أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - غيتو الخضراء ... مفارقات تاريخيّة














المزيد.....

غيتو الخضراء ... مفارقات تاريخيّة


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 7371 - 2022 / 9 / 14 - 01:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعود تاريخ أوّل غيتو في اوربا الى إيطاليا وتحديدا مدينة البندقية في العام 1516 ، لأجبار اليهود على العيش فيه بمعزل عن بقيّة سكان المدينة. وقد تطوّر مفهوم الغيتو كمعازل بشريّة لاحقا ليمتد الى بلدان أوربيّة عديدة، بأوامر من ساسة وأباطرة ورجال دين. وكانت الغيتوات ومنذ وصول هتلر للحكم وخلال الحرب العالميّة الثانية، الأكثر عزلا وقسوة. وقد طبّقت الأنظمة العنصرية في بعض البلدان مفهوم الغيتو بشكل أو بآخر بحقّ السكان الأصليين، كما الأمريكيون الذين أقاموا غيتوات تحت مسمى مناطق إيواء لحصر الهنود الحمر فيها، وكما كانت الغيتوات الجنوب إفريقية والروديسية "زيمبابوي اليوم"، ومثلها الإسرائيلية التي عزلت الأحياء العربية والمختلطة بالأسلاك الشائكة بعد تأسيس دولتها في العام 1948 !!!!

بالعراق حيث كل شيء بالمقلوب والهرم يقف على رأسه لا على قاعدته، فالغيتو هو الآخر يجب أن يكون مختلفا شكلا ومعنى ومضمونا عن جميع غيتوات العالم السابقة والقادمة. فالغيتو تُنشئه السلطات لعزل مجموعة بشرية لأسباب عرقية أو دينية أو طائفية، عن طريق بناء جدران عالية تحيط بها أو أحاطتها بالأسلاك الشائكة كما ذكرنا قبل قليل، أمّا الغيتو العراقي فسيكون نموذجا جديدا للغيتو المتعارف عليه وسيدخل التاريخ كأوّل غيتو تقيمه سلطة لعزل نفسها عن بقيّة السكّان أي الشعب.

في سابقة غير معروفة لدى أكثر السلطات قمعيّة وهمجيّة وتخلّفا في العالم اليوم، دخلت حكومة المحاصصة الطائفية القومية وهي تهرب من غضب شعبنا ، التاريخ من "أوسع" أبوابه وهي تبني بوابّات حديدية وأسمنتية لتحيط بها المنطقة الخضراء وجسرين يؤديان اليها، ونحن على أعتاب الذكرى الرابعة للمارد التشريني وهو يقضّ مضاجع الطغاة ومن يحميهم من خارج الحدود. وكعادتها وهي المؤمنة بكتاب الله وسنّة نبيّه والأئمة من آل بيته، فقد واجهت أي (السلطات) التذمر الشعبي الواعي"لتميّزه عن القطيع غير الواعي الذي لا يتذمر" بكذبة من أكاذيبها التي تُضحك الثكلى، وهي أنّ أسباب قيامها ببناء الجدران الحديدية والأسمنتية التي خنقت شوارع العاصمة بغداد جاءت لـ "إجراء أعمال صيانة" على جسرين يؤديان الى الغيتو الأخضر!!!

من مفارقات الغيتو العراقي اليوم، هو أنّ ساكني الغيتو يعيشون حياة مرفّهة وليس كما سكنة الغيتو الفقراء كما هو متعارف عليه سابقا، وأنّهم يعملون بالربا الذي كان أحد أسباب عزل اليهود والذي وصل أي الربا العراقي الأسلامي الى برنابيّو حيث دعايات البنك الإسلامي العراقي تملأ جنبات الملعب الأسطوري في مدريد!! ومن المفارقات الأخرى هو أنّ السلطات كانت وهي تنشأ الغيتوات تفرض العمل القسري على سكّانه، فيما يفرض ساكنو غيتو الخضراء البطالة على أبناء شعبنا والتي هي أشبه بالعمل القسري حينما يعمل خريجّو الجامعات عتّالين وباعة على أرصفة الشوارع والطرقات.

أحدى الحقائق ونحن نعيش عصر الغيتو الأخضر، أنّ الغيتو العراقي هو كما بقية الغيتوات يعتبر حيّ للأقليات. فالحكومة العراقيّة وأحزابها وبرلمانييها وميليشياتها ومافياتها وهم يسجنون أنفسهم في غيتو، أقليّة فاسدة بنظر أبناء شعبنا الواعين ولهذا إنتفض شعبنا في تشرين لمواجهتهم. والشيء الوحيد الذي منحته سلطة الغيتو لشعبنا هو قيامهم بالشعائر الدينية على أن يتم تغذيتها بالطائفيّة، لأنّها أي تشرين الوحيدة القادرة على إزالة الجدران الحديدية والأسمنتية من حول غيتو الخضراء بمواجهتها للطائفية ومحاربتها علنا من خلال شعار (نريد وطن)..

كانت السلطات النازيّة تجبر اليهود على إرتداء شارة صفراء فيها نجمة داوود، والسلطات العراقية في الغيتو تضع شارة الطائفية والقومية السوداء على فوّهات بنادق ميليشياتها الموجّهة الى صدور شابّاتنا وشبابنا الثائر وعموم شعبنا، وعلى الجدارن التي تقيمها لحماية سلطتها الفاسدة المجرمة ...

لنعمل جميعا على هدم الغيتو العراقي الأخضر، فبهدمه يتنفس شعبنا هواء الحرية الذي يفضي الى سعادة أبنائه، ولنجعل من تشرين بتحصينه من المندسين، مشعلا نضيء به ظَلمة العراق الأسلامي القومي حالك السواد.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطورة التنازل الطوعي عن الديموقراطيّة بالعراق
- قطار ولاية الفقيه وصل حدود النجف الأشرف
- أقليم كوردستان ليس جزءا من الحلّ
- مبنى البرلمان العراقي لا يمثّل سلطة الشعب ولا القانون
- بين منهاج حزب الدعوة الأسلاميّة وتسريبات المالكي
- السيّد الصدر .. من المخجل جدّا جدّا
- الصدر والمشروع الأيراني في العراق
- السيد مقتدى الصدر: أن كان هذا نصرا فلا أهلا ولا سهلا به
- رحل من كان يمسح الله عن قدميه الطين .. رحل مظفر النوّاب
- الشعوب الأوربية تغامر بمنجزاتها التاريخية
- من أوراق أنتفاضة تشرين الخالدة..... أنتُنَّ اللواتي لَكُنّ ك ...
- أولويات الأسلام السياسي في العراق من وجهة نظر ميليشياوية
- وقاحة السفير الأيراني في بغداد وخيانة شيعية للعراق
- قضية الكورد الفيليين الموسميّة بين الإرادة والضمير
- بيت الشيوعيين .. بيت الشعب
- الأطار التنسيقي الشيعي وقصف أربيل ... بيان منحاز لأيران
- الطاقة هي محرّك الأزمة الروسية الأمريكية وليس أوكرانيا
- حتّى لا يطير الدخّان*
- مستقبل أغلبية الصدر السياسية
- عاش الشَع ..


المزيد.....




- أفغانستان: حكومة طالبان تكافح الجفاف بانشاء قناة على نهر أمو ...
- إسرائيل - إيران: من الحرب المفتوحة إلى حرب الظل
- طهران تنفي العودة إلى محادثات جديدة مع واشنطن
- بعد ثلاثين عاما من الصراع : اتفاق سلام بين الكونغو الديمقراط ...
- نجل أحد الرماة السنغاليين يرفع دعوى قضائية ضد فرنسا بتهمة إخ ...
- بزشكيان يدعو لوقف -التساهل- مع إسرائيل
- الاتحاد الأوروبي: عنف المستوطنين بالضفة يجب أن يتوقف فورا
- حماس تطالب بتحقيق دولي في قتل المجوعين بعد تقرير هآرتس
- عاجل | كاتس: وجهت الجيش لإعداد خطة بشأن إيران تضمن الحفاظ عل ...
- شاهد لحظة إضرام رجل النار داخل مقصورة مترو أنفاق مزدحمة بالر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - غيتو الخضراء ... مفارقات تاريخيّة