أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - قمّة بغداد لا تغيّر من الواقع العربي المأزوم شيئا














المزيد.....

قمّة بغداد لا تغيّر من الواقع العربي المأزوم شيئا


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 8344 - 2025 / 5 / 16 - 02:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على الرغم من كثرة القمم العربية والتّي عقد أوّلها في القاهرة عام 1946 ، الّا أنّها ولليوم لم تستطيع أن تغيّر من الواقع العربي شيئا، بل على العكس فالدول العربية وحتى بعد انتهاء مرحلة التحرر الوطني وقيام دول ودويلات عربية، بقيت عاجزة عن بناء علاقات طبيعية بين بلدانها رغم الشراكة في اللغة والدين الذي رسم ويرسم نمط أجتماعي متشابه الى حدود بعيدة فيما بينها. أنّ غياب التغيير الأيجابي في الواقع العربي المعاصر والذي ورث كل خيبات الشعوب العربية نتيجة غياب الديموقراطية وأنعدام الحريّات وأتسّاع الفجوة بين الفقراء والأغنياء نتيجة التفاوت في توزيع الثروات، أدّت وتؤدّي الى هذا الأرتباك في العقل العربي ناهيك عن الفوضى في العلاقات العربية العربية.

أثناء الحرب الباردة كانت مؤتمرات القمّم العربيّة تنقسم في مواقفها الى معسكرين، أولّهما كان يقوده المال الخليجي بإتجّاه المعسكر الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدّة الأمريكية، والثانية تقوده بلدان ذات أنظمة قوميّة "ثوريّة" تميل لحدود معيّنة الى المعسكر الشرقي بقيادة الأتحاد السوفيتي السابق ، وكان القاسم المشترك في جميع القمم هي القضية الفلسطينية. وهذه القضّية عانت الأمرّين من المعسكرين العربيين، وتحولّت الى أداة لقمع حركة التحرر الوطني الفلسطينية نفسها من جهة، و ترسيخ سلطة الأنظمة العربية غير الديموقراطيّة من جهة أخرى. وبسبب شعارات هذه الأنظمة تخلّفت الشعوب العربية عن ركب الحضارة التي تجاوزت هذه الشعوب التي لازالت تعيش في ماضيها، في حين وصلت شعوب العالم الى الثورة الرقمية ولتصل اليوم الى مرحلة الذكاء الأصطناعي، بعد أن ساهمت الديموقراطية في تعزيز دور الفرد في تلك المجتمعات نتيجة العدالة الأجتماعية وإشاعة الحريات وتحجيم مساحة الفساد.

قمّة بغداد اليوم لا تختلف عن سابقاتها بالنتائج التي ستتمخض عنها، بل على العكس فأنّ هذه القمّة هي من اسوأ القمم من حيث التوقيت في عالم يشهد صراعات سياسية وحروب أقتصادية ومنافسة شرسة في مجال العلوم والتكنولوجيا. فالقمّة تُعقد والعرب في أضعف حالاتهم، حيث تمزّق ليبيا والسودان واليمن، وشبح الأرهاب الأسلامي الذي يهدد سوريا والعراق والأردن ولبنان ومصر. قمّة تُعقد وأمريكا تفرض على العرب تطبيع علاقاتها مع حليفتها أسرائيل من خلال اتفاقات أبراهام التي ستنضم لها جميع البلدان العربية بلا أستثناء مستقبلا، وما زيارة الرئيس الأمريكي لثلاثة من البلدان الخليجية النفطية في نفس توقيت القمّة الّا رسالة للانظمة العربية من خلال هذه البلدان وتصريحات ترامب حول مستقبل غزّة، من أنّ القضيّة الفلسطينة والتي كانت تحتل مساحة واسعة من بيانات القمم العربية السابقة، ستتحول رغم عقود من النضال التحرري وقوافل من الشهداء ومنهم شهداء غزّة الى متحف التاريخ كما رحل الفكر القومي العروبي ومثقفيه قبلها الى نفس المتحف.

كان على حكومة المحاصصة الطائفية القومية أن تقرأ الواقع السياسي العربي والأقليمي والدولي بشكل جيد قبل أن تستضيف هذه القمّة التي كانت بوادر فشلها واضحة للعيان قبل انعقادها، وقبل أن تخصص ميزانيات ضخمة من اجل أستضافتها، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أزمات فشلت حكومات ما بعد الأحتلال من أيجاد حلول لها لليوم. بغداد ليست بحاجة الى تنظيم مؤتمر قمّة عربي سيغيب عن بيانه الختامي االلاءات العربية "المقدّسة" الثلاثة (لا صلح ولا تفاوض ولا أعتراف بأسرائيل). بل نحن كعراقيين بحاجة الى قمّة عراقية عراقية لنضع على طاولة نقاشها كل ما مرّ على شعبنا ووطننا من ويلات منذ الأحتلال الأمريكي لبلادنا ولليوم، قمّة عراقية نشرّح على طاولتها العراق الميت سرسريا بسبب سوء استخدام السلطة من قبل سلطة محاصصة لا تعرف الا نهب ثروات البلاد وترسيخ الطائفية والقومية كنهج للحكم، قمّة تبحث عن حلول من خلال مشاركة جميع التيارات السياسية والحركات الاجتماعية، لأزمات الأنسان العراقي الذي يدق بقوّة على أبواب التخلّف والجهل وكأنّهما بابين من أبواب الجنان.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعث الفاشي هو الحزب الذي ساد ثمّ باد
- العملاق الكويتي والقزم العراقي وتعديل قانون الأحوال الشخصية
- متى يخرج العراق من أزماته
- العراق من الديكتاتورية الى الإحتلال الى الأمل فالمحنة
- أيّها الإسلاميّون أنّه سلام عادل
- 8 شباط جرح غائر في جسد العراق
- خير البرّ عاجله
- إنهيار المشروع القومي العربي وصعود المشروع العبري
- متى سيبدأ العراق حملته الوطنية لمحاربة الفساد ...؟
- السيّد السوداني يحدّث العاقل بما لا يُعقل
- السيدات السادة في ما يسمّى بالتيار الوطني الكوردي الفيلي.. أ ...
- الكورد الفيليون والمعادلة المضحكة المبكية
- الفرق بين الرقمين 100 و124 حسابيا وبرلمانيا في العراق
- صفقة العار
- هل تتوفر شروط قيام سلطة فاشية بالعراق ..؟
- البيدوفيليا (*) في مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية بالعراق
- أوجه الشبه بين تجربة ١٤ تموز وتجربتي طهران وجاكا ...
- شارع المتنبي في خطر .. ما تبقى من الثقافة في خطر
- الحشد الشعبي في مواجهة فلول داعش بكرّادة بغداد ..!!
- أين هي القوى الوطنية بالعراق ...!؟


المزيد.....




- -مفاجأة-.. بشأن-نسخة- وثيقة -ماغنا كارتا- في كلية هارفارد لل ...
- واشنطن تؤكد انفتاح القيادة السورية الجديدة على التطبيع مع إس ...
- وزير خارجية أمريكا: إيران قريبة جدا من امتلاك سلاح نووي.. ون ...
- تحليل لـCNN: ترامب يتخلى عن انعزالية سياسة -أمريكا أولا- خلا ...
- ما هي أبرز مواقف كييف وموسكو في محادثات السلام الأوكرانية؟
- 5 شهداء جنوب طوباس وتجريف واعتداءات للمستوطنين بشمال الضفة
- موجة جديدة من كوفيد تضرب آسيا.. هل يعود الفيروس؟
- ألمانيا: ارتفاع بنسبة 45% في حالات منع الدخول عبر الحدود بعد ...
- عباس يطالب بتحرك دولي لوقف -جرائم- إسرائيل بغزة في فعالية أم ...
- عدوى الانفصال.. لماذا تنقسم أرض الصومال إلى كيانين؟


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - قمّة بغداد لا تغيّر من الواقع العربي المأزوم شيئا