أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - الكيان الصهيوني: دولة مارقة تهاجم الإنسانية وتحاصر الضمير العالمي














المزيد.....

الكيان الصهيوني: دولة مارقة تهاجم الإنسانية وتحاصر الضمير العالمي


عاطف زيد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 8462 - 2025 / 9 / 11 - 03:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في جريمة جديدة تضاف إلى السجل الأسود الطويل للكيان الصهيوني، تعرضت إحدى أكبر سفن "أسطول الصمود" لهجوم وحشي بطائرة مسيّرة حارقة، في اعتداء سافر لا يمكن فهمه إلا في سياق الوحشية المتجذرة في العقيدة السياسية والعسكرية للكيان الغاصب.
هذا الهجوم ليس فقط على سفينة، بل هو اعتداء مباشر على الضمير الإنساني، على فكرة التضامن، على كل من لا يزال يؤمن بالعدالة وحقوق الإنسان.
ما جرى ليس مجرد عملية عسكرية، بل جريمة أخلاقية مكتملة الأركان، تعكس مدى رعب هذا الكيان من أي مبادرة إنسانية، حتى لو كانت سفينة محمّلة بالمتضامنين والمواد الغذائية والدوائية، موجهة لشعب محاصر منذ أكثر من عقد ونصف.
الكيان لا يخاف السلاح، بل يخاف العدالة.
يخاف من أن يرى العالم الحقيقة، أن يسمع صوت الضحية، وأن تمتد يد المساعدة للفلسطينيين، لأن كل تضامن إنساني هو فضح مباشر لزيف روايته القائمة على الكذب والتضليل والابتزاز العاطفي التاريخي.
== عقلية الاستعمار والاستقواء بالقتل
الهجوم الأخير على "أسطول الصمود" ليس حدثًا منفصلًا.
هو امتداد لسلوك استعماري متغطرس يرى في أي محاولة لكسر الحصار على غزة إعلان حرب.
هذا الكيان الذي تأسس على أنقاض قرى فلسطينية محروقة، والذي شرّد الشعب الفلسطيني من أرضه بالقوة والمجازر، لا يعرف إلا منطق القوة والتدمير والردع، بل إن عدوانه ليس دفاعًا كما يدّعي، بل هو هجوم دائم على الحياة، على الوجود الفلسطيني، وعلى كل من يقف إلى جانب هذا الوجود.
كيف يمكن تفسير استهداف سفينة مدنية في المياه الدولية إلا على أنه قرصنة دولة؟ بل أسوأ من القرصنة.
إنه إرهاب دولة مدعوم بالغرب الرسمي، المتواطئ، الصامت أو المبرر لما يجري.
الكيان الصهيوني بهذا الفعل لا يخرق فقط القوانين الدولية، بل يصفع بعنف وجه الإنسانية، ويعري النظام العالمي الذي يدّعي أنه يحمي القانون والحقوق والحرّيّات.
== رسالة إسرائيل واضحة: لا أحد يُسمح له بالتضامن مع الفلسطينيين
الاعتداء على سفينة التضامن لا يحمل فقط رسالة دموية إلى من كانوا على متنها، بل هو تحذير إلى كل صوت في هذا العالم يحاول أن يقول "كفى"، أن يعبّر عن غضب، أن يرسل دواءً، أن يكتب قصيدة، أن يرفع علم فلسطين في مظاهرة، أو أن يغرد ضد الظلم.
الكيان الصهيوني يريد أن يخنق القضية الفلسطينية في وعي العالم، أن يحوّل كل أشكال التضامن إلى جرم يستحق العقاب.
وقد رأينا هذا المنطق الدموي مرارًا: من قتل الناشطة الأمريكية ريتشل كوري بدهسها بجرافة عسكرية، إلى الهجوم على سفينة "مرمرة" التركية في 2010، مرورًا باغتيال الصحفيين، وقصف المدارس والمستشفيات، وانتهاءً بهذا الهجوم الوقح على سفينة مدنية.
إسرائيل تُعلن بوضوح: "لن نسمح لأحد أن يمد يده للفلسطينيين ولو بكسرة خبز."
== الاحتلال يحاصر غزة، ويلاحق التضامن حتى في أعالي البحار
ما لا يتحمّله الكيان الصهيوني هو أن تخرج الحقيقة من الحصار.
هو يدرك أن أي عدسة، أي شهادة، أي صوت يخرج من غزة قد يفضح ما حاول طمسه لعقود: أن ما يجري في فلسطين ليس "نزاعًا" كما يسوّق، بل احتلال عسكري دموي، ونظام فصل عنصري مقيت، وحرب إبادة حقيقية بحق شعب بأكمله.
استهداف "أسطول الصمود" ليس فقط محاولة لمنع المساعدات، بل هو محاولة لمنع تسليط الضوء على هذا الجرح المفتوح.
هو محاولة بائسة لردم الحقيقة تحت الحطام والنار.
لكن ما لا تفهمه إسرائيل أن النار لا تُطفئ صوت الحق، وأن الحصار لا يُطفئ الإرادة، وأن العنف مهما اشتد لا يلغي القضية، بل يعمّقها ويجذّرها في الوعي العالمي.
== السكوت الدولي ليس فقط تواطؤا... بل جريمة
العار كل العار لأولئك الذين يدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان بينما يصمتون أو يبررون أفعال هذا الكيان المجرم.
أي شرعية تبقى لنظام عالمي لا يحرّك ساكنًا أمام استهداف سفينة إنسانية؟
أين هي المنظمات الدولية؟
أين هي الأمم المتحدة التي تدّعي حماية السلم والأمن الدوليين؟
أين هو "المجتمع الدولي" الذي يتبجّح بالقانون والعدالة؟
إن السكوت عن هذه الجريمة هو تواطؤ.
وإن الصمت العالمي على جرائم الاحتلال، تحت غطاء "الحياد" أو "التوازن"، هو شراكة في سفك الدم الفلسطيني.
وقد آن الأوان لأن يُسمّى هذا التواطؤ باسمه الحقيقي: جريمة ضد الإنسانية.
== إلى الأحرار في كلّ العالم: لا تتركوا فلسطين وحدها
إن سفينة "أسطول الصمود" لم تكن مجرد باخرة في عرض البحر.
كانت رسالة، وصرخة، ورمزًا للمقاومة الإنسانية بوجه الظلم.
وقد حاول الكيان أن يغرقها، لكنه لم يغرق الفكرة، ولم يسكت الصوت.
لا بد أن يتحول هذا العدوان إلى وقود جديد للغضب الشعبي والضغط السياسي في كل عواصم العالم.
على الأحرار في هذا العالم أن يدركوا أن المعركة لم تعد فقط داخل فلسطين، بل هي معركة كونية بين منظومة استعمارية متوحشة ومنظومة إنسانية تسعى إلى العدالة والكرامة.
وكل فعل تضامني اليوم هو مقاومة، وكل صوت ينادي بفك الحصار هو سلاح أقوى من كل طائراتهم.
== إسرائيل تحارب الإنسانية لأنها تخافها
إن الكيان الصهيوني، في جوهره، لا يقتل فقط الفلسطينيين، بل يقتل المعنى الإنساني، ويعتدي على كل من لا يزال يحمل ضميرًا حيًا.
هو كيان لا يستطيع التعايش مع أي شكل من أشكال النبل الإنساني، لأنه يقوم على النقيض المطلق: الإبادة، الاقتلاع، الحصار، الإذلال، والكذب.
إن الهجوم على "أسطول الصمود" هو حلقة جديدة في سلسلة طويلة من جرائم الاحتلال.
لكن ما لا يفهمه الكيان، ولا داعموه، هو أن صوت الضحية لا يُقمع بالقوة، وأن كل سفينة تُقصف، تولد مكانها مئة.
وكل ضمير يُستهدف، ينبت مكانه آلاف آخرون.
لن تُكسر إرادة التضامن، ولن يُقمع الحق، مهما اشتدت الهمجيّة، لأن فلسطين ستبقى البوصلة، وستبقى الكلمة الحرة أقوى من الصواريخ.



#عاطف_زيد_الكيلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدوان الصهيوني على قطر: جريمة صهيونية جديدة ومسمار في نعش ...
- الصمتُ العربيّ حيال العدوان الصهيوني المستمر... جريمةٌ فوق ج ...
- السفير الأميركي الجديد في عمّان: هل هو دبلوماسي محترف أم ضاب ...
- -وزارة الحرب-... التسمية أخيرًا تطابق الفعل: فضح الوجه الحقي ...
- عبد الرحمن الراشد.. وضياع البوصلة الأخلاقية في مهاجمة حماس و ...
- العدوان الأمريكي على فنزويلا: إرهاب دولة تحت غطاء مكافحة الم ...
- إلحاق الهزيمة بالكيان الصهيوني شرط ضروريّ لبناء نظام عالمي ج ...
- توماس براك يفضح وجه أمريكا القبيح: وقاحة رسمية واستعلاء وقح ...
- اللواء أسامة العلي: وجه التطبيع المسموم وصدى نباح العدو الصه ...
- حزب الله ومحور المقاومة: بين فحيح التشويه وصوت الكرامة
- عندما خان حكام دمشق الجدد العروبة ... كيف سقطت سورية في حضن ...
- عبد الرحمن الراشد وتكرار نغمة الهزيمة: رد على مقال -أين اختف ...
- المناضل الأممي جورج إبراهيم عبد الله: أيقونة النضال الأممي  ...
- في الموقف من سوريا اليوم: يساريّون مع الدولة والشعب... لا مع ...
- السلطة الوطنية الفلسطينية: من مشروع تحرري إلى أداة وظيفية لخ ...
- لا لتزييف مفهوم السلام: ثلاثي الدم والإجرام ( ترمب، نتنياهو ...
- هل سيكون مصير قبرص نفس مصير فلسطين؟
- إجرام الولايات المتحدة الأمريكية حول العالم منذ تأسيسها وحتى ...
- تشرذم اليسار الأردني: أحزاب صغيرة، خلافات تافهة، ومسؤولية ثق ...
- التعليم الخاص في الدول الفقيرة: فرصة للنخبة أم خطر على بنية ...


المزيد.....




- مليار دولار تعيد إلى إيلون ماسك لقب -أغنى شخص في العالم-
- -لحظة عصيبة لأمريكا-.. ماذا قال ترامب وبايدن وأوباما عن -صدم ...
- تحليل: الطائرة الرئاسية وقاعدة -العديد- لم تحميا قطر من هجوم ...
- ترامب لنتنياهو: قرار الهجوم على -حماس- في قطر -لم يكن حكيما- ...
- توقيف مشتبه بقتل الناشط كيرك.. وفيديوهات توثق لحظة اغتياله
- فيديو: الجيش السوري يقصف مواقع لـ-قسد- في حلب
- بولندا تحذر من -نزاع مفتوح- مع روسيا
- كيف يضرّ الإفراط في استعمال معقمات اليدين بصحتك؟
- ترامب ينعى الناشط كيرك..ويتعهد بملاحقة مؤججي -العنف السياسي- ...
- فيديو لانفجار شاحنة غاز في المكسيك يخلّف قتلى وعشرات الجرحى ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - الكيان الصهيوني: دولة مارقة تهاجم الإنسانية وتحاصر الضمير العالمي