أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - حين خسر الحلم














المزيد.....

حين خسر الحلم


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 8525 - 2025 / 11 / 13 - 22:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خسر الشيوعيون...

لكنهم ما خسروا وحدهم، خسر الحزب والعلمانيون والمدنيون والديموقراطيون وكل الوطنيون الحقيقيون، وخسر معهم الباحثون عن وطن يشبه أحلامهم، خسرنا جميعا... خسر الوطن حين صفق لسارقيه، خسر الطفل مستقبله حين باع أبوه صوته بكيس طحين، وخسرت الأمهات حين صدّقن أن الحراميّة سيوفرّون لأبناءهنّ ولهنّ حياة كريمة في بلد يطفو على النفط .


خسر الشيوعيون ...

وخسر معهم حلم التغيير، ذلك الحلم الذي عاد إلى قبره المظلم، إلى أربعة أعوام عجاف قادمة،
تعادُ فيها المسرحية ذاتها، بأبطال مختلفين في الوجوه، ومتشابهين في النوايا، لكنّهم متّحدين ومصمّمين على خراب العراق، وكأنّ بينهم وبين هذا العراق ثأر قديم.

أيها الجماهير الفقيرة والمعدمة...

إلى متى تصوّتون للخراب ولجفاف أنهاركم وموت أرضكم عطشا؟ إلى متى تمنحون اللصوص مفاتيح بيوتكم العشوائية البائسة، ثم تبكون من سرقتها؟ أإلى هذا الحد صار الفقر وسيلة لبيع الكرامة؟ أإلى هذا الحد صارت الخديعة دينا، وصار الوطن صفقة تُقايضُ فيها الخبز بالحرية؟

يا وطن مبتلى باللصوص والفقر والموت والجهل والتخلّف والضياع، كم مرة سنعيد كتابة الهزيمة؟ كم مرة سنحمل النعوش ذاتها الى نفس المقابر، ونغنّي للنصر الوهمي ذاته، نصر طائفة على طائفة، وقوميّة على قوميّة؟ كأننا لا نتعلّم، كأننا عبيد نعشق السلاسل والسياط، كأننا نخافُ النور أكثر من العتمة!

خسر الشيوعيون، نعم...

لكنهم خسروا بشرف، وخسر معهم المقاطعون، الذين بمقاطعتهم منحوا الفاسدين ميداليات "النصر" الزائف، لكنهم تركوا لهم ساحة بلا مقاومة تُذكر. وهكذا تستمر، تستمر العملية السياسية المدمّرة ذاتها، تدور كطاحونة لا ترحم، تسحق الحلم تحت أقدام الطامعين، وتعيد تدوير الوجوه الكالحة ذاتها، بأقنعة جديدة قديمة... وأكاذيب قديمة قدم فكرهم البالي المتخشّب.

ومع ذلك...لا بُدّ أن نقول الحقيقة كما هي: الحزب نفسه يحمل جزءا ليس بالقليل من الوزر، حين شارك في انتخاباتٍ محسومةٍ سلفًا، دون سلاحٍ في مواجهة قوى فاسدة تتحكّم بالصندوق الأنتخابي، وبالقانون، وبالأصوات، وبالسلاح، وبمصيرِ الناس. دخل الميدان أعزل، يحمل صدقه في زمن لا يؤمن بالصدق، فكان النقاء وحده لا يكفي للنصر.

أيتها الرفيقات والرفاق...

أيها الحالمون بوطن لا يُباع ولا يُشترى... لا تحزنوا، فالخسارة ليست في الأرقام، الخسارة في ضمير نام، في وعيٍ جائعٍ باع صوته ثم بكى من الجوع، في مريض بلا دواء، في طلبة يفترشون الأرض في صفوف دراسية بمدارس طينيّة أو آيلة للسقوط، وسيبقى العراق، رغم هذا الرماد، ينتظر فجر يولد من بين الركام، ينتظر جيل لا يبيع صوته، لا يبيع مستقبل أجياله القادمة، لا يبيع وطنه، ولا يخاف من الحلم...

جيل كجيل وثبات العراق وانتفاضة تشرين يقول: كفى.. كفى موتا، كفى سرقة، كفى كذبا باسم الدين والوطن والمتاجرة بهما، كفى استمرارا لهذه العملية السياسية المدمّرة، كفى دورانا في دوامة الوهم!

الوطن لا يُشفى بالفساد، ولا تُبنى الدولة على أنقاض الحقيقة.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيد الوطني العراقي بين حقيقة تموز وكذبة تشرين
- العراق ... وطن يُدار بالفساد
- العمائم بين القداسة والدمار ..مشاريع إمبراطورية العمائم الأق ...
- اكبر قاعدة امريكية تحمي كل شيء ... الا مضيفها
- على أبواب الانتخابات العراقية ... البرامج الانتخابية حدوتة م ...
- كامل شياع مثقف عضوي
- إنتخابات عراقيّة بآليّات إيرانيّة
- لتكن بان زياد... مهسا أميني العراق
- العراق ... سلطة عصابة أم عصابة سلطة؟
- الشبيبة العراقية ودورها في التغيير
- ظاهرة الرِقْ في العراق
- لا ديموقراطيّة في ظلّ تبعية الدولة في العراق
- عالية إنصيّف من رفيقة في حزب البعث الى علويّة في حزب الدعوة
- كلّنا يا موفق نهيئ للربّ عتاباً
- قمّة بغداد لا تغيّر من الواقع العربي المأزوم شيئا
- البعث الفاشي هو الحزب الذي ساد ثمّ باد
- العملاق الكويتي والقزم العراقي وتعديل قانون الأحوال الشخصية
- متى يخرج العراق من أزماته
- العراق من الديكتاتورية الى الإحتلال الى الأمل فالمحنة
- أيّها الإسلاميّون أنّه سلام عادل


المزيد.....




- لحظة اندلاع حريق هائل في معبد صيني.. فيديو يظهر ما حدث للمبن ...
- لحظة سقوط صواريخ روسية ضخمة على كييف في أكبر هجوم منذ أسابيع ...
- شاهد.. عائلات في غزة تعاني جراء غرق خيامها بسبب الأمطار الغز ...
- أضواء الشفق القطبي النادرة تضيء السماء في شمال الصين
- معاناة مرضى السكري في مصر
- ماذا يقول النازحون من الفاشر عن الفظائع التي شهدتها المدينة؟ ...
- -تركيا لا تتجه غرباً، بل الغرب من يتّجه نحو تركيا-- في جولة ...
- تحذيرات أممية: السودان يعيش حربًا بالوكالة وسط نزوح جماعي وم ...
- باكستان تعلن توقيف خلية إرهابية مرتبطة بـ-طالبان باكستان- بع ...
- أوكرانيا: هجوم روسي -ضخم- بصواريخ ومسيرات على العاصمة كييف


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - حين خسر الحلم