|
بين منهاج حزب الدعوة الأسلاميّة وتسريبات المالكي
زكي رضا
الحوار المتمدن-العدد: 7322 - 2022 / 7 / 27 - 04:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
" منهاجنا" كرّاس صغير لحزب الدعوة الأسلاميّة من خمس صفحات ( A4 ) نشرته المعارضة العراقيّة في الخارج على نطاق حزبيّ ضيّق بعد أن كانت قد حصلت عليه بشكل أو بآخر أواخر تسعينيات القرن الماضي. وبعد التسريبات الأخيرة للمالكي وتعامله مع الواقع السياسي المتأزم اليوم، وقبل الدخول في تفاصيل تسريبات المالكي والتي نفاها وحزبه بشدّة. أعود لكرّاسة " منهاجنا" والتي تقول في مقدمتّها وفي النقطة الرابعة " في صورة سقوط هذا المنهاج في يد غير منورّة لا بدّ من الأسراع في أنكار إنتسابه لنا"!! وهذا يعني أنّ أنكار أي حدث أو موقف أو تسريبات كالتي نُشرت مؤخرا، فأنّ حزب الدعوة الأسلاميّة يلجأ الى أسلوب النفي المطلق، وإن كانت الأدلّة حولها ثابتة وواضحة. وهذا الأسلوب جاء في المادة الأولى من الفصل الثاني وتحت باب " الأسلوب" والتي تقول " الأسلوب عندنا كالمومياء تحوله مقتضيات الحاجة ، وهذا جائز بالطبع بدليل قوله تعالى ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو بمثلها) ".
في هذه التسريبات أعلن المالكي عن عداءه الشديد للصدر وتيّاره، كما تناول فساد هادي العامري زعيم فيلق بدر والصدر من خلال إستلامهم لرواتب منتسبين فضائيين، عدا عن مهاجمته لمسعود البارزاني ومحمّد الحلبوسي . متهمّا الصدر والبارزاني والحلبوسي في إدخال العراق الى الدائرة الحمراء، في حالة نجاحهم بأبعاد الأطار عن تشكيل الحكومة القادمة، مهددّا بأشعال حرب طاحنة لأفشال مشروع الصدر وحلفاءه. وبالعودة للفصل الأوّل من " منهاجنا" والذي تحت عنوان " الهدف والعمل الحزبي" نرى أنّ تسريباته هذه لا تبتعد كثيرا عمّا جاء في النقطة الثالثة منه والتي تقول " إنّنا نعمل من أجل أن نفتح عيون الأمّة على واقعها الفاسد، ونرسم لهم طريق الخلاص منه، من أجل تجنيد الطاقات الضخمة التي لدى هذه الأمّة العظيمة، وصبّها في بوتقة التنظيم الحزبي الموحّد الذي نسعى للوصول عبره الى الحكم، وكنس كافّة الفئات الأخرى التي تعادينا، أو تنافق معنا، او تمنع شملنا"!!
أنّ حزب الدعوة الأسلامية ما أنفكّ منذ توليه السلطة في العراق على دبّابة أمريكية لليوم، من تشويه سمعة الأحزاب العراقيّة المختلفة ومنها الأحزاب والمنظمات الأسلاميّة الشيعيّة والسنيّة. فالمالكي وحزبه يتّهمون الأحزاب الكورديّة بالعمالة لأمريكا وأسرائيل، والاحزاب السنيّة بالعمالة لتركيا والسعودية وبلدان الخليج، وفي التسريبات الثانيّة أتّهم مقتدى الصدر بالعمالة لإيران قائلا " إيران دعمته لتجعل منه نسخة ثانية من زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله... أنا أعرفهم.. ضربتهم في كربلاء والبصرة ومدينة الصدر". ليضيف وهو "غير" العميل "أردت جعل الحشد الشعبي مشابها للحرس الثوري الإيراني"!!
لو عدنا الى كرّاسة " منهاجنا" في فصلها الرابع وهو تحت عنوان " مع من؟ ضدّ من؟" نرى أنّ المادة الأولى تقول: " نحن مع من يكون معنا، وضدّ من يرفض التعاون معنا مهما كان مركزه، فقانون – من لم يكن معنا فهو ضدنا- صحيح مائة في المائة في مجال القضايا التنظيمية".
المادّة الثالثة من نفس الفصل تقول: " الأعداء الذين يرفضون مباديء الحزب ويقاومونها وهم الذين نطلق عليهم كلمة – مرضى- فلابدّ من أتّباع الطرق التالية ضدّهم:
الاوّل: "خلق جو من الشك والأستفهام حولهم، من أجل عزل الناس عنهم". الثاني: "وضع مخطط لإطلاق تهم جديدة ضدّهم بين كل آونة واخرى، لأنهاكه بالدعايات". الثالث: "اتهامهم بالعمالة لجهات أجنبيّة"، وهذا ما فعله المالكي بالضبط في تسريباته. الرابع: "محاولة أشغالهم بالتوافه"، وهذا ما أشار اليه الصدر قائلا " لا تكترثوا للتسريبات، فنحن لا نقيم له وزنا". الخامس:"تأليب السلطات المحليّة ضدّهم حتّى تتولى هذه السلطات عمليّة القضاء عليهم، أو على الأقل أشغالهم بأنفسهم من دون أن يعرف أحد، أنّ ذلك يتم بتحريك من منوّرينا". ولأنّ المنهاج نشر أثناء النضال ضد البعث، فمن الممكن جدا ووفق هذه النقطة تحديدا، أن يكون الدعاة قد تعاونوا مع البعث بشكل غير مباشر، عن طريق مدّهم بمعلومات أمنية عن معارضي البعث من مختلف التيّارات السياسيّة لتصفيتهم حينها.
وتبرز خطورة حزب الدعوة الأسلاميّة بشكل كبير جدا في المادّة الرابعة من هذا الفصل حينما تقول " التوسّل بأية طريقة لتصفية المعارضين لنا وهو أمر مشروع. فليس التوسّل بالسلطات مثلا ركونا للظالمين، وأنمّا هو لأجل أهميّة الهدف، وفي سبيل هذا الهدف فأنّ التحدث عن شرعيّة نوعيّة القضاء على أعدائنا لا يكون واردا. أنّ علينا أن نحقّق أهدافنا في الحياة وكلّ من يقف بوجهنا فأننا سنقضيي عليه، هذه هي السياسة التي لا بدّ من أتّباعها" أي ما ننطيها كما قال المالكي يوما!! في الكرّاسة توجيهات وأرشادات عدّة حول المرجعية وضرورة تحجيمها وأنتخاب مرجعية على قياسات الحزب، كما ان هناك مواقف تجاه الحركات الاسلامية خارج العراق وضروروة التواصل معهم كالأخوان المسلمين في مصر وجيش التحرير في الأردن، والعديد من الوصايا التنظيمية التي لا مجال لتناولها في هذه المقالة القصيرة.
الصفحة الأولى من كرّاس " منهجنا" لحزب الدعوة الأسلاميّة
أنّ التسريبات وما جاء فيها تشير الى أن الدعاة والأسلامييّن بشكل عام ليسو برجال دولة مطلقا، وهم مستعدون لتعريض السلم الأهلي للخطر ووضع البلد على كفّ عفريت من أجل مصالحهم الحزبية والفئوية، معتمدين في ذلك على ميليشياتهم وعشائرهم!! وأي حديث من ساسة الشيعة حول مظلومية الطائفة هو مجرد تجارة وكذب ليس الّا، فالطائفة الشيعية ومدنها وقراها وقصباتها في العراق لا تختلف بشيء عن بقيّة طوائف وقوميات شعبنا ومدنهم وقراهم من حيث بؤسها وفقرها وتخلفّها، هذا إن لم يكن أسوأ. وفساد هؤلاء الساسة لا يختلف بشيء عن فساد ساسة المحاصصة الآخرين هو الآخر بشيء، إن لم يكن اسوأ هو الآخر..
أنّ العراق وليخرج من الجحيم الذي يعيشه وشعبه، بحاجة الى نظام علماني ديموقراطي. وهذا النظام لا يأتي هبة من أحد، بل بنضال القوى السياسيّة التي تهمّها مصلحة شعبنا ووطننا، وتشرين كانت البداية ونقطة الأنطلاق.
#زكي_رضا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السيّد الصدر .. من المخجل جدّا جدّا
-
الصدر والمشروع الأيراني في العراق
-
السيد مقتدى الصدر: أن كان هذا نصرا فلا أهلا ولا سهلا به
-
رحل من كان يمسح الله عن قدميه الطين .. رحل مظفر النوّاب
-
الشعوب الأوربية تغامر بمنجزاتها التاريخية
-
من أوراق أنتفاضة تشرين الخالدة..... أنتُنَّ اللواتي لَكُنّ ك
...
-
أولويات الأسلام السياسي في العراق من وجهة نظر ميليشياوية
-
وقاحة السفير الأيراني في بغداد وخيانة شيعية للعراق
-
قضية الكورد الفيليين الموسميّة بين الإرادة والضمير
-
بيت الشيوعيين .. بيت الشعب
-
الأطار التنسيقي الشيعي وقصف أربيل ... بيان منحاز لأيران
-
الطاقة هي محرّك الأزمة الروسية الأمريكية وليس أوكرانيا
-
حتّى لا يطير الدخّان*
-
مستقبل أغلبية الصدر السياسية
-
عاش الشَع ..
-
الإستعمار الإيراني للعراق أخطر اشكال الإستعمار
-
أنا أبحث عن الله في .....
-
الديموقراطية التوافقية / المحاصصة الطائفية القومية وخطرها عل
...
-
طلبة العراق .. ماكنة الثورة التي عليها أن لا تهدأ
-
المُجرَّبْ يُجرَّبْ
المزيد.....
-
شرطة لندن: عشرات البلاغات المتعلقة باتهامات في حق الفايد منذ
...
-
لبنان.. شاهد اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي استهدف وسط بيرو
...
-
حياة الحيوانات في لبنان بخطر: فرق الإنقاذ تكافح لإنقاذ المتض
...
-
مقتل 4 أشخاص بانفجار في محطة للوقود في عاصمة الشيشان غروزني
...
-
اللواء الصمادي: عملية القسام أكدت أن الأنفاق سر من أسرار حرب
...
-
مصدر بالجيش اللبناني: لن نسمح باقتحام الجيش الإسرائيلي مراكز
...
-
لفقدان الوزن أم للأداء الرياضي؟ دليلك لاختار الكربوهيدرات ال
...
-
جنود إسرائيليون يتحدثون عن الفروق في قتالهم بين غزة وجنوب لب
...
-
دبلوماسية أميركية: دعم إسرائيل وصمة عار ستطارد واشنطن لأجيال
...
-
بعد عام على اندلاعها.. تبعات الحرب على لبنان
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|