لم تعرف في تاريخها إلا الحروب العدوانية، ولم تبنِ مجدها إلا على جماجم الشعوب، وركام الحضارات، ودماء الأبرياء.
منذ أن ألقت الولايات المتحدة قنبلتها الذرّية على مدينتي هيروشيما وناجازاكي عام 1945، لم تذُق البشرية طعم الأمان.
لقد دشّنت أميركا عهدًا جديدًا من الحروب الشاملة، ليس لأجل البقاء، بل لأجل السيطرة، والنهب، وإخضاع الشعوب، وتحويل الكرة الأرضية إلى ساحة مفتوحة لحروبها اللا متناهية.
== من هيروشيما إلى ترامب: التاريخ المسفوح بالحرب
في السادس من أغسطس 1945، ارتكبت الولايات المتحدة واحدة من أفظع الجرائم في التاريخ: قصف مدينة هيروشيما بالقنبلة الذرية، لتلحقها بعد ثلاثة أيام فقط بمدينة ناجازاكي.
الحصيلة: أكثر من 200,000 قتيل، أغلبهم من المدنيين، نساءً وأطفالًا وشيوخًا، محترقين تحت أشعة الموت النووي.
لم تكن اليابان تمثّل تهديدًا قائمًا حينها، بل كانت على شفا الاستسلام.
لكنها كانت التجربة الميدانية الأولى لسلاحٍ جديد، أرادت أميركا أن تُرعب به العالم، وتُعلن بداية عهد القطب الواحد، حيث لا سلام إلا تحت جناحها، ولا أمان إلا لمن يسير في فلكها.
كان ذلك بداية مسار دموي طويل، لم تتوقف فيه الولايات المتحدة عن إشعال الحروب، بحجج متغيّرة، لكن بمنهج ثابت: الحرب هي الوسيلة الوحيدة لحفظ الهيمنة.
== حروب الموز والانقلابات: الإمبريالية الناعمة بوجه سافل
قبل أن يُلقي جنرالات البنتاغون القنابل على بغداد وطرابلس، كانت الشركات الأميركية الكبرى، بدعم من الاستخبارات (CIA)، تُطيح بحكومات منتخبة وتُقيم الديكتاتوريات العميلة:
- في غواتيمالا (1954)، أسقطت أميركا حكومة الرئيس جاكوبو أربينز لأنه dared to يؤمم شركة "يونايتد فروت" الأميركية.
- في إيران (1953)، أطاحت بحكومة محمد مصدق المنتخبة لأنه حاول تأميم النفط، ونصّبت الشاه، الذي حكم بالحديد والنار لعقود.
- في تشيلي (1973)، دعمت انقلاب بينوشيه ضد سلفادور أليندي، أول رئيس ماركسي منتخب ديمقراطيًا في العالم.
كانت أميركا تُحارب الديمقراطية باسم "الحرية"، وتفرض الاستبداد باسم "مكافحة الشيوعية"، وكل ذلك لحماية مصالحها الاقتصادية.
== حرب فيتنام: الجنون العسكري في أبشع صوره
من 1955 إلى 1975، خاضت أميركا حربًا عبثية في فيتنام، قتلت فيها أكثر من 3 ملايين إنسان، معظمهم من المدنيين، واستخدمت خلالها أسلحة محرمة دوليًا كـ"العامل البرتقالي" (Agent Orange) الذي تسبب بتشوهات خلقية ومآسي لا تزال قائمة إلى اليوم.
كل ذلك من أجل ماذا؟ لمنع "سقوط الدومينو"، كما زعموا.
أي منع الدول الآسيوية من التوجّه نحو الشيوعية.
لكن النتيجة كانت انهيارًا أخلاقيًا وسياسيًا وعسكريًا، وانكشافًا كاملاً لأكذوبة "الدفاع عن الحرية".
== حرب العراق وأكذوبة أسلحة الدمار الشامل
في عام 2003، غزت الولايات المتحدة العراق استنادًا إلى كذبة صريحة: امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل.
لم تجد شيئًا، لكنها دمرت بلدًا كاملًا، وقتلت مئات الآلاف، وفتحت أبواب الجحيم الطائفي والإرهابي على المنطقة بأكملها.
لقد كان الهدف الحقيقي هو السيطرة على النفط، وإعادة تشكيل الشرق الأوسط بما يتناسب مع المصالح الأميركية والإسرائيلية.
كان العراق المثل الصارخ على أن أميركا لا تُحارب لأجل الحق، بل تُحارب لأجل الهيمنة، ولو على أنقاض دولةٍ كاملة.
== أفغانستان: 20 عامًا من اللاشيء
في عام 2001، اجتاحت أميركا أفغانستان باسم "محاربة الإرهاب"، وظلت هناك عقدين كاملين، ثم انسحبت في 2021 تاركةً البلاد للخراب، ولحركة طالبان التي أطاحت بها أصلًا.
لم تحقق شيئًا سوى المزيد من القتلى، واللاجئين، والدمار.
أفغانستان كانت ساحة استنزاف طويلة، والهدف منها كان ترهيب العالم الإسلامي، وإرسال رسالة مفادها: "لا يسمح لأحد أن يعصي أوامرنا".
== ليبيا وسوريا واليمن: التدخلات الهمجيّةبالمؤامرات والنار
• في ليبيا، دعمت أميركا "ثورة الناتو" لإسقاط معمر القذافي، فحوّلت الدولة إلى مستنقع ميليشيات وفوضى.
• في سوريا، سلّحت مجموعات متطرفة من المرتزقة الأجانب بحجة "الديمقراطية"، فساهمت في إذكاء حرب دموية أنهكت البلاد والعباد.
* وفي اليمن، دعمت حلفاءها في حرب إجرامية خلّفت واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في القرن الواحد والعشرين.
== القرار الفاضح: "وزارة الحرب" بدل "الدفاع"
وفي خضم هذا التاريخ الأسود، يخرج ترامب ليُعلن ما كان ينبغي أن يُقال منذ زمن: نحن لا ندافع، نحن نشنّ الحروب.
حين يُبدّل رئيس أميركي اسم وزارة "الدفاع" إلى "وزارة الحرب"، فذلك ليس تغييرًا رمزيًا، بل إقرارًا رسميًا بأن الوظيفة المركزية للجيش الأميركي ليست حماية البلاد، بل مهاجمة الآخرين وشنّ الحروب عليهم.
إنه تصريح بالهوية الحقيقية للدولة العظمى: دولة بُنيت بالسلاح، وتحيا بالسلاح، وتنهار إن نُزِع منها السلاح.
== رمزية الاسم: حين ينطق الوحش باسمه الحقيقي
لسنوات طويلة، كانت تسمية "وزارة الدفاع" خدعة لغوية، تغلّف ماكينة القتل الأميركية بغلاف أخلاقي.
أما اليوم، فلم يعد هناك داعٍ للكذب.
لم يعد هناك حاجة للتجميل. الوحش نطق باسمه الحقيقي: وزارة الحرب.
إن هذا التحول ليس مجرد نزوة من ترامب، بل هو خلاصة قرن من الدم، وخريطة إمبريالية يُراد لها أن تستمر، حتى بعد سقوط الأقنعة.
== من يوقف هذه الآلة الجهنمية؟
السؤال اليوم ليس: "هل تتغير أميركا؟"، بل: "كيف نُحاصر هذا الكيان العدواني، ونمنعه من إشعال الحروب القادمة؟"
أميركا لا تفهم إلا لغة المصالح، ولا ترتدع إلا بالمقاومة.
الرهان اليوم هو على الصحوة العالمية، على كسر أحادية الهيمنة، على عودة التوازن الدولي، وعلى تجريم العدوان باسم القانون الدولي.
== حين تصبح الحرب عقيدة، فإن السلام جريمة
إن قرار ترامب بتسمية البنتاغون بـ"وزارة الحرب" يجب ألا يُمر مرور الكرام.
إنه ليس خطأ لغويًا، بل فضيحة أخلاقية وسياسية وتاريخية، يجب أن تُدرّس في كتب الجرائم الدولية.
إنها أميركا، عاريةً من كل قناع: دولة لا تحيا إلا في الحرب، ولا تتقدّم إلا عبر التدمير، ولا تتحدث إلا بصوت المدفع.
فهل آن للعالم أن ينهض، ويقول لها: كفى حربًا، كفى قتلًا، كفى نفاقًا؟



#عاطف_زيد_الكيلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الرحمن الراشد.. وضياع البوصلة الأخلاقية في مهاجمة حماس و ...
- العدوان الأمريكي على فنزويلا: إرهاب دولة تحت غطاء مكافحة الم ...
- إلحاق الهزيمة بالكيان الصهيوني شرط ضروريّ لبناء نظام عالمي ج ...
- توماس براك يفضح وجه أمريكا القبيح: وقاحة رسمية واستعلاء وقح ...
- اللواء أسامة العلي: وجه التطبيع المسموم وصدى نباح العدو الصه ...
- حزب الله ومحور المقاومة: بين فحيح التشويه وصوت الكرامة
- عندما خان حكام دمشق الجدد العروبة ... كيف سقطت سورية في حضن ...
- عبد الرحمن الراشد وتكرار نغمة الهزيمة: رد على مقال -أين اختف ...
- المناضل الأممي جورج إبراهيم عبد الله: أيقونة النضال الأممي  ...
- في الموقف من سوريا اليوم: يساريّون مع الدولة والشعب... لا مع ...
- السلطة الوطنية الفلسطينية: من مشروع تحرري إلى أداة وظيفية لخ ...
- لا لتزييف مفهوم السلام: ثلاثي الدم والإجرام ( ترمب، نتنياهو ...
- هل سيكون مصير قبرص نفس مصير فلسطين؟
- إجرام الولايات المتحدة الأمريكية حول العالم منذ تأسيسها وحتى ...
- تشرذم اليسار الأردني: أحزاب صغيرة، خلافات تافهة، ومسؤولية ثق ...
- التعليم الخاص في الدول الفقيرة: فرصة للنخبة أم خطر على بنية ...
- ضرورة التحالف بين القوى اليسارية والماركسية في العالم العربي ...
- هذا هو التوحّش الإمبريالي الأمريكي … ديمقراطيا كان الرئيس أم ...
- دونالد ترمب: الوجه الأقبح للإمبريالية ورأس المال المتوحش
- إيران في مواجهة الكيان الصهيوني: صراع سيادة أم مقاومة مشروع ...


المزيد.....




- زيارة أمريكا ستصبح أكثر تكلفة.. رسوم جديدة تنتظر المسافرين ا ...
- لأول مرة.. روسيا تضرب مبنى حكومي في أكبر هجوم جوي على أوكران ...
- زيلينسكي يرفض اقتراح بوتين للاجتماع في موسكو ويردّ: -فليأت ه ...
- ضربات جوية روسية على أوكرانيا هي -الأكبر منذ بدء الحرب- تخلف ...
- Highest 2 Lowest : دينزل واشنطن بين اختيارين ..أحلاهما مرّ
- جامع الزيتونة من محراب صلاة إلى جامعة للعلماء
- عاجل | القناة الـ12 الإسرائيلية: بن غفير يدخل مدينة أم الفحم ...
- خطاط مقدسي يروي رحلته في تزيين جدران الأقصى وكتابة القرآن ال ...
- الأمير هاري يعود إلى بريطانيا.. وحديث عن -لم الشمل-
- العراق.. قتلى بينهم ضابطان بنزاع عشائري في بغداد


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - -وزارة الحرب-... التسمية أخيرًا تطابق الفعل: فضح الوجه الحقيقي للإمبريالية الأميركية