أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - أيّها الإسلاميّون أنّه سلام عادل














المزيد.....

أيّها الإسلاميّون أنّه سلام عادل


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 8250 - 2025 / 2 / 11 - 01:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما كان الإسلاميّون ومرجعهم الديني وقتها (محسن الحكيم) فرحين وهم يشاركون البعثيين وحرسهم القومي جرائم شباط الأسود، كان الشهيد سلام عادل يُعلن من خلال بيان للحزب الشيوعي العراقي مطالبته جماهير شعبنا بالتصدي للأنقلابيين. لم يكن سلام عادل ببيان الحزب ذلك اليوم يطالب بحماية الشيوعيين، بل بحماية منجزات ثورة تموز، تلك الثورة التي أنصفت الطائفة الشيعية التي يقودها الحكيم وقتها كمرجع أعلى للطائفة لأوّل مرّة في تاريخ العراق السياسي، حتّى أنّ الزعيم عبد الكريم قاسم كان قد زار يوما الحكيم في المستشفى للإطمئنان على صحّته، وهذا ما لم يفعله زعيم سياسي عراقي لا قبله ولا بعده، بل على العكس فأنّ المجرم صدّام حسين الذي حاول إغتيال قاسم في العام 1959 ، أعدم في العام 1980 الشهيد محمد باقر الصدر وأخته الشهيدة بنت الهدى، وأذلّ مرجعية النجف حينما أجبر الخوئي الطاعن بالسن على تقديم الولاء له وحزبه بعد فشل إنتفاضة آذار 1991 نتيجة أصرار الإسلاميين على رفع شعارات إيرانيّة من خلال شاشات التلفزة. كما أجبر أولاد مراجع ورجال دين شيعة من النجف وغيرها من المدن، على تقديم رسائل شكر وولاء له وحزبه وهو يدكّ المدن الشيعية ومراقد الأئمة بالصواريخ والقذائف!!

سلام عادل ليس شهيدا شيوعيا فقط، بل شهيد وطني قدّم حياته في سبيل مبادئه وشعبه ووطنه متحملّا أقسى أساليب التعذيب على أيادي وحوش البعث والحرس القومي في مسلخ قصر النهاية سيء الصيت والسمعة. سلام عادل سليل العائلة الدينية النجفية، جسّد بصموده الأسطوري معنى النضال في سبيل وطنه وحياة الناس الفقراء. ولو عاد اليوم الى الحياة لسار في نفس الطريق، والفقراء يملأون شوارع النجف وبقية مدن العراق في عهد هيمنة المرجعية والأحزاب الشيعية على مقدرّات البلد.

إنّ تغيير إسم شارع الشهيد سلام عادل بقرار من مجلس محافظة النجف في الثامن من شباط الأسود الى أي إسم آخر، له دلالات عدّة. منها حنين من أصدر هذا القرار الى ذكرى جرائم الثامن من شباط، ومنها حقده الدفين على سلام عادل وحزبه ، ومنها تملقا للسيد مقتدى الصدر، وكأنّ النجف خلت من شارع يطلق عليه إسم شهيد ما الا شارع سلام عادل!

غريب أمر هؤلاء الإسلاميين وهم كانوا يعتبرون العلم العراقي لا يمت للعراق بصلة وهم في المعارضة، وإذا بهم يرفضون تغييره وهم في الحكم لأنّ المجرم صدام حسين (قشمرهم) بعبارة الله اكبر التي كتبها بين نجوم الوحدة العربية وبدمه النجس حتى وإن كان الدم طاهر بالإسلام!! وليس بغريب قرار محافظة النجف بتغيير إسم شارع الشهيد سلام عادل عليهم، وهم لا يغيّروا إسم شارع الثامن من شباط بنسخته الإسلامية، أي شارع 14 رمضان الى إسم آخر، نزولا عند قوانين المحاصصة الطائفية التي تقتسم كل شيء، حتى هواء المدن مستقبلا على ما يبدو.

في كل بلدان العالم تكون للرموز الوطنية والتاريخية والطبيعة الجغرافيّة، والشخصيات السياسية والعلمية والرياضية وغيرهم مكانا في عقلية من يخطط تلك المدن ويطلق عليها الأسماء، فنراه يطلق أسماءا لنهر معيّن أو سلسلة جبال معيّنة، أو قائد ثورة أو سياسي أصلاحي، أو عالم أو شاعر أو فنان أو رياضي أو ملك تاريخي على شارع أو ساحة في مدينة ما، الّا في العراق الإسلامي، فهم يريدون أحتكار كل شيء حتّى الأسماء. متناسين من أنّ أسماء الشوارع ليست مقدّسة وتستبدل الى أسماء أخرى تحت ظل ظروف تختلف عن ظروف أطلاق أسمائهم المأثورة عليها. وتغيّر الأسماء هذه تجري في جميع بلدان العالم دون تمييز، ولدينا أمثلة عراقية عديدة عليها في عراقنا اليوم. فهناك شوارع وساحات بل وحتى مدن تغيرت أسمائها من نظام حكم سياسي الى آخر..

على مجلس محافظة النجف أن يعيد النظر في قراره المستعجل بتغيير أسم شارع الشهيد سلام عادل، فلا فرق بين شهيدين أستشهدا على يد البعثيين الفاشيين، وليبحثوا عن شارع آخر ليطلقوا عليه أسم الشهيد مصطفى الصدر. وعلى مجلس محافظة بغداد أن يجد أسما آخرا غير إسم شارع 14 رمضان الذي يذكّر العراقيين بذكرى أنقلاب فتح أبواب الجحيم على بلادنا، ويا حبّذا لو سمّي شارع 14 رمضان بإسم شارع الشهيد عبد الكريم قاسم، بإعتباره جزء من الذاكرة الوطنية العراقية.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 8 شباط جرح غائر في جسد العراق
- خير البرّ عاجله
- إنهيار المشروع القومي العربي وصعود المشروع العبري
- متى سيبدأ العراق حملته الوطنية لمحاربة الفساد ...؟
- السيّد السوداني يحدّث العاقل بما لا يُعقل
- السيدات السادة في ما يسمّى بالتيار الوطني الكوردي الفيلي.. أ ...
- الكورد الفيليون والمعادلة المضحكة المبكية
- الفرق بين الرقمين 100 و124 حسابيا وبرلمانيا في العراق
- صفقة العار
- هل تتوفر شروط قيام سلطة فاشية بالعراق ..؟
- البيدوفيليا (*) في مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية بالعراق
- أوجه الشبه بين تجربة ١٤ تموز وتجربتي طهران وجاكا ...
- شارع المتنبي في خطر .. ما تبقى من الثقافة في خطر
- الحشد الشعبي في مواجهة فلول داعش بكرّادة بغداد ..!!
- أين هي القوى الوطنية بالعراق ...!؟
- العراقيون والعرب والمسلمون ومحكمة العدل الدولية
- قوى المحاصصة تغيّب تاريخ العراق
- خيام الإحتجاجات بين العراق وأمريكا
- في ذكرى الإحتلال الأمريكي للعراق .. لازالت الأوضاع وصمة عار
- قووا تنظيم حزبكم.. قووا تنظيم حزبكم


المزيد.....




- -فخ جديد-.. مصادر: رئيس أركان الجيش الإسرائيلي حذّر نتنياهو ...
- مستشفى الشفاء بعد 22 شهرًا من الحرب: غرف مدمّرة وطبابة معدوم ...
- -ميتا- تعين خبيرا في الذكاء الاصطناعي براتب 250 مليون دولار ...
- اليد الميتة: ما لا تعرفه عن سلاح روسيا الذي قد يُنهي العالم ...
- -وعد إقامة دولة فلسطينية فارغ ومتأخر جداً- – مقال في نيويورك ...
- قبيل جلسة للجمعية العامة.. محاولات أمريكية لرفع العقوبات الأ ...
- الحكومة الإسرائيلية تصادق على مخططات استيطانية جديدة تقسّم ا ...
- إسرائيل تعلن -القضاء- على عنصر من حزب الله في لبنان متهم بتو ...
- منها إطالة الإحساس بالشبع.. فوائد صحية مذهلة لبذور الفلفل
- لاريجاني يعود لواجهة القرار الأمني بإيران.. هل تبدأ مرحلة ال ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - أيّها الإسلاميّون أنّه سلام عادل