|
|
الشكل والمضمون في رواية -نساء الظل- خالد محمد صافي
رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 8543 - 2025 / 12 / 1 - 08:25
المحور:
الادب والفن
لا شك أن واقع المرأة العربية بائس، والأكثر بؤسا واقع المرأة الفلسطينية، وذلك لأنها تتعرض لأكثر من اضطهاد، الاحتلال، السلطة، المجتمع/ العائلة، وبما أننا في فلسطين نعيش تحت نير احتلال عنصري استيطاني، مما يزيد من وقع القسوة/ الظلم على المرأة، فالاحتلال يقتل ويعتقل ويجرح العديد من الفلسطينيين، وهذا يترك أثرا نفسيا على الأفراد ـ رجالا ونساء ـ وبما أن الرجل هو السيد/ المسيطر، وهذا يجعله يفرغ الضغط الذي يمر به على زوجته وأولاده وأسرته. نادية هذا المقدمة تفيدنا للدخول إلى مضمون الرواية وما تطرحه من أفكر وأحداث/ وشخصيات، فالرواية تطرح واقع المرأة في غزة تحديد، وإذا علمنا أن توحش جنود الاحتلال بلا ضوابط ولا قيود، مما يجعل قتل الفلسطيني، مسألة عادية جدا بالنسبة لجندي الاحتلال، فلا حساب ولا عقاب ولا تحقيق، من هنا وجدنا غالبية نساء الرواية: "نادية، فاطمة، أسماء، غادة، نسرين" تعرض أزواجهن للاستشهاد، وهذا ما يجعل واقعهن صعب وقاس، تحدثنا "نادية" عن واقعها بعد استشهاد زوجها، والاقتراحات التي طرحت لحل مشكلتها كأرملة: "حدثني حماي في الزواج من أخيه أي عم زوجي كزوجة ثانية حتى أكون تحت مظلة رجل يرعاني أنا وأبنائي، وألا يكون هذا الرجل غريباً، فعائلة زوجي أولى من الغريب برعايتي، ولما رفضتُ ذلك، عرض عليّ أن أتزوج أحد أسلافي المتزوجين لاسيما وأن السلف الصغير الأعزب لا زال صغيراً وأنا أكبره بخمسة عشرة عاماً، تراكم الحزن داخلي، وأنا أرى نفسي في عيون الغير سلعة معروضة في بازار الزواج" رغم أن "نادية" فقد زوجها ـ وهذا بحد ذاته مأساة نفسية بالنسبة لها ـ إلا أنها تتعرض لضغوطات أخرى، من خلال تعامل الآخرين معها كسلعة (بايرة) ويجب التخلص منها، وإيجاد مشتري لها، مهما كان، فالمهم التخلص من البضاعة الكاسدة، هكذا ينظر المجتمع للأرملة/ للعانس/ للمطلقة. وهناك مضايقات أخرى تتمثل بالحد من حرية الحركة والتنقل" وتم إجباري عن التنازل عن شقتي بدون مقابل من أجل السماح لي بالخروج من البيت والاستقلالية" فالأرملة بمثابة قنبلة يمكن أن تنفجر بأي شخص/ في أي مكان، لهذا يجب إبقائها في مكان (آمن) حتى لا (تؤذي) الآخرين، وإذا ما سمح لها بالحركة فيجب أن يكون هناك (تأمين/ أمان) للآخرين، من هنا تم إجبارها على التنازل عن شفتها، فلكل شيء ثمنه!!!. أما عن حالها وكيف تتصرف في حال خروجها، تقول: "في كل سلوك نتصرفه نتخيل أنفسنا عرايا أمام جمهور الناس الذي ينظر إلينا ويراقبنا ويتربص بنا، نتخيل عيون الناس في يقظتنا ومنامنا في واقعنا وأحلامنا، فإن لبسنا نلبس وفق عيون الناس، وإذا ضحكنا نضحك وفق قالب الضحك الذي وضعه الناس، تلاحقنا عبارة شو يقول عنا الناس في أفراحنا وأتراحنا" إذن القيود الاجتماعية تثقل كاهلها، بحيث تضع رقابة ذاته لنفسها، خوفا من القال والقيل، وهذا ما يجعلها محاصرة من كافة الجهات، فأي حياة هذه التي تعيشها الأرملة في المجتمع الذكوري!؟ فهل الحل يكمن في الصبر، أم في المواجهة، أم في إيجاد حلول؟ تجيبنا "نادية" بقولها: "مَن قال لكِ أنّني صابرة، أنا مضطرة للصبر لأنّه لا يوجد بديل آخر...تقول صديقة أخرى: يؤلمني الصمت، تؤلمني الحياة، توجعني ناصية البوح، لذلك مضطرة أن أقتات على الصبر كي تستمر الحياة" هذه الحالة (النفسية) لواقع المرأة الفلسطينية، لكن هناك حاجات جسدية للمرأة، غريزية، أليست كائن بشري، له متطلبات لا بد من تلبيتها؟ تخبرنا "نادية عن حاجاتها الجسدية بقولها: "هروب واختباء وراء قضبان الحرمان، وستائر العفة والشرف ... أنام على صهيل جسد في ثنايا اللاشعور، وأصحو على جلد للذات على ضفاف الشعور، إنه صراع يحتدم بين شعلة الجسد، وبين حياء النفس، بين رغبة تصعد على أكتاف الشهوة، وبين كبت يحتل تجاويف الروح" نلاحظ أن هناك بوح بما هو محرم/ محظور (الجنس) خاصة عندما يأتي من امرأة، وبهذا تكون "نادية" قد خطت أول خطوة نحو (التمرد/ الثورة) على واقعها، فمجرد حديثها يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح، لأن الكلام بحد ذاته بمثل تفريغا نفسيا. نادية تقابل موظف البنك الذي يطلب منها إزاحة الخمار عن وجهها لتأكد من شخصياتها، وهنا يجري انجذاب بينهما، يعطيها رقم جواله وحسابه على الفيس، وهنا تعود "نادية" إلى الأنثى فيها، وتسمح لنفسها باكتشاف جسدها الذي جف من قلة الماء: "أطلقتُ لأناملي العنان لاكتشاف رقبتي وجيدي ناصع البياض، وتوقفتُ على قمم صدري، نهدين مكورين استعادا شموخهما بعد سنوات غياب عن الرضاعة، نهدين مكتنزين بلون العاج وحلمات صغيرة بلون نهدي، وسهول بطني المشدودة على خصر يفصله عن أفخاذ بيضاء اكتنزت قليلاً مع سنوات العمر، وأرداف بارزة قليلة تنفي عن جسدي تهمة النحافة، شعرتُ كم أنا جميلة، وأن أنوثتي لا تزال حاضرة خلف أبواب العفة والحشمة التي تدثرتُ بها في سنواتي الماضية خشية من عيون الرجال، وخشية أن يفاتحني أحد بمفاتيح الزواج" نلاحظ تركزها على تأمل جسدها/ أنوثتها، بمعنى أنها تفكر في كونها تحمل جسد أنثى/ إنسانة لها رغبات/ حاجات لا بد من أخذها والحصول عليها، وهذا ما جعل نادية" تخطو خطوة أخرى في (تمردها/ ثورتها)، فقد اكتشفت/علمت أن هناك جسد أنثى بحاجة إلى نظيره، الرجل. تتقدم خطوة أخرى في ثورتها، وتبدأ في إعطاء جسدها ما يريده من خلال: "وأخذتُ أداعب تضاريس جسدي بأناملي، تخيلتُ زوجي طيف يطوق خصري بذراعيه، يحملني بين ذراعيه إلى السرير في خفة ودلال، ارتميتُ على سريري وغبت في خيالات أُخرى على ضفاف الرغبة، وسبحتُ في بحور الشهوة بأشرعة أنثى عطشى تتلقف قطرات المطر من سحب الغواية" في هذا المشهد تؤكد "نادية" أنها امرأة/ أنثى/ إنسانية وليست ماكنة صماء، فلها مشاعر امرأة، ولجسدها حق يجب أن يأخذه، لكن بما أن المجتمع الذكوري يقيدها كونها أرملة، ويتعامل معها كسلعة كاسدة، فعلها إشباع جسدها بطريقتها الخاصة: "ملقاة على سريري أعبث بأناملي بأعضاء جسدي الحساسة، نعم أريد أن أحب وأن أتحب، أريد أن ترتوي ينابيع الروح التي جفت من سنين، أريد أن أروى صحراء جسدي من قطرات مطر تتساقط من غيوم حب تداهمني وتجتاحني، أريد أن أشعر أنّني أنثى في خضم الحياة وليست على قارعة الطريق" رغم أن "نادية" تمارس (ثورة) حقيقية، لأن أن هذه الثورة (غير مجدية) فالثورة الحقيقة/ الناجحة تكون بوجود رجل حقيقي يعطي جسدها ما يريده، ويعطيها الحب الذي ترغب به، وهنا تقرر الزواج، لكن الدخلة كان يفترض أن تؤجل، إلى حين زواج ابنتها، لكن الرغبة الجامحة تجعلها تنقاد لرغبات جسدها: "ولكن عطش الروح للحنان، وشوق الجسد للدفء بعد طول صقيع، وكثبان الرغبة المتحفزة للزحف على واحة اللقاء بدد لحظات الانتظار" وهنا تكون "نادية" قد استعادت أنوثتها كاملة، ونجحت في ثورتها على واقعها كأرملة، وأصبحت امرأة/ إنسانية تمارس حياتها بصورة طبيعية/ سوية. أثناء وبعد (تمرد/ثورة) "نادية" يتم التوقف عند العديد من الأفكار ووجهات النظرة النسائية، فهن يفرقن بين الحب والجنس الذي يأتي لاحقا، بينما الرجل يرى الجنس أولا: "الأنثى عندما تمارس الحب فإنّها تمارسه بقلبها وشعورها وإحساسها إنما الرجال يمارسون الحب بقضيبهم، وشهوتهم، كل ما يهمهم هو جسداً يسرحون ويمرحون عليه لإثبات فحولتهم، وقذف سائل منيهم. فلا ينظرون للأنثى كإنسانة من لحم ودم تمرض وتعاني بل ينظرون لها كوعاء لتفريغ شهوتهم وإنجاب أبنائهم" هذه الرؤية وجدناها عند أكثر من امرأة، وهذا يخدم فكرة الرواية، إن المرأة إنسانة، وليست وعاء/ مفرغة للجنس، "نادية" تحوم حول هذه الفكرة في أكثر من موضع في الرواية، وكأنه تريد تأكيد حاجتها للحب الحقيقي، حجاتها لرجل عاطفي، وليس لذكر شهوني: "يسعى الرجال لمتعة الجسد بينما الأنثى تسعى للحب والشعور، هو يعانق الجسد من أجل قذف شهوته في جوفه، بينما الأنثى تسعى لمعانقة الروح قبل الجسد، فإذا اشتهت الروح بلغت متعتها وشهوتها، وإذا لم تبلغ الروح اكتفت بإعطاء جسدها ولكن بلا روح، بل كتلة من اللحم يركبه الرجل حتى يبلغ متعته، ثم يقوم من فوقها منتصراً لفحولته وليس لمشاعره أو أحاسيسه" وفي حالة امتطاء الزوجة من قبل الذكر تكون هي في عالمها الخاص، عالم متخيل بعيد كل البعد عما يُفعل بها: "صدقيني كم مِن أنثى تمارس الجنس مع زوجها تبرئة عتب وحل واجب شرعي، وكم منهْنَ ربما تترك له الجسد يمتطيه بينما تشرد بخيالها نحو الحبيب الأول، ممثل تعجب بوسامته، أم غير ذلك من فضاءات الخيال الأخرى" هذا الموقف نجده بتفاصيل أكثر دقة في رواية "أنف وثلاثة عيون" لإحسان عبد القدوس، فبعد أن تزوجت "نجوى" عرفيا من "عبد الفتاح" تحدثنا عن نظرتها للطريقة التي اقتحم فيها جسدها، وعن نظرتها لهذا العبور: "...ثم أتريد أن يحث لي شيء .. أن تسلى بشيء ... أي شيء .. لا أبالي بأي شيء..ثم تملكني شعور جارف بأني أريد أن أتفرج على عبد الفتاح بيه رفعت، الغني المشهور، صاحب النفوذ ..وهو يمارس الحب..وتفرجت..وتفرجت على شفتيه وهما تتحركان بين شفتي .. في اشتهاء عنيف جشع... تفرجت على أنفاسه وهي تفح وتلهث. تفرجت..كل ما أحسست به، هو إحساس المتفرجة ..كأني أشاهد فلما سينمائيا .. للكبار فقط .. كأن هذا الجسد ليس جسدي .. وكان كل ما يحدث لا يحدث لي .. أنا بعيدة ... هناك مقاعد المتفرجين ... أتفرج" ص191، هذا التلاقي بين الروايتين يؤكد أهمية العاطفة / الحب بالنسبة للمرأة، ويؤكد أن الجنس حتى لو حصل، دون رغبتها، فهو بالنسبة لها لا يعني شيئا، فهو بمثابة كلمة تسمعها ولا تلقي لها بال، فهي تعيش عالم خاص بها بعيدا عما يُفعل بها. فاطمة حال فاطمة لا يختلف عن "نادية" لكنها تناولت جانب السياسة في الرواية، وأبدت وجهة نظرها في العديد من الأحداث، من هنا سنتوقف عن رؤيتها السياسية، تتحدث عن العدوان على غزة وكيف يتم التنسيق مع الأنظمة العربية من خلال: "لقد زارت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيفي ليفني دولة عربية شقيقة قبل بدأ العدوان بأيام قليلة، يبدو أنّها أخذت الضوء الأخضر أو على الأقل ضمنت الصمت العربي والخنوع" هذا الأمر تم تأكيده بعد معركة طوفان الأقصى، حيث وجدنا أكثر من الصمت/ السكوت العربي، وجدنا المشاركة والدعم العربي للعدوان. وعن واقع (انتصار) المقاومة، والثمن الذي يدفعه الشعب الفلسطيني، ترى "فاطمة الانتصار انكسار لها ولأسرتها ولحياتها: "بدأت بيانات الفصائل تمجد صمود المقاومة، وإنّها انتصرت على العدو الصهيوني. فقلت بأسى: أين الانتصار وقد فقدت بيتي وعلى أبواب فقدان زوجي الذي يصارع الموت، يبدو أن العقل العربي لا يزيد ظاهرة صوتية تردد أوهام النصر ولا تعترف بهزيمة الواقع" فالاحتلال يمارس تغوله في الأرض الفلسطينية، فيدمر، ويهدم، يقتلع، ما في المكان، ويقتل ويشرد ويجرح الإنسان، هذه الأفعال والأعمال تمثل هدف بالنسبة له، كما هي وسيلة لردع الفلسطيني، فالانتصار الحقيقي/ الواقعي تراه "فاطمة" في قول أحد الشيوخ: "سأل المراسل التلفزيوني رجلاً عجوزاً عن إعلان حماس الانتصار في الحرب. فرد بعفويته وبساطته وسخريته ما يعجز القادة عن التعبير عنه: إذا هذا انتصار فكمان انتصار ثاني أو ثالث لن يكون هناك منازل في غزة. يبدو أن الانتصارات هي أوهام القادة الذين اعتادوا القفز عن الواقع وتزييف الوعي. فما أعرفه أن الانتصار سيكون يوم عودتنا إلى قرانا التي هجرنا منها نحن وآباؤنا وأجدادنا، وتحرير فلسطين من البحر إلى النهر" هذا القول المنطقي/ العقلاني يشير إلى طريقة تفكير عامة الشعب، وما يقال في التلفزة عن بطولات وإنجازات، ما هي ألا دمار وموت وتشريد بالنسبة للفلسطيني: "بانسحاب جيش الاحتلال من منطقتنا سارعت إلى حينا، وتفقد ما حدث هناك، وكم كانت المصيبة عندما شاهدت حينا قد أصبح أثرًا بعد عين، وأن الدبابات قد غيرت معالم المكان وحولته إلى منطقة طينية بلا بيوت". تقودنا "فاطمة" إلى انتصارات/ إنجازات المقاومة وإلى خسائر العدو بقولها: "لو حسبنا الإصابات وفق منطق حسابهم فإنْ كل سكان القطاع عندنا قد أصيبوا، مَن منا لم يصب بالخوف أو الهلع، كم كبير أو صغير قد بال على نفسه مما شاهد وسمع، كم منا لا يحتاج لعلاج نفسي من صدمات هول ما رأى وسمع...غزة تحتاج عيادات نفسية في كل حي، وطبيب نفسي في كل حارة وزقاق، شتان بين هلعهم وهروبهم إلى ملاجئ مؤمنة وبين خوفنا وهروبنا إلى العراء وإلى المجهول" فهنا حقيقة يحاول العديد ممن يريدوننا أن نبقى رأس الحربة في مواجهة العدو، يريدوننا أن نبقى غافلين عن هذه الحقيقة، العدو يؤمن للمستوطنين الملاجئ والفنادق، بينما شعبنا يلجأ إلى العراء، إلى الخيم التي تطيرها الريح وتغرقها أمطار السماء. تلخص فاطمة رؤيتها لحال الفلسطيني من خلال ما قاله: "محمد الماغوط": "من الغباء أن أضحي بنفسي ليعيش أطفالي من بعدي مشردين من الغباء أن تثكل أمي بفقدي وهي لا تعلم لماذا مت من العار أن أترك زوجتي فريسة للكلاب من بعدي الوطن حيث تتوفر لي مقومات الحياة لا مسببات الموت والانتماء كذبة اخترعها الساسة لنموت من أجلهم" كلنا يعلم أن الماغوط لم يكن انهزاميا، بل كان كاشفا/ معريا لكل من يتاجر بالمواطن ويبيعه بضاعة فاسدة/ منتهية الصلاحية، تلك البضاعة التي تسمى "الوطن" فالوطن ليس كلمة، بل أفعال نجدها على الأرض تخدم المواطن وتهيئ له الحياة السوية/ العادية ـ كحد ادنى ـ لكننا نعيش القمع والفقر والجهل والفساد: "وقال لنا الحكام الجدد سيكون هناك تغيير وإصلاح، وأن أنبوبة الغاز سوف ينخفض سعرها إلى اثنى عشر شيكل...وبعد أن كان يزف في موكب السيارات الرسمية فلان أصبح هناك علان، وازداد الفقير فقراً والبائس بؤسًا واليائس يأساً" هذا حالنا ليس في فلسطين فحسب، بل في المنطقة العربية، فبعد أن انتصرت الثورات في (الربيع العربي) وجدنا (الخير) يعم الشعب، والناس في أمن وأمان، ويهنؤون بحياة رغيدة ما بعدها حياة!ّ!! الشخصيات بقية شخصيات الرواية "أسماء، نسرين، غادة" تحدثن بروح نادية وفاطمة وبصوتهما، حتى أننا وجدنا فكرة الجنس والعاطفة عند نسرين وأسماء كما طرحتها "نادية" والسياسة وجدنها عند نسرين بالروح والرؤية التي تحدثت بها "فاطمة" وهذا يقودنا إلى لغة الشخصيات جاءت تتحدث بصوت واحد، فرغم تعدد الشخصيات، إلا أن القارئ لا يشعر بالفرق بينها، فهي تتحدث بصوت واحد ولغة واحدة، وهذا ما أضعف بنية الرواية الفنية. خاتمة الرواية من أكبر هفوات الرواية الفنية الطرح المباشر للأفكار، فما جاء في خاتمة الرواية من أهداف للرواية، وكشف الهدف/ الغاية منها: "ولا ندعي أنّنا نمثل جميع الأرامل، فلكل أرملة قصة وحكاية، ولكل مسيرة حياة مدار خاص بها، لكل هؤلاء نقول إنّنا نُحاول هنا أن نصيغ ميثاق شرف نسلط به الضوء على حقوقنا: - لنا الحق أن نعيش بكرامة بعيداً عن الإهانة لفظاً وفعلاً، فكراً وسلوكاً. - لنا الحق في التمتع بحقوق معيشيّة تكفل لنا لقمة العيش الكريم تحمينا من التسول أو التعرض للتحرش من ذوي النفوس الضعيفة. - لنا الحق حضانة أطفالنا حضانة مستمرة طالما لم نتزوج، ولم نقصر في رعايتهم والسهر على راحتهم. - لنا الحق في حماية قانونية تكفل لنا حقوقنا المادية في مواجهة محاولة السطو عليها من عديمي الأخلاق والوازع الديني. - لنا الحق في الزواج وفق كتاب الله وسنته، ونستمر في رؤية أطفالنا والمساعدة في رعايتهم بقدر ما نستطيع. - لنا الحق في الحماية من تقاليد المجتمع البائدة التي تلاحقنا، وتحاول أن تسجننا بقيود مجتمعية، ووضعنا في قوالب نمطية تشعرنا بامتهان كرامتنا. - لنا الحق في امتلاك إرادتنا، والتمتع بحرياتنا في اتخاذ قرارانا، وليس التصرف بنا كسقط متاع أو تركة وراثية. - لنا الحق أن نعيش حياتنا مع أطفالنا دون وصاية من أحد. لنا الحق أن ندعو لتعدد الزوجات من أجل مشكلة الأرامل والمطلقات والعوانس التي تفاقمتْ؛ بسبب العدوانات الإسرائيلية المتكررة، والحصار الاقتصادي حفاظاً على السلم الأهلي والمجتمعي واستجابة لنداء الشرع والواجب الوطني" يمثل أكبر هوة وقع بها السارد، فالمتلقي بالتأكيد وصل إلى هذه الأفكار من خلال أحداث الرواية وشخصياتها، فما الداع لها، ما داع لتلخيصها وتقديمها بهذا الشكل المباشر!!!؟؟ من هنا نقول إن أفكار الرواية مهمة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا للفلسطيني وللعربي، لكن الشكل والطريقة التي قدمت بها كانت ضعيفة، فالشخصيات تحدث بصوت ولغة واحدة، والخاتمة جاءت لتقتل الرواية، وتضع القارئ وكأنه أمام (أستاذ/ محاضر/ شيخ) يلقي مواعظه على لمستمعين.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفلسطيني القومي في ديوان -رهين النكبات 5- أسامة مصاروة
-
التألق في قصيدة -من ركن بعيد- محمد أبو زريق
-
التألق في قصيدة -من ركن بعيد- محمد أبو زريق
-
غزة والشاعر في ديوان -دم دافئ فوق رمل الطريق- سميح محسن
-
الشكل والمضمون في مجموعة -دوي الصوت فيهم-
-
الإنجليز وفلسطين في رواية -قلادة ياسمين- عامر أنور سلطان
-
إنجازات فخر الدين المعني في كتاب -الدولة الدرزية- بيجيه دوسا
...
-
وقفة مع كتاب -نافذة على الرواية الفلسطينية وأدب الأسرى- للكا
...
-
التجديد في الديوان الجديد أقمار افتراضية في ليل يطول - هاينك
...
-
التمرد والعبث في كتاب -فرناندو بيسوا- كميل أبو حنيش
-
رواية سعادة الأسرة ليو تولستوي، ترجمة مختار الوكيل
-
الإقطاع والاشتراكية في -قصص الدون- ميخائيل شولوخوف، ترجمة عب
...
-
الاجتماعي والسياسي في رواية -أنا يوسف يا أبي- باسم الزعبي
-
الأيديولوجيا في رواية عبر الشريعة بسام أبو غزالة
-
كتاب -غزة ليست فقط قصة حب أخرى- حسن يافا
-
كتاب -النزعة الصوفية والتأملية في شعر منذر يحيى عيسى- عبير خ
...
-
الحواس في -يسافر همسك- وفاء كامل
-
القتامة في -ما الملجأ؟- شيماء عبده
-
ديمقراطية النقد والناقد في كتاب -الأسوار والكلمات- فراس حج م
...
-
الأردن في رواية -تايكي- يوسف الغزو
المزيد.....
-
فيلم جديد يكشف ماذا فعل معمر القذافي بجثة وزير خارجيته المعا
...
-
روبيو: المفاوضات مع الممثلين الأوكرانيين في فلوريدا مثمرة
-
احتفاء مغربي بالسينما المصرية في مهرجان مراكش
-
مسرحية -الجدار- تحصد جائزة -التانيت الفضي- وأفضل سينوغرافيا
...
-
الموت يغيب الفنان قاسم إسماعيل بعد صراع مع المرض
-
أمين معلوف إثر فوزه بجائزة أدبية في المكسيك: نعيش في أكثر عص
...
-
الدرعية تحتضن الرواية: مهرجان أدبي يعيد كتابة المكان والهوية
...
-
أمين معلوف إثر فوزه بجائزة أدبية في المكسيك: نعيش في أكثر عص
...
-
يهود ألمانيا يطالبون باسترداد ممتلكاتهم الفنية المنهوبة إبان
...
-
هل تقضي خطة ترامب لتطوير جزيرة ألكاتراز على تقاليد سكانها ال
...
المزيد.....
-
خرائط العراقيين الغريبة
/ ملهم الملائكة
-
مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال
...
/ السيد حافظ
-
ركن هادئ للبنفسج
/ د. خالد زغريت
-
حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني
/ السيد حافظ
-
رواية "سفر الأمهات الثلاث"
/ رانية مرجية
-
الذين باركوا القتل رواية
...
/ رانية مرجية
-
المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون
...
/ د. محمود محمد حمزة
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية
/ د. أمل درويش
-
مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز.
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|