أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - خطة ترامب لغزة: شرعنة الاحتلال تحت غطاء «حلّ» ... صرخة لاجئ فلسطيني














المزيد.....

خطة ترامب لغزة: شرعنة الاحتلال تحت غطاء «حلّ» ... صرخة لاجئ فلسطيني


عاطف زيد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 8486 - 2025 / 10 / 5 - 02:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


• من وجهة نظر لاجئ طُرد من أرضه، تبدو مبادرة الإدارة الأمريكية محاولةً لتثبيت واقعٍ احتلاليّ عبر صياغات دبلوماسية تغضّ الطرف عن الحقوق الأساسية للفلسطينيين.
أُعيد اليوم إلى ذاكرتي صورة البيت الذي غادرته قسراً: بابٌ نصفه محطّم، ألعاب أطفالٍ مبعثرة، وصدى أسماءٍ لم يعد أحد يناديها إلا على أطراف الذاكرة. حين تُعرض على العالم «مبادرات سلام» تُعلَن بصياغات رسمية وزخارف دبلوماسية، فإنها لا تُعيد لنا البيوت ولا تُطمئن قلبي المتعب من ضياع الأرض. ومبادرة الرئيس ترامب لغزة ليست استثناءً؛ بل هي مثالٌ صارخٌ على مبادرةٍ تفرض شروطاً لتُرضي طرفاً واحداً بينما تتجاهل جذور الظلم والاحتلال.
الخطأ الجوهري في هذه الخطة هو أنها تبدأ من حيث انتهى الاحتلال، وليس من حيث يجب أن يبدأ الحل: إنهاء الاحتلال نفسه، ورفع الحصار، والاعتراف بحقوق اللاجئين، ووقف الاستيطان.
ما سينتج عن تطبيق هذه الخطة عملياً هو شرعنة واقعٍ قسريّ بوساطة نصوص تبدو حيادية، لكن مفاعيلها تخدم مصالح الجهة المحتلة.
عندما تُفرض شروط على حركةٍ فلسطينية كحماس بصياغات لا تراعي سياق التاريخ والظروف الميدانية، فإنّ ذلك لا يُظهر حياد الوسطاء، بل يفضح تحيّزهم السياسي والاستراتيجي للكيان الصهيوني.
كوني لاجئاً، لا أتحدث مجرّد سردٍ عاطفي؛ أتحدث عن حقوق مسلوبة، عن معاناة يومية لا تُقاس بعددٍ من التصريحات.
أطفالنا يكبرون داخل قطاعٍ محاصرٍ، فرصهم في التعليم والعمل مقيدة، وحياتهم تحكمها قيود تمنع حتى أقل عناصر الكرامة الأساسية.
مبادرات تُعرض من دون أن تعالج هذه الحقائق لن تكون سوى ورق تلوّنه الدبلوماسية ليوهم العالم بوجود حلٍّ حقيقيّ.
إدانة التحيّز الأمريكي لا تقلل من أهمية أيّ دور دبلوماسي جاد أو مفاوضات حقيقية، لكنّها مطالبةٌ بأن يكون الوسيط نزيهاً. الوسيط العادل لا يكون شريكاً استراتيجياً للكيان الصهيوني، ويستخدم ثقله لضبط شروط الحل بما يخدم هذا الطرف وحده.
إن ثبات الحقوق الفلسطينية على مبادئ القانون الدولي — إنهاء الاحتلال، العودة أو التعويض للاجئين، إقامة دولة فلسطينية حرة متصلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية — يجب أن يكون الإطار الذي تُبنى عليه أيّ مبادرة يراد لها أن تُسمّى «حلًّا».
على المجتمع الدولي، المنظمات الحقوقية، والهيئات الصحفية أن تنتهج دورا فعالا وحازما: كشف مآلات مثل هذه المبادرات، ومساءلة أي طرف يساهم في إضفاء مشروعية على سياسات تُبقي اللاجئين في حالة تشريد دائم.
المطلوب تحقيق دولي مستقل وشفاف، آليات محاسبة لانتهاكات الاستيطان والتهجير وارتكاب المجازر وخصوصا مجازر الإبادة الجماعية، ودعم الحراك القانوني والسياسي الفلسطيني للوصول إلى إنصافٍ حقيقيّ.
أما أولئك الذين يختزلون مطالبنا في صورٍ مبسطة أو يصرّون على تحميل حركات المقاومة كاملَ المسؤولية عن استمرار الأزمة، فليتذكروا أن المقاومة بكافة أشكالها — كما يُنظر إليها في القانون الدولي والسياق السياسي — لها أوجه متعددة، بينها المقاومة المسلحة، السياسية، القانونية، المدنية، وحق الفلسطينيين في السعي المكثّف للحفاظ على كرامتهم وحقوقهم.
لا يكفي أن نعيد ترتيب الأثاث على أرضٍ مسروقة؛ لا يكفي أن نكتب نصوصاً أنيقة تُحاكي الحل دون أن تعدّل ميزان القوى واقعياً.
لا سلام بلا عدالة، ولا استقرار بلا حقوق.
من موقع الألم والذاكرة، أقول: أي مبادرة لا تبدأ بإلغاء الاحتلال وإعادة الحقوق إلى أصحابها ستكون فقط محاولةً لتطبيع الظلم وشرعنة جرائم لم تجف دماؤها بعد.
القضية الفلسطينية ليست صفقة تُقدَّم على طاولة مصالحٍ إقليمية أو دولية، بل هي حقٌّ لا يموت، ومطلبٌ للعدالة لا للتزييف.



#عاطف_زيد_الكيلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتراض الصهاينة لأسطول الصمود في عرض البحر جريمة جديدةة يرتك ...
- خطة ترامب لوقف إطلاق النار في غزة: مؤامرة مكشوفة لتصفية القض ...
- الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو... صوت الإنسانية في وجه التوح ...
- من مانديلا إلى الجولاني: عندما تتحوّل منصة الأمم المتحدة مفخ ...
- ترامب الكذّاب على مسرح هيئة الأمم المتحدة: يكذب كما يتنفس
- سقوط فكر البرجوازية العربية: من أوهام التحرر إلى ضرورة البدي ...
- الاعتراف بالدولة الفلسطينية: مكافأة شكلية أم خدعة استراتيجية ...
- قمة الدوحة ... قمة الجبن والتطبيع: حين يتواطأ الخوف مع الخيا ...
- آن الأوان للبشرية أن تتحرر من السطوة الأميركية
- الكيان الصهيوني: دولة مارقة تهاجم الإنسانية وتحاصر الضمير ال ...
- العدوان الصهيوني على قطر: جريمة صهيونية جديدة ومسمار في نعش ...
- الصمتُ العربيّ حيال العدوان الصهيوني المستمر... جريمةٌ فوق ج ...
- السفير الأميركي الجديد في عمّان: هل هو دبلوماسي محترف أم ضاب ...
- -وزارة الحرب-... التسمية أخيرًا تطابق الفعل: فضح الوجه الحقي ...
- عبد الرحمن الراشد.. وضياع البوصلة الأخلاقية في مهاجمة حماس و ...
- العدوان الأمريكي على فنزويلا: إرهاب دولة تحت غطاء مكافحة الم ...
- إلحاق الهزيمة بالكيان الصهيوني شرط ضروريّ لبناء نظام عالمي ج ...
- توماس براك يفضح وجه أمريكا القبيح: وقاحة رسمية واستعلاء وقح ...
- اللواء أسامة العلي: وجه التطبيع المسموم وصدى نباح العدو الصه ...
- حزب الله ومحور المقاومة: بين فحيح التشويه وصوت الكرامة


المزيد.....




- جميعا للمشاركة في مسيرة يوم الاحد 05 اكتوبر 2025 بالرباط
- محللون: رد حماس أعاد صياغة خطة ترامب والأمور لا تزال معقدة
- ناشطو أسطول الصمود يروون تفاصيل احتجازهم بإسرائيل
- -مسار الأحداث- يناقش الغموض الذي يكتنف خطة ترامب بعد رد حماس ...
- تفاصيل عملية تسليم فضل شاكر نفسه إلى السلطات اللبنانية
- سوريا.. انتخابات لأول مجلس شعب بعد سقوط نظام الأسد
- إسرائيل.. بن غفير يهدد بالانسحاب من حكومة نتنياهو
- روسيا تقصف محطة قطار بأوكرانيا.. وزيلينسكي يطالب الغرب بتحوي ...
- محللون: نتنياهو يناور وسلاح حماس ذريعته للانقلاب على خطة ترا ...
- نتنياهو يوضح -هدف- فريق التفاوض الإسرائيلي المتجه إلى مصر


المزيد.....

- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - خطة ترامب لغزة: شرعنة الاحتلال تحت غطاء «حلّ» ... صرخة لاجئ فلسطيني