أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - سحق العراق بين إلإطارين















المزيد.....

سحق العراق بين إلإطارين


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 7405 - 2022 / 10 / 18 - 22:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يلتفت أحد الى إستخدام الولايات المتحدة الأمريكية اليورانيوم المنضّب في تصنيع الذخائر التي قصفت بها الجنوب العراقي في الناصرية والسماوة والفلوجة وعلى الأخص مدينة البصرة منذ العام 1991 حتّى العام 2003 ، لا من المنظمات الدولية ولا من قبل الأقطاب الرئيسية للمعارضة العراقية التي كانت ولازالت تسير وفق المخططات الأمريكية، بل على العكس فأنّ بيل كلينتون ومادلين اولبرايت قالا في تعليقهما على قصف العراق بالأسلحة المحرمة دوليا وعلى الرغم من سقوط مئات الالاف من القتلى والتشوهات التي طالت وتطال مئات الالاف من الأطفال من أن الامر أي قصف العراق يستحق ذلك، في الوقت الذي كان فيه من يمتلك القرار السياسي ببغداد يشجع امريكا على هذا الأمر!! وقد تمّ الإلتفات الى خطورة هذه الذخائر في حرب البلقان، بعد تعرض جنود من حلف الناتو لآثار هذه القنابل التي إستخدمتها الولايات المتحدة في تلك الحرب، والتي علاوة على قتل البشر وتدمير الآليات المصفحّة والدبابات فأنّ هذه المادّة تترك آثارا شديدة الخطورة على التربة والمياه الجوفية ما يؤثر على الإنتاج الحيواني والزراعي في المناطق الملوثّة ولعقود طويلة.

كانت "الامانة العامة في مجلس الوزراء في 2018 شكلت فريقا وطنيا وتم تشخيص وجود 23 موقعا ملوثاً في محافظة البصرة"، وأنّه وكما قالت "تم اجراء مسح شعاعي في البصرة وفحص 86 كيلومترا مربعا والعثور على 400 ألف متر مربع ملوثة باليورانيوم والاشعاع النووي وبدأ الفريق بتنظيف هذه الاماكن"!! هذه التصريحات غاية في الخطورة رغم معرفتنا بها دون الأرقام التي ذكرها مجلس الوزراء، الا إننا نقف منبهرين أمام إمكانية العراق بطي صفحة التلوث الإشعاعي كما أعلن جاسم الفلاحي الذي اعلن أواخر كانون أوّل / ديسمبر 2021 " انتهاء صفحة التلوث الإشعاعي في البصرة، واصبحت خالية من التلوث" أقول منبهرين ، كون السلطات الأمريكية كشفت يوم أمس 16/10/2022 عن " تلوث إشعاعي كبير في مدرسة ابتدائية في ضواحي مدينة سانت لويس بولاية ميزوري الأمريكية حيث تم إنتاج أسلحة نووية خلال الحرب العالمية الثانية، وفقًا لتقرير جديد صادر عن مستشاري التحقيق البيئي"، و "تقع المدرسة في سهل الفيضي لخور كولد ووتر، التي تلوثت بالنفايات النووية من إنتاج الأسلحة خلال الحرب العالمية الثانية" ، وعلى الرغم من أنّ سلاح المهندسين الأمريكي يقوم بتنظيف الخور منذ أكثر من 20 عاما وبأحدث الأجهزة وتحت أنظار أفضل الخبراء، الا أن "مستويات النظائر المشعة مثل الرصاص 210 والبولونيوم والراديوم والسموم الأخرى كانت "أكثر بكثير" مما توقعته شركة بوسطن كيمكال". السؤال هو كيف تمكّن العراق بضحالة إمكانياته وفساد قادته وأمّية هيئاته العلمية وضعف تقنياته من تنظيف المنطقة من التلوّث الإشعاعي، ولم تستطع الولايات المتحدة بكل التقنيات التي تمتلكها من الحذو حذو العراق في تنظيف مدرسة من التلوث الإشعاعي بعد 20 عاما من بدءها مشروعها في تنظيف المكان!!؟

الإطار التنسيقي الشيعي ممثلا برئيس وزراءه الجديد السيد السوداني أكّد في لقاء له بالسفيرة الأمريكية ببغداد السيدة ألينا رومانوسكي على "رغبة العراق في ترسيخ علاقة شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة من خلال تعزيز العمل على اتفاقية الإطار الاستراتيجي في جوانبها المختلفة الاقتصادية والتعليمية والثقافية والسياسية وقضايا مواجهة آثار التغير المناخي، فضلا عن التعاون الأمني في مجال تقديم الدعم والمشورة لتمكين القوات الأمنية العراقية". الجانب التعليمي والثقافي هما جزء من إتفاقية الإطار الإستراتيجي بين أمريكا والإطار الشيعي تحت أي مسمى كان، ولكن هذا لم يمنع من إنهيار التعليم وحقل الثقافة بالعراق الإسلامي. كما لم يكن فاعلا في بناء نظام أقتصادي متطور أو يسير بخطى محسوبة نحو التطور وإن ببطئ ، أمّا حول التغير المناخي وضرورة مساهمة العراق غير الصناعي وغير الزراعي فيه، فأنّ ما لا يعرفه الأطاريون والمتحاصصون أو يعرفونه ويغمضون عيونهم عنه هو أنّ الولايت المتحدة الأمريكية رفضت مشروع الأتفاق المطروح على مؤتمر المناخ في كوبنهاغن سنة 2009 ، كما انسحبت من مؤتمر باريس للمناخ سنة 2015 !!

السفيرة الأمريكية في تغريدة لها لم تشارك السيد السوداني في تصريحاته الا في مسألة المناخ، رغم أنّ بلادها مسؤولة عن التلوث الأشعاعي بالبلاد. وكتبت على حسابها الشخصي في تويتر، أنّ "التقدم في تحقيق المصالح المشتركة بين أمريكا والعراق، مهم للعراقيين". وأشارت في تغريدتها إلى أهمية وجود "عراق يحارب الفساد ويخلق فرص العمل، وعراق مستقر من خلال مؤسسات أمنية حكومية قوية وخالٍ من داعش، وعراق مرن للتعامل مع التغير المناخي"!!

عراق خال من الفساد أيها السفيرة، وبالأمس فقط وكنزر يسير من الفساد الذي جاء على ظهر دباباتكم تمت سرقة 2.5 مليار دولار من قبل حيتان الفساد!! إيجاد فرص عمل، والبطالة تزداد نسبتها بأستمرار وتطال حتى خريجي الجامعات وتحولهم الى باعة متجولين!! عراق مستقر، والميليشيات تعيث به فسادا والسلاح يباع في اسواق مدينة الثورة علنا وتحت حماية الميليشيات وغياب الدولة!!

العراق اليوم لا سيادة له، حيث المعسكرات التركية تتواجد في أراضيه بشكل علني وتحت مرأى ومسمع السفارة الأمريكية ببغداد والقنصلية الأمريكية في أربيل والتي تطالب بالسيادة من خلال أتفاقية الأطار الأستراتيجي، والقوات الإيرانية كما التركية تقصفان القرى والبلدات والمدن الكردية متى ما أرادوا. فهل اتفاقية الإطار الأستراتيجي قادرة على وقف العدوان التركي الإيراني على الاراضي العراقية!؟

على حكومة الأطار ان تطالب الولايات المتحدة وكبادرة لتحسين ملف المناخ، أن تتحمل مسؤوليتها في تنظيف الجنوب العراقي من آثار اليورانيوم المنضب التي أستخدمته في حروبها ضد العراق. وحينها فقط تستطيع البدء بتنفيذ باقي نقاط المشروع، والا فأن بلادنا ستسحق بين أطاري الاطار الشيعي والأطار الأستراتيجي، ونحن بالحقيقة مسحوقون كبلد وشعب.

قالت آشلي بيرنو، رئيسة جمعية الآباء والمعلمين في جانا والتي لديها ابن في المدرسة: "لقد شعرت بالفاجعة... يبدو الأمر مبتذلاً للغاية، لكنه يأخذ أنفاسك منك". فهل سيشعر قادة الإطار وباقي مثلث الفساد بالفاجعة، وهل الأمر مبتذلا حقّا بنظرهم....!؟



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتخاب رئيس للجمهورية إنتصار للإتحاد الوطني وقوى المحاصصة ول ...
- من حرق المصاحف والمساجد في إيران ..؟
- الإسلاميّون وعمائمهم علّموني الوطنية والنزاهة والأخلاق..!!
- لتتعلّم بغداد من ليفربول
- مستقبل العراق وآفاقه الضبابية
- غيتو الخضراء ... مفارقات تاريخيّة
- خطورة التنازل الطوعي عن الديموقراطيّة بالعراق
- قطار ولاية الفقيه وصل حدود النجف الأشرف
- أقليم كوردستان ليس جزءا من الحلّ
- مبنى البرلمان العراقي لا يمثّل سلطة الشعب ولا القانون
- بين منهاج حزب الدعوة الأسلاميّة وتسريبات المالكي
- السيّد الصدر .. من المخجل جدّا جدّا
- الصدر والمشروع الأيراني في العراق
- السيد مقتدى الصدر: أن كان هذا نصرا فلا أهلا ولا سهلا به
- رحل من كان يمسح الله عن قدميه الطين .. رحل مظفر النوّاب
- الشعوب الأوربية تغامر بمنجزاتها التاريخية
- من أوراق أنتفاضة تشرين الخالدة..... أنتُنَّ اللواتي لَكُنّ ك ...
- أولويات الأسلام السياسي في العراق من وجهة نظر ميليشياوية
- وقاحة السفير الأيراني في بغداد وخيانة شيعية للعراق
- قضية الكورد الفيليين الموسميّة بين الإرادة والضمير


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - سحق العراق بين إلإطارين