أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - قووا تنظيم حزبكم.. قووا تنظيم حزبكم














المزيد.....

قووا تنظيم حزبكم.. قووا تنظيم حزبكم


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 7933 - 2024 / 3 / 31 - 02:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان على عجلة من أمره وهو يخرج من لحده مع ذكريات ذلك البيان الذي علّقه على جدران الناصرية، حينما خطّ قلمّه وهو يوقّع بإسم عامل شيوعي " أيّها العمّال! ... العاطلون عن العمل يملأون الشوارع ... نساؤهم وأطفالهم لا يملكون ما يقتاتون به ... هل فكّرت الحكومة بمساعدتهم في هذا الطقس البارد؟ لم يحصل شيء من هذا ... لأن الحكومة ليست الّا عصابة تعمل ضد الشعب ...". تذكر من أنّ الشيوعية بدأت بفضله وأمثاله من العمّال والفلّاحين كغالي زويّد، في الناصريّة والبصرة والديوانيّة " بإيقاع بطيء طبعا ولكنّه أكيد ودائم"، في حين كان شيوعيو بغداد حينها يقفون في مكانهم، ليقتصر نشاطهم على صالات الأستقبال والمقاهي، الّا قلائل منهم فهموا كما فهد ورفيقه زويّد، ماهيّة العمل الثوري.

نعم، كان فهد على عجلة من أمره وهو يغادر ذلك الركن المهمل من مقبرة باب المعظّم، فالليلة هي ليلة تأسيس حزبه الذي شغل العراق لعقود. إستقّل فهد أوّل تك تك صادفه الى منطقة الأعظميّة ليترأس اللجنة المركزيّة في إجتماعها هناك، ومن هناك الى الشيخ عمر حيث أوّل كونفرنس حزبي، ونراه من جديد كشبح في زقاق جديد حسن باشا يعمل بلا كلل وبإيمان وصبر ليكون لحزبه جذور عميقة في كل مناطق العراق. وخلال سنوات 1941 – 1947 حوّل فهد الحزب الى " قوّة سياسيّة متماسكة وفعّالة وبنى له قاعدة جماهيرية من الدعم والإيمان".

إنتقل فهد في ليلة تأسيس حزبه، الى مقهى للأنترنت ليقرأ ما مرّ على حزبه والعراق من أحداث، منذ أن أعتلى المشنقة في العام 1949 وحتّى ساعة أحتلال بلاده ولليوم، حيث اللصوصية والفقر والفساد والجريمة " لأنّ الحكومة ليست الّا عصابة تعمل ضد الشعب". فمرّ بفخر على أنتفاضتي عامي 1952 و1956 ، ووقف مزهوّا وحزبه قوّة سياسيّة تملك الشارع عهد ثورة الرابع عشر من تموز، ليجلس بعدها منكسرا على دكّة بيت فقير في منطقة عقد الأكراد، ليرى رفاقه يقاومون دبّابات البعث بمسدس ورشّاش بالكاد يرمي وعبوات من قنابل الكوكتيل مولوتوف! ذهب فهد بعد أيّام الى مسالخ قصر النهاية، ليرى دماء المئات من الشيوعيات والشيوعيين تجري في أروقة القصر، ووقف مطأطأ الرأس وهو ينظر الى سلامنا العادل، وهو يرى العراق بلون الليل حالك السواد.

أستمر الرفيق فهد في رحلته الأنترنيتية، ليصل الى بداية السبعينات ورفاقه صرعى رصاصات عيسى سوار وصدام حسين وناظم كزار، وليرى الآلاف في نهاية ذلك العقد في سجون البعث وأقبية الأمن والمخابرات، وهم يدافعون عن سمعة وشرف حزبهم ووطنهم وشعبهم. من كراج النهضة وبعد فطور بسيط عند بسطية (الزايرة)، أستقل أحدى الحافلات الى كوردستان، فكان يسير مع الانصار وهم يجوبون ذرى جبال كوردستان دفاعا عن مصالح شعبهم ووطنهم، ووقف ينظر بألم الى عشرات الجثث الشيوعية الممزقّة في بشت آشان.

مرّ الرفيق فهد بسرعة لضيق وقته كونه محكوم بالعودة للحده قبل بزوغ الفجر، على سنوات الجوع والحصار والفقر والموت التي عانى منها شعبنا، مرّ بسرعة على اللحم المثروم عند الشعبة الخامسة، وعلى مقاصل وخشبات الإعدام في ابو غريب، نظر الى ردهات السجون الفارغة بعد تطهيرها من الفاشيين البعثيين. ليقف عند مدخل شارع الرشيد حيث قاد حزبه تظاهرة مليونية في الأوّل من آيار 1959 ، ليرى دبابتين أمريكيتين تعلنان من خلال فوّهات مدفعيهما نهاية وطن.

مشى فهد قليلا من بداية شارع الرشيد نحو اليسار حيث ساحة التحرير وأنتفاضة تمّ وأدها، ليركب أوّل تكتك صادفه نحو مقبرة باب المعظّم، بعد تجوّل حزين في مخازن صناديق أقتراع آخر أنتخابت محليّة . عند باب المقبرة سألته بخشوع " أيّها الرفيق، لم يبقى حزب في العراق لم تتلطّخ يداه بدمائنا، ولم يبقى حزب بالعراق لم يتعاون مع الأجنبي، ولم يبقى حزب في العراق لم يسرق شعبنا، ولم تمر أنتخابات الّا وخرجنا منها بخفّي حنين فهل علينا لليوم أن نردد وصيتكم بـ " قووا تنظيم حزبكم .. قووا تنظيم الحركة الوطنية"!! فودّعني بإيماءة من يده قائلا وهو يرى حال الحزب وما تسمّى بالحركة الوطنية والعراق على كفّ عفريت، عن أيّة عمليّة سياسيّة تتحدثون..؟ عن أيّة عمليّة ديموقراطيّة تتحدثون..؟ ليقول لي وهو يحث خطاه نحو قبره ( قووا تنظيم حزبكم.. قووا تنظيم حزبكم)...

باقات من الزهور الحمراء لرفيقات الحزب ورفاقه بالعيد التسعين لتأسيسه
المجد لشهيدات وشهداء الحزب الحاضرين في قلوبنا وعقولنا ووجداننا
ليكن تراث حزبنا منارا لنا للوصول بشعبنا ووطننا الى مرفأ الأمان
العار كل العار لمن تلّطخت يداه بدماء الشيوعيات والشيوعيين

بين الأقواس من كتاب العراق.. الكتاب الثاني لحنا بطاطو

الدنمارك
ليلة الواحد والثلاثين من آذار الأغر



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة أغتيال كاتب
- عبد الكريم قاسم والشيوعيين وتعبيد الطريق للثامن من شباط
- إيران وعت الدرس ولا حشد شعبي لها في الباكستان
- الموساد في طهران وعواصم أقليمية
- رسالة مفتوحة الى السيّد وزير داخلية العراق
- أطباء نازيّين ألمان بنسخة أسرائيلية
- الهولوكست الفلسطيني
- صباح الخير غزّة
- في بغديدا أمطرت السماء نارا
- بيان مُحْبَط
- ديموقراطية الغابون وديموقراطية نظام المحاصصة
- بدأ موسم مهاجمة الحزب الشيوعي بالعراق
- دولة القانون تحتضن الرفيقات
- الحشد الشعبي في مواجهة البطريرك ساكو
- أخلاق عبد الكريم قاسم ورفاقه وأخلاق من جاء بعدهم
- نائب العريف في مواجهة المشير
- مكانة التعليم والأخلاق في العراق الإسلامي
- لا ديموقراطيّة بالعراق بل إستبداد وطغيان وعنف وفساد
- تصريحات وخطب ذات محتوى هابط
- العراق بحاجة الى دولة علمانية ديموقراطية وليس دولة مدنية ديم ...


المزيد.....




- ضابط روسي: تحرير -أوليانوفكا- ساهم بانهيار خط دفاع أوكراني ب ...
- تصريح غريب ومريب لماكرون عن سبب عدم فرنسا من مشاركة إسرائيل ...
- طهران للوسطاء: لا تهدئة قبل استكمال الرد الإيراني على إسرائي ...
- فيديو.. الأمن الإيراني يطارد -شاحنة تابعة للموساد-
- إسرائيل تقلص قواتها في غزة لأقل من النصف.. ما علاقة إيران؟
- إسرائيل.. ارتفاع عدد القتلى بعد انتشال جثتين من تحت الأنقاض ...
- -منتدى الأعضاء السبعة-.. متى وكيف قررت إسرائيل ضرب إيران؟
- فيديو.. قتلى ومصابون في هجوم إيراني جديد على إسرائيل
- فيديو.. صاروخان إيرانيان يشعلان النار بمحطة طاقة في حيفا
- تقرير -مخيف- عن الدول التسع المسلحة نوويا.. ماذا يحدث؟


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - قووا تنظيم حزبكم.. قووا تنظيم حزبكم