أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - من أوراق أنتفاضة تشرين الخالدة..... أنتُنَّ اللواتي لَكُنّ كامل الحقَّ في هذا الوطن














المزيد.....

من أوراق أنتفاضة تشرين الخالدة..... أنتُنَّ اللواتي لَكُنّ كامل الحقَّ في هذا الوطن


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 7232 - 2022 / 4 / 28 - 02:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


متى ما فهم الأسلام السياسي أنّ الفقر هو السبب الرئيسي للدعارة، وأنّ محاربة الفقر وتوفير فرص عمل كريمة للنساء سوف يقلل نسبتها في المجتمع، ومتى ما ترك رجل الدين هذيانه وهو يخطب من فوق منبره بأنّ الفقر ليس بعيب على الرغم من أنّه بذلك يشجّع على الدعارة والسرقة وكل أشكال الأنحرافات، ومتى ما سنّت الدولة قوانين تحمي المرأة من الأضطهاد والعسف والعنف والجور، ومتى ما وقفت الدولة بمواجهة العادات العشائرية بحزم وهي تبيع المرأة كبضاعة لحلّ الخلافات العشائرية، أو قتلها بتهم جرائم "الشرف"، يكون من "حقّهم" الحديث عن الشرف والعفّة وكرامة النساء. لكن أن يكون جميع من يمتهن المرأة وكرامتها قاضيا ليحاكمها دون أن يوفّر لها ما تدافع فيه عن نفسها، فهذه جريمة بشعة بحق المرأة. لكنّ الجريمة تكون أكثر بشاعة حينما يطالب الاسلام السياسي بعدم مشاركة المرأة بغضّ النظر عن وضعها الأجتماعي ويهينها، كي لا تدافع عن وطنها وتتضامن مع شعبها وهو ينتفض ضد سلطة الفساد والقتل والخيانة. والوطن هو الشرف الرفيع الذي يفتقده الأسلام السياسي وعصاباته، والعهر الحقيقي هو التجارة بالوطن وليس بالجسد الذي دفعه الجوع والفقر ليقع بين براثن قوّاد يتاجر به، والقوّاد الأكثر لؤما ونذالة وخسّة من قوّاد الجسد هو قوّاد الوطن والشعب اللذان أوقعتهما أمريكا وأيران بين براثن الأسلام السياسي بأحزابه وميليشياته وعصاباته.

أربع فتيات ليل توجّهنَ صباح يوم من صباحات أنتفاضة تشرين الخالدة من منطقة البتّاويين وسط بغداد نحو كعبة الأحرار (ساحة التحرير)، ليشاركنّ بنات وأبناء وطنهنّ وشعبهنّ في إنتفاضتهم التي هزّت أركان الفساد والجريمة في الخضراء ومن يوجههم من طهران. توجّهنَ بخطى ثابتة وهنّ يبحثنَ من خلال الأنتفاضة عن وطن يوفر لهنّ الأمان والكرامة والأمل في حياة مستقرة بعيدة عن سوق المتعة وذلّه، التي دفعتهنّ الأقداروجرائم نظامي البعث والمحاصصة الأسلامية الطائفية القومية لدخوله. أربع فتيات يحملنَ في روحهنّ شرف لا يحمله ولن يحمله الكثير من الأسلاميات والأسلاميين، فهنّ لم يشاركنَ في نهب ثروات الناس، ولم يساهمنَ في قتل نفس واحدة، ولم يتقاسمنَ العمولات (الكوميشنات) كما لبوات الشيعة والسنّة، ولم يمتلكنّ قصورا برعاية وحماية السيد، ولم يكونوا يوما عضوات في أتحاد نساء منال الآلوسي سيء الصيت والسمعة ليكونوا بعدها عضوات منظمة نساء الدعوة الأسلاميّة، ولم يطالبنَ بقتل سبعة من السنّة مقابل سبعة من الشيعة، ولم يسرقنَ مصرفا كما مصرف الزويّة، ولم يصدرنّ النفط في أنابيب دون عدّادات، ولا يمتلكن الملاهي والبارات وأندية القمار ودور الدعارة التي يعملنَ فيها لحساب ميليشياوي مؤمن بالله ورسوله وآل بيته، ولا يأخذنّ الرشى من المواطنين البسطاء، ولا يعرفنّ عدد المنافذ الحدودية ووارداتها، ولا يفقهنّ معنى الخُمس وأين تذهب جبايته.


الفتيات الأربع وصلنَ في ذلك الصباح التشريني المفعم بالأمل الى نقطة تفتيش مليشياوية تابعة لميليشيا الدولة العميقة التي تتحكم بأقدار الوطن والشعب، نقطة التفتيش هذه كانت الأخيرة التي تفضي الى كعبة الأحرار وفيها ميليشياويين متسلحّين بأسلحة مختلفة، فبالأضافة الى الرشّاشات والمسدسات والعصي والهراوات والأسلحة الباردة وأجهزة الأتصال المختلفة، كانوا متسلحين بالبذاءة الأخلاقيّة النابعة من مستنقعهم الميليشياوي ومن تربيتهم الحزبية والميليشياوية الفاسدة. ودار بينهم الحوار التالي:

الأسلاميين: وين رايحات (ألى أينَ أنتنّ ذاهبات)

هنّ: الى ساحة التحرير

الأسلاميين: ليش شتردن! (ماذا تريدنّ)

هنّ: نريد مشاركة الشعب أنتفاضته

الأسلاميين: بصوت واحد وضحكات داعرة "هسّه أنتن ..... شعليچن من السياسة والمظاهرات" (أنكنّ عاهرات مالكنّ والسياسة والمظاهرات).

هنّ: "أحنا ....... أي لكن عدنا حگ بهذا الوطن" .. نعم نحن عاهرات لكن لدينا حقّ في هذا الوطن.

من غيركنّ له الحقّ في هذا الوطن، أن لم تكوننّ صاحبات هذا الحقّ؟ أنتنّ يا بنات بلدي أشرف من كل التافهين والبذيئين والملوّثين الذين يتحكمون بمصيركنّ ومصير بنات وأبناء شعبنا، أنتنّ أكثر طهرا من كل تجار الوطن والدين، أنتنّ من يوصمن جباه سياسيي وميليشياويي وعمائم الأسلام السياسي وهم يخونون بلدكنّ بالعار. من أجل شرفكنّ المهدور، ومن أجل غد أجمل للمرأة والطفولة، ومن أجل غد أجمل للوطن والناس قامت الأنتفاضة، وستعود أكثر ألقا وعزما، فالهدوء اليوم ليس سوى أستراحة محارب.

حيث يُفْتَقَدْ القانون ينبغي أن ينوب الشرف منابه (Hvor loven mangler, bør ære tage dens plads)، مثل دنماركي

ماذا نفعل في بلد، القانون فيه جريمة، والشرف فيه هو القتل والسرقة والفساد والخيانة؟



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أولويات الأسلام السياسي في العراق من وجهة نظر ميليشياوية
- وقاحة السفير الأيراني في بغداد وخيانة شيعية للعراق
- قضية الكورد الفيليين الموسميّة بين الإرادة والضمير
- بيت الشيوعيين .. بيت الشعب
- الأطار التنسيقي الشيعي وقصف أربيل ... بيان منحاز لأيران
- الطاقة هي محرّك الأزمة الروسية الأمريكية وليس أوكرانيا
- حتّى لا يطير الدخّان*
- مستقبل أغلبية الصدر السياسية
- عاش الشَع ..
- الإستعمار الإيراني للعراق أخطر اشكال الإستعمار
- أنا أبحث عن الله في .....
- الديموقراطية التوافقية / المحاصصة الطائفية القومية وخطرها عل ...
- طلبة العراق .. ماكنة الثورة التي عليها أن لا تهدأ
- المُجرَّبْ يُجرَّبْ
- تحويل أموال العراق المنهوبة من جيب البعث الى جيوب قوى المحاص ...
- الديموقراطية في العراق .. وهم ليس الّا
- ما بعد پشتاشان
- نعم لمقاطعة الإنتخابات ونعم لحث الجماهير على مقاطعتها
- هكذا يبايعون عليّا عند غدير العراق
- على أي نظام من نظامي الحكم الملكي يتباكى اليوم مناصروه..؟


المزيد.....




- التحدي الأثري الأصعب بالعالم.. تجميع حجارة لوحة جدارية لفيلا ...
- فيديو يكشف أثار ضربة إيرانية في حيفا.. ووزير خارجية إسرائيل: ...
- شاهد ما حدث بين مندوبي إسرائيل وإيران خلال اجتماع مجلس الأمن ...
- بي بي سي لتقصي الحقائق: لماذا حذفت وزارة الصحة في غزة مئات ا ...
- القضاء الأمريكي يأمر بالإفراج عن الناشط محمود خليل قائد احتج ...
- حبيب الله سياري الضابط الذي أشرف على بناء أول مدمرة إيرانية ...
- حاملة الطائرات الأميركية -نيميتز- مدينة نووية عائمة
- أبرز الاتفاقيات بين باكستان والهند
- المحكمة العليا الأميركية تسمح بمقاضاة السلطة الفلسطينية
- -إنها مخطئة-.. ترامب يلوم مديرة مخابراته بشأن نووي إيران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - من أوراق أنتفاضة تشرين الخالدة..... أنتُنَّ اللواتي لَكُنّ كامل الحقَّ في هذا الوطن