أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - العدوان الصهيوني على قطر: جريمة صهيونية جديدة ومسمار في نعش مفاوضات السلام















المزيد.....

العدوان الصهيوني على قطر: جريمة صهيونية جديدة ومسمار في نعش مفاوضات السلام


عاطف زيد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 8461 - 2025 / 9 / 10 - 04:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في تطور خطير وغير مسبوق، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ غارة جوية مباشرة استهدفت العاصمة القطرية الدوحة، موقعًا ما وصفته بـ"القيادات العسكرية لحركة حماس" أثناء اجتماع تفاوضي لبحث التهدئة في قطاع غزة. هذه العملية، التي هزّت الشارع العربي والدولي، ليست فقط عدوانًا سافرًا على دولة ذات سيادة، بل هي إعلان صريح من الكيان الصهيوني بأنه لا يعترف بالقانون الدولي، ولا بالجهود الدبلوماسية، ولا حتى بأبسط مبادئ الحوار.
هذا العدوان الجبان يُعدّ تجاوزًا جديدًا في سجل طويل من الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال، لكن خطورته تكمن في توجيهه ضد دولة عربية لم تكن في حالة صراع مباشر مع إسرائيل، بل كانت تلعب دور الوسيط والمهدّئ والمفاوض. فماذا يعني أن تُستهدف قطر، الدولة الخليجية التي استضافت طيلة السنوات الماضية جولات الحوار الفلسطيني-الفلسطيني، والمفاوضات بين المقاومة الفلسطينية والوسطاء الدوليين؟ وما هي الرسالة التي يسعى الاحتلال إلى إيصالها؟ وما هو موقفنا نحن، كعرب ومسلمين وأحرار، من هذا التطور الصادم؟
== قطر... أكثر من وسيط
على مدى السنوات الأخيرة، لعبت قطر دورًا محوريًا في نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتسهيل التهدئة، وتوفير منبر آمن للحوار، ما جعلها هدفًا ضمنيًا للحملات الإعلامية والسياسية الإسرائيلية.
غير أن استهدافها العسكري اليوم يعني شيئًا واحدًا: إسرائيل لا تريد وسطاء، ولا وساطات، ولا حلاً. إنها تريد الهيمنة الكاملة، والسحق الكامل، والإلغاء التام لكل من يعارض مشروعها الاستيطاني والإبادي.
العدوان على الدوحة لم يكن ردًا عسكريًا، بل ضربة سياسية معنوية تستهدف تحييد الدور القطري، وكسر الإرادة العربية، وتصفية الأطراف التي لا تنصاع لرؤية الاحتلال في "السلام".
لكن قطر ليست وحدها في هذا الموقف. كل من وقف ويقف مع القضية الفلسطينية ومقاومتها الشرعية، هو هدف محتمل لهذا الكيان الخارج عن السيطرة. وهنا تكمن الخطورة: اليوم قطر، وغدًا من؟
== المقاومة الفلسطينية... صوت الحق في زمن الصمت
مرةً أخرى، تثبت الأحداث أن المقاومة الفلسطينية ليست عبئًا كما يحاول البعض تصويرها، بل هي خط الدفاع الأول عن الكرامة العربية، والرد العملي على سياسات الإبادة والتطهير العرقي التي يمارسها الاحتلال في غزة والضفة والقدس.
لقد حاولت المقاومة، رغم التضحيات، أن تفتح باب الحوار، وذهبت إلى مائدة التفاوض غير مرة، وقدّمت مطالب إنسانية قبل أن تكون سياسية، لكنها في كل مرة كانت تواجه بعقلية استعمارية لا تفهم سوى لغة القوة، ولا تحترم التزاماتها، ولا تعترف بشركائها.
إن محاولة اغتيال القادة الفلسطينيين في الدوحة، أثناء محادثات التهدئة، يفضح كذب الرواية الصهيونية حول "جهود تحقيق السلام".
لا سلام مع من يقصف المفاوضين.
لا شريك في السلام مع من يغدر بمن يحمل غصن الزيتون.
بل وأكثر من ذلك، فإن ما جرى يُسقط أيّ وهم كان لا يزال يراود البعض حول إمكانية التوصل إلى حل سلمي عادل تحت رعاية دولية أو برعاية أمريكية — حليف إسرائيل الأول في كل جرائمها.
== التفاوض مع القاتل... خيانة للدم الفلسطيني
مضى أكثر من ثلاثين عامًا على انطلاق ما سُمّي بـ"مسار السلام"، ولم نحصل كعرب وفلسطينيين إلا على مزيد من الدم، والمجازر، والمستوطنات، والحصار.
والآن، وبعد أن باتت العواصم العربية تُقصف أثناء محاولاتها لوقف العدوان، ما الذي تبقّى من هذا "المسار" غير الخيبة والعار؟
إن من يصرّ على التفاوض مع الاحتلال بعد اليوم، إما جاهل بالتاريخ، أو متواطئ مع الجريمة.
فليُسجّل التاريخ أن من يقف مع القاتل، لا يمكنه الادعاء بأنه يسعى إلى السلام.
من هنا، نؤكد أن الرهان الوحيد الباقي هو على وحدة الصف، ودعم المقاومة، ووقف التطبيع، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه.
== الدور العربي... إلى متى الصمت؟
لقد صدرت بيانات تنديد من عدد من العواصم العربية، وعلى رأسها السعودية، الأردن، الإمارات، لبنان، الجزائر، ومصر.
كما عبّرت جامعة الدول العربية عن إدانتها الكاملة لما سمّته "اعتداءً سافرًا على دولة عربية شقيقة".
لكن هذه البيانات، مهما بلغت لهجتها، تبقى حبراً على ورق ما لم تُترجم إلى خطوات عملية.
أين هي الجلسات الطارئة في مجلس الأمن؟
أين هي مبادرات طرد السفراء الصهاينة؟
أين هو وقف التطبيع؟
أين هي الإجراءات الاقتصادية، والمقاطعة الشاملة، والتلويح باستخدام أوراق الضغط العربية؟
إننا بحاجة اليوم إلى أكثر من بيانات، وأكثر من تصريحات.
نحن بحاجة إلى حراك رسمي وشعبي وإعلامي شامل لردع هذا الاحتلال، وإعادة تعريف العلاقة معه باعتباره كيانًا غاصبًا ومعتديًا وليس "جارًا نختلف معه سياسيًا".
== دعوة إلى رصّ الصفوف
أمام هذا التصعيد الخطير، لا بد من وقفة حقيقية، صادقة، ومسؤولة.
وهي دعوة لكل القوى الحية في الأمة، من أحزاب، ونقابات، وجمعيات، وإعلاميين، وكتّاب، وأئمة، ومثقفين، ومغتربين:
• الوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة: فلسطين لا تحتاج إلى انقسام داخلي، ولا إلى صراعات فصائلية، بل إلى صوت واحد يقول: لا للعدوان، لا للتفاوض العبثي.
• دعم قطر بلا تردد: أي صمت تجاه هذا الاعتداء هو موافقة ضمنية عليه.
• ومن يُغض الطرف عن قصف عاصمة عربية، سيفتح الباب لقصف عواصم أخرى.
• تبنّي المقاومة كخيار وحيد: يجب أن نعلنها صراحة: لا تحرير بدون مقاومة، ولا كرامة بدون تضحيات.
• تصعيد الضغط الشعبي: في الشوارع، في النقابات، في الجامعات، على وسائل التواصل... يجب أن يتحوّل الغضب إلى فعل.
• محاسبة الاحتلال دوليًا: من خلال رفع الدعاوى، وتحريك الرأي العام العالمي، وكشف جرائم الحرب بالأدلة والوثائق.
== لا مساومة على السيادة، ولا تفريط في المقاومة
العدوان الصهيوني على قطر ليس مجرد حدث عسكري، بل هو رسالة سياسية مفادها أن الاحتلال مستعد لأن يدوس على كل الخطوط الحمراء من أجل كسر الإرادة الفلسطينية والعربية.
لكن رسالتنا أقوى، وأوضح:
لن نرضى بالذل، ولن نقبل بالتفاوض على الدم، ولن نسكت على قصف العواصم.
فإما أن ننهض جميعًا لوقف هذا الطوفان الدموي، أو ننتظر أن يبلغ الجميع دوره.
المقاومة ليست خيارًا ثانويًا... بل هي الطريق الوحيد للبقاء.



#عاطف_زيد_الكيلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصمتُ العربيّ حيال العدوان الصهيوني المستمر... جريمةٌ فوق ج ...
- السفير الأميركي الجديد في عمّان: هل هو دبلوماسي محترف أم ضاب ...
- -وزارة الحرب-... التسمية أخيرًا تطابق الفعل: فضح الوجه الحقي ...
- عبد الرحمن الراشد.. وضياع البوصلة الأخلاقية في مهاجمة حماس و ...
- العدوان الأمريكي على فنزويلا: إرهاب دولة تحت غطاء مكافحة الم ...
- إلحاق الهزيمة بالكيان الصهيوني شرط ضروريّ لبناء نظام عالمي ج ...
- توماس براك يفضح وجه أمريكا القبيح: وقاحة رسمية واستعلاء وقح ...
- اللواء أسامة العلي: وجه التطبيع المسموم وصدى نباح العدو الصه ...
- حزب الله ومحور المقاومة: بين فحيح التشويه وصوت الكرامة
- عندما خان حكام دمشق الجدد العروبة ... كيف سقطت سورية في حضن ...
- عبد الرحمن الراشد وتكرار نغمة الهزيمة: رد على مقال -أين اختف ...
- المناضل الأممي جورج إبراهيم عبد الله: أيقونة النضال الأممي  ...
- في الموقف من سوريا اليوم: يساريّون مع الدولة والشعب... لا مع ...
- السلطة الوطنية الفلسطينية: من مشروع تحرري إلى أداة وظيفية لخ ...
- لا لتزييف مفهوم السلام: ثلاثي الدم والإجرام ( ترمب، نتنياهو ...
- هل سيكون مصير قبرص نفس مصير فلسطين؟
- إجرام الولايات المتحدة الأمريكية حول العالم منذ تأسيسها وحتى ...
- تشرذم اليسار الأردني: أحزاب صغيرة، خلافات تافهة، ومسؤولية ثق ...
- التعليم الخاص في الدول الفقيرة: فرصة للنخبة أم خطر على بنية ...
- ضرورة التحالف بين القوى اليسارية والماركسية في العالم العربي ...


المزيد.....




- لوحة جدارية في المحكمة العليا بلندن بعد احتجاجات -فلسطين أكش ...
- ضربة قطر.. غضب بأروقة البيت الأبيض ومقربين من ترامب.. إليكم ...
- تغريم ترمب 83 مليون دولار لتعويض كاتبة في قضية تشهير
- اتجاه مصري للعفو عن سجناء بينهم علاء عبد الفتاح
- 15 طائرة إسرائيلية شاركت في الهجوم على الدوحة
- مسلحون مرتبطون بـ-داعش- يقتلون 50 مدنيا في الكونغو
- جنود احتياط إسرائيليون يرفضون استدعاءهم لغزة بـ-صوت عال-
- الدوحة: واشنطن أبلغتنا بالهجوم بعد حدوثه بـ10 دقائق وترمب لت ...
- العثور على رؤوس خنازير خارج مساجد في باريس
- كتائب -حزب الله- العراقية تطلق سراح الباحثة الإسرائيلية الرو ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - العدوان الصهيوني على قطر: جريمة صهيونية جديدة ومسمار في نعش مفاوضات السلام