أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - مصر العربية أم الفرعونية؟! (1 )














المزيد.....

مصر العربية أم الفرعونية؟! (1 )


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8540 - 2025 / 11 / 28 - 22:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مهما بحثنا عن الإجابة على هذا السؤال في شتى مظانها، فلن نجد أبدع وأشمل وأقطع من تناول المبدع جمال حمدان لهذا الموضوع في الدُّرَّة الثقافية النادرة، التي أغنى بها المكتبة العربية بعنوان "شخصية مصر"، وتقع في أربعة مجلدات.
يُلفت جمال حمدان الأنظار والعقول إلى ظاهرة تضخيم البُعد الفرعوني في تاريخ مصر، ليبعدها عن عروبتها ويطمس معالمها. ويشير إلى أن من يفعل ذلك، يتساءل في كلام له خبئ: "فرعونية أم عربية؟". وينبه إلى إخفاء السؤال ذاته وراء قضية ثانية جديدة، هي المقابلة بين الوحدة العربية والوحدة الافريقية. ويحلو للقائلين بذلك أن يرتبوا على هذه المقدمات ما يفيد بأن مصر "ليست عربية ولكنها مستعربة"، "ليست عربية، ولكنها متكلمة بالعربية"، "ليست عربًا، ولكن أشباه عرب".
أما الهدف المهدوف الوصول إليه، فهو تخريجات سياسية واضحة تروم التشكيك في عروبة مصر، وبالتالي عزلها عن العالم العربي.
ويذكِّرنا جمال حمدان بأن مصر لم تكن الوحيدة، التي أُثير بشأنها جدلٌ من هذا النوع. فالسودان وُصِف بأنه افريقي وليس عربيًّا. والمغرب زعموا وما يزال بعضهم يزعم بأنه بربري لا عربي. وقيل عن الشام بأنها فينيقية وليست عربية. ولم يكن العراق بمنأى عن التشكيك بعروبته أيضًا. باختصار، كل أجزاء الوطن العربي خارج الجزيرة العربية دُمغت بصورة أو بأخرى بأنها ليست عربية، ولكنها مُستعربة على أساس أن السكان لم يكونوا عربًا قبل التعريب.
لكن هذا الأساس كما يرى جمال حمدان برؤية علمية واثقة، ينهار من اللحظة التي يتطلب فيها "عروبة جنسية". فالعروبة مضمون ثقافي لا جنسي أولًا. ومع ذلك، فكل الغطاء البشري الذي يغطي العالم العربي اليوم هو أساسًا فرشة واحدة من جذر واحد، حيث الاختلاط والانصهار الدموي بين العرب الوافدين والسكان الأصليين حقيقة تاريخية بعيدة المدى.
ويكشف جمال حمدان بؤس المناقشة وخواءها من أساسها، وأنها ليست أكثر من منطق مزايدة وهروب. ففي عقر دار العرب سنجد "العرب العاربة"، و "العرب المستعربة". لكننا لا نسمع من يزعم أن عرب الشمال ليسوا عربًا، وإنما متكلمون بالعربية. ويتساءل بصيغة استنكارية: لا ندري إلى أي مدى يمكن المُضي في تجريد جزء آخر من العرب العاربة بدورها من أصالته؟!
الواقع أن هذا المنطق، الذي نرى أننا لا نغلو بوصفنا له بالمشوه، من شأنه أن يجعل العرب كالأميركيين، كما يرى جمال حمدان. فهو يخلق في مصر شعبة فرعونية(فرعونية- عربية)، وفي العراق شعبة اشورية(اشورية- عربية). وهذا كله يتجاهل أربعة عشر قرنًا تجمع بين الجميع في إطار واحد يَجُبُّ مثل هذه العرقية الشعوبية.
أكثر من هذا، فإنه يتجاهل أن العروبة نقيض الأميركية في أصولها تمامًا. فالأخيرة نشأت من هجرة أشتات من شعوب متنافرة، لتتصاهر وتنصهر معًا في بوتقة وطن جديد عبر المحيط، بينما العروبة قامت من هجرة جزء من شعب واحد ليتصاهر وينصهر مع شعوب متباينة في أوطان قديمة متلاصقة. الأولى تحولت على أرض الواقع إلى ما يشبه أوروبا صغرى، فيما خلقت الثانية بلاد العرب الكبرى.(يتبع).



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (6) ارهاصات سبقت الثورة
- لماذا يندفع البرتقالي لوقف الحرب في أوكرانيا !
- وليس بعد الفَسْحَلَة غير الاستباحة !
- زيلينسكي يتهيأ لتجرع سُم الهزيمة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (5) خَطِيِّة الناس برقبت ...
- أحمر حمار في الغابة/ قصة قصيرة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (4) هل توافقون على إقامة ...
- وهم حوار الأديان!
- أقدم مخطوطات القرآن الكريم
- هل يتجه عالمنا إلى الفوضى؟!
- الغنيمة
- المرأة العربية قبل الإسلام
- الأردنيون مسؤولون عن انحباس المطر !
- الرافد الرئيس للتكفير في ثقافتنا
- شيء من اللامعقول تحت المجهر
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (3) قدوم الأمير عبدالله ...
- الشِّيْخَة
- أنموذج بئيس لتطبيق الشريعة الإسلامية في السودان !!!
- القلق الرسمي الأردني والاحتمالات المفتوحة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (2) لقاءٌ مع الأمير فيصل ...


المزيد.....




- لبنان.. أسرة فضل شاكر تنفي تدهور صحته بانتظار استئناف محاكمت ...
- بيان سعودي رسمي بعد العملية الإسرائيلية في ريف دمشق
- مصر.. فيديو لأشخاص يروجون ويتعاطون المخدرات والداخلية تعلق
- أُبي بشرايا في بلا قيود: القرار2797 لم يجعل الحكم الذاتي الق ...
- ألمانيا ـ الضغوط تتزايد على المستشار ميرتس قُبيل زيارته لإسر ...
- سوريا: احتفالات عارمة بمرور عام على معركة سقوط الأسد وسط تند ...
- الاحتلال الإسرائيلي يواصل هدم منازل المهجرين في مخيم جنين
- أوربان يتحدى أوروبا ويتباهى بالنفط الروسي
- النيابة الفرنسية تطلب التحقيق بقتل الاحتلال طفلين فرنسيين بغ ...
- احتجاجات ضد دعم إسرائيل تعطل رحلات جوية وقطارات بإيطاليا


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - مصر العربية أم الفرعونية؟! (1 )