أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - العراق ... وطن يُدار بالفساد














المزيد.....

العراق ... وطن يُدار بالفساد


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 8482 - 2025 / 10 / 1 - 23:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خرج الشباب المغربي من جيل z الذي يعاني من البطالة والفقر والتهميش، بمظاهرات وإحتجاجات صاخبة في المدن الرئيسية بالبلاد كطنجة والرباط والدار البيضاء وغيرها من المدن والبلدات، رافعين شعارات تدعو إلى إصلاح شامل في قطاعات الصحة والتعليم، ومكافحة الفساد، وضمان العدالة الاجتماعية. وكان الشعار الأبرز الذي تصدح به حناجر هؤلاء الشباب ومعهم جماهير شعبية تعاني من الفقر والبطالة هو ( الشعب يريد إسقاط الفساد). وجيل z هم فئة الشباب الذين ولدوا أواخر العقد الأخير من القرن الماضي وبداية القرن الحالي. وقد اختار بعض هؤلاء الشباب إطارًا تنظيميا افتراضيًا تحت اسم Gen Z 212″" حيث يتم حشد الدعوات للاحتجاج عبر المنصات الرقمية، قبل محاولة ترجمتها ميدانيًا. الّا إنّ السلطات المغربية لم تستخدم ضدّهم القنّاصين و لا الكواتم ولا القنابل الدخانيّة التي توجّه نحو رؤوسهم، ولا إتّهامهم بكونهم أبناء السفارات، على الرغم من إتهاماتها للمحتحين بمهاجمة البنوك والدوائر الحكومية في عدد من المدن والبلدات، كما فعلت سلطات الفساد والمحاصصة وهي تواجه شباب إنتفاضة تشرين/ أكتوبر التي تمرّ الذكرى السادسة لإنطلاقتها الجبّارة هذه الأيّام، بالنار والحديد والتسقيط غير الأخلاقي، على الرغم من عجزها عن إتهام المنتفضين بمهاجمة أي بنك أو مقر وزارة!!

أنّ نسبة الفساد في المغرب أقلّ من نسبته بالعراق، وفق تصنيف منظمّة الشفافية الدولية التي ذكرت في تقريرها السنوي المتعلّق بمدركات الفساد للعام الماضي 2024، من أنّ " العراق حل في المرتبة الـ(140) عالميا بـ(26) نقطة فقط، و بالمرتبة الثامنة بين الدول العربية الأكثر فسادًا. حيث تقدمت عليه دول الصومال، وسوريا، والسودان واليمن، وليبيا، وارتيريا، ولبنان كأكثر الدول العربية فسادًا. و قد أرجعت المنظمة تصنيفها للعراق ضمن البلدان الأكثر فسادًا في العالم، إلى عمليات الفساد الممنهجة للنظام الذي وصفته بالقائم على تقاسم السلطة طائفيًا، وتعيين موظفين في مؤسساتهم بسبب الولاء الطائفي والعلاقات الشخصية وليس على أساس الكفاءة". في الوقت الذي حصل المغرب فيه بنفس العام على 37 نقطة ، أي أنّه أفضل من العراق بتسع نقاط وفق ترتيب المنظمّة. لكننا نرى شباب المغرب يحتج ويتظاهر، فيما هناك بالعراق نسبة من الشباب والجماهير التي لا تملك وعيا سياسيا ولا يهمّها مستقبل بلدها وشعبها، تذهب الى صناديق الإقتراع لتنتخب الفاسدين مقابل رشى إنتخابية تُضحك الثكلى ويشيب منها الرضيع في رحم أمّه كتقديم ( فخذ دجاجة على تمّن وورقة نقدية من فئة الخمسة وعشرون الف دينار عند جسر السنگ وشارع الخلّاني)، وهؤلاء مستعدون " لدگ الإصبعتين وهلاهل تصل الى عنان السماء عند أبواب المراكز الأنتخابية، لو كانت الرشوة أكثر دسامة كأن تحتوي على ( نص دجاجة على تمن باجلا وعلبة كوكا كولا وخمسين ألف دينار).

في العراق اليوم، تتغيّر حكومات دون تغيير في النهج طبعا. ولأنّ الفساد وحده باق لا يتزعزع وراسخ رسوخ الجبال التي لا تهزّها رياح التغيير، صار علينا أن نمنح الفساد هذا، مكانته المستحقّة نتيجة خدمته للدولة منذ العام 2003 لليوم!! في أن تتشكل عندنا وزارة تحت إسم ( وزارة الفساد)، بميزانيّة مفتوحة، لها موقع رسمي أسوة ببقية الوزارات. أعتقد أنّه آن الأوان لتأسيس هذه الوزارة رسميّا، بعد عرض المقترح على مجلس الوزراء والبرلمان العراقي، والذي سيكون جميع أعضاءه حاضرين للتصويت بنعم عليه، ونحن واثقون من أن لا يغيب وزير أو برلماني منهم أثناء تقديم المقترح والتصويت عليه.

ولأهميّة هذه الوزارة، نقترح أن يكون الوزير والبرلماني والساسة الذين يهيمنون على القرار السياسي ذوو خبرة ميدانية. فالوزير والبرلماني والسياسي لا يحق له أن يكون مشمولا بإمتيازات وزارة الفساد الّا بشروط منها ( أن يكون له على الأقل 20 قضيّة فساد في هيئة النزاهة، وتقديم مستندات تثبت مهاراته في تهريب وتبييض الأموال، وخبرة كبيرة في ترتيب العقود الوهمية ، ومساهمته في مشاريع الجسور المنهارة قبل إفتتاحها وغيرها من عمليات النصب وسرقة ثروات الشعب والبلاد). وأن يتعهّد على توظيف أبناءه وأقرباءه وأعضاء حزبه أو كتلته في المناصب الحسّاسة كهيئة النزاهة ودوائر العقود والمشاريع.

وستقدّم هذه الوزارة خدمة كبرى للوطن لو أنّها وضعت الفساد كمادّة تاريخية تُدرّس في الجامعات والمعاهد والمدارس العراقيّة، وأن تصنع لهم تماثيل ليبقوا في ذاكرة شعبنا دوما. فبلادنا اليوم جمهورية فساد، ولا صوت يعلو فيها على صوت الفساد.

في الختام أعتقد أن حلم عاهل المغرب و العديد من زعماء العرب والعالم، هو أن يكونوا رؤساء وزراء وبرلمان وجمهورية في العراق لمدة أربع سنوات فقط، لأنّ ما سيحصلون عليه من رواتب ومكافآت ورشاوى خلال الأرع سنوات هذه، يفوق ما يحصلون عليها في بلدانهم في أربعة عقود.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمائم بين القداسة والدمار ..مشاريع إمبراطورية العمائم الأق ...
- اكبر قاعدة امريكية تحمي كل شيء ... الا مضيفها
- على أبواب الانتخابات العراقية ... البرامج الانتخابية حدوتة م ...
- كامل شياع مثقف عضوي
- إنتخابات عراقيّة بآليّات إيرانيّة
- لتكن بان زياد... مهسا أميني العراق
- العراق ... سلطة عصابة أم عصابة سلطة؟
- الشبيبة العراقية ودورها في التغيير
- ظاهرة الرِقْ في العراق
- لا ديموقراطيّة في ظلّ تبعية الدولة في العراق
- عالية إنصيّف من رفيقة في حزب البعث الى علويّة في حزب الدعوة
- كلّنا يا موفق نهيئ للربّ عتاباً
- قمّة بغداد لا تغيّر من الواقع العربي المأزوم شيئا
- البعث الفاشي هو الحزب الذي ساد ثمّ باد
- العملاق الكويتي والقزم العراقي وتعديل قانون الأحوال الشخصية
- متى يخرج العراق من أزماته
- العراق من الديكتاتورية الى الإحتلال الى الأمل فالمحنة
- أيّها الإسلاميّون أنّه سلام عادل
- 8 شباط جرح غائر في جسد العراق
- خير البرّ عاجله


المزيد.....




- تظاهرات المغرب: ضرب سيدة مسنة وإحراق سيارة شرطة؟
- حماس تواصل دراسة مقترح ترامب وإسرائيل تصعد عسكريا في مدينة غ ...
- ماذا لو نجح الاتحاد الأوروبي في إقراض أوكرانيا 140 مليار يور ...
- إسرائيل تعترض -أسطول الصمود- المتجه الى غزة وتبث مقطعًا للحظ ...
- ماذا دار في أول اتصال بين ترامب وأمير قطر بعد التعهد بالدفاع ...
- الجيش الأمريكي يبدأ تقليص قواته في العراق وإعادة تموضع البقي ...
- +++ تطورات اعتراض إسرائيل لـ-أسطول الصمود- المتجه إلى غزة ++ ...
- كيف تابع الإعلام الغربي احتجاجات -جيل زد 212- في المغرب؟
- المغرب : هل تفلح الحكومة في احتواء الإحتجاجات ؟
- تغطية خاصة: هل خرجت الاحتجاجات الشبابية في المغرب عن نطاق ال ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - العراق ... وطن يُدار بالفساد