أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - خطة ترامب للسلام في أوكرانيا – ملف خاص – الجزء 5















المزيد.....

خطة ترامب للسلام في أوكرانيا – ملف خاص – الجزء 5


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8538 - 2025 / 11 / 26 - 19:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

26 نوفمبر 2025

ثمن السلام… حين تكتشف الإمبراطورية أن العالم تغيّر من دونها

في نهاية عام 2025، بدت واشنطن كأنها تعلن — على إستحياء — نهاية فصل من الغطرسة السياسية. «خطة ترامب للسلام» التي خرجت فجأة من دهاليز البيت الأبيض لم تكن مجرد مبادرة متعجلة لإنهاء حرب طويلة؛ بل كانت، كما يلمّح الكاتب الروسي أليكسي بيلوف في مقاله المنشور في 24 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري على منصة Discred.ru بعنوان: «ثمن السلام: لماذا تحتاج الولايات المتحدة إلى إتفاق مع روسيا»، إعترافًا بأن النظام الدولي الذي صاغته الولايات المتحدة طوال ثمانية عقود بدأ يتفلت من قبضتها.
ومَن يقرأ هذا التحول السريع يجد فيه صدىً بعيدًا لتحولات كبرى عرفها العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية: كلما شاخت الإمبراطوريات، يُصبح السلام — أو بالأحرى «صفقة السلام» — هو الملاذ الأخير لإنقاذ ما تبقى من إمتيازاتها.
لكن كم من إمبراطورية إكتشفت هذه الحقيقة متأخرة؟

من يالطا إلى كييف… العالم الذي تغيّر تحت أقدام واشنطن

عندما جلس المنتصرون الثلاثة — ستالين وروزفلت وتشرشل — في يالطا عام 1945، بدا الكون منقسمًا بوضوح بين منظومتين. الحرب الباردة لم تكن حربًا فقط؛ كانت نظامًا عالميًا بأكمله، يقوم على ثنائية قطبية صلبة:
الإتحاد السوفياتي في الشرق… والولايات المتحدة في الغرب.
ثم جاءت لحظة 1991.
على أنقاض موسكو السوفياتية، أعلنت واشنطن «نهاية التاريخ» — عبارة فرانسيس فوكوياما الشهيرة التي بدت حينها كأنها نبوءة منتصرة، لا أطروحة فلسفية.
لكن التاريخ لم ينتهِ.
لقد توارى قليلًا… ثم عاد منتقمًا.
في تلك السنوات، تصوّرت الولايات المتحدة أن العالم قد دخل طور «الأحادية القطبية»، وأن القوة العسكرية والإقتصادية وحدها كافية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، وإخضاع روسيا، وإحتواء الصين. لكن كل حرب من أفغانستان إلى العراق، ومن ليبيا إلى سوريا، كانت تترك شرخًا صغيرًا في جدار الهيمنة.
وفي الوقت نفسه، كانت الصين تنمو بهدوء، وروسيا تستعيد أنفاسها، والعالم يتحول تدريجيًا إلى فسيفساء متعددة المراكز.
اليوم، تكتب صحيفة The Economist: «النظام العالمي القديم سينجرف… ويواصل تفتته». جملة قصيرة، لكنها تحمل وزن سبعة عقود من الإنقلابات الكبرى.


أوكرانيا… حين يصبح الميدان مرآة للنظام الدولي

في تقرير لوزارة الخارجية الروسية جاء ما يلي: «أوروبا لم تعد تشك بأن النظام في كييف يتجه نحو الهزيمة».
يعلّق بيلوف قائلًا: «نعم، يمكن للحرب أن تمتد سنتين أو ثلاث، لكن إتجاه السهم لا يتغير».
هذه ليست مجرد معركة على أرض أوروبية شرقية.
إنها نقطة توازن عالمية: إذا سقطت كييف — بالمعنى الإستراتيجي لا العسكري — فإن المشروع الغربي نفسه سيتلقى ضربة وجودية.
وإذا إنتصرت موسكو، ولو سياسيًا، فسيتأكد للعالم أن زمن الأحادية قد إنتهى.
واشنطن ترى ذلك بوضوح.
ولهذا تسعى، كما يقول بيلوف، ليس «لإنقاذ أوكرانيا»، بل لإنقاذ موقعها في عالم يتغير بسرعة أكبر مما تستطيع إحتواءه.

اللحظة الصينية–الروسية: تحالف لم يكن يتخيله أحد

عندما نشرت The Wall Street Journal تقريرها الأخير، جاء فيه: «بدأ سباق تسلّح جديد، لكن هذه المرة تواجه الولايات المتحدة خصمين متكافئين… بعد أن فقدت تفوقها الصناعي».
هذا الإقتباس وحده يكفي لرسم صورة لرجلين يقفان على جانبي الولايات المتحدة:
روسيا — بترسانتها النووية وموقعها الجغرافي ومرونتها الإقتصادية،
والصين — بثقلها الصناعي وقدرتها على إعادة تشكيل الخريطة التجارية بأكملها.
هذا الإرتباط الروسي–الصيني لم يكن واردًا في حسابات واشنطن قبل ثلاثين عامًا.
لكن العقوبات، والضغوط، ومحاولات العزل، أدت — كما يلاحظ بيلوف — إلى خلق محور لم يكن موجودًا أصلًا.
هي مفارقة التاريخ: الضغط الذي كان يُراد له أن يخنق موسكو… هو نفسه الذي دفعها إلى أحضان بكين.


سلاح العقوبات… حين يرتد الرصاص على صاحبه


وفق معهد الاقتصاد الألماني (IW): الصادرات الروسية إرتفعت 18% ووصلت إلى 330 مليار دولار.
الصين إشترت بـ 130 مليار.
الهند قفزت إلى المرتبة الثانية.
الإتحاد الأوروبي لا يزال الشريك الثالث لروسيا.
المجر زادت وارداتها 31%.
هذه الأرقام ليست تقارير إقتصادية معزولة.
إنها شهادة وفاة للمنطق الذي حكم السياسة الغربية منذ 2014: «اضغط على روسيا إقتصاديًا… تنهار سياسيًا».
لكن ما حدث هو العكس تمامًا.
العقوبات لم تُضعف روسيا، بل أضعفت قدرة الغرب على فرض إرادته.
وهي لم تعزل موسكو، بل دفعت العالم غير الغربي إلى الإقتراب منها أكثر.
وهنا يتشكل السؤال الكبير الذي تخشاه واشنطن:
ماذا لو بدأت روسيا والصين ومعهما عشرات الإقتصادات الصاعدة في إبتكار نظام عالمي لا يحتاج الغرب أصلًا؟


ومن هنا… يصبح «السلام» حاجة أمريكية

عندما تقرأ «خطة ترامب للسلام» تجد أنها ليست خطة لإنهاء حرب، بل خطة لإنقاذ الهيمنة:
•عودة روسيا إلى G8
•رفع العقوبات
•مشاريع مشتركة في القطب الشمالي
•إعادة فتح بوابة الإقتصاد الروسي
•محاولة جذب موسكو بعيدًا عن بكين
كل هذا — كما يكتب بيلوف «تحتاجه الولايات المتحدة أكثر بكثير مما تحتاجه موسكو».
فروسيا تفاوض من موقع قوة، لا لأنها تريد الحرب، بل لأنها لم تعد تخشى نتائجها.
والولايات المتحدة تريد السلام، لا لأنها تؤمن بالسلام، بل لأنها باتت تخشى الإستمرار في الحرب.

الزمن الذي ينقلب على صانعيه

من يقرأ التاريخ يدرك أن النظام الدولي لا يموت فجأة.
إنه يتآكل ببطء، عبر تشققات صغيرة متكررة… حتى تكتمل الفجوة.
وقد تبدو «خطة ترامب» واحدة من تلك اللحظات التي تلمس فيها القوة العظمى الحافة، وتدرك أن عليها أن تتراجع خطوة، ولو كانت خطوة مؤقتة.
السؤال الحقيقي اليوم ليس:
هل تغيرت الولايات المتحدة؟
بل: هل تأخرت في التغيير لدرجة قد تجعل عودتها إلى الصدارة مستحيلة؟
لقد تغيّر العالم.
تغيّرت موازين القوة.
تغيّرت الجغرافيا السياسية.
وكل خطة سلام لا تعترف بهذه الحقيقة… ليست سوى فاصل قصير قبل فصل جديد من الصراع.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 781 - ترامب – إبن سلمان: تحالف القوة والمال… وص ...
- خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا - ملف خاص - 4
- طوفان الأقصى 780 - غزة… والولايات المتحدة… وإسرائيل: حين تصط ...
- خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا - ملف خاص -3
- طوفان الأقصى 779 - فلسطين: الذاكرة التي لا تنام - حين يصبح ا ...
- خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا - ملف خاص - 2
- طوفان الأقصى 778 – العراق بعد الإنتخابات – صراع النفوذ وتواز ...
- خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا - ملف خاص - 1
- ألكسندر دوغين - تصاعد الخطاب المعادي لإسرائيل في الولايات ال ...
- ألكسندر دوغين - ماغا MAGA والصليب في زمن “السلام الكاذب”
- طوفان الأقصى 776 - واشنطن – تل أبيب: ترامب يطلب العفو عن نتن ...
- طوفان الأقصى 775 - غزة بين الخطة الأمريكية والإعتراضات الإقل ...
- ألكسندر دوغين - لماذا تحتاج روسيا إلى إنترنت سيادي؟
- طوفان الأقصى 774 - مراجعة لكتاب الغد كان بالأمس - 3-3
- طوفان الأقصى 773 - مراجعة لكتاب الغد كان بالأمس - الجزء 2-3
- طوفان الأقصى 772 - مراجعة لكتاب -الغد كان بالأمس: الحياة وال ...
- طوفان الأقصى 771 - تغيّر بوصلة الغضب في الشرق الأوسط: قراءة ...
- طوفان الأقصى 770 - السلام في الشرق الأوسط وممر النقل العابر ...
- طوفان الأقصى 769 - خطوة إلى الأمام... خطوتان إلى الوراء: قرا ...
- طوفان الأقصى 768 - إيران وتوقيت العودة إلى التخصيب: إستراتيج ...


المزيد.....




- زيلينسكي يدعو لإبقاء العقوبات على روسيا طالما رفضت جهود السل ...
- -أرتال من الجيش السوري تتجه للساحل- بعد احتجاجات اللاذقية.. ...
- مستودع ذخيرة يتحول إلى قنبلة: انفجار إدلب يودي بحياة 5 مدنيي ...
- السودان: البرهان يدعو ترامب إلى التدخل لإنهاء الحرب المستمرة ...
- مصر: تطبيق للمساعدة في تشخيص التوحد عند الأطفال
- تسريبات تظهر المبعوث الأمريكي ويتكوف يقدم المشورة لروسيا، وت ...
- لماذا يزور البابا لاون هذه البلدة التركية الصغيرة؟
- سوريا: هدوء حذر بعد مواجهات أعقبت تظاهرات للعلويين في حمص وم ...
- -الرمح الطائر-: شركة صينية تكشف سلاحًا فائق السرعة.. رسالة م ...
- اتفاق تاريخي بين قبرص ولبنان لترسيم الحدود البحرية


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - خطة ترامب للسلام في أوكرانيا – ملف خاص – الجزء 5