أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - لا ديموقراطيّة بالعراق بل إستبداد وطغيان وعنف وفساد














المزيد.....

لا ديموقراطيّة بالعراق بل إستبداد وطغيان وعنف وفساد


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 7632 - 2023 / 6 / 4 - 02:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ الإحتلال الامريكي للعراق والحديث يدور عن الديموقراطية وسبل تحقيقها، والتي تمّ تسويقها أي الديموقراطية عراقيّا بأبشع واسوأ صورة مدمرّة أي صورة المحاصصة الطائفية القومية. ولم يتم التطرق الّا ما ندرعن الأستبداد بأشكاله المختلفة والذي هو بالحقيقة السمة الممّيزة للوضع السياسي والأجتماعي والأقتصادي، وما ينتج عنه من طغيان وعنف كبلّت البلاد والمجتمع وفرضت نموذجا سياسيا إجتماعيا أقتصاديا فاشلا يقود البلاد الى نهايات كارثيّة، وفي الحقيقة فأنّ الأستبداد وما ينتج عنه عمره من عمر الدولة العراقية الحديثة، إذا ما تجاوزنا الإستبداد في ما قبل الإحتلال البريطاني للبلاد.

الحديث عن الاستبداد في العراق "الديموقراطي" اليوم أشبه بالتابو، فالسياسيون يبتعدون عن الأشارة الى الأستبداد رغم وضوحه كما الشمس في رابعة النهار كما تقول العرب، والمثقّفون والمفكرّون والواعين من أبناء العراق على قلّتهم مقارنة بالغالبية الجاهلة منقسمون تجاهه نتيجة ميلهم لهذه الجهة المستبدة أو تلك، أو الخوف الذي يمنعهم نتيجة العنف الذي تمارسه الميليشيات من إبداء آرائهم علانيّة.

الإستبداد والطغيان وهما متلازمان دوما بإعتبارهما مكملّان لبعضهما البعض، عرفا تاريخيا من خلال أنظمة مستبدّة عن طريق حاكم متسلّط أو ما يُطلق عليه دكتاتور، أي الحاكم الذي لا يحكم بلاده بنظام ديموقراطي متعدد وتبادل سلمي للسلطة من خلال الآليات الديموقراطية. وفي العراق كانت لدينا تجربة مثل هذه الأنظمة الدكتاتورية لعقود. وشعبنا ونخبه المثقفة مسؤولة عن أنتاج وديمومة مثل هذه الأنظمة الأستبدادية، وهي بذلك لا تختلف عن شعوب ونخب ثقافية ساهمت في أنتاج أنظمة أستبدادية أذاقت شعوبها الويلات في مناطق أخرى من العالم.

الديموقراطية أشبه بالهرم وقاعدة الهرم هي من تمتلك الرأي الفصل في شكل النظام وطبيعة السلطة، أمّا في الأنظمة المستبدة والدكتاتورية فأنّ رأس الهرم هو من يحدد شكل النظام وطبيعة السلطة، وبدلا من أن تُسنّ القوانين من أسفل الى أعلى نرى القوانين تُسنّ من الأعلى وفرضها على قاعدة الهرم بأساليب متعددة. هناك آراء تذهب الى أنّ المستبد قد يكون مصلحا يريد رقيّ شعبه ووطنه، لكنّه في النهاية هو طاغية يمارس العنف تجاه جزء من المجتمع الذي يرفضه، وهناك في نفس الوقت من يؤيدّه في ذلك المجتمع، وهذا يؤدي الى زرع أولى البذور في تقسيم المجتمع وهذا ما حدث بالعراق الذي خاض مثل هذه التجربة السياسية التي كان فيها شخص واحد على رأس الهرم له أتباعه وله مخالفيه. لكنّه وإن كان عادلا سيظل دكتاتورا من حيث تمركز السلطة والقرارات السياسية والأقتصادية عنده. فالأنظمة المستبدة ومنها أنظمة الفرد والحزب الواحد تستخدم القوّة في إستمرار الطغيان والأستبداد والعنف والفساد لتستمر في السلطة لأطول فترة ممكنة، وعكسها الأنظمة الديموقراطية التي تستخدم قوّة اخرى ،هي قوّة القوانين لتوزيع العدالة وبناء دولة مؤسسات.

العلاقة بين الفساد والأستبداد متبادلة ووجود احدهما يعني بالضرورة وجود الآخر، فهل شيوع الفساد على مختلف الصعد بالعراق اليوم يعني أن هناك إستبداد وطغيان وعنف..؟ لو نظرنا الى الواقع السياسي بالبلاد اليوم فإننا نرى ثلاثة أهرامات تشكّل العملية السياسية فيها، وهي الأهرامات الشيعية والسنيّة والكوردية. وهذه الأهرامات تتحكم بسياسة البلاد وإقتصادها من خلال قممها، ولا دور لقواعد الأهرامات هذه في رسم سياسة البلاد بالمطلق. خصوصا وأنّ قمم هذه الأهرامات تلتقي بقمّة رابعة لهرم رابع وهو هرم المحاصصة الطائفية القومية. وهنا يكون الطغيان متعدد وليس طغيان فرد حاكم، ففي الهرم الشيعي هناك طغيان المؤسسة الدينية الشيعية والأحزاب والميليشيات والعشائر الشيعية، ومثله في الهرم السنّي، وكذلك في الهرم الكوردي حيث حكم العائلتين الحاكمتين.

الطغاة الجدد بالعراق اليوم كما الذين سبقوهم لا يستطيعون الأستمرار في إستبدادهم وطغيانهم وعنفهم وفسادهم، لولا إستعداد الجماهير لقبول الطغيان وتأليه الطغاة من جهة، وغياب دور المثقف العضوي في الوقوف بوجه الطغيان وأدواته.

يقول الفيلسوف والمؤرخ البريطاني أرنولد توينبي أن "الأمم لا تموت قتلاً وإنما انتحاراً"، واليوم ونحن نعبد رجل الدين وزعيم القبيلة ونخاف الميليشيات ونعيش مع الفساد والجهل دون أن نشعر بمستقبل وطننا وأجيالنا القادمة، فإننا نحتضر وإنتحارنا مسألة وقت ليس الّا.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصريحات وخطب ذات محتوى هابط
- العراق بحاجة الى دولة علمانية ديموقراطية وليس دولة مدنية ديم ...
- العراق بحاجة الى دولة علمانية ديموقراطية وليس دولة مدنية ديم ...
- أخطأنا .. فلنعترف ونصحّح
- إتّحاد الشعب - فلتسقط سياسة التبذير والنهب والفساد-
- عشرون عاما من الإحتلال الأمريكي للعراق.. ما هي المكاسب؟
- هل هناك رأي عام فاعل بالعراق..؟
- آراء إسلاميّة حول حقوق الإنسان بالعراق بين الأمس واليوم
- عجبي يحاربون معاوية وكلّهم معاوية
- 14 شباط بين فالنتاين وفهد ورفاقه
- الثامن من شباط والتاسع من نيسان والعاشر من شباط .. أجتياح بغ ...
- الدولار العلقمي
- رائحة الوقت.. رواية للروائي هاشم مطر
- هل حقّق مؤتمر بغداد الأوّل 2021 أهدافه ليُعقد مؤتمره الثاني ...
- هدايا سانتا كلوز الأمريكي للعراق
- فريق مهمل ، ثلاثة بلدان، كابوس واحد
- المرجعيّة الشيعيّة وأرساء معادلة جديدة لبناء نظام الحكم في ا ...
- قراءة في الوثيقة السياسية لقوى التغيير الديمقراطية بالعراق
- هل العراق دولة ضعيفة أم منهارة أم هشّة أم فاشلة ..؟
- الكونفدرالية وقانون النفط والغاز في الصراع بين بغداد وأربيل


المزيد.....




- مهاجمة وزير خارجية إسرائيل لأردوغان يثير تفاعلا بعد إعلان تر ...
- بالصور.. أمطار دبي بعد أسبوعين على الفيضانات
- روسيا تقصف أوديسا بصاروخ باليستي.. حريق ضخم وعشرات الجرحى
- ما علاقة الغضب بزيادة خطر الوفاة؟
- تعاون روسي هندي مشترك لتطوير مشروع القطب الشمالي
- مستشار أوربان يشرح طريقة كسب -صداقة- الولايات المتحدة
- البنتاغون: قوات روسية تتواجد في قاعدة واحدة مع عسكريين أمريك ...
- أكبر جامعة في المكسيك تنضم للاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلس ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /03.05.2024/ ...
- -لم أمنح الوقت للرد-.. سبيسي يهاجم فيلما جديدا عن -اعتداءاته ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - لا ديموقراطيّة بالعراق بل إستبداد وطغيان وعنف وفساد