أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - آن الأوان للبشرية أن تتحرر من السطوة الأميركية















المزيد.....

آن الأوان للبشرية أن تتحرر من السطوة الأميركية


عاطف زيد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 8462 - 2025 / 9 / 11 - 22:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لطالما قدّمت الولايات المتحدة الأميركية نفسها بوصفها "قائدة العالم الحر"، ومدافعة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.
لكن نظرة فاحصة لتاريخ سياساتها الخارجية، وخاصة منذ منتصف القرن العشرين وحتى اليوم، تكشف واقعًا مغايرًا تمامًا.
فالولايات المتحدة لم تكن في الغالب سوى قوة إمبريالية كبرى تسعى خلف مصالحها، دون اكتراث بمعاناة الشعوب أو سيادتها، بل إنها ساهمت مباشرةً في قمع حريات الشعوب، وتقويض الديمقراطيات الناشئة، ودعم أنظمة ديكتاتورية استبدادية، فقط لأنها تضمن لها مصالحها الجيوسياسية والاقتصادية.
إن العالم اليوم مطالب أكثر من أي وقت مضى بأن يخلع عنه ثوب التبعيّة السياسية، ويعيد النظر في النظام العالمي الذي يتخذ من واشنطن مركزًا للهيمنة والتوجيه.
لقد آن الأوان للبشرية أن تتحرر من هذه السطوة.
== واشنطن والدعم الممنهج للديكتاتوريات
رغم الخطاب الرسمي الأميركي الذي يدّعي دعم "حقوق الإنسان" و"الحرية"، إلا أن الواقع حافل بأمثلة على دعم الولايات المتحدة لأكثر الأنظمة قمعًا في التاريخ الحديث.
وليس هذا الدعم مجرد صمت أو تجاهل، بل تمثل في المال والسلاح والتدريب والتغطية السياسية والإعلامية.
1. أميركا اللاتينية: مختبر الانقلابات المدعومة أميركيًا
كانت أميركا اللاتينية ساحة رئيسية لتدخلات واشنطن، وخاصة خلال الحرب الباردة.
ففي تشيلي عام 1973، دعمت الولايات المتحدة انقلاب الجنرال أوغستو بينوشيه ضد الرئيس المنتخب ديمقراطيًا سلفادور أليندي، فقط لأن أليندي كان اشتراكيًا ولا ينسجم مع مصالح الشركات الأميركية.
دعمت الولايات المتحدة انقلابات مشابهة في الأرجنتين والبرازيل وغواتيمالا، بالإضافة إلى ما تحيكه من مؤامرات ضد فنزويلا وكوبا وغيرها الدول في أمريكا اللاتينية ، بل وساهمت في تشكيل وتدريب قوات القمع، مثل "فرق الموت"، التي ارتكبت جرائم ضد الإنسانية بحق آلاف المدنيين.
2. الشرق الأوسط: النفط أولًا، الشعوب لا تهم
في منطقتنا العربية، اختارت الولايات المتحدة الاصطفاف إلى جانب أنظمة قمعية، فقط لأنها تضمن لها تدفق النفط، أو تمنحها تسهيلات عسكرية، أو تقف في صفها ضد "الخطر الإيراني المزعوم" أو "الإرهاب".
- مصر: لم تتوقف واشنطن عن دعم الأنظمة العسكرية منذ عهد مبارك وحتى اليوم، رغم تقارير المنظمات الحقوقية عن قمع الحريات، وامتلاء السجون بالمعارضين.
- السعودية: تُعد من أبرز الحلفاء الاستراتيجيين لأميركا، رغم سجلها في انتهاك حقوق الإنسان، وحربها المدمرة في اليمن، التي وفرت لها أميركا الغطاء السياسي والدعم العسكري.
- العراق: الغزو الأميركي للعراق عام 2003 لم يكن لتحرير الشعب العراقي، بل لتفكيك دولة كانت تمتلك بنية تحتية قوية، وجيشًا مؤثرًا، مما شكل تهديدًا غير مباشر لإسرائيل وللمصالح الأميركية.
النتيجة كانت كارثية: مئات الآلاف من القتلى، وظهور تنظيمات إرهابية، ودمار شامل لا يزال العراق يعاني من آثاره حتى اليوم.
== عسكرة العالم: حينما يتحول السلاح إلى أداة دبلوماسية
الولايات المتحدة هي الدولة الأكثر إنفاقًا على السلاح في العالم.
ميزانيتها العسكرية لعام 2024 تجاوزت 880 مليار دولار، وهو ما يفوق ميزانيات الدفاع لـ10 دول تالية مجتمعة.
تنتشر القواعد العسكرية الأميركية في أكثر من 70 دولة حول العالم.
تستخدم واشنطن المساعدات العسكرية كورقة ضغط على الحكومات.
تصدر الأسلحة إلى مناطق النزاع، مما يطيل أمد الحروب، كما في اليمن وأفغانستان وأوكرانيا.
وبينما ترفع واشنطن شعار السلام، تزرع مصانعها الحروب عبر صادرات الأسلحة، وتستخدم الفوضى كوسيلة لضبط الإيقاع العالمي بما يخدم هيمنتها.
== دعم مطلق للاحتلال: إسرائيل نموذجًا
لا يمكن الحديث عن انحياز أميركي سافر دون التطرق إلى القضية الفلسطينية.
فمنذ تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948، والولايات المتحدة تقدم له دعمًا غير مشروط، عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا.
في مجلس الأمن: استخدمت أميركا أكثر من 40 مرة حق النقض (الفيتو) ضد قرارات تدين إسرائيل.
في الحروب: وفرت الغطاء السياسي للحروب الإسرائيلية على غزة ولبنان، وغضّت الطرف عن المجازر بحق المدنيين.
في الإعلام: تسيطر الرواية الإسرائيلية على الإعلام الأميركي، بينما يتم شيطنة الفلسطينيين ومن يدعمهم.
هذا الانحياز الفجّ يفضح زيف الادعاءات الأميركية بشأن حقوق الإنسان والقانون الدولي، ويكشف كيف أن المصلحة الإسرائيلية مقدّمة على كل ما عداها، حتى وإن كان على حساب القانون والأخلاق والعدالة.
== أمريكا والإرهاب: ازدواجية صارخة
تتحدث واشنطن عن "الحرب على الإرهاب"، لكنها في كثير من الأحيان هي نفسها من صنع البيئة الحاضنة له:
- دعم المجاهدين في أفغانستان خلال الثمانينات (ومنهم من صار لاحقًا جزءًا من تنظيم القاعدة).
- تدخلها الكارثي في العراق وسوريا، الذي ساهم في صعود تنظيم "داعش".
- صمتها أو دعمها لحكومات تمارس الإرهاب المنظم ضد شعوبها، تحت مسمى "مكافحة التطرف".
النتيجة: خلقت أميركا الوحش، ثم ادّعت محاربته، لتبرر المزيد من التدخل، والمزيد من عسكرة السياسة الدولية.
== الإمبراطورية التي آن أوان تراجعها
ما نعيشه اليوم هو مرحلة أفول نسبي للهيمنة الأميركية. فالصين وروسيا وباقي القوى الصاعدة بدأت تؤسس لنظام عالمي متعدد الأقطاب، يضع حدًا للاحتكار الأميركي للقرار الدولي.
لكن هذا التراجع لا يعني سقوطًا تلقائيًا... إنه يتطلب:
- وعي الشعوب بحقيقة السياسات الأميركية.
- تحرك الحكومات المستقلة نحو تحالفات متوازنة.
- فضح الإعلام المأجور الذي يروّج للرواية الأميركية وكأنها قدرٌ لا يُرد.
== آن أوان التحرر
لم تعد الشعوب بحاجة إلى وصاية من واشنطن.
العالم مليء بالكفاءات، وبالإمكانات، وبالإرادات الحرة التي تتوق إلى العدالة والكرامة والسيادة.
الولايات المتحدة ليست منبع الشر، لكنها قطب لم يعد صالحًا للقيادة الأخلاقية أو السياسية.
إن كشف زيف هذه الهيمنة، وفضح تناقضاتها، هو واجب على كل من يؤمن بأن مستقبل البشرية لا يمكن أن يُبنى على جثث الأبرياء، ولا على أنقاض الأوطان.
لقد آن الأوان للبشرية أن تتحرر من السطوة الأميركية.



#عاطف_زيد_الكيلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكيان الصهيوني: دولة مارقة تهاجم الإنسانية وتحاصر الضمير ال ...
- العدوان الصهيوني على قطر: جريمة صهيونية جديدة ومسمار في نعش ...
- الصمتُ العربيّ حيال العدوان الصهيوني المستمر... جريمةٌ فوق ج ...
- السفير الأميركي الجديد في عمّان: هل هو دبلوماسي محترف أم ضاب ...
- -وزارة الحرب-... التسمية أخيرًا تطابق الفعل: فضح الوجه الحقي ...
- عبد الرحمن الراشد.. وضياع البوصلة الأخلاقية في مهاجمة حماس و ...
- العدوان الأمريكي على فنزويلا: إرهاب دولة تحت غطاء مكافحة الم ...
- إلحاق الهزيمة بالكيان الصهيوني شرط ضروريّ لبناء نظام عالمي ج ...
- توماس براك يفضح وجه أمريكا القبيح: وقاحة رسمية واستعلاء وقح ...
- اللواء أسامة العلي: وجه التطبيع المسموم وصدى نباح العدو الصه ...
- حزب الله ومحور المقاومة: بين فحيح التشويه وصوت الكرامة
- عندما خان حكام دمشق الجدد العروبة ... كيف سقطت سورية في حضن ...
- عبد الرحمن الراشد وتكرار نغمة الهزيمة: رد على مقال -أين اختف ...
- المناضل الأممي جورج إبراهيم عبد الله: أيقونة النضال الأممي  ...
- في الموقف من سوريا اليوم: يساريّون مع الدولة والشعب... لا مع ...
- السلطة الوطنية الفلسطينية: من مشروع تحرري إلى أداة وظيفية لخ ...
- لا لتزييف مفهوم السلام: ثلاثي الدم والإجرام ( ترمب، نتنياهو ...
- هل سيكون مصير قبرص نفس مصير فلسطين؟
- إجرام الولايات المتحدة الأمريكية حول العالم منذ تأسيسها وحتى ...
- تشرذم اليسار الأردني: أحزاب صغيرة، خلافات تافهة، ومسؤولية ثق ...


المزيد.....




- بحضور ترامب والسيدة الأولى.. أمريكا تحيي الذكرى 24 لهجمات 11 ...
- قصف إسرائيل لقطر.. تحذير يهز أسس التحالف الخليجي - الأمريكي؟ ...
- الطاقة الشمسية: الحل الأخير لأزمة المناخ
- تشارلي كيرك: من ضحية إلى بطل؟
- الهجوم على قطر: هل يغير طبيعة العلاقة بين الخليج وأمريكا؟
- رئيس جنوب السودان يوقف نائبه عن العمل على خلفية اتهامه بارتك ...
- عشرات الضحايا ودمار واسع.. ما المواقع التي استهدفتها إسرائيل ...
- رغم رواجه عالميا.. تحذيرات من مضار شاي الماتشا
- محاولة لإحراق منزل فضل شاكر في مخيم عين الحلوة
- مشاهد مؤلمة لنزوح عائلات يهدد الاحتلال بقصف منازلها بغزة


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - آن الأوان للبشرية أن تتحرر من السطوة الأميركية