أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - إنتخابات عراقيّة بآليّات إيرانيّة














المزيد.....

إنتخابات عراقيّة بآليّات إيرانيّة


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 8446 - 2025 / 8 / 26 - 00:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحديث عن إنتخابات نزيهة وفي أجواء ديموقراطيّة في بلد كالعراق، حيث الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة، ووجود الدولة العميقة ، ناهيك عن التزوير والتمويل خارج ضوابط وتوصيات المفوضيّة " المستقلّة" للأنتخابات، وأحتكار الإعلام، وغيرها الكثير من السلبيات التي رافقت - ليس العملية الأنتخابية فقط - بل كل ما يتعلّق بما تسمّى عمليّة سياسيّة، تعني عدم نزاهتها الى حدود بعيدة.

و الجهة الوحيدة التي يفترض أن تعيد الحياة للعملية الديموقراطية في البلاد، في ظلّ ظروف كهذه، ومع ضعف الوعي السياسي لدى الجماهير، وما يترتّب عليه من ضعف في رقابة الأحزاب المؤمنة بالديموقراطية ، هي السلطة القضائية. الا أن العقبة الكبرى تكمن في أن السلطة القضائية شريكة في كل هذا الكمّ الهائل من الفساد والتجاوز على القانون والدستور ومتورطة فيه، كونها تأتمر بأوامر الأحزاب التي تمتلك مقدّرات البلد وتريد البقاء في السلطة، رغم الخراب الذي رافق وصولها الى الحكم وحتى اليوم.

مشكلة الديموقراطية بالعراق هي أنّ مركز ثقلها يقع خارج الحدود، ومن هناك تأتي الإملاءات التي ترسم – عبر الأحزاب الأسلامية - شكل المشهد السياسي، بما يتناغم مع مصالح هذه الأحزاب ورعاتها. ولو راجعنا زيارات بعض الشخصيات السياسيّة الأقليمية الى البلاد قبل كل أنتخابات، لرأينا حضورها الفاعل، وإجتماعاتها مع الأحزاب الإسلاميّة، ورسم خارطة طريق تفضي في النهاية الى تكريس هيمنة هذه الأحزاب، وبالتالي هيمنة الجهات الراعية لها على المشهد السياسي، بما يخدم مصالحها.

إنّ زيارة أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، إلى بغداد قبل أسبوع، لم تكن بعيدا عن أجواء الأنتخابات، رغم أن وسائل الإعلام لم تتطرق اليها، ، بل ركّزت على أنّ زيارته جاءت من أجل توقيع إتفاقيّة أمنية ثنائية بين البلدين. وهذا في حين أننا، في العراق، لسنا بحاجة لعقد إتقاقية أمنية مع إيران، لأنها تهيمن - دون إتفاقات رسمية - على كامل المشهد السياسي العراقي تقريبا.

إنّ قرارات المفوضية "المستقلة" للأنتخابات بأستبعاد عددا من المرشحين المستقلين والمعارضين لنهج السلطة، لأسباب يغلب عليها الطابع السياسي، تمثل تطبيقا عمليا لآليات عمل مجلس صيانة الدستور في إيران، الذي يحافظ على الهويّة الإسلامية لنظام الحكم هناك. فالمجلس، الذي يمتلك حق إبعاد المرشحين الذين يشك في ولائهم لمبدأ "ولاية الفقيه"- حتى آن كانوا إسلاميين- مارس هذا الدور مرارا، في الأنتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية، وحتى انتخابات مجلس خبراء القيادة.


إن إستبعاد مرشّحين سبق لهم أن شاركوا في دورات انتخابية سابقة، ما هو الا دليل واضح على وجود اسباب سياسية بحتة وراء هذه الأقصاءات، خاصة وأن بعض هؤلاء يتمتعون بجماهيرية لا بأس بها، في ظل تراجع شعبية العديد من الاحزاب والشخصيات الاسلامية الحاكمة.

قد لا يكون لدينا في العراق مجلس صيانة دستور كما هو الحال في إيران، ليصدر قرارات قرارات الإقصاء، لكن لدينا من يطبّق مبادئه فعليا، وزيارات المسؤولين الإيرانيين الى البلاد قبل كل انتخابات، هي جزء من سياسة الأملاءات التي يدفع شعبنا ثمنه.

ومن خلال موقف المفوضية وصمت القضاء ولامبالاة التنظيمات السياسية التي ستشارك في الانتخابات، وعدم تقديمها أي شكوى قانونية - حتى من باب التظاهر- نعرف تماما أن القضاء يمثل موقف السلطة، وهو بالتالي يعكس موقفا شبيها بموقف مجلس صيانة الدستور الإيراني. لذلك، يمكن القول بثقة: نحن أمام أنتخابات عراقية تدار بآليات إيرانية.

لا ديموقراطية في ظل تحكّم منظومة الفساد وشيوع التخلف.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتكن بان زياد... مهسا أميني العراق
- العراق ... سلطة عصابة أم عصابة سلطة؟
- الشبيبة العراقية ودورها في التغيير
- ظاهرة الرِقْ في العراق
- لا ديموقراطيّة في ظلّ تبعية الدولة في العراق
- عالية إنصيّف من رفيقة في حزب البعث الى علويّة في حزب الدعوة
- كلّنا يا موفق نهيئ للربّ عتاباً
- قمّة بغداد لا تغيّر من الواقع العربي المأزوم شيئا
- البعث الفاشي هو الحزب الذي ساد ثمّ باد
- العملاق الكويتي والقزم العراقي وتعديل قانون الأحوال الشخصية
- متى يخرج العراق من أزماته
- العراق من الديكتاتورية الى الإحتلال الى الأمل فالمحنة
- أيّها الإسلاميّون أنّه سلام عادل
- 8 شباط جرح غائر في جسد العراق
- خير البرّ عاجله
- إنهيار المشروع القومي العربي وصعود المشروع العبري
- متى سيبدأ العراق حملته الوطنية لمحاربة الفساد ...؟
- السيّد السوداني يحدّث العاقل بما لا يُعقل
- السيدات السادة في ما يسمّى بالتيار الوطني الكوردي الفيلي.. أ ...
- الكورد الفيليون والمعادلة المضحكة المبكية


المزيد.....




- ترامب يلمح إلى أنه سيغير اسم -البنتاغون- إلى وزارة -الحرب-
- دمار وحرائق.. حصيلة الغارات الإسرائيلية على العاصمة اليمنية ...
- -سياساته تعرض إسرائيل للخطر-.. وزير خارجية هولندا المستقيل ي ...
- وسط تشدد إسرائيلي.. مصادر تكشف: قطر قدمت مقترحات جديدة لـ -ص ...
- مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي يجتمع اليوم لمناقشة حرب غزة
- إسرائيل تواصل قتل شهود جرائمها بغزة لطمس الحقيقة
- الحرب على غزة مباشر.. تفاقم مأساة التجويع بالقطاع وأغلبية ال ...
- سلطان سوكوتو: العدالة في نيجيريا غدت سلعة قابلة للشراء
- الجفاف يدفع بنحو مليون شخص للنزوح في ملاوي
- جنوب أفريقيا تتولى دعم برنامج الإيدز بعد وقف التمويل الأميرك ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - إنتخابات عراقيّة بآليّات إيرانيّة