أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - هدايا سانتا كلوز الأمريكي للعراق














المزيد.....

هدايا سانتا كلوز الأمريكي للعراق


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 7478 - 2022 / 12 / 31 - 00:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحتفل كل شعوب الأرض بأعياد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية، بغضّ النظر عن أديانها وقومياتها وثقافاتها وعاداتها الأجتماعية. ولهذه الأحتفالات طقوس متشابهة تقريبا في جميع أرجاء المعمورة، منها على وجه الخصوص حضور سانتا كلوز أو ما يسمّى ببابا نوئيل بزيّه الفولكلوري الأحمر وهو يوزّع الهدايا على الأطفال عشيّة أعياد الميلاد، أو مهرجانات الألعاب الناريّة وهي تضيء سماوات مدن العالم المختلفة وهي تتهيأ لوداع عام ميلادي بأحزانه وأفراحه، آملة أن يكون العام الذي يليه أكثر سعادة وأستقرارا وأمنا من سابقه.

لم نختلف كعراقيين عن بقيّة شعوب العالم ونحن نحتفل بأعياد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية في السابق، فكنائسنا كانت عامرة بالمصلّين قبل أن تضيق بهم أرض آبائهم وأجدادهم ليتناثروا كزهور بريّة في أصقاع الأرض المختلفة، وكان المسلمون متسامحين وطيّبين وهم يحتفلون مع أخوتهم بالوطن أعيادهم وآمالهم ودعواتهم ومثلهم كان الأيزيديّون والمندائيّون. وكان العراقي بغضّ النظر عن دينه وطائفته وقوميته، ينظر بفرح الى سانتا كلوز وهو يتجول بين الكنائس وبيوت المسيحيين من أبناء بلده ويوزّع الهدايا على أطفالهم ويزرع بينهم الفرح. ممنيّا النفس في أن يرى يوما سانتا كلوز في شوارع ومدن العراق وهو يوزّع هداياه فيهما، ومنتظرا لتتكحل عيناه بغابات من الألعاب الناريّة التي تضيء سماء العراق.

فجأة وعلى غيرعادة العراقيّين حتّى وهم يخاطبون السماء مبتهلين الى الله لتحقيق دعواتهم تحقّق الأمل العراقي، وبدلا من سانتا كلوز واحد أمتلأ العراق بعشرات الآلاف منه، ومعهم صناديق هدايا ليوزّعوها على الأطفال والنساء والرجال. ولم يحضر السانتا كلوزات إن جاز التعبير على عربات تجرّها حيوانات الأيائل الجميلة، بل جاؤوا على متن طائرات الشبح وحاملات الطائرات والسفن الحربية. وكان هناك أكثر من سانتا كلوز يمتطي صاروخ كروز ليوزّع الموت في مدن العراق المتعبة ليحولّها الى حطام.

صناديق هدايا سانتا كلوز الأمريكي لم تكن صناديق هدايا بالشكل المتعارف عليه، بل كانت أشبه بمجموعة دمى التعشيق الروسيّة ذات القطع السبع المسمّاة ماتريوشكا، ما أن تفتح واحدة حتى تظهر أخرى. وإن كانت ماتريوشكا بألوانها الزاهية عبارة عن دمى زينة، فأنّ صناديق سانتا كلوز الأمريكية كانت عبارة عن صندوق بندورا كبير، ما أن تفتحه حتى ترى صندوقا غيره وهكذا، صندوق بندورا خرجت منه كل الشرور والآثام والجرائم.

فمن هذا الصندوق الأمريكي، خرجت لنا دمية بإسم جميل هو الديموقراطيّة، فإذا بها مشوّهة وعرجاء وقبيحة وبشعة، ومنها خرج لنا مارد قدمه في بئر نفط ويده في مصرف، ومنه خرج لنا تنظيم القاعدة ليحوّل كنيسة سيّدة النجاة وهي تحتفل بعيد جميع القدّيسين الى يوم قيامة، ومنه خرج لنا داعش ليسبي نسائنا الأيزيديات الجميلات المسالمات، ومنه خرج مسلّح سنّي ليقتل طفل شيعي بريء، ومنه خرج مسلّح شيعي ليقتل صديق الطفل المقتول!، ومنه خرج أساطين فساد وخيانة، ومنه خرج معمّم نسى الله وهو يقول ( فأمّا اليتيم فأقهر وأمّا السائل فأنهر وأمّا بنعمة طهران فحدّث)، ومنه خرج وحش المحاصصة ذو الرؤوس الثلاث ليلتهم كل ما يقع أمامه، ومنه خرجت فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان، ومنه خرجت آفات الفساد والجريمة والمخدرات، وخرج منه الفقر الذي قال علي بن أبي طالب يوما من أنّه لو كان رجلا لقتله وهو أي الفقر بحماية مسلّحين شيعة ليتجول في أرجاء العراق، ومنه خرج الموت الذي يكمن للناس في طرقات وطن قتله سانتا كلوز الأمريكي...

كلّنا أمل ونحن نستقبل عام 2023 ، أن يستعيد سانتا كلوز بالعراق براءته ويحطّم صندوق بندورا سانتا كلوز الأمريكي...



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فريق مهمل ، ثلاثة بلدان، كابوس واحد
- المرجعيّة الشيعيّة وأرساء معادلة جديدة لبناء نظام الحكم في ا ...
- قراءة في الوثيقة السياسية لقوى التغيير الديمقراطية بالعراق
- هل العراق دولة ضعيفة أم منهارة أم هشّة أم فاشلة ..؟
- الكونفدرالية وقانون النفط والغاز في الصراع بين بغداد وأربيل
- السيادة الوطنيّة مَهمّة أكبر من أن يتحملّها قادة العراق والأ ...
- عمر الخيّام الى الفضاء وابا نؤاس تُقَطّع أوصاله
- ضاع موطني بين الملّايات والماكيرات
- مجاميع الظل الحاكمة بالعراق
- سحق العراق بين إلإطارين
- إنتخاب رئيس للجمهورية إنتصار للإتحاد الوطني وقوى المحاصصة ول ...
- من حرق المصاحف والمساجد في إيران ..؟
- الإسلاميّون وعمائمهم علّموني الوطنية والنزاهة والأخلاق..!!
- لتتعلّم بغداد من ليفربول
- مستقبل العراق وآفاقه الضبابية
- غيتو الخضراء ... مفارقات تاريخيّة
- خطورة التنازل الطوعي عن الديموقراطيّة بالعراق
- قطار ولاية الفقيه وصل حدود النجف الأشرف
- أقليم كوردستان ليس جزءا من الحلّ
- مبنى البرلمان العراقي لا يمثّل سلطة الشعب ولا القانون


المزيد.....




- مصور فرنسي يوثق جانبًا آخر من جزيرة سقطرى باليمن لم تلتقطه ا ...
- إطلالة كيت ميدلتون -الزرقاء- تعيد إلى الأذهان أناقة الأميرة ...
- الجيش الكويتي يُعلق على تداول مقاطع رصد -صواريخ باليستية- في ...
- غروسي يكشف عن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيران ...
- مراسلتنا: المدفعية الإسرائيلية تهاجم جنوب لبنان
- الملاجئ الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ الإيرانية: قصورٌ في ا ...
- -إيرنا- تنفي نبأ انسحاب البرلمان الإيراني من معاهدة حظر الان ...
- اكتشاف مواد سامة -خفية- تلوث الهواء في الولايات المتحدة من م ...
- تفاصيل إبعاد مسيرة عن منزل نتنياهو
- إسرائيل وإيران تتصارعان.. والسوريون بين الشماتة والانتظار


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - هدايا سانتا كلوز الأمريكي للعراق