أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - السودان ... جرائم مليشيا الدعم السريع ومن يدعمها!














المزيد.....

السودان ... جرائم مليشيا الدعم السريع ومن يدعمها!


عاطف زيد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 8514 - 2025 / 11 / 2 - 08:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


توضيح لا بد منه: هذا المقال ليس دفاعا عن النظام السوداني المشبوه في علاقاته وممارساته، ولكن عن السودان كدولة وشعب وتاريخ ومقدرات ودور . وفي مقال تال سنكتب عن جرائم النظام السوداني ذاته.
ما يجري في السودان اليوم ليس نزاعاً عادياً بين جيشين، بل هو جريمة منظّمة تتجلّى في قتل المدنيين، حرق القرى، تدمير البُنى التحتيّة، وتهجير الملايين.
وتحت مظلة “صراع للسيطرة” يبرز دور ميليشيا الدعم السريع(Rapid Support Forces (RSE كذراع قتالي يشترط ويشكّل تهديداً مباشَراً لدولة السودان، والخيار الضامِن لهيمنة خارجية وأجندات أجنبية، وعلى رأسها الإمارات العربية المتحدة.
في هذا السياق، لا يمكن التغاضي عن مسؤولية “الداعم الخارجي” الذي يُلبّس خيار القتل والنهب بغطاء سياسي أو اقتصادي. الإمارات، كما سنرى، ليست “متفرّجة” بل لاعب رئيسي، لها مصالح وتمويل ودعم لوجستي، ما يجعلها شريكة فعلية في الجريمة ، وإن رفضت أو نفَت ذلك رسمياً.
== نشأة RSF ودورها التآمري والتخريبي
• النشأة
– الميليشيا المعروفة اليوم باسم RSF نشأت من أُصول ميليشيات “جنجويد” (Janjaweed) في دارفور التي تورّطت بارتكاب جرائم حرب واسعة في أوائل القرن الحادي والعشرين.
– في عام 2013 تقريباً تم تشكيل RSF رسمياً كقوات شبه-نظامية في السودان، على يد محمد حمدان دقالو (المعروف بـ “حميدتي”).
– هدفها الظاهري كان “ضبط ميليشيات دارفور” وإعادة دمجها تحت مظلة الدولة، لكن الواقع كان العكس: تحولها إلى أداة قمع، ونهب، وتمكين طبقة عسكرية متنفّذة في مناطق دارفور وغيرها.
• دورها التآمري
– RSF لا تعمل فقط كميليشيا محلية تُقاتل من أجل النفوذ، بل بوصفها “قوة موازية” تسعى لبناء دولة داخل الدولة؛ ففي فبراير 2025 اتفقت مع حلفائها على تشكيل “حكومة” في المناطق التي تسيطر عليها.
– تحرّض على تجزئة السودان، وتضع نصب أعينها السيطرة على الموارد: اليورانيوم، الذهب، الأراضي، المناجم، المناطق الحدودية.
وبالتالي فهي تعمل كقوة تخريبية لمنطق الدولة الوطنية، وتحويل السودان إلى ملعب لتقسيم النفوذ والنهب.
– وهي متهمة بارتكاب ما يُشبِه “نموذج إبادة” بحق جماعات إثنية مثل المساليت في دارفور.
== الجرائم المرتكبة
– اقتحامات، نهب، تدمير قرى، قتل جماعي، تهجير قسري لمدنيين، حرق محاصيل وممتلكات.
– التقارير تشير إلى أن RSF تستخدم ما يمكن وصفه بـ “نموذج إسرائيل-غزة” لتبرير استهداف المدنيين، عبر تمييز المناطق المدنية كـ «مناطق عسكرية».
– وقد قال محلّل سوداني: “ما يجري في الفاشر ليس معركة عسكرية عادية بل تطهير منهجي ارتكبته RSF مدعوماً من الإمارات وإسرائيل”.
هذه الجرائم لا يمكن تجاهلها أو تبريرها كجزء من “حرب أهلية”.
هي جرائم واضحة ضدّ الإنسانية، وتستحق المحاسبة الدولية.
== الإمارات ودورها كداعم مخلّ بالصون السيادي
• الأدلة والبراهين
– حكومة السودان رفعت دعوى أمام (International Court of Justice (ICJ تتّهم فيها الإمارات بدعم RSF في ارتكاب جرائم إبادة في دارفور، ولو أن المحكمة رفضت القضية لدواعي الاختصاص.
– تحليلات مستقلة وتقرير الأمم المتحدة تُشير إلى أن الإمارات ضلعت في توريد أسلحة ولوجستيات للـ RSF عبر مطار أم جَراس بتشاد ، سواء مباشرة أو عبر طرف ثالث.
– «لوموند» الفرنسية وصفت السودان بأنّه صار «ضحية جشع القوى الأجنبية» وذكرت أن الإمارات هي الشريك في شبكة تأثير تمتد من ليبيا إلى أوغندا مرورا بسودان.
– في مايو 2025 أعلنت السودان أنها ستقطع العلاقات مع الإمارات بسبب دعمها لـ RSF وانتهاكها لسيادة السودان.
• الدوافع
– بدعمها RSF ، الإمارات تربط مصالح استراتيجية واقتصادية: السيطرة على منابع الذهب السوداني، الاستثمار في الزراعة والأراضي، الوصول إلى البحر الأحمر والموانئ السودانية.
– من خلال دعم RSF، تضمن الإمارات لاعباً خاضعاً للمساءلة أو التفاوض ضمن شبكتها، وليس مؤسسة دولة مستقلة ذات سيادة كاملة، وهذا يُتيح لها النفوذ والسيطرة.
– دعم ميليشيا بدلاً من مؤسسة رسمية يُسهّل عمليات الضبط، التجاوز، الاستحواذ؛ بينما تظل الدولة الوطنية مقيدة أو منهارة، مما يخدم أجندتها.
• النتيجة
– الإمارات بهذا الدعم تُصبح شريكاً فعلياً في جرائم RSF وليس مجرد متفرّج.
– سيادة السودان تعرضت للتقويض، إذ الميليشيا باتت تفوق الدولة أو تنافسها مباشرة، بدعم خارجي.
– المجتمع الدولي يتعيّن عليه أن يرى الإمارات كشريك في الأزمة وليس فقط كوسيط في السلام.
== العلاقة المزعومة بالإسرائيل

– تقارير نقلت عن محلّل سوداني أن RSF «تحت دعم الإمارات وإسرائيل» ترتكب إبادة في الفاشر.
– كذلك تحليل للجزيرة رأى أن RSF تتبنّى “قالب إسرائيل” في استهداف المدنيين، أي استخدام مرافق مدنية كغطاء عسكري، تشبه ما يجري في غزة.
– رغم عدم وجود مصدر رسمي يكشف الدعم الإسرائيلي بشكل كامل، فإن سجلات شراء الأسلحة والتكنولوجيا والمشاركة في التمارين أو تبادل المعلومات تجعل العلاقة موضوعاً جاداً لا يمكن تجاهله.
ما نراه في السودان ليس فقط مأساة إنسانية، بل أيضاً تجربة تحذّر من كيف يُستغَل ضعف الدولة، والأطراف الخارجيّة، والميليشيات، من أجل نهب الموارد وتدمير المجتمعات.
== ومن هذا المنطلق:
• يجب محاسبة RSF على جرائمها، أن تُعرض قياداتها للمساءلة من خلال آليات دولية أو محلية.
• يجب مساءلة الإمارات كدولة داعمة: لا يكفي الإنكار أو النفي إذا كانت الأدلة متراكمة.
• يجب حماية المدنيين فوراً، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية، ووضع حدّ للنهب المنهجي للموارد السودانية تحت شعارات “الاستثمار” أو “الأمن”.
• يجب أن يكون هناك ضغط دولي شامل — فرض عقوبات، منع تسليح، مراقبة تجارة الذهب، وحظر تمويل الميليشيات — كي لا تستمر هذه المنظومة في العمل دون رادع.
وفي النهاية: إن سكوت المجتمع الدولي أو تساهله سيكون مشاركة في الجريمة.
ليس هناك حياد بين العدالة والظلم.



#عاطف_زيد_الكيلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحرينية ليلى فخرو: المناضلة الماركسية التي قاتلت في جبال ظ ...
- ترمب في شرم الشيخ: بائع أوهام يتاجر بدماء الشعب الفلسطيني وي ...
- جائزة نوبل للسلام: وسيلة لتجميل وجه الإمبريالية؟
- خطة ترامب لغزة: شرعنة الاحتلال تحت غطاء «حلّ» ... صرخة لاجئ ...
- اعتراض الصهاينة لأسطول الصمود في عرض البحر جريمة جديدةة يرتك ...
- خطة ترامب لوقف إطلاق النار في غزة: مؤامرة مكشوفة لتصفية القض ...
- الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو... صوت الإنسانية في وجه التوح ...
- من مانديلا إلى الجولاني: عندما تتحوّل منصة الأمم المتحدة مفخ ...
- ترامب الكذّاب على مسرح هيئة الأمم المتحدة: يكذب كما يتنفس
- سقوط فكر البرجوازية العربية: من أوهام التحرر إلى ضرورة البدي ...
- الاعتراف بالدولة الفلسطينية: مكافأة شكلية أم خدعة استراتيجية ...
- قمة الدوحة ... قمة الجبن والتطبيع: حين يتواطأ الخوف مع الخيا ...
- آن الأوان للبشرية أن تتحرر من السطوة الأميركية
- الكيان الصهيوني: دولة مارقة تهاجم الإنسانية وتحاصر الضمير ال ...
- العدوان الصهيوني على قطر: جريمة صهيونية جديدة ومسمار في نعش ...
- الصمتُ العربيّ حيال العدوان الصهيوني المستمر... جريمةٌ فوق ج ...
- السفير الأميركي الجديد في عمّان: هل هو دبلوماسي محترف أم ضاب ...
- -وزارة الحرب-... التسمية أخيرًا تطابق الفعل: فضح الوجه الحقي ...
- عبد الرحمن الراشد.. وضياع البوصلة الأخلاقية في مهاجمة حماس و ...
- العدوان الأمريكي على فنزويلا: إرهاب دولة تحت غطاء مكافحة الم ...


المزيد.....




- كيف تصف انتهاكات إسرائيل خلال وقف إطلاق النار في غزة؟ رئيس و ...
- حماس: إسرائيل تسلّمت رفات ثلاثة رهائن متوفين آخرين من غزة
- روسيا تقتل 6 أشخاص على الأقل في أوكرانيا.. وكييف ترد بضرب من ...
- البابا يؤكد على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسان ...
- الوحدة العربية.. درع يحمي العرب أم وهم يعمق الانقسام؟
- كيف تعتنين بصحة الشعر الجاف؟
- رئيسة اللجنة الدولية لحماية الصحفيين: واشنطن مارست ازدواجية ...
- الأردن على حافة العطش وسط أزمة مياه وسدود شبه خاوية
- كاتب إيطالي: هل تحقق القاعدة سابقة وتسيطر على دولة مالي؟
- بلجيكا تحقق في رصد طائرة مسيرة فوق قاعدة عسكرية


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - السودان ... جرائم مليشيا الدعم السريع ومن يدعمها!